الموت والشهادة: ما الفرق؟
تاريخ النشر: - تاريخ التعديل: - جديدنا

الحمد لله الذي قهر بالموت رقاب الجبابرة، ثم جعل الموت مخلصاً للأتقياء وموعداً في حقهم للقاء، وجعل القبر سجناً للأشقياء وحبساً ضيقاً عليهم إلى يوم الفصل والقضاء، قال تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ} [سورة آل عمران: 185].

فالموت باب كل الناس داخله أراد أم لم يرد قهراً بلا استثناء، ولكن الشهادة قرار تضحية يجود بها عبد الله بأغلى ما يملك سمعاً وطاعة لأمر ربه وفي سبيله. 

 

الموت

الموقت حق لا شك فيه ومسألة يقينية يصدّق بها المؤمن والكافر، وكلنا يعلم علم اليقين أنّ الموت سيلاقيه، ولكن معظم الناس يكرهون ذكر هذه الحقيقة لما فيها مِنْ تنغيص لذاتهم الدنيوية، أما المؤمن بفهمه العميق لمسيرة هذه الحياة وما بعد هذه الحياة يجعل من الموت سبباً للاستعداد للرحيل إلى الدار الآخرة ولقاء ربه سبحانه وتعالى. 

تعريف بيولوجي

والموت هو انقطاع تعلق الروح بالبدن ومفارقتها له، والحياة هي تعلق الروح بالبدن واتصالها به، هذه هي حقيقة الموت بابٌ للولوج في حياة أخرى بعد مرحلة مؤقّتة من الحياة الدّنيا هي مجرّد ابتلاء وامتحان.

أما علمياً فيعرّف الموت بأنّه: توقّف الكائنات الحيّة نهائياً عن القيام بأيّ نشاط وظيفي حيوي كالتنفّس والأكل والشرب والحركة والتفكير، ويمكن تمييز تعريفين طبّيين له: 

  • الموت السّريري: وهو حالة الانعدام الفجائي لدوران الدّم في الأوعية الدّموية مع الانقطاع التّام عن التنفّس إلى جانب غياب الوعي. 
  • الموت الدّماغي أو البيولوجي: وهو حالة انعدام وظائف الجهاز العصبي (الدّماغ وجذعه والنّخاع الشّوكي) بشكل كامل ونهائي.

ويتطلّب الموت معاينة وتشخيصاً ومن علاماته: شخوص البصر، شحوب البشرة، غياب للنّبض والتنفّس والحركة، اتّساع لحدقتي العينين، ارتخاء للجسم في مرحلة أولى مع برودة تدريجية تكتسحه وتصلّب الجثّة ثمّ تحلّلها في مرحلة متأخّرة، وهو ما يسمح بتحديد زمن الوفاة ومن خلال المعاينة التعرّف على أسبابها وطلب التشريح إن كانت مسترابة أو تحوم حولها شكوك.

الموت في الثقافات المختلفة

منذ آلاف السنين يحاول الإنسان اكتشاف “ماهيّة الموت”، حيث حاول الكثير من الفلاسفة والمفكّرين سبر أغوار ما يحدث للإنسان في حالة الموت، والمعتقدات والممارسات الثقافيّة تؤثّر على كيفيّة تعامل الأفراد مع الموت والموتى، واتّخاذ القرارات عقب ذلك من أشكال الحزن والحداد وتقديم الرعاية والدعم، ولكن بالنسبة للجميع، فإنّ الموت هو أمر لا مفرّ منه في الوجود البشريّ، إلّا أنّ فهمه وإدراكه يختلف اختلافًا جذريًّا بين الحضارات والثقافات المختلفة.

