النبي محمد “ونسبه: إثبات الحقائق وتقدير العديد من الاختلافات التاريخية”
هو النبي العربي، الأبطحي الحرمي، القرشي الهاشمي، نخبة بني هاشم، المختار المنتخب من خير بطون…
اقرأ المزيدكلنا يريد لدعائه أن يستجاب، فالله سبحانه وتعالى وعدنا فقال: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [سورة البقرة: 186]، انظر وتأمل إنه أمر من الله يأمرك فيه بالدعاء وليس هذا فقط بل ويعد في نفس الآية بالإجابة {أستجب لكم}، ولكن كيف تأتي الاستجابة؟
الاستجابة من الله عز وجل للدعاء لها طرق وليس طريقاً واحداً، فليس بالضرورة أنْ تحصل على ما تريد، وليس بالضرورة أنّ كل ما ستطلبه ستحصل عليه، لكنك ستحصل بلا شك على شيء عظيم إذا دعوت.
للدعاء آداب منها: ألا يبدأ مباشرة بطلب الحاجة، وإنما يتقدمه بالمدح والثناء على الله سبحانه وتعالى وحمده، والصلاة على النبي ﷺ، والإقبال على الله، وحضور القلب في الدعاء، وأنْ تستقبل القبلة، وأنْ ترفع يديك، وتلح بالدعاء، وتكرر الدعاء، وتكون على طهارة، وتختار من أسماء الله تعالى الحسنى وصفاته ما يوافق مقصودك.
في القرآن الكريم والحديث الشريف فيض واسع من الأدعية المأثورة التي يستجاب لقائلها بإذن الله تعالى طالما حرص على تحقيق شروط الدعاء والتزم آدابه، وهنا سنقف على بعض من هذه الأدعية.
للدعاء شروط كلما التزم بها المؤمن كلما كان أقرب لتحقيق المراد، وأول هذه الشرط هو عدم الاستعجال قال ﷺ: “يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول: دعوت فلم يستجب لي” [رواه البخاري]، واعلم أن الإجابة ستأتيك ولكن لله حكمة في وقت الاستجابة ولك في رسول الله ﷺ والصالحين من قبلك في دعائهم وصبرهم، فالخير فيما اختاره الله وهو يعلم وأنتم لا تعلمون.
والشرط الثاني: هو أن لا يكون في الدعاء إثم، جاء في الحديث: “ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها. قالوا: إذًا نكثر، قال: الله أكثر” [رواه أحمد].
أما الشرط الثالث: فهو أن يكون الرزق من مأكل ومشرب وملبس من حلال، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ: “إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً، وإنَّ الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال تعالى: {يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً} [سورة المؤمنون: 51]، وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم} [سورة البقرة: 172]، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر، يمدّ يديه إلى السماء: يا رب يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغُذّي بالحرام، فأنّى يُستجاب له” [رواه مسلم].
ومن شروط الاستجابة أيضاً:
هناك أحوال للبشر هي مظنة لاستجابة الدعاء، منها:
يقول الله سبحانه وتعالى: {ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55) وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ } [سورة الأعراف: 55 – 56]، ربنا يأمرنا أنْ ندعوه بتضرع وتذلل بروح المحتاج طالب النجاة، فالله من أسمائه الحسنى الصمد وهو المقصود لكل حاجة.
كما يحب الله سبحانه وتعالى الدعاء خفية بينك وبينه فلا يسمعك أحد، سبحانه السميع العليم يحب أن تدعوه بينك وبينه بلا واسطة ولا رياء، سواء كنت على فراشك أو في الطريق أو في أي مكان بينك وبينه، فعندما تناجي الله خفية فعندها يكون الإخلاص قد إكتمل وأقرب إلى الصدق وصادراً من القلب وليس من اللسان.
من الأدعية المأثورة ـ ويسمى بدعاء الحاجة ـ ما رواه الترمذي وابن ماجه عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: “مَنْ كانت له حاجة إلى الله تعالى، أو إلى أحد من بني آدم فليتوضأ، وليحسن الوضوء، ثم ليصل ركعتين ثم ليثن على الله عز وجل، وليصل على النبي ﷺ ثم ليقل:
(لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين، أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كل بر، والسلامة من كل إثم، لا تدع لي ذنباً إلا غفرته، ولا هما إلا فرّجته، ولا حاجة هي لك رضاً إلا قضيتها يا أرحم الراحمين)”.
أسرع دعاء مستجاب هو ما وافقه قضاء الله ومشيئته بسرعة الإجابة، وعلى العبد الحرص على تحقيق شروط الدعاء والالتزام بآدابه.
الدعاء المستجاب هو ما حرص فيه العبد على تحقيق شروط الدعاء والالتزام بآدابه.
سر اجابة الدعاء سريعا يكمن في الإخلاص لله تعالى وقضائه بالاستجابة.
إقرأ المزيد