الظلم والظالمين
تاريخ النشر: - تاريخ التعديل: - جديدنا

إنّ مهمة الأمة المسلمة في الحياة هي تجسيد العدل ونشره وإبلاغه وحمايته في المجتمع، ومواجهة الظلم ومعالجة أسبابه ومحاصرة آثاره، وبيان مخاطره على الفرد والمجتمع، وقيم الدّين إنما شرعت في الأساس لإقامة الدنيا على منهاج العدل.

مفهوم الظلم وأسبابه

استنقاذ الإنسان من النزوع إلى الظلم المورث للشقاوة في الدنيا والخسارة في الآخرة، والسير به إلى شاطئ الأمان، بحيث لا يَظلم ولا يُظلم، يقول ابن الجوزي: “وإنما ينشأ الظلم عن ظلمة القلب؛ لأنه لو استنار بنور الهدى لاعتبر”.

فالظلم هو وضع الشيء في غير محله، ومجاوزة الحق والتعدي على الآخرين في أموالهم أو أعراضهم، ومن فعل شيئاً من ذلك فقد ظلم نفسه وظلم غيره.

وأما أسباب الظلم: فهي ضعف الإيمان وضعف العقل وعدم الخوف، فقد قال الماوردي في أدب الدنيا والدين: “إنّ في طباع الناس من حب المغالبة على ما آثروه، والقهر لمن عاندوه ما لا ينكفون عنه إلا بمانع قوي ورادع ملي”، وقال المتنبي: “والظلم من شيم النفوس، فإن تجد ذاعفة فلعلة لا يظلم“، وهذه العلة المانعة من الظلم: إما عقل زاجر، أو دين حاجز، وسلطان رادع، أو عجز صاد.

ما هو الظلم؟ تعريف الظلم وأنواعه

الظلم: هو التعدي عن الحق إلى الباطل، والظلم بجميع أنواعه عاقبته وخيمة إنْ لم يتب منه صاحبه أو يعف الله عنه، فما أعده الله للكفار من النار والخلود فيها، وللعصاة من دخول جهنم والعذاب البرزخي، كل ذلك نتيجة لظلمهم، هذا في الآخرة.

والظلم ضده العدل، والظلم هو إيذاء نفسك أو الآخرين بالمعنى أو القول أو الفعل بغير حق، والظلم حرامٌ كما في الكتاب والسُّنَّة وقوانين الدول؛ قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا ﴾ [الفرقان: 19]، وقال أيضًا: ﴿ وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ﴾ [الشورى: 8]، وورد في الحديث القدسي عن أبي ذرٍّ الغفاري رضي الله عنه، عن النبي فيما يرويه عن ربِّه عز وجل أنه قال: “يا عبادي، إني حرَّمْتُ الظُّلْمَ على نفسي، وجعلته بينكم مُحرَّمًا؛ فلا تَظالموا..”.

وينقسم الظلم إلى ثلاثة أقسام:

  • ظلم الخلق خالقهم ودينه ورسوله: قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا ﴾ [الأحزاب: 57].
  • ظلم غيره من الخلق: يدخل في ذلك الظلم الإنس والجن والحيوان، عَنْ أَبي هُرَيرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: ((لا تَحَاسَدوا، وَلا تَنَاجَشُوا، وَلا تَبَاغَضُوا، وَلا تَدَابَروا، وَلا يَبِعْ بَعضُكُم عَلَى بَيْعِ بَعضٍ، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخوَانًا، المُسلِمُ أَخو المُسلم، لا يَظلِمُهُ، وَلا يَخذُلُهُ، وَلا يكْذِبُهُ، وَلا يَحْقِرُهُ، التَّقوَى هَا هُنَا – وَيُشيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ – بِحَسْبِ امرئ مِن الشَّرِّ أَن يَحْقِرَ أَخَاهُ المُسلِمَ، كُلُّ المُسْلمِ عَلَى المُسْلِمِ حَرَامٌ: دَمُهُ، وَمَالُه، وَعِرْضُه))؛ رواه مسلم.
  • ظلم نفسه بإفساد صحته عن طريق الخمر أو تكليف نفسه بما لا يطيق: قال موسى عليه السلام في قتل النفس‏:‏ {رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي} [القصص: 16]، وقالت بلقيس‏:‏ {رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [النمل: 44]، وقال آدم عليه السلام:‏ {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الأعراف: 23].

