شيخ الإسلام الإمام ابن تيمية رحمه الله
أمتنا الإسلامية غنية بالرجال العظام، المبدعون والقدوات في كل ميدان، نقف لنتعرّف على أحد هؤلاء القامات، إنه شيخ الإسلام تقيّ الدين الإمام ابن تيمية، مجدّد عصره، ودرّة دهره، وإمام زمانه،
اقرأ المزيدعندما فتح المسلمون الدنيا سرعان ما قدّموا نموذجًا حضاريًا، يجمع بين الإيمان العميق والعقل المنفتح المبدع الذي يأخذ كل جديد ويطوّر ويصحح ويعدّل، فترجموا علوم الأمم وتلاقحت عقولهم فبدأوا حيث انتهى الآخرون، وقادوا البشرية وشعارهم في ذلك: (الحكمة ضالّة المؤمن أنّى وجدها فهو أحقّ الناس بها).
للإبداع تعريفات متعددة، منها:
ويعرّفه الدكتور طارق السويدان بقوله: عملية الإتيان بجديد، ماذا يعني؟
يعني أن الإبداع عملية لها خطوات ومراحل، تنتقل من الخيال إلى التحرّي، ثم التحول وبعدها الاحتضان، ثم التنوير فالتقييم، وأخيرًا مرحلة التنفيذ، وليس كما يظن البعض أنّ شرارة الإبداع تأتي بلا مقدمات، أو أنه لحظة إلهام تظهر دون أساس.
كلمة الإتيان تختلف عن التفكير، بمعنى أن العمل لا يُسمى إبداعًا طالما بقي مجرد فكرة في عقل صاحبها، مهما كانت تلك الفكرة رائعة وإبداعية، بل لابد أن ترى النور وتنفذ على أرض الواقع، فليست المشكلة في وجود الأفكار الإبداعية، بل في تحويل الأفكار إلى أعمال واقعية ونتائج ملموسة.
ولا يوصف العمل بالإبداع إذا كان تكراراً لشيء آخر، بل لابد أن يكون جديدًا، ولا يشترط أن يكون جديدًا بنسبة (100%)، بل يكفي أن أجري تعديلاً على شيء موجود، لذا وضع المتخصصون نسبة للتفريق بين الإبداع والتقليد، واعتمدوها لمنح براءات الاختراع العالمية، فقالوا: إذا كانت نسبة الفرق (15%) فأكثر بين الشيء الجديد وبين الموجود في الواقع، أطلق وصف الإبداع على العمل الجديد.
لا تكمن أهمية الإبداع كما يقول (هارولد آندرسون) في كونه عملية إنتاج تشهد كل لحظة من لحظاتها ولادة جوهرة ذات قيمة آنية، بل تكمن الأهمية في كون الإبداع ضرورة من ضرورات الحياة.
ثمّة تسليم بإبداع الفنانين والكتّاب والرّسّامين، كما أن هناك إقرار بإبداع العالم والكيميائي والفيزيائي، غير أن الإبداع في مجالات العمل لا يزال مهملًا إلى حدّ بعيد، يقترن عادة بالشعارات الدعائية، فالمدير العادي لا يعتبر نفسه مبدعًا ولا يجد في نفسه حاجة لذلك، هذا الاعتقاد بدأ يتغيّر مع ظهور مراكز إبداع التفكير (Think Tanks).
الإبداع ضرورة للتصدي للمشكلات، والتعامل مع المشكلات الجديدة لا يناسبه الأساليب القديمة، وفي عالم الأعمال تظهر لنا ضرورته في مجالات متعددة: (سياسة خدمة المواطن، وتنويع وتحسين الخدمات، والعلاقات العامة، وتطوير القوة العاملة، كما أنه مهم في الهندسة والإنتاج، وفي تحليل القيمة والنوعية، وفي شؤون الموظفين لدى الاختيار، وفي التدريب والعلاقات الإنسانية).
تتصف العملية الإبداعية بمجموعة من الخصائص والصفات:
يقوم على سعة الخيال والإدراك ويصرّ على توليد رؤى جديدة للموقف -مهما بدت غير مألوفة- للوصول إلى حلول، ويعتمد على النظر إلى الأشياء بشكل جديد بهدف التغيير والتحديث، ويستلزم هذا النوع من التفكير بذل مجهود وتوفير حافز للقيام به.