  • في العالم الغربيّ: غالبًا ما ينظر إلى الموت على أنّه حدث كئيب، وينظر إلى الحداد على أنّه شأن خاصّ، فالجنازة في كثير من الحضارات تعتبر مناسبة رسميّة، يرتدي الأفراد ملابس سوداء كعلامة على احترام المتوفّى، وتعلّم المسيحيّة الديانة السائدة في العالم الغربيّ، أنّ الموت هو بوّابة الحياة الآخرة، ولا ينظر إلى الموت على أنّه نهاية، بل بداية جديدة.
  • في الثقافات الآسيويّة: مثل اليابان، ينظر إلى الموت على أنّه جزء من دورة الحياة الطبيعيّة، إذ تعلّم البوذيّة، وهي الديانة السائدة في اليابان، أنّ الموت هو انتقال إلى حالة أخرى من الوجود.
  • في إفريقيا: يعتبر أنّه انتقال من العالم المادّيّ إلى العالم الروحيّ، حيث تؤمّن العديد من الثقافات الأفريقيّة بوجود الحياة الآخرة، وبالتّالي لا ينظر إلى الموت على أنّه نهاية، بل استمرار للحياة في عالم آخر.
  • ويتأثّر تصوّر الموت بالعمر والجنس: فيتمّ الاحتفال بالأفراد الّذين عاشوا حياة طويلة ومرضيّة، وينظر إلى موت الشباب على أنّه مأساة، والحداد يكون أمراً جماعيّاً، وتنظر بعض الثقافات إلى الموت على أنّه حدث نسائيّ، وغالبًا ما تكون النساء هنّ مقدّمات الرعاية الأساسيّات للموتى.
  • كما يتلاعب بعض الدّهريين ومروّجي العدميّة والعبثيّة بالمفاهيم ليضفوا كلّ المعاني الجميلة الجذّابة على الحياة، مزيّفين إيّاها ومتلاعبين بوعي الأفراد بحتميّة النّهاية، عازفين على وتر غريزة حبّ البقاء ومعتبرين أنفسهم بذلك مستنيرين وحاملي لواء ثقافة الحياة في مواجهة لثقافة الموت والفناء، هذا الفعل يمثل خرقاً متعمّداً لسنن الثّنائيات، وتضخيم للحياة كبالون ينفخ فيه ليتمطّط وينفجر في النّهاية، فالحياة مهما ازداد بريقها وعظم جمالها فلن يتحقّق مقصدها إلاّ بالتنبّه لحقيقة زوالها، وتغييب ذلك يسقطنا في سوء مآلها.

الشهيد في الاسلام

الشهيد في الإسلام هو من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا وقتل على ذلك، وأما من قاتل أنفة وغيرة وحمية وليس لإعلاء كلمة الله ولا دفاعاً عن حق يبتغي وجه الله فليس بشهيد، وقد سئل النبي ﷺ عن الرجل يقاتل حمية ويقاتل شجاعة ويقاتل رياء، فأي ذلك في سبيل الله قال: “من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله” [رواه البخاري ومسلم] من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه.

ولأن الأعمال بالنيات والله تعالى أعلم بها، فقد ورد عن عمر رضي الله عنه أنه خطب الناس فقال: (تقولون في مغازيكم فلان شهيد ومات فلان شهيداً، ولعله قد يكون قد أوقر راحلته ألا لا تقولوا ذلكم، ولكن قولوا كما قال رسول الله ﷺ: من مات في سبيل الله أو قتل فهو شهيد).

ما المقصود بالشهيد؟

  • الشهيد لغة: أي قتل مسلم على يد غير المسلم، أو قتل المسلم ظلمًا ووجب به القصاص. 
  • والشهيد شرعاً: هو من قُتِلَ بحرب مُباشرةً أو غير مباشرة، أو من قُتِلَ على يد البُغاة أو على يد قُطّاع الطُرُقْ، أو من قَتَلَهُ لصٌ في منزِلِهِ مُدافِعاً عن نَفسِهِ، أو من قَتَلَهُ مسلمٌ عمداً بأداة حادةٍ أو بشيءٍ ثقيل.

سبب تسمية الشهيد

أمّا سبب تسمية الشهيد بهذا الاسم فيعود ذلك لأنَّ الشهيد مشهودٌ له بالجنَّة، وهو حيٌّ عند ربِّه شاهد حاضر، وكذلك هو مِمَّن تشهد مَوتَهُ الملائكة، وأمَّا من يستحقُّ هذه الفضائل فهو شهيد المعركة وهو ممن يشهد أصعب المواقف ويبقى محارباً لِيُعلي كلمة الله.