من أنواع الظلم:

  • ظلم قولي: هو كل ما تُخرجه الأفواه من كلام بذيء؛ كالشتم والقذف والغِيبة.
  • ظلم فعلي: هو إيذاء الآخرين بكل عمل، كالأصوات المرتفعة أو رمي الأوساخ.
  • ظلم سكوتي: هو أن يسكت على منكر وهو قادرٌ على إزالته.

 

ومن أنواع الظلم أيضاً: 

  • فظلم لا يُغفر: الشرك بالله، نعوذ بالله تعالى من الشرك، قال تعالى: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} (سورة النساء:48).
  • وظلم لا يُترك: ظلم العباد بعضهم بعضاً.
  • وظلم مغفور لا يُطلب: ظلم العبد نفسه.

الأسباب التي تدفع الفرد إلى ممارسة الظلم

السبب المشترك بين أغلب أسباب ممارسة الظلم هو اعتياد وتعوُّد الظالمين على ظلمهم وطغيانهم، وتعوُّد بعض المظلومين على الركون للظلم، وتعوُّد الناس على رؤية الظلم أمام أعينهم وفي حياتهم اليومية من غير أن يحدث ذلك شيئاً في أنفسهم وكأن لسان حالهم يقول: “هذا أمر عادي وطبيعي، وما شأني أنا ما دمت لست بمظلوم ولا ظالم”، حتى أصبح الظلم شيئاً عادياً في مجتمعاتنا، بل أصبح عادة الطواغيت وسنتهم.

أنواع الظلم وتأثيره على المجتمع

يعد الظلم من أهم أسباب هلاك الأمم والشعوب والدول والحضارات، وله مفهوم شامل عريض يؤدي إلى فقدان التوازن في مجالات الحياة كافة وفي علاقة الإنسان مع نفسه ومع الله ومع غيره، وعن هذا تنبثق ظواهر نفسية واجتماعية واقتصادية مرضية وتصورات فاسدة عن الوجود كله، فيعم الفساد الحياة الإنسانية بأسرها.

الظلم الاجتماعي: كيف يؤثر على النسيج المجتمعي؟

يختص الظلم الاجتماعي بظلم الناس بعضهم لبعض فرادى أو جماعات، شعوباً أو قبائل، قال تعالى: {وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (41) وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ} [سورة الشورى:40-42]، فقد أثبت سبحانه لمن ظُلم حقه بأنْ يفعل بظالمه ما فعل به، وقرر سبحانه أنه لا يحب الظالمين.

ومجال الظلم الاجتماعي واسع جداً، يشمل جميع السيئات، التي يقترفها الإنسان في حق أخيه، ومرجع هذا النوع من الظلم إلى أربعة أصناف: 

  1. ظلم في الدماء. 
  2. ظلم في الأموال. 
  3. ظلم في الأعراض. 
  4. ظلم طبقي.

فأما ظلم الدماء، فهو أشد أصناف الظلم الاجتماعي؛ لذلك فهو أول المظالم التي يقضى فيها يوم القيامة بين العباد، وأعظم صور ظلم الدماء ظلم الأنفس بالقتل؛ سواء كان للغير، أو للنفس (الانتحار) ثم تليه صور التعذيب المختلفة، وقد قال سبحانه: {ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق} [الإسراء:33].

الظلم الاقتصادي: الفقر والفوارق الطبقية كمظهر للظلم

يُعدُّ الظلم المالي من الموضوعات التي أولاها القرآن الكريم عناية فائقة، وعالجه في مواضع كثيرة من خلال نصوص كفيلة بوقاية الأمم والأفراد من الوقوع في هاوية الظلم، الذي يغتال النمو والتطور، ولا يخلف إلا الهلاك والدمار، قال تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا} [سورة النساء:29-30].

وأبطل الإسلام الحنيف كل قيم الجاهلية الظالمة، التي تفرق بين الإنسان وأخيه الإنسان على أساس طبقي؛ فهؤلاء قوم نوح يخاطبونه قائلين: {أنؤمن لك واتبعك الأرذلون} [سورة الشعراء:111]، فيرد عليهم نوح عليه السلام بقوله: {وما أنا بطارد المؤمنين * إن أنا إلا نذير مبين} [سورة الشعراء:114-115] {وَلاَ أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَن يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنفُسِهِمْ إِنِّي إِذًا لَّمِنَ الظَّالِمِينَ} [سورة هود:31].

