التربية والتعليم: شراكة استراتيجية لبناء مستقبل أفضل
تاريخ النشر: - تاريخ التعديل: - جديدنا

التربية والتعليم نظام له قواعد معيَّنة وأصول مرعيَّة، تنبثقُ من طبيعة المجتمع وعقيدته وثقافته، وقد جاء ذلك جليًّا في القرآن الكريم في قصة سيدنا موسى عليه السلام مع الخَضر، وفي الإسلام بدأ علمُ التربية والتعليم مع بزوغ فجر الإسلام، فالنواة الأولى للتربية بدأت بمكَّة المكرمة، وأما التعليم فبدأت نواتُه بالمدينة المنورة وسارا متلازمين.

الفرق بين التربية والتعليم

  • التعليم يتناول تحصيل المعرفة وزيادتها لدى الناشئ، ويتناول غالباً الناحية العقلية، التي تمكن الفرد من اكتساب المعارف والمعلومات. 
  • التربية فهي عبارة عن عملية تنمية قوى المرء المختلفة، وتنمية جميع جوانب شخصيته.

العلاقة بين التربية والتعليم

تعقد الدول الآمالَ على التربية والتعليم في تحقيق التقدم وتطوير وتنمية الفرد والمجتمع؛ إذ به تتحقق النهضة، فالتربية أداةُ التغيير، والتعليم أداة البِناء، وكلاهما يَسعى للمستقبل الأفضل، وهذا ما نراه في الدول التي حقَّقت نهوضًا بعد نكسة؛ كاليابان وألمانيا، حين استثمرت التربية والتعليم في إعادة بناء نهضتها.

التأثير المتبادل

  • فالعلاقة بين التربية والتعليم علاقة تكامل إذا ما تمت بشكل سليم ووفق الأصول فيهما، فالتعليم يعدُّ الإنسان إلى مهنة ما، أما التربية تعدُّ الإنسان للحياة الدنيا والآخرة. 
  • والتعليم يوصل المعلومات كما هي عليه إلى طالبها ومن يريدها، فالعلم إدراك الشيء على حقيقته، أما التربية فهي فن وملكة وخبرة إيصال المعلومات بوجهها الصحيح إلى المتلقي. 
  • فكل منهما يحتاج للآخر حتى تكتمل شخصية المرء ما بين العلم بالأمور وما بين الحياة بشكل مرضي يوصل للسعادة في الدنيا والفلاح في الآخرة.

أهمية التكامل

إنّ العملية التربوية والتعليمية لا تتم من خلال التلقين والإملاء وحشو الأدمغة بكم كبير من المعلومات دون التركيز والتطرق إلى الجانب النفسي التربوي، وإنْ تم تناول مواضيع ذات علاقة بالأهداف التربوية، فذلك يقتصر مواضيع مذكورة في المناهج التعليمية بطريقة سردية جامدة خالية من أي تفاعل. 

هذا النمط من التعليم لا ينتج مواطناً متفتح الذهن متوازناً نفسياً قادراً على العطاء والبناء، فلا بد من التكامل بين التعليم والتربية السليمة.

دور الأسرة والمدرسة

  • التعاون المستمر بين الأسرة والمدرسة مهم في ترسيخ القيم والسلوكيات الإيجابية مثل: التفوق الدراسي، وتنمية الدافعية نحو التعلم. 
  • فالأسرة هي الموجه الأول والمحفز لتطبيق أنظمة العملية التعليمية بنجاح، فالطلبة المتفوقين في المدارس كان لوالديهم الدور الأبرز في توجيههم وتميزهم نتيجة التحفيز المستمر والمتابعة الدقيقة. 
  • ثم يأتي دور المدرسة الفاعلة في تكميل ما بدأ به الوالدان في الأسرة والبيت، ليتكامل الطرفان في تنشئة الجيل بشكل متوازن ومتكامل.

فوائد التكامل بين التربية والتعليم

التربية والتعليم جناحان لا بدّ منهما في بناء وصناعة الإنسان الناجح في الدنيا والآخرة، وهما سلاح ذو حدين في صياغة المجتمع. 

بناء شخصية متكاملة

العلم حاجة ضرورية لا يمكن الاستغناء عنها، فإذا كنت تريد أن تؤسس لبناء شخصية قوية لا بدّ أولاً مِنْ أنْ تستمر في طلب العلم، كأن تحصل على شهادة أكاديمية وأن تقرأ الكتب في مختلف مجالات العلوم بحيث يصبح معك كم كبير من المعارف التي ستساعدك في إدارة حياتك والدخول في النقاشات، فإذا تممت هذه الحاجة بالتربية السليمة الصحيحة وصلت إلى بناء شخصية متكاملة من حيث التربية والعلم.

تحسين الأداء الأكاديمي

إن الدعم الذي يحصل عليه الطالب من أسرته ومعلميه، والتكامل ما بين التربية والتعليم يلعب دوراً حيوياً في تحسين أدائه الأكاديمي، فيجب على الأهل تشجيع الطالب وتقديم الدعم النفسي والمعنوي له بالإضافة إلى توفير بيئة دراسية مناسبة له. وعلى المعلمين تقديم النصائح والإرشادات وتوفير الموارد التعليمية اللازمة لتعزيز مستواه الأكاديمي.