 

أنواع الشهداء في الاسلام

اتفق العلماء على أنَّ الشهداء ثلاثة أقسام:

1- شهيد الدنيا والآخرة: هو الشهيد الكامل الشهادة، وهو أرفع الشهداء منزلة عند الله. وأفضلهم مقامًا في الجنة، وهو المسلم المكلف الطاهر، الذي قُتل في المعركة مخلصًا لله النية، مقبلًا غير مدبر.

2- شهيد الدنيا: هو من غل من الغنيمة أو مات مدبرًا، أو مَنْ قاتل لتعلم شجاعته، أو طلبًا للغنيمة فقط. 

3- شهيد الآخرة: هو من أثبت له الشارع الشهادة، ولم تجر عليه أحكامها في الدنيا، أي أنه كباقي الموتى يغسل ويكفن ويصلى عليه ويدفن، وقد جعلهم الشارع في حكم الشهداء، لخصلة خير اتصفوا بها، أو لمصيبة أصابتهم فقدوا فيها حياتهم.

 

 

متى تدرك منزلة الشهادة؟

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: “وقد اجتمع لنا في أسباب الشهادة من الطرق الجيدة أكثر من عشرين خصلة”، وهذه الخصال هي:

  1. الذي يُقتَل في سبيل الله.
  2. الذي يموت بمرض الطاعون.
  3. الميت بداء في البطن.
  4. الغريق.
  5. االميت تحت الهدم.
  6. الميت بمرض ذَاتِ الْجَنْبِ.
  7. الذي يموت بالحريق.
  8. المرأة تموت في النفاس.
  9. الذي يقتل بسبب دفاعه عن حقّه ومظلمته.
  10. المقتول في دفاعه عن دينه.
  11. المقتول في دفاعه عن عرضه.
  12. المقتول في دفاعه عن نفسه.
  13. المقتول في دفاعه عن ماله.
  14. الذي يموت في سبيل الله.
  15. الذي يموت بمرض “السِّل”.
  16. المسلم يموت غريباً عن أرضه.
  17. المسلم الذي يموت وهو مرابط في سبيل الله.
  18. من وقصه بعيره أو فرسه، يعني أسقطه فكسر عنقه.
  19. من لدغته هامّة؛ كالحيّة والعقرب.
  20. من مات على فراشه سائلاً الله الشهادة بصدق.

عن سهل بن حُنَيْف، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: “مَنْ سأل اللهَ الشَّهادة بصِدْق، بَلَّغه اللهُ منازل الشُّهَدَاءِ، وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ”. 

 

مكانة الشهيد

للشهيد فضائل كثيرة، منها:

  • ما صح عن رسول الله ﷺ أنه قال: “يغفر للشهيد كل ذنب إلا الدَّين” [رواه مسلم]. 
  • وعن المقدام بن معدي كرب قال: قال رسول الله ﷺ: “للشهيد عند الله سبع خصال: يغفر له في أول دفعة من دمه، ويرى مقعده من الجنة، ويحلى حلة الإيمان، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها، ويشفع في سبعين إنسانًا من أهل بيته” [رواه أحمد، والترمذي، وابن ماجه].

 

الشهيد في القرآن والسنة

من يقرأ القرآن الكريم يجد أنَّ مادة (شهد) تكررت عشرات المرات بمعان مختلفة ومتعددة، ومن أبرز ما جاءت به فيما نتحدث عنه ما يلي:

  • لمن قتل في سبيل الله: ومن ذلك قوله تعالى: {وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ} [سورة آل عمران: 140]، وقوله سبحانه: {وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ} [سورة الحديد: 19]. 
  • حضور موقف ما أو حادثة بعينها: كما في قوله تعالى: {أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي} [سورة البقرة: 133].
  • المدلين بالشهادة عدلاً وابتغاء مرضات الله: كما في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ} [سورة النساء: 135].
  • على علم وخبرة بحقيقة الأمر، كما في قوله تعالى: {بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ} [سورة المائدة: 44].
  • المدلين بشهادتهم بأن أنبياء الله بلغوا الرسالة: كما في قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} [سورة البقرة: 143].

