تربية الأطفال ليس بالأمر السهل، فإما أن تكون قائمة على أسس صحيحة وسليمة، وإما أن تكون عشوائية تنتج عنها سلبيات بسبب عدم قدرة الوالدين على تأدية واجبهما على أكمل وجه، فما نصائح الخبراء للأمهات والآباء لإتباع أساليب التربية الإيجابية؟
مفهوم التربية الحديثة
يُطلق مفهوم التربية الحديثة للأطفال على العمليّة التربوية التي يستخدمُ فيها الوالدان إمكانيّاتهما وشغفهما وقيَمهما ومعتقداتهما من أجل اتّخاذ أفضل القرارات التربويّة التي تصبّ في مصلحة أطفالهما، وتبقيهم منجذبين للأجواء العائلية، بالإضافة إلى توفير بيئة تُساهم في تكوين أشخاص جيّدين في المستقبل.
ومن الاعتقادات الخاطئة بشأن التربية الحديثة السماح للأطفال بفعل أيّ شيءٍ يُريدونه دون قواعد أو توجيهات، أو مبالغة الأهل في الحرص على أطفالهم وانشغالهم الدائم في ملاحظة سلوكيات الأطفال وتوجيههم باستمرار.
أهم أساليب التربية الحديثة
إنّ الأساليب العصرية غير مباشرة في تربية الأبناء وتعليمهم كيفية الاستماع للطفل وترك المساحة له للتعبير عن حاجاته، والحوار معه والابتعاد عن المعاملة السلبية للطفل، فضلاً عن الانتباه للكلمات التي تقال له، وإليكم أهم هذه الأساليب:
التربية الإيجابية
التربية الإيجابية هي أسلوب تربوي يركز على بناء الثقة والاحترام والاستقلالية لدى الأطفال، ويسعى هذا الأسلوب إلى مساعدة الأطفال على تطوير مهارات حل المشكلات والتفكير النقدي والتواصل الفعال.
التعلم القائم على اللعب
التعلم القائم على اللعب هو نوع من مناهج التعلم الذي يتكون من أنشطة تفاعلية مدمجة مع ألعاب ذاتية التوجيه تساعد الأطفال على بناء أساس متين لمفاهيم العالم الحقيقي، وتتمثل ميزة التعلم القائم على اللعب في أنه يقدم تجارب تعليمية مفيدة ومحفزة للعقول الشابة.
فهو نهج تعليمي يجمع بين العناصر التعليمية والأنشطة الترفيهية لتحقيق أهداف التعلم بشكل مبتكر وممتع، ومن إيجابيات التعليم القائم على الألعاب أنه يكسب الطفل الثقة بالذات والمساعدة على تنمية قدراته، وتكسب الطفل الإحساس بالارتياح والتفوق.
التعلم التعاوني
يُطلق مفهوم التعلّم التعاوني على مُختلف الأنشطة التعليميّة التفاعليّة في المجموعات الصغيرة، حيث يعمل الطلاب مع بعضهم البعض على تنفيذ الأنشطة والمهامّ المُشتركة في المجموعة لتطوير أنفسهم ومساعدة زملائهم في التعلم، وتحتوي كلّ مجموعة على طالبَين إلى خمسة طلاب، إذ يُسهّل العمل في مجموعات إنجاز الأنشطة التعليميّة.
التكنولوجيا في التربية
إنّ استخدام وسائل وأدوات تقنية متنوعة ومختلفة، بهدف إعداد وتطوير وتقويم العملية التربوية بشكل كامل وشامل لجميع جوانبها، وللوصول إلى الأهداف التعليمية المرجوة من عملية التعليم من خلال التناغم والإنسجام بين وسائل التكنولوجيا وبين الأشخاص الموجودين في هذه العملية.