تطوير المهارات الحياتية

المهارات الشخصية هي الصفات والقدرات التي تساعد الفرد على النمو، وتنمية التطور الشخصي، ويمكننا تعزيز هذه المهارات من خلال حضور تدريبات فيها أو اكتسابها بالاحتكاك بالأشخاص النوعيين من حولنا، وذلك لاكتساب مواهب جديدة وتحسين المهارات الموجودة. 

وتكمن أهمية وجود المهارات الحياتية في حياة الفرد في قدرته على التكيّف مع كافّة الظروف، والنجاح في نهضة المجتمعات وازدهارها، ومُنطلق ذلك من الدين الحنيف الذي بيّن أنّ الغاية من خلق الإنسان هي إعمار الأرض وخلافتها. 

وقد حثّ نبينا محمد -عليه الصلاة والسلام- على إتقان العمل والقيام به على أفضل صورة؛ إلّا أنّ نقص المهارات الحياتية لدى الجيل الجديد هذه الأيام يُعتبر من أهمّ المشكلات التي يجب البحث عن حلول سريعة لها، ذلك أنّ مخرجات المؤسسات التربويّة تفتقر إلى المهارات الحياتيّة، وبالتالي يفشل الكثيرون في حياتهم الوظيفية والشخصيّة؛ بسبب غياب هذه المهارات لديهم.

تحديات تواجه التكامل بين التربية والتعليم

لا شك في أنَّ العملية التربوية والتعليمية تشكل أحد أهم ركائز بناء مستقبل المجتمع والحفاظ على ماضيه والنهوض به، كا أنّ المجتمعات المتقدمة أثبتت أنها حققت النهضة الفكرية والعلمية عندما عملت جاهدة على توفير بيئة تربية وتعليم ذات جودة تساهم في تمكين الأفراد، وتطوير المهارات، وتعزيز الابتكار والإبداع.

اختلاف الأساليب التربوية

واحد من أكثر العوامل المعرقلة لعملية التربية هو اختلاف مناهج وأساليب تربية الأبناء، سواء داخل الأسرة الواحدة ما بين الأم والأب، أو الاختلاف ما بين الأسرة من جهة والمؤسسة التعليمية من جهة أخرى.

تأثير التكنولوجيا

تعتبر التكنولوجيا من أهم العوامل التي تؤثر على نظام التعليم في العصر الحديث، فقد أحدثت ثورة كبيرة في كيفية نقل المعرفة وتبادل المعلومات بين الطلاب والمعلمين، ويسعى الكثير من المؤسسات التعليمية والأكاديمية إلى دمج التكنولوجيا في العملية التعليمية بهدف تحسين جودة التعليم وتوفير تجارب تعليمية مثيرة ومفيدة.

ويمكن القول بأنّ التكنولوجيا لها تأثير كبير على التربية، حيث توفر للمتعلمين والمعلمين العديد من الفرص والإمكانيات لتحسين عملية التعليم والتعلم، ولكن يجب الإشارة إلى أن التكنولوجيا ليست بديلاً للمعلم، وأنها تعتبر وسيلة إضافية لتحسين العملية التعليمية، ويجب على المعلمين والمتعلمين استخدام التكنولوجيا بشكل مناسب وفعال، والعمل على تحسين جودة التعليم وتحسين نتائجه بشكل عام.

التغيرات الاجتماعية

كل تغيير يقع في بنية من بنيات المجتمع ويسمح بظهور أنماط حياتية جديدة مختلفة على ما كان سابق، بحيث يكون هذا التغير متجلي ويمكن ملاحظته أي واقع معاش، مما يؤثر سلباً على مجالات التربية والتعليم على حد سواء.

 

 

الأسئلة الشائعة

ما هي التربية والتعليم؟

التعليم يتناول تحصيل المعرفة وزيادتها لدى الناشئ، ويتناول غالباً الناحية العقلية، التي تمكن الفرد من اكتساب المعارف والمعلومات، أما التربية فهي عبارة عن عملية تنمية قوى المرء المختلفة وجوانب شخصيته.

هل هناك فرق بين التربية والتعليم؟

التربية أداةُ التغيير، والتعليم أداة البِناء، وكلاهما يَسعى للمستقبل الأفضل.

ما اسم مدير التربية والتعليم؟

مدير التربية والتعليم شخصية ذات أهمية عالية ومؤثرة في كل حكومة جديدة.

ما اسم وزير التربية والتعليم حالياً؟

وزير التربية والتعليم شخصية ذات أهمية عالية ومؤثرة في كل حكومة جديدة.

إقرأ المزيد

  1. تقوية أواصر العائلة: بناء علاقة قوية مع أطفالك
  2. التربية: أساس بناء شخصية الطفل المتكاملة
  3. أساليب التربية الحديثة وتأثيرها على الأطفال: فوائد وتحديات

اترك تعليقاً