ولأن السنة تأتي بالتفصيلات التي أوجزها القرآن الكريم؛ فقد امتلأت كتب السنة بالحديث عن الشهيد ومكانته وما أعده الله له، ومما جاء في هذا الباب:

  • ست خصال لا مثيل لها: روى أحمد أن رسول اللهِ ﷺ قال: “إِنَّ لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ -قَالَ الْحَكَمُ: سِتَّ خِصَالٍ- أَنْ يُغْفَرَ لَهُ فِي أَوَّلِ دَفْعَةٍ مِنْ دَمِهِ، وَيَرَى -قَالَ الْحَكَمُ: وَيُرَى- مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَيُحَلَّى حُلَّةَ الْإِيمَانِ، وَيُزَوَّجَ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ، وَيُجَارَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَيَأْمَنَ مِنَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ -قَالَ الْحَكَمُ: يَوْمَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ- وَيُوضَعَ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ، الْيَاقُوتَةُ مِنْهُ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَيُزَوَّجَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ زَوْجَةً مِنَ الْحُورِ الْعِينِ، وَيُشَفَّعَ فِي سَبْعِينَ إِنْسَانًا مِنْ أَقَارِبِهِ”.
  • تمني العودة إلى الدنيا: روى الشيخان أن النبي ﷺ قَالَ: «مَا أَحَدٌ يَدْخُلُ الجَنَّةَ يُحِبُّ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا، وَلَهُ مَا عَلَى الأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا الشَّهِيدُ، يَتَمَنَّى أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا، فَيُقْتَلَ عَشْرَ مَرَّاتٍ لِمَا يَرَى مِنَ الكَرَامَةِ».
  • سهولة القتل والموت: روى أحمد أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: “مَا يَجِدُ الشَّهِيدُ مِنْ مَسِّ الْقَتْلِ، إِلَّا كَمَا يَجِدُ أَحَدُكُمْ مَسِّ الْقَرْصَةِ”.
  • رائحة دمه كالمسك: روى البخاري أن النبي ﷺ قَالَ: “كُلُّ كَلْمٍ يُكْلَمُهُ المُسْلِمُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، يَكُونُ يَوْمَ القِيَامَةِ كَهَيْئَتِهَا، إِذْ طُعِنَتْ، تَفَجَّرُ دَمًا، اللَّوْنُ لَوْنُ الدَّمِ، وَالعَرْفُ عَرْفُ المِسْكِ”.

 

 

الأسئلة الشائعة

من هم الذين يعتبرون من الشهداء؟

شهداء الآخرة كثيرون، عدها السيوطي ثلاثين، وأوصلها بعضهم إلى الخمسين، أثبت لهم الشارع الشهادة، ولم تجر عليهم أحكامها في الدنيا، أي أنه كباقي الموتى يغسل ويكفن ويصلى عليه ويدفن، وقد جعلهم الشارع في حكم الشهداء، لخصلة خير اتصفوا بها، أو لمصيبة أصابتهم فقدوا فيها حياتهم.

ماذا قال رسول الله عن الشهيد؟

عن سهل بن حُنَيْف أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: "مَنْ سأل اللهَ الشَّهادة بصِدْق، بَلَّغه اللهُ منازل الشُّهَدَاءِ، وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ".

من هو الشهيد الذي لا يدخل الجنة؟

شهيد الدنيا: هو من غل من الغنيمة أو مات مدبرًا، أو مَنْ قاتل لتعلم شجاعته، أو طلبًا للغنيمة فقط.

متى يكون الانسان ميت شهيد؟

"مَنْ سأل اللهَ الشَّهادة بصِدْق، بَلَّغه اللهُ منازل الشُّهَدَاءِ، وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ".

 

إقرأ المزيد:

 

اترك تعليقاً