وقد أصبحت تكنولوجيا التربية موجودة في جميع المجالات التربوية، كالمواقف التعليمية والاستراتيجيات التعليمية والتغذية الراجعة وغيرها من مجالات التربية بمفهومها الحديث، فلا تستطيع التربية أن تعزل نفسها عن روح هذه الثورة التكنولوجية وأساليبها، وقد دأبت عبر تاريخها على التفاعل مع كل جديد بالقدر الذي تسمح به طبيعتها وطبيعة موضوعها الذي هو الإنسان.
فوائد التربية الحديثة
يؤمن الوالدان بأطفالهما وبإمكانيّاتهم وتذكيرهم بها وتشجيعهم بعبارات حماسية، فهذا من شأنه أنْ يمنح الأطفال إحساساً بأنّهم قادرون على فعل أيّ شيءٍ مهما كان صعباً.
كما يمنح الأطفال فرصة عيش طفولتهم: للأطفال طبيعة مختلفة عن الأشخاص البالغين؛ لذا يجب أنْ يحصلوا على حقّهم في عيش طفولتهم وفق طبيعتهم، والحرية في اللعب والحركة وتتبّع فضولهم، وعلى الآباء أن يتوقّعوا من أطفالهم ما هو متوافق ومناسب لمرحلتهم العمرية، وألّا يتوقّعوا منهم التصرّف كأشخاص بالغين.
كما أنّ فيها استغلالاً لأخطاء الطفل في تعليمه: فبدلاً من فرض الاعتذار على الأطفال عندما يقعون في الخطأ، يُمكن استثمار هذه الفرصة من أجل شرح الأسباب التي جعلت الأمر المُقترف خاطئاً، وكيف أنّ هذا الخطأ قد يؤثّر على مشاعر الأشخاص المحيطين، ممّا سيُعلّم الأطفال كيف يتصرّفون على نحوٍ أفضل في المرّات القادمة.
تحديات التربية الحديثة
في ظل العولمة والانفتاح الكبير زادت تحديات التربية الحديثة بشكل كبير، وأصبح على المربين أدوار مضاعفة فيما يجب عليهم أن يواجهونه من تحديات.
التوازن بين الحرية والمسؤولية
تتطور حرية الأبناء تدريجياً مع نموهم، لكنها يجب أنْ تكون متوازنة مع المسؤولية ومع إمكانيات وقدرات الأسرة، والتوجيه والدعم من الوالدين هما العنصران الأساسيان لضمان نمو الأبناء بشكل صحي ومستدام، ومن خلال الحوار وتعزيز المهارات الحياتية، يمكن للوالدين أن يساعدوا أبناءهم في تحقيق النجاح والتفوق في حياتهم.
التأثير السلبي للتكنولوجيا
هناك أسباب لانجذاب الطفل إلى استخدام التكنولوجيا الحديثة، ومن أهم هذه الأسباب هو التسلية، وخاصًة عندما يقوم الأهل بمنع الأطفال من ممارسة بعض الرياضات خارج البيت، مما يجعل الطفل دائمًا في حاجة إلى ملء وقت فراغه، بالإضافة إلى أن الوسائل التكنولوجية أصبحت سهلة لاستخدام الطفل، فيجد فيها ما يناسب رغباته وأفكاره وخياله الواسع، ممّا يجعله يندمج بشكل سريع ويستمتع بهذه الوسائل.
أما التأثير السلبي ينجم عن: عدم المراقبة الأسرية للطفل عند استخدام وسائل التكنولوجيا، وكذلك الاستخدام بشكل مفرط، وخاصة عند الدخول إلى شبكة الإنترنت.
التكيف مع التغيرات المستمرة
لا بد من التحدث إلى طفلك عن التغيير بأن تشرح ما يحدث له بلغة مناسبة لعمره، واسمح له بطرح الأسئلة وقم بالإجابة عليها بصدق، وساعد طفلك على فهم التغيير الذي يحدث أو سيحدث.
