
ما هي الكتب السماوية؟
هل تساءلت يومًا عن الكتب التي أنزلها الله على أنبيائه لهداية البشرية؟ تُعرف هذه الكتب…
اقرأ المزيدلا شك أنّ تربية الأطفال على القيم الإسلامية مطلب مهم جداً، كما أنّ خير الوسائل لاستقامة السلوك والأخلاق هي التربية القائمة على عقيدة دينية وأخلاقية إسلامية، قال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [سورة التحريم: 6].
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (عوّدوا أبناءكم الخير؛ فإنّ الخير عادة).
هذه نصيحة عملية لتربية الأجيال وتكوين الشعوب المحبة للخير، فكيف لأمة تنهض دون تربية؟ّ!
القيم الدينية والأخلاقية: هي مجموعة من المفاهيم والمبادئ التي تحكم سلوك الإنسان وتوجهه في حياته اليومية؛ فهي جوهر تقدّم الحضارة الإنسانية وتمثل الأساس الذي يبنى عليها الحياة الإنسانية.
في اللغة: جمع قيمةٍ، وهي القَدْر، كما تُطلق على الشيء الثابت المستمرّ.
أمّا في الاصطلاح؛ فتعدّدت تعريفات العلماء، وبوجهٍ عامٍّ يمكن تعريف القيم بأنّها: مجموعة من المبادئ والمقاييس والمعايير، الحاكمة على أفكار الإنسان ومعتقداته واتجاهاته، وتؤثّر في حياته؛ لتمثّلها في سلوكاته العمليَّة وتصرّفاته.
القيم الدينية: هي القيم التي تعزز الجانب الروحي والأخلاقي لدى الأفراد وتوجه سلوكيات الأطفال نحو الأفضل، وتساعدهم على فهم أهمية الجوانب الروحية في الحياة.
والقيم الأخلاقيّة تُشكّل جزءاً من المجتمع الإسلاميّ، فهو يستمدّها من مصادر التشريع الإسلاميّ، التي لا تتناقض بين أحكامها والفِطرة التي فُطر الناس عليها.
تكمن أهمية القيم في قدرتها على بناء شخصية متوازنة ومستقلة قادرة على التأثير الإيجابي في المجتمع وتساعده على تقوية عقيدته وسلوكه ومهاراته، مما يؤدي إلى بناء شخصية متوازنة وقادرة على الإبداع والابتكار والسعي فيما يصب بمصلحة الفرد والمجتمع.
تعد التربية أساساً جسَّده النبي ﷺ في ملاحظته لأفراد المجتمع، تلك الملاحظة التي يعقبها التوجيه الرشيد، والمقصود ملاحقة الولد وملازمته في التكوين العقيدي والأخلاقي، والسؤال المستمر عن وضعه وحاله.
وكما أنّ للوالدين حقوقًا على أبنائهم، فإن للأولاد حقوقًا على الوالدين أيضاً.
أيها الآباء والأمهات: مسؤوليتنا ليست مقتصرة على توفير حاجات الجسد من طعام وشراب، فهناك ما هو أهم من كل هذه الواجبات، وهو غذاء الروح (الدين والأخلاق).
فبعد دور (الأسرة) يأتي في بناء وتعزيز هذه القيم دور المؤسسة (التربوية) و(التعليمية) في توعية وإرشاد التلاميذ منذ المراحل الأولى للتعليم، فكلما تمكنت هذه المؤسسات من بناء شخصية التلاميذ بشكل متكامل؛ كلما كانت (القيم الأخلاقية) هي التي توجه سلوكهم باتجاه الصحيح لتجنب الانحراف والأخطاء؛ وليتم التفاعل الإيجابي بين الأفراد، فهي التي تدعم وتنشر في نفوسهم المحبة والود بين أبناء المجتمع الواحد، وهي ذاتها تدعو إلى نبذ الشر والحقد والظلم والكراهية.
أيها الأحبة: لا بد أن يعي كل والدين أنّ الأبناء والبنات أمانة يجب حفظها ورعايتها، وأنّ التفريط فيها خيانة كبيرة، وهذا مضمار شاق يحتاج إلى صبر ومجاهدة، وقبل ذلك استعانة بالله تعالى.
والمقصود بتربية الجيل التربية الصالحة على الدين والأخلاق الحسنة والقيم النبيلة؛ تربيتهم على العقيدة الصحيحة وتعويدهم على أداء العبادات وعلى فعل الخيرات، ليعتادوا عليها منذ الصغر، كما هو حال بقية العبادات التي نعودهم عليها، فإذا كبروا سهل عليهم أداؤها والمحافظة عليها.
وكذلك حثهم على التمسك بالآداب الإسلامية، وإبعادهم عن رفقاء السوء وتحذيرهم منهم.
تعتبر أساليب التربية من أهم العوامل التي تؤثر في تشكيل سلوك الأطفال وتعزيز القيم لديهم.
“التربية بالحب والقدوة، تبني جيلاً من القيم والسلوك الحسن”.
