
كيف تجعل دعائك مستجاب؟ أسرار القبول
كلنا يريد لدعائه أن يستجاب، فالله سبحانه وتعالى وعدنا فقال: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي…
اقرأ المزيدالإنسان اجتماعي بطبعه، يألف ويؤلف، ومع كم تلك العلاقات التي قد تكون بعضها هبة من الله ونعمة، والتي يعد بعضها درساً وابتلاء وأذى، كلاً بحسب طبيعته وتربيته، فقد خلق الله الناس من ماءٍ وطين، بعضهم غلب ماؤه طينَه فصار نهراً، وبعضهم غلب طينُه ماءَه فصار حجراً.
إنّ حاجتنا لقبول الآخرين واهتمامهم حاجة أصيلة لدى الإنسان، ولها أساس بيولوجي ونفسي قوي مثبت في العديد من الدراسات، يقول جورج برنارد شو: “إن أسوأ ذنب يمكن أن نفعله تجاه الآخرين هو ليس كرههم، بل ألا نكترث بهم، فهذا هو جوهر اللاإنسانية”.
حين يشعر الإنسان بأنه لا يحظى بالانتباه والاهتمام الكافي، فقد يصل به الأمر على المدى الطويل إلى تأثر صحته الجسدية ومناعته وعاداته اليومية، مثل: النوم أو حتى أن يميل ليكون عدوانيّا بشكل أكبر.
يعني أن الشخص يتجاهلك بوعي وبنية متعمدة، وهذا يمكن أنْ يكون لأسباب متعددة، مثل: الانتقام أو العداء.
كالتجاهل العابر: في بعض الحالات، قد يكون التجاهل ناتجًا عن عدم الانتباه أو الانشغال، ولا يكون ذلك بنية متعمدة.
يُسبب التجاهل الكثير من الأضرار والأذى على الشخص الذي يتم تجاهله، ومنها: شعور الشخص الذي يتم تجاهله بالتقليل من قيمته وعدم الحب، وقد يؤثر ذلك على الأشخاص جسديًا ويُسبب لهم الإجهاد، ويجعلهم مصابين بالصداع، والإسهال، وآلام المعدة، والعديد من الأمور الأخرى.
للتجاهل أسباب متعددة أهمها:
يحدث عندما يتجاهل الشخص مشاعرك أو احتياجاتك العاطفية، ويظهر ذلك على سبيل المثال في عدم الرد على رسائلك العاطفية أو تجاهل تعبيراتك.
هذا يحدث عندما يتجاهل شخص ما وجودك أو تواجدك في مكان معين، وهذا قد يكون ناتجًا عن عدم الاهتمام أو عدم الرغبة في التواصل معك.
وذلك يظهر عندما تشارك شخصاً في أعمال ما، ويظهر منه لا مبالاة لعملك أو لمجهودك، إما بالفعل أو بالإساءة أو بعدم الاكتراث، وقد يكون ذلك ناتجاً عن كره أو طبيعة سلوكية خاصة.
وينتج عن كل نوع من أنواع الأسباب السابقة للتجاهل آثار نوجزها في الآتي:
لا يبدو الشعور بالغضب أو الحيرة أو السوء لدى حدوث التجاهل أمراً غير طبيعي أو غير مبرر، فمن الطبيعي جداً أن تشعر بذلك حين يتجاهلك أحدهم، فالتجاهل فعل ثقيل على النفس، وإذا كان مزمناً أو مارسه شخص عزيز عليك، أصبح عبؤه أكبر وأصعب، وعندها يشعر الشخص الذي يتم تجاهله بالتقليل من قيمته، وعدم الحب، مما يسبب ضغوط نفسية وتوتر لمن تم تجاهله.
يمكن أن يكون هناك تجاهل اجتماعي لفئة معينة من الأشخاص بناءً على العرق أو الدين أو الجنس أو الهوية الجنسية، وآثار ذلك وخيمة على التماسك الاجتماعي والسلم الأهلي.
يؤثر التجاهل على الصحة الجسدية والمناعة والعادات اليومية مثل: النوم، أو حتى أن يميل ليكون عدوانيّا بشكل أكبر، وقد يؤثر ذلك على الأشخاص جسديًا ويُسبب لهم الإجهاد، ويجعلهم مصابين بالصداع، والإسهال، وآلام المعدة، والعديد من الأمور الأخرى.