دور الدين في مواجهة الظلم

يؤكد الشرع الحنيف ضرورة نصرة المسلم لأخيه المسلم في حال تعرضه للظلم، فلا يجب أنْ يترك المسلم مع من يضره أو يؤذيه، بل لا بد من نصره والدفاع عنه إن كان مظلوماً، ولا بد مِنْ الأخذ فوق يديه وحجزه ومنعه من الظلم إنْ كان ظالماً، وهذا هو مبدأ النصرة في الإسلام.

كيف ينظر الإسلام إلى الظلم؟

الظلم من أقبح الكبائر، وهو ظلماتٌ يوم القيامة كما قاله النبيُّ ﷺ، قال: “اتَّقوا الظلم، فإنَّ الظلم ظُلمات يوم القيامة”، وقال عليه الصلاة والسلام: “يقول الله: يا عبادي، إني حرمتُ الظلم على نفسي، وجعلتُه بينكم محرَّمًا، فلا تظالموا”، ويقول النبيُّ ﷺ: “كل المسلم على المسلم حرام: دمه، وماله، وعِرْضه”، وقال ﷺ في حجّة الوداع:“إنَّ دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرامٌ كحُرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا”.

دور الأديان الأخرى في مكافحة الظلم

السعي إلى تحقيق العدل بين الناس والدفاع عن أي مخلوق مظلوم مهمة ومسؤولية كل إنسان واع وحر، فالله أتى بدينه لضمان حياة كريمة للناس كافة ويجب الدفاع عنه مهما كانت النتائج، فليس من الطبيعي أن يسمح شخص أيا كان وضعه بظلم أو قهر لحماية وضعه أو أملاكه، بل إنها أنانية ولا تتناسب مع القيم البشرية، ولا يعتبر حراً من يرى إنساناً يهان ولا يشعر بالإهانة.

الظلم والعدالة في القرآن والسنة

الإسلام دين العدل، وإذا كان لكل دين سمة فسمة الإسلام العدل؛ فالعدل والعدالة في شريعته حقيقة واقعة وفريضة واجبة، فرضها الله على الجميع دون استثناء، ففرضها على الرسول ﷺ وأمره بها، قال تعالى: {فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لأعْدِلَ بَيْنَكُمُ} [سورة الشورى: 15].

وأمر الله بإقامته في كل الأمور: {وَأَقِيمُواْ ٱلۡوَزۡنَ بِٱلۡقِسۡطِ وَلَا تُخۡسِرُواْ ٱلۡمِيزَانَ} [الرحمن: 9]، وقال سبحانه: {إِنَّ اللهَ يَأمُرُ بِالعَدلِ وَالإِحسَانِ} [النحل: 90]، وقال ﷺ: {اتقُوا الظُّلْمَ؛ فإن الظلم ظلُمات يوم القيامة} [رواه مسلم].

آيات قرآنية تتحدث عن الظلم والتحذير منه

ورد الفعل (ظلم) ومشتقاته في القرآن الكريم في نحو (289) موضعاً، تناولت العناوين الآتية:

1- نزه الله سبحانه نفسه عن الظلم: 

  • {تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعَالَمِينَ} [سورة آل عمران:108].
  • {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا} [سورة النساء:40]، وقال سبحانه: {ولا يظلمُ ربُّك أحداً} [سورة الكهف: 49]، وقال تعالى: {وما اللهُ يُريدُ ظُلمَاً للعِباد} [غافر:31].

2- وعيد الظلمة: 

  • {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا} [سورة طه:111].
  • {فَقَدْ كَذَّبُوكُم بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلَا نَصْرًا وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا} [سورة الفرقان:19].

3- رفض الظلم وتحريمه وعدم إيجاب الصبر عليه: 

قال سبحانه مخاطباً المؤمنين في مكة: {وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ (39) وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (40) وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ (41) إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ (42) وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ} [سورة الشورى: 39-42].