لا شك أنّ المربي الناجح سواء كان أبًا أو أمًّا، أو معلمًا، يجب أنْ يكون قدوة صالحة في نفسه، فكيف يرجو أن يُطاع ويكون لتوجيهه أثر و فعلُه يخالف قولَه، فأنت أيها المربي قدوة شئت أم أبيت، قدوة في الخير أو في الشر، وأبناؤك يربطون بين توجيهاتك وتصرفاتك.
يمكن تعزيز السلوكيات الصحيحة عبر نظام مكافآت إيجابي يثير حماس الأطفال ويربطها بالقيم المراد تعزيزها (كالنزاهة والصدق والاحترام)، وتشجيع الأطفال على ممارسة القيم الدينية والروحية (كالتقوى والتسامح)، وخلق بيئة آمنة وداعمة للأطفال لتطبيق هذه القيم في حياتهم اليومية.
ومن أهم وسائل تعزيز هذه القيم، الحوار داخل بيوتنا، وفي مدارسنا وجامعاتنا؛ إذ لا يمكن تعزيز القيم الإسلامية دون فتح باب الحوار.
والملاحظ أنّ سبب غياب الحوار داخل بيوتنا، يرجع لعدم تنشئتنا لأولادنا على ممارسته، بل منَّا مَن تربَّى بصيغة الأمر والنهي، والضرب والتخويف، وتحريم النقاش والحوار.
بينما القرآن الكريم أولى الحوار أهمية بالغة في مواقف الدعوة والتربية، وجعله الإطار لتوجيه الناس وإرشادهم؛ لذا يعد الحوار بين الآباء والأبناء ضرورة هامة.
إنّ القصة وسيلة هامة من الوسائل التربوية، بل تعد من أقدم هذه الوسائل، ولقد استُخدِمت القصة في التربية على مر العصور الإنسانية، واستقر رأي رجال التربية وعلماء النفس على أن الأسلوب القصصي هو أفضل وسيلة نقدم عن طريقها ما نريد تقديمه للأطفال، سواء أكان قيمًا دينية أم أخلاقية.
ولقد أثبتت معظم الدراسات أن القصة هي الأكثر انتشارًا بين الأطفال، وأنّ لها القدرة على جذب انتباههم، وفي قصص القرآن الكريم مادة ثرية للأطفال، يمكن أن تروى لهم بصورة مبسطة، وكذلك في السيرة النبوية وقصص الصحابة.
يمكن استخدام الأنشطة المناسبة لعمر الأطفال لتعزيز القيم الأخلاقية من خلال إقامة ألعاب تشجيعية تعتمد على القيم التي ترغب في غرسها في الأطفال، على سبيل المثال: يمكن تنظيم ألعاب تشجع على العدل والتعاون والصداقة.
وتشجيع المشاركة في الأنشطة التي تعزز التعاون يساهم في بناء أسس الاحترام والتواصل الفعّال.
هناك الكثير من التحديات التي تواجه ترسيخ القيم في عصرنا الحالي عصر العولمة الذي حوّل العالم إلى قرية صغيرة.
وسائل الإعلام لها تأثير بالغ في تقديم نماذج سلبية للأطفال، كما قد تُضعف دور المدرسة والأسرة في غرس القيم الحميدة، خاصة بما تقدمه برامجها من مناظر خليعة تُبث في التلفاز أو في الإنترنت عمومًا، فأثارها السيئة في القلوب كبيرة، ولا سيما عند فئة الشباب، ولا يخفى ما فيها من إثارة الشهوات، وتزيين المنكرات.
التغيرات الاجتماعية سنة من السنن الكونية، والمسؤولية الكبرى في التعامل معها وغرس القيم والمحافظة عليها تقع على كاهل الأسرة ثم على المدرسة، في حين تشارك المؤسسات الرسمية ومؤسسات المجتمع في المحافظة على الهوية الإسلامية والعربية.
ويتضح ضعف بعض القيم أو اختفاؤها أو تخلي بعض الناس عنها بسرعة عند غياب الجهات الرقابية، ما يكشف أنّ الالتزام بها لم يكن عن قناعة تامة! لذلك ينبغي فهم التغير الاجتماعي الذي يمر به المجتمع والعالم، واستيعاب فكرة أنّ التغيير أمر لا يمكن الوقوف أمامه، ولكن يمكن التكيف معه وتكييفه أو تطويعه من أجل الاستفادة منه بما لا يؤثر سلباً في قيم المجتمع ومكتسباته الثقافية والاجتماعية والاقتصادية أو هويته الإسلامية والعربية.
وذلك من خلال تحصين الأسرة والمجتمع وغرس القيم الإسلامية النبيلة في نفوس الناشئة من جهة، وتحديد الآليات التي تضبط آثار التغير الاجتماعي السريع وتحد من آثاره الجانبية أو التخفيف من حدتها من جهة أخرى.
وعي المربي له أثر بالغ في غرس القيم الدينية الإسلامية والأخلاقية، وامتلاكه المهارة لغرس القيم بالوسائل المبتكرة، فنقص الوعي يؤثر سلبياً على غرس القيم.