
مناسك الحج بالترتيب وبالتفصيل
في هذا المقال، سننطلق بك في رحلة استكشافية شيقة لمناسك الحج، خطوة بخطوة، وسنُعرِفك بكل…
اقرأ المزيد“النعم ثلاث: نعمة حاصلة يعلم بها العبد، ونعمة منتظرة يرجوها، ونعمة هو فيها ولا يشعر بها“، وتمام النعمة الأولى يكون بالشكر عليها، أما الثانية فيكون بالدعاء والاجتهاد بالطاعة، في حين أن الثالثة هي خلاصة الامتنان، وهي تحويل غير المرصود إلى مرصود، وغير المُعنوَن إلى ما عنوانه النعمة، لذا كان من دعاء ابن الجوزي -رحمه الله- قوله: “اللهم أرنا الأشياء كما هي“.
الشكر جزء مهم من سعادتنا؛ لأنه يساعدنا على التركيز على الجوانب الإيجابية في حياتنا بدلاً من الانشغال بالنواقص والمشكلات، وعندما نعبر عن الامتنان، فإننا نعيد برمجة عقولنا لرؤية الخير في حياتنا، مما يعزز المشاعر الإيجابية ويقلل التوتر والقلق.
فبحسب أخصائية علم النفس الإكلينيكي “إيمي كيلر”، فإن الشعور بالامتنان يؤدي إلى تنشيط الناقلات العصبية مثل الدوبامين، الذي نربطه بالمتعة، وإلى تحفيز السيروتونين الذي ينظم مزاجنا وانفعالاتنا ويجعلنا أكثر سعادة، كما أنه يتسبب في إفراز الدماغ للأوكسيتوسين، وهو هرمون يثير مشاعر مثل الثقة والكرم الذي يعزز الترابط الاجتماعي والشعور بالتواصل.
خير ما قيل في تعريف الشكر: عرفان الإحسان، وقيل: الاعتراف بنعمة المنعم على وجه الخضوع.
وقال ابن القيم: الشكر ظهور أثر نعمة الله على لسان عبده: ثناء واعترافاً، وعلى قلبه شهوداً ومحبة، وعلى جوارحه انقياداً وطاعة [مدارج السالكين (2/ 244)].
الشكر والامتنان متشابهان في المعنى، لكن هناك فرق دقيق بينهما:
فالشكر: هو التعبير الخارجي عن الامتنان، ويمكن أن يكون بكلمات مثل “شكرًا لك” أو بأفعال مثل “تقديم هدية أو مساعدة”، ويحدث عادةً كرد فعل مباشر على موقف أو معروف يقدمه شخص آخر.
أما الامتنان: هو شعور داخلي عميق بالتقدير لنِعَم الحياة، سواء كانت كبيرة أو صغيرة، ولا يعتمد فقط على حدث معين، بل يكون أسلوب حياة، حيث يشعر الشخص بالرضا حتى في الظروف الصعبة.
بمعنى آخر: الشكر فعل، والامتنان إحساس داخلي ينعكس في حياتنا وسلوكياتنا.
ظهرت منزلة الشكر في القرآن الكريم حيث قرن بين الصبر والشكر قال تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ}، والصبر والشكر يستغرقان حياة المؤمن؛ لأن المؤمن إما أن يكون في سعة فيشكر أو في ضيق فيصبر.
قال ﷺ: “عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إنْ أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإنْ أصابته ضرّاء صبر فكان خيراً له”.
فالإنسان في كلتا الحالتين يفوز بالسعادة، ومما يدلّ على خصوصيتهم ومكانهم عند الله عز وجل قوله تعالى: {وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ}.
الشكر قيمة عالمية موجودة في مختلف الأديان والثقافات، حيث يُعتبر وسيلة لتعزيز الروح الإيجابية، وتحقيق الرضا، وتقوية الروابط الإنسانية.
الخلاصة: الشكر ليس مجرد كلمة، بل هو مبدأ إنساني وروحي موجود في جميع الأديان والثقافات، وهو وسيلة لنشر السعادة، والسلام، وتعزيز الروابط بين الناس.
للشكر تأثير مذهل في حياة معظم المبدعين، فالامتنان والشكر للآخرين هو أسهل الطرق للنجاح، والشكر طريقة قوية ومؤثرة حتى عندما يقدم لك أحد معروفاً صغيراً فإنك عندما تشكره تشعر بقوة في داخلك تحفزك للقيام بالمزيد من الأعمال الخيرة.
يؤكد العلماء أنّ كل تصرف تقوم به أو حركة تعملها أو كلمة تنطق بها، إنما تصدر نتيجة برامج معقدة موجودة في داخل الدماغ في منطقة تسمى العقل الباطن (وهي منطقة مجهولة حتى الآن)، فأنت عندما تشكر الناس وتشكر الله فإن كل عملية شكر تقوم بها تشكل في عقلك الباطن معلومة جديدة تحفزه ليدفعك للعمل أكثر، لأنك ستعتقد أنّ الناس سيقدرون عملك ويهتمون به ويشكرونك عليه، وهذا يقودك لمزيد من العمل.
بينما نجد الإنسان الذي لا يشكر الناس يظن بأن الآخرين لن يشكروه على أي عمل يقدمه مهما كان مهماً، وبالتالي يختفي الحافز والدافع لأي عمل جديد، فتجده يفقد الرغبة في الإنجاز ومع الزمن يتطور الأمر فيصاب باكتئاب خفيف وقد يتطور إلى اضطراب مزمن.
يوضح الخبير “جيمس راي” هذه الحقيقة بقوله: إنّ قوة الشكر كبيرة جداً فأنا أبدأ يومي كلما استيقظت صباحاً بعبارة “الحمد لله”؛ لأنني وجدتها مفيدة جداً وتمنحني طاقة عظيمة، ليس هذا فحسب بل إنني أشكر الله على كل صغيرة وكبيرة وهذا سرّ نجاحي، فأقول “الحمد لله” وأكررها مراراً طيلة اليوم.
الشكر أداة قوية لبناء علاقات اجتماعية إيجابية وصحية، وعندما نعبر عن الامتنان؛ فإننا نعزز مشاعر التقدير، والاحترام، والروابط القوية بين الأفراد، مما يجعل الحياة الاجتماعية أكثر سعادة واستقرارًا، وذلك بـ:
أهمية الشكر في العمل والبيئة المهنية
في بيئة العمل يحفز الشكر الموظفين ويجعلهم يشعرون بالتقدير، مما يزيد من الإنتاجية وروح الفريق، والأشخاص الذين يشعرون بالتقدير يكونون أكثر استعدادًا لمساعدة الآخرين والعمل بروح إيجابية.
كما يساعد على تقليل التوتر والصراعات: التعبير عن الشكر يقلل من المشاعر السلبية مثل الغضب والاستياء، مما يساعد في حل النزاعات بطريقة أكثر وعيًا واحترامًا، والشكر يعزز التسامح ويساعد في التغاضي عن الأخطاء الصغيرة، مما يساهم في استقرار العلاقات.
الشكر لغة: مصدر شكر يشكر، وهو عرفان الإحسان ونشره. اصطلاحاً: هو ظهور أثر نعمة الله على لسان عبده قولاً أو عملاً.
الشكر: عرفان الإحسان، وقيل: الاعتراف بنعمة المنعم على وجه الخضوع.
من معاني الشكر التي وردت في القرآن الكريم: عبادة الله شكرا على نعمائه - شكر الله تعالى نجاة للإنسان من كل كرب - النعم ابتلاء وكفاؤها الشكر - الشكرُ للناس - جزاء الشاكرين.