4- علل تشريع جهاد الدفع لرفع الظلم الواقع على النفس: 

{أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} [سورة الحج: 39]، لذلك جاء تحريم الظلم وهو نقيض العدل في مواضع عدة في الكتاب العزيز، وبصورة مباشرة وواضحة لا لَبْس فيها. 

5- حذّر من التردي في وَهْدة الظلم، وتوعد بسوء العاقبة للظالمين: 

{وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ (42) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء (43) وَأَنذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُواْ رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُواْ أَقْسَمْتُم مِّن قَبْلُ مَا لَكُم مِّن زَوَالٍ (44) وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَالَ} [سورة إبراهيم: 42-45].

6- يتوعد الله تعالى الظالمين بالعذاب الشديد يوم القيامة: 

{وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا} [سورة الكهف: 29].

7- يلعن المولى عز وجل الظالمين ويطردهم من رحمته: 

{وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُواْ نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} [سورة الأعراف: 44]. 

8- يتوعد العزيز الجبار الظلمة من مغتصبي أموال اليتامى: 

{إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا} [سورة النساء: 10].

9- الظلم مجلبة لعذاب الله وعقابه: 

{فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} [سورة النمل: 52]، وقال جلَّ شأنه: {كَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ} [سورة الأنبياء:11]. 

10- حذرنا سبحانه من الركون إلى الظلمة فيصيبنا ما أصابهم: 

{وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ} [سورة هود:113]، وهكذا لم يترك القرآن الكريم باباً من أبواب الظلم إلا حذر منه، ومن الولوج فيه، مقرناً ذلك بالوعيد بالعذاب الشديد تارة، وباللعن تارة أخرى.

الأحاديث النبوية التي تندد بالظلم وتحث على العدالة

  • “اتَّقُوا الظُّلْمَ، فإنَّ الظُّلْمَ ظُلُماتٌ يَومَ القِيامَةِ، واتَّقُوا الشُّحَّ، فإنَّ الشُّحَّ أهْلَكَ مَن كانَ قَبْلَكُمْ، حَمَلَهُمْ علَى أنْ سَفَكُوا دِماءَهُمْ واسْتَحَلُّوا مَحارِمَهُمْ”.
  • يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً، فلا تظالموا”.
  • “إنَّ الله ليملي للظالم، فإذا أخذه لم يفلته، ثم قرأ: وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إنْ أخذه أليم شديد”.
  • “ألا من ظلم معاهداً، أو انتقصه، أو كلفه فوق طاقته، أو أخذ منه شيئاً بغير طيب نفس، فأنا حجيجه يوم القيامة”.
  • “ما من ذنب أحرى أنْ يعجل الله تبارك وتعالى العقوبة لصاحبه في الدنيا، مع ما يدخر له في الآخرة، من البغي وقطيعة الرحم”.
  • “ثلاثةٌ لا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ: الإِمَامُ الْعَادِلُ، وَالصَّائِمُ حِينَ يُفْطِرُ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ يَرْفَعُهَا فَوْقَ الْغَمَامِ، وَتُفَتَّحُ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَيَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: وَعِزَّتِي لأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ”.
  • “من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أرضين” [رواه البخاري ومسلم].
  • “لا تكونوا إمعة، تقولون: إن أحسن الناس أحسنا، وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وَطِّنُوا أنفسكم، إنْ أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساءوا فلا تظلموا” [رواه الترمذي].
  • “لا تُقتل نفس ظلمًا إلا كان على ابن آدم كفل ـ نصيب ـ من دمها، لأنه كان أول من سنَّ القتل” [رواه البخاري ومسلم].
  • “لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا، وكونوا عباد الله إخوانًا، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره، التقوى ها هنا ـ ويشير إلى صدره ثلاث مرات ـ، بحسب امرئٍ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه” [رواه مسلم].

الظلم في التاريخ

التأريخ قد يظلم شخصًا أو أمةً أحيانًا، فيتعمَّد التعمية، وطمسَ الصفحاتِ المشرقة من تاريخ المشاهير، فيقلب الحقائق رأسًا على عقب، وينسُب للشخص أو الكيان من السوء ما يُشوِّه جمال المسيرة الناصع، وما ذاك إلا لحسدٍ أكَل قلوبهم، وحقدٍ دفين تغلغل في صدورهم، فأعمى البصائر عن الاعتراف بالحق، بل وجرَّأهم على الظلم والجور.