نصائح للأهل
أيها الآباء أيتها الأمهات: أطفالنا فلذات أكبادنا، وزينة حياتنا، وأجمل نعم الله علينا، لذلك ينبغي أنْ نشكر الله عليها، ونحسن إليهم ولا ندخر جهداً في سبيل تنشئتهم تنشئة صحية آمنة، وإليكم في سبيل ذلك النصائح الآتية:
كيفية اختيار أفضل الأساليب
تتنوع أساليب تربية الطفل حسب طبيعة المجتمع الذي نعيش به، ولتربية الطفل بشكل صحيح وسليم يجب على الأهل والمربين التركيز على الأساليب التي يستخدمونها في عملية تربية الطفل، ومعرفة المبادئ الأساسية في تربية الطفل وأهداف التربية الحديثة وطرق تحقيقها، ويتوجب على الأهل معرفة العوامل المؤثرة في تربية الطفل وتوجيهها بحيث تؤثر بشكل ايجابي على عملية التربية.
وأفضل أسلوب لتربية الأبناء هو الأسلوب القائم على التوازن، حيث يقوم الأهل بوضع منهج تربوي متوازن يجمع بين أساليب التربية المختلفة، يفسح مجالاً للطفل للاعتماد على نفسه دون أن يشعر أنه مهمل، ويكون الأهل فيه قريبين من الطفل في كل وقت دون أن يتحولوا إلى حالة من التجسس والحماية المرهقة.
وأسلوب التربية المتكامل القائم على الحزم وليس القسوة، وعلى الرعاية والاهتمام بتوازن في الكمية والنوعية، هو الأسلوب الذي يساعد الطفل على إدراك دور الأهل التربوي في حياته، فإذا تعرض للعقوبة لديه الكثير من الموقف التي تؤكد له أنه ليس مكروه، ومعاقبته مرتبطة بسلوكٍ معين.
التعاون مع المدرسة
تؤثر البيئة التعليمية التي تحيط بالطفل بشكل كبير في عملية تربية الطفل، حيث تساعد على تنمية المهارات والمواهب التي يتمتع بها الطفل وتعزيز ثقته بنفسه، وتساعده على تعلم القيم والمعرفة والتفكير الإبداعي.
الاهتمام بالصحة النفسية للطفل
من أهم قواعد التربية الصحيحة التركيز على تعليم الأطفال القيم الأخلاقية والمبادئ التي تساعدهم على تطوير شخصيتهم وتكوين شخصية إيجابية وفعالة بالمجتمع الذي يعيشون به، وتحفيزهم على الاحترام المتبادل والتسامح والتعاون مع الآخرين.
كما يحتاج الطفل إلى التحفيز والتشجيع من قبل الأهل ومساعدته على تطوير مهاراته الذاتية، وتحفيزه على الاكتشاف والتعلم بطريقة محفزة ومسلية وتوفير كافة الوسائل المساعدة له، وهو من أهم أدوار المربين في تنشئة طفل سوي وسليم نفسياً.
الأسئلة الشائعة
ما هي أساليب التربية الحديثة؟
من أهم أساليب التربية الحديثة: التربية الإيجابية - التعلم القائم على اللعب - التعلم التعاوني - التكنولوجيا في التربية الحديثة.
ما المقصود بالتربية الحديثة؟
العمليّة التربوية التي يستخدمُ فيها الوالدان إمكانيّاتهما وشغفهما وقيَمهما ومعتقداتهما من أجل اتّخاذ أفضل القرارات التربويّة التي تصبّ في مصلحة أطفالهما.
ما الفرق بين التربية الحديثة والتربية التقليدية؟
التربية التقليدية هي تربية تقوم على التوجيه والتلقين، أما التربية الحديثة فتقوم على التفاعل.
كيف نربي أطفالنا تربية صحيحة؟
من أهم قواعد التربية الصحيحة التركيز على تعليم الأطفال القيم الأخلاقية والمبادئ، وبأسلوب قائم على التوازن، والحزم لا القسوة.