
أزمة الفاعلية
ولعل من أخطر الأزمات التي تمر بها أمتنا هي أزمة عدم الفاعلية وهي أزمة قاتلة ومدمرة، فمرحبا بكم في مقالة اليوم ودعونا نتناول جوانبها.
اقرأ المزيدالتواضع من أسمى الصفات الأخلاقية التي دعا إليها الإسلام، وهو خلق يعكس حسن تعامل الإنسان مع الآخرين، بعيدًا عن الغرور والتكبر، وهو خلق يدل على نقاء القلب، وصفاء النفس، وحب الخير للآخرين.
كما أنّ سمة التواضع سمة عظيمة ترفع صاحبها وتجعله محبوباً بين الناس، وهو دليل على قوة الشخصية والإيمان الصادق، والمتواضع ينال رضا الله ومحبة الناس، ويعيش حياة مليئة بالبركة والنجاح.
التواضع خلق نبيل يجلب الخير والبركة في حياة الفرد والمجتمع، وخيره لا يقتصر فقط على التعامل مع الآخرين بل يمتد إلى النجاح المهني والصحة النفسية، إليكم كيف يؤثر التواضع على هذه الجوانب الثلاثة المهمة:
التواضع يعزز الروابط الاجتماعية، حيث يجعل الإنسان أكثر تقبلًا للآخرين وأقرب إلى قلوبهم، فالشخص المتواضع يحترم الآخرين بغض النظر عن مكانتهم أو خلفياتهم، مما يؤدي إلى:
قال النبي ﷺ: “أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً، وخياركم خياركم لأهله” (رواه الترمذي).
التواضع من الصفات التي تميز القادة الناجحين في بيئة العمل، حيث يساعد الشخص على التعلم المستمر، والتعاون مع زملائه، وتطوير نفسه، كل ذلك من خلال:
قال الإمام الشافعي: “كلما ازددت علماً، ازددت علماً بجهلي”.
التواضع يعزز الراحة النفسية، حيث يقلل من التوتر والقلق الناتج عن محاولة الظهور بمظهر متفوق على الآخرين أو السعي وراء المظاهر الزائفة، فكيف يفعل التواضع ذلك؟
قال النبي ﷺ: “ليس الغنى عن كثرة العرض، ولكن الغنى غنى النفس.” (رواه البخاري ومسلم).
في عالم تسوده الأنا، هل لا يزال للتواضع مكان؟! ففي كثير من المجتمعات، نلاحظ تراجع هذه الصفة لأسباب متعددة، فما أبرز العوامل التي تؤدي إلى نقص التواضع؟
وسائل الإعلام تلعب دورًا كبيرًا في تشكيل القيم الاجتماعية، ومع انتشار ثقافة الشهرة والمظاهر، أصبح الكثيرون يسعون للتميز بأي وسيلة، مما أدى إلى تراجع قيمة التواضع، وسائل الإعلام تؤثر على التواضع بالنقص من خلال:
قال رسول الله ﷺ: “إن الله أوحى إليّ أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد” (رواه مسلم).
في العصر الحديث أصبحت الحياة مليئة بالمنافسة سواء في التعليم أو الوظائف أو حتى في الحياة الاجتماعية، مما دفع بعض الأشخاص إلى التكبر كوسيلة لإثبات الذات من خلال:
قال النبي ﷺ: “بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم” (رواه مسلم).
تلعب الأسرة دورًا أساسيًا في غرس القيم، وعندما تكون التربية قائمة على التميز المادي والتفاخر، فإن الطفل يكبر معتقدًا أن قيمته في مكانته الاجتماعية وليس في أخلاقه، ويظهر ذلك من خلال ممارسة السلوكيات الآتية في التربية:
قال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “تواضعوا لمن تُعلمون، وتواضعوا لمن تُعلمونهم”.
التواضع يرفع قيمة الإنسان، وهو ليس مجرد خلق بل هو سلوك يُمارس ويُطور باستمرار، فالتواضع ليس ضعفًا، بل هو قوة تُكسب الإنسان محبة الناس واحترامهم، وتجعله ناجحًا في حياته الشخصية والمهنية، ويمكن تنمية التواضع من خلال ثلاث طرق رئيسية:
قال تعالى: {وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ} [سورة النحل: 53]، فمن أعظم وسائل تنمية التواضع:
الاعتراف بأن العلم والخبرة لا يقتصران على شخص واحد، بل يمكن التعلم من كل إنسان، هو خطوة كبيرة نحو التواضع، فالتعلم من الآخرين يعزز صفة التواضع من خلال:
عندما يمنح الإنسان الآخرين من وقته أو ماله أو علمه، فإنه يُدرب نفسه على التواضع، حيث يدرك أنّ دوره في الحياة ليس فقط لتحقيق مكاسبه الشخصية، بل لمساعدة الآخرين أيضًا من خلال:
قال رسول الله ﷺ: “خير الناس أنفعهم للناس” (رواه الطبراني).
في التواضع رفعه الإنسان وحفظ له من شر نفسه وهواها، ويدل على تواضع الإنسان علامات منها أنه:
ورحم الله من قال:
ملأى السنابل تنحني بتواضعٍ
والفارغاتُ رؤوسُهنّ شوامخُ
التواضع خلق وسمة شخصية، وهو جزء من التكوين النفسي والأخلاقي للإنسان. التواضع يعكس طريقة تفكير الشخص ونظرته لنفسه وللآخرين، وهو ليس مجرد تصرف لحظي، بل قيمة متأصلة تظهر في مواقفه وسلوكياته اليومية.
التواضع المذموم هو الذي يجعل الإنسان يتنازل عن كرامته أو حقوقه، أو يُظهر التواضع رياءً أو ضعفًا، بدلاً من أن يكون نابعًا من قناعة حقيقية.
من ثمرات التواضع: محبة الناس واحترامهم. رفعة القدر والمكانة. تحقيق السكينة والراحة النفسية. تعزيز العلاقات الاجتماعية. زيادة العلم والحكمة. القرب من الله والثواب العظيم.