يعد الظلم من أهم أسباب هلاك الأمم والشعوب والدول والحضارات، وله مفهوم شامل عريض يؤدي إلى فقدان التوازن في مجالات الحياة كافة وفي علاقة الإنسان مع نفسه ومع الله ومع غيره، وعن هذا تنبثق ظواهر نفسية واجتماعية واقتصادية مرضية وتصورات فاسدة عن الوجود كله، فيعم الفساد الحياة الإنسانية بأسرها.

أمثلة على الظلم في العصور القديمة والحديثة

يتجلى الظلم والجبروت والطغيان في شخصية فرعون كما جلاها القرآن في كثير من الآيات، يقول تعالى في حق فرعون، ويبدو أن الكلام لكل فرعون: {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} [سورة القصص: 4]؛ ففرعون صاحب جبروت وظلم وطغيان.

كما عرف في العصر الحديث الثورة الفرنسية عام 1789م التي جاءت رداً على الطبقية والظلم السائد، والذي قسَّم المجتمع إلى طبقتين المتمثلة في الشعب وطبقة النبلاء وذوى الصلة بالبلاط، وكانت طبقة منعمة بالامتيازات ومعفاة من الضرائب على عكس طبقة الشعب الفقراء المعدمين.

وثورة الشعب الجزائري -المليون شهيد- على المستعمر الفرنسي، والذي قدَّم فيها الشعب الجزائري الشهداء في سبيل التحرر من الظلم والطغيان الذي مارسه الفرنسيون في حق أصحاب الأرض.

كيف تعاملت الشعوب مع الظالمين عبر التاريخ؟

ليس من المعقول أن يُقبل ببطش سلطان جائر أو أن يُنصاع لأحكامه وإن ادعى الحكمة والإصلاح، فإن هابته أمة فقد تودع منها كما قال ذلك رسول الله عليه الصلاة والسلام، فالشعوب هي من تقرر مصيرها وهي من تدافع عن فكرها ومصالحها، وأمانته تكمن في الاستماع لشعبه، وأن يطيعوه ما أطاع الله فيهم، فإن رأوا منه ظلما أو جورا فلا طاعة له عليهم وإن كان أعظم خليفة. 

فالظلم مؤذن بخراب العمران كما أكد ابن خلدون، وهذا ما فعلته الشعوب المظلومة في ثوراتها على المضطهدين الظالمين، فلم تسكت على الضيم بل ثارت في وجوههم كما سبق بيانه.

أثر الظلم على الفرد والمجتمع

الظلم من أكبر الذنوب والمعاصي، وهو من أبشع الأعمال التي تهدد المجتمع، لأن الظلم هو نوع من الأذى الذي يصيب الأبرياء، ويساعد على هدم المجتمعات، وسلب حقوق الناس، وايذائهم، مما يولد الحقد والحسد والبغضاء والانتقام والتشاحن بين الناس، وبهذا يؤدي الى نشر الفساد والمفسدين، وخراب البلاد والعباد، ولهذا نهى الله تعالى ورسوله عن الظلم كما سبق.

التأثير النفسي للظلم على الضحايا

مِنَ المعلوم أنْ الظلم يحدث الاضطراب بين الأفراد والجماعات وينشر الرعب والفساد، ويحيل الحياة إلى جحيم لا يطاق، في ظله ينمو النفاق، وفي كفنه يكثر الشقاق وتشتد الخصومات، ويضعف الدين في القلوب وتُسلب الحقوق وتُهدر الحرية وتداس الكرامة، وصدق رسولنا محمد ﷺ في قوله: (اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة) [أخرجه مسلم]، فما انتشر الظلم في قرية إلا دمرها ولا في أمة إلا أهلكها ولا في عائلة إلا أفناها، ولا اتصف به شخص إلا كان من الهالكين، كما قال ﷺ: (إن الله ليُملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته). [أخرجه الشيخان].

تأثير الظلم على العلاقات الاجتماعية والإنسانية

يؤثر الظلم على العلاقات الاجتماعية، حيث يمكن أن يؤدي إلى تفكك الروابط الأسرية وتدهور العلاقات بين الأفراد وتتولد مشاعر الاستياء والغضب، مما قد يؤدي إلى النزاعات والشقاقات، كما يمكن أن يؤثر الظلم في مكان العمل على الإنتاجية والرضا الوظيفي، مما قد يؤدي إلى عدم استقرار الاقتصاد.