هذه الآفة الخطيرة لا بد من الوقوف أمامها بشكل صحيح، وأدناه نصائح نقدمها لكم حسب موقف كل طرف من الأطراف المتعاملة معها.
مجرد أن تشعر أن شخصاً ما يتجاهلك؛ تحدث معه وافهم منه أسباب تجاهله لك، ولا بأس إذا قمت بتغيير بعض من سلوكياتك وتصرفاتك إذا كانت هي السبب في ذلك، وإحدى أهم علامات النضج النفسي هي القدرة على فهم الآخرين والتفكير بهم باعتبارهم ذوات حرّة وفاعلة ومستقلة عنا.
وربما يختلف نمط تعلقك عن زوجتك، وربما تختلف طبيعة شخصية صديقك عنك، فهو انطوائي وأنت انبساطي (اجتماعي)؛ ما يجعله يتجنبك لا رغبة بذلك بل لأنه لا يستطيع التصرف عكس طبيعته بشكل دائم.
ومن الأمثلة السيئة على طرق التعامل مع التجاهل: الحديث والتذمر عن الموقف أو الشخص المتجاهِل للآخرين قبل التأمل في الموقف والتأكد منه بشكل متذمر أو سيء، إرسال رسائل منفعلة أو الرد بشكل يسيء للشخص المتجاهِل، ممارسة الاجترار عن طريق المبالغة في تحليل الموقف والتفكير به طوال الوقت بدل إعطاء فسحة من الوقت والانشغال بما ينفع.
من المهم دائماً ألا نقع فريسة لمشاعرنا، هل تعرّضنا للتجاهل حقا أم أننا فسّرنا الأمر كذلك؟ علينا أن نحاول الإجابة بدقّة عن هذا السؤال أولاً، وربما تساعدك الأسئلة الآتية على القيام بهذا الأمر:
فحاول عدم الانجرار للتصرفات المبالغ فيها والناتجة عن مشاعرك السلبية تجاه التجاهل الذي تعرضتَ له.
التواصل هي الكلمة المفتاحية للعلاقات الناجحة في حياتنا نحن البشر، ليس هناك مفهوم أهم من التواصل في إدارة العلاقات، سواء كان ذلك في الصداقة أو العائلة أو العلاقات الحميمية أو حتى علاقات الزمالة والعمل.
لا تخجل من التعبير عن مشاعرك للشخص الآخر، لكن حاول فعل ذلك دون انفعال زائد، بنبرة صوت هادئة وبالتركيز على مشاعرك وحاجاتك، لا على اتهام الشخص الآخر بأنه أخطأ أو على سلوكه هو، مثلاً:
الخلافات المستمرة قد تكون نتيجة غياب التفاهم والتواصل الفعّال وتراكم النزاعات الصغيرة دون محاولة حلّها يُحوِّلها إلى مشاكل كبيرة، هذه المشاكل تؤثر سلباً على العلاقة الإنسانية، فإذا لم يتم التعامل مع هذه المشاكل بشكل بنّاء، قد تقود إلى الإحساس بالإهمال والتجاهل، والوقوف أمام هذه المشكلات وحلها وعدم إهمالها هو من أهم طرق التي تزيل الإهمال في العلاقات.
ويُعتبر الحوار المثمر أداة قوية لتحقيق التوافق والوصول إلى حلول مرضية، ويشمل النقاش تبادل الأفكار بروح إيجابية ومرونة، ويركز على حل المشكلات بدلاً من تبادل الاتهامات، مما يُساعد في تعزيز التواصل البناء وتجاوز العقبات.
التجاهل يقلل من شعور الشخص بقيمته الذاتية، مما يؤدي إلى انخفاض الثقة بالنفس، مع العلم أنّ دعم الذات مهم لمحاولة استعادة الثقة والاحترام الشخصي.
من المهم التعبير عن مشاعرك بصراحة، ويجب البحث عن فهم الأسباب وراء التجاهل، كما ينبغي العمل معاً على إيجاد حلول لتجاوز هذا الموقف.
التجاهل يمكن أن يؤدي إلى تأثيرات نفسية، مثل: الاكتئاب والقلق، كما يؤدي إلى سلوكيات اجتماعية سلبية، هذا يؤثر سلباً على الصحة النفسية والاستقرار العاطفي في العلاقات.
يدل التجاهل المتعمد غير المبرر بالتعالي والتكبر والغرور وهي أمراض خطيرة على مستوى الفرد والمجتمع.