كيفية مواجهة الظلم والظالمين

قال رسول اللَّه يقول: “إِنَّ الناس إذا رَأَوُا الظَّالِمَ فلم يَأْخُذُوا على يَدَيْهِ أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمُ الله بِعِقَابِهِ”، قال العيني رحمه الله تعالى: “قال العلماء نصر المظلوم فرض واجب على المؤمنين على الكفاية، فمن قام به سقط عن الباقين، ويتعين فرض ذلك على السلطان ثم على من له قدرة على نصرته، إذا لم يكن هناك من ينصره غيره من سلطان وشبهه”.

 

 

 

دور القانون والمجتمع في حماية الأفراد من الظلم

إنّ سيادة القانون في معناها العام هي حالة يجب أن يتم فيها كل شيء بالشكل الذي لا يحدُّهُ حاجز من الحواجز أو يعرقل تقدمه تعسف حكم، وبالشكل الذي يوفر ضمانات حماية للأفراد بعيداُ عن الظلم أو الفوضى دون تميز في كل مناحي الحياة اليومية. 

وسيادة القانون شكل منطقي وحديث واسع يعتمد الآليات والنظم والمؤسسات والممارسات والقواعد العامة التي تدعم المساواة أمام القانون للجميع، مهما كانت مراكزهم بمساهمة السلطات العامة بعيداً عن التعسف والاستبداد، مهما كان شكل النظام القائم أو التوجه السائد في هيكل السلطة. 

الظلم في العالم الحديث: قضايا معاصرة

تعيش أمتنا اليوم أزمات 5 رئيسية فحواها جميعاً هو الظلم، وهذه القضايا المعاصرة التي تعصف عصفاً شديداً هي:

1- أزمة سلوك: سلوك اجتماعي وأخلاقي ومرور ونظافة وغيرها.

2- التخلف: تخلف علمي وصحي وإداري وغير ذلك.

3- أزمة إنتاجية: على مستوى الأفراد والأسرة والشركات والدول.

4- أزمة الفكر: بدأنا بتصحيها ولكن أمامنا جهد كبير في تصحيحه.

5- أزمة القيادة: وهي أزمة في كل المجالات والمستويات.

وأهم قضايا الظلم في العالم الحديث هي: قضية الاستبداد وظلم الطغاة والقضية الفلسطينية.

الظلم السياسي والحقوق المدنية

يتمثل الظلم السياسي في انتهاك حقوق الأفراد من قبل الحكومات أو الأنظمة السياسية، ويشمل القمع السياسي وحرمان الأفراد من حق التعبير عن آرائهم أو المشاركة في الحياة السياسية.

التمييز والظلم ضد الأقليات

السماحة والتسامح خلق إنساني نبيل، ومبدأ إسلامي جليل، والإسلام دين السماحة في كل جوانبه: أحكامه، وأخلاقه، وتعاملاته، وتشريعاته، قال : “بُعثتُ بالحنيفيةِ السمحةِ” [أخرجه أحمد]، وقال: “رحِم اللهُ عبدًا سَمحًا إذا باع، سَمحًا إذا اشترى، سَمحًا إذا اقتَضى” [أخرجه البخاري].

والتسامح علي مستوى الدول يقتضي ضمان العدل وعدم التحيز في التشريعات وفي إنفاذ القوانين والإجراءات القضائية والإدارية، بين أبناء الوطن مع اختلاف اللون والجنس والعنصر والمعتقد، وهو يقتضي أيضا إتاحة الفرص الاقتصادية والاجتماعية لكل شخص دون أي تمييز، فكل استبعاد أو تهميش إنما يؤدي إلي الإحباط والعدوانية والتعصب.

إنّ التسامح على هذا المعنى ليس مبدأ يُعتَزُّ به فحسب، ولكنه أيضا ضروري لإحلال السلام والتقدم الاقتصادي والأمن الاجتماعي، والهدوء النفسي لكل الشعوب.

دور الإعلام في فضح الظلم

يمكن أن يشارك الإعلام في رد الظلم وفضح برامجه من خلال التوعية ونشر الوعي حول حقوق الأفراد وأهمية العدالة مما يساعد في تقليل الظلم، وكذلك في دعم المظلومين وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي للمظلومين، ومن خلال دعم التضامن المجتمعي لمكافحة الظلم.

كيف يمكن لوسائل الإعلام أن تكون أداة لمكافحة الظلم؟

تؤدي وسائل الإعلام بشتى أنواعها دورًا كبيرًا في تشكيل الوعي المجتمعي لدى قطاع كبير من الأفراد من جهة، والمجتمعات من جهة ثانية، سواء أكانت الرسالة سلبية أم إيجابية. 

فالإعلام سلاح ذو حدين: إما أن يسهم في تعزيز وترسيخ القيم والعادات السليمة، وإما أن يكون معول هدم لها، ومن هذا المنطلق يقع على عاتق القائمين على هذه الآلة في عالمنا العربي والإسلامي دور كبير في انتقاء ما يعرض في شتى وسائل الإعلام من إذاعة أو تلفاز أو غيرهما.

دور الإعلام الجديد في رفع الوعي حول قضايا الظلم

فواجب هذه الوسائل نحو المجتمع هو بنـاء وعي جماهيري، وتوجيه المجتمع نحـو انتقاء المحتوى الإيجابي القيم والمفيد، وتشجيع أبنائه على المشـاركة في تقديـم وتطويـر محتوى متميـز، واسـتخدام التكنولوجيـا الحديثـة في إيجـاد مضامين إعلامية مبتكرة، وذلـك بهـدف الضبـاط الإعلامـي وبنـاء الـذوق العـام للمجتمع والارتقاء بمنظومة القيم والأخلاق فيه.

ومع الاعتماد المتزايد على الإنترنت، أصبحت منصات التواصل الاجتماعي تؤدي دورًا رئيسًا في بناء الوعي، وصارت ركنًا أساسيًّا للتواصل اليومي واستقبال المعلومات بالنسبة لكثير من الأشخاص في العالم، فهناك من يستخدم مواقع التواصل الاجتماعي كوسيلة للترفيه وتقضية الوقت، وربما لإضاعة الوقت، وآخرون أدركوا مدى قوة تأثير وسائل التواصل الاجتماعي، فاستخدموها بشكلها الإيجابي الفعال.

الأسئلة الشائعة

اجمل ما قيل عن الظالم والمظلوم؟

قال بعض الحكماء: «اذكر عند الظلم عدل الله فيك، وعند القدرة قدرة الله عليك، لا يعجبك رَحْبُ الذراعين سفَّاكُ الدماء، فإن له قاتلاً لا يموت». وقيل: إن الظلم ثلاثة: فظلم لا يُغفر، وظلم لا يُترك، وظلم مغفور لا يُطلب، فأما الظلم الذي لا يغفر فالشرك بالله، نعوذ بالله تعالى من الشرك، قال تعالى: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} (سورة النساء:48)، وأما الظلم الذي لا يترك، فظلم العباد بعضهم بعضًا، وأما الظلم المغفور الذي لا يطلب، فظلم العبد نفسه. «إن الناس لم يتنازعوا في أن عاقبة الظلم وخيمة، وعاقبة العدل كريمة»، ويروى: «إن الله ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة، ولا ينصر الدولة الظالمة وإن كانت مؤمنة».

ماذا قال الرسول عن الظلم؟

في الحديث: «اتقوا الظلم؛ فإن الظلم ظلمات يوم القيامة» (رواه مسلم).

ما هي عقوبة الظالم في الدنيا؟

الظلم من المعاصي التي تعجل عقوبتها في الدنيا، فهو متعدٍ للغير وكيف تقوم للظالم قائمة إذا ارتفعت أكف الضراعة من المظلوم، فقال الله عزَّ وجلَّ: «وعزَّتي وجلالي لأنصُرنَّكِ ولو بعد حين».

ماذا قال الله تعالى عن الظالم؟

قال تعالى: {ألا إن الظالمين في عذاب مقيم} [سورة الشورى:45]، وقال أيضاً: {إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون فى الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم} [سورة الشورى:42].

إقرأ المزيد

كيف تخطط لحياتك

التخطيط والتغيير الشخصي

قواعد واساليب التعليم الحديث

طلب العلم

الفرق بين الموت والشهادة – شرح مبسط

اترك تعليقاً