وفق الدراسات: فإنّ أهم عائق يقف أمام الإبداع هو التردد في النظر إلى أبعد مما هو مقبول في المجتمع سلوكيًا وفكريًا دون مخالفة الشرع والعرف المقبول، وقد صنفت المعوقات وفق الآتي:
هناك خمسة مستويات للقدرات الإبداعية وصل إليها الباحث (كالفن تايلور) وقد صنّفها وفق الآتي:
ما يميّز النابغين في هذا المستوى من الإبداع هو صفة التلقائية والحرية والاستقلال، وغالبًا ما يكون هذا المستوى في مجالات الأدب والفن والثقافة.
ناتج عن نمو المستوى التعبيري بإضافة المهارات، فيؤدي إلى إنتاج أعمال كاملة بأساليب متطورة غير مكررة وغير مستوحاة من أعمال الآخرين، ويظهر في مجال تقديم خدمات كاملة على مختلف أنواعها وأشكالها.
هذا المستوى من الإبداع يتطلب مرونة في إدراك علاقات جديدة غير مألوفة بين أجزاء منفصلة موجودة من قبل، ومحاولة ربط أكثر من مجال للعلم مع بعض أو دمج معلومات قد تبدو غير مرتبطة مع بعض، حتى يمكن الحصول على شيء جديد، وتسمى هذه العملية الذهنية التركيب (Synthesis).
ومن الأمثلة عليها: اختراع آلة، أو أساليب تشغيلية جديدة، أو محاولة مدير ربط الفكر الإداري مع الفكر الرياضي لتقديم نموذج يستخدم لرقابة الإنتاج أو تحسينه.
يتطلب هذا المستوى الإبداعي قدرة قوية على التصوير التجريدي للأشياء مما ييسر على المبدع تحسينها وتعديلها، فيقدم اختراعًا جديدًا سواءً كان: منتجًا، أو نظرية، أو نوع أقمشة..، وتسمى هذه العملية “التجديد” (Innovation).
هو أرفع صورة من صور الإبداع، يتضمن تصور مبدأ جديد تمامًا في أكثر المستويات وأعلاها تجريدًا، فيؤدي إلى إيجاد وإبداع وفتح آفاق جديدة لم يسبق المبدع إليها أحد.
أربعة من أشهر الأساليب وطرق الإبداع:
طريقة تهدف التوصل إلى الحلول الابتكارية المناسبة للمشكلة، بأكبر كم ممكن من الحلول دون نقد ولا حكم عليها، وفق الآتي:
تقسيم التفكير إلى 6 أنماط، واعتبار كل نمط منها كقبعة يلبسها الإنسان أو يخلعها، حسب طريقة تفكيره في تلك اللحظة، تعلمنا هذه الطريقة كيف ننسق الأفكار المختلفة بشكل شمولي للوصول الى الإبداع بالحل، ولمعرفة الآراء الأخرى، وكيفية الإجابة عليها.
حيث يتم التركيز على لون واحد من التفكير في الوقت الواحد، وفق الآتي:
1- القبعة البيضاء: ترمز للتفكير الحيادي (شخص موضوعي يعتمد على أرقام ومعلومات وحقائق).
2- القبعة الحمراء: ترمز للتفكير العاطفي (يركز على العاطفة والمشاعر).
3- القبعة السوداء: ترمز للتفكير السلبي (يركز على التشاؤم والفشل فيفيدنا بتحديد المخاطر).
4- القبعة الصفراء: ترمز للتفكير الايجابي (يركز على التفاؤل والرغبة، وهذا يتطلب وجود حجج قوية).
5- القبعة الخضراء: ترمز للتفكير الابداعي (يهتم بالخيال وطرق زوايا غير مألوفة).
6- القبعة الزرقاء: ترمز للتفكير الموجه (شمولي يمتاز بالتركيز ويوجه القبعات السابقة).
يقوم هذا الأسلوب على فكرة تقمص أربع شخصيات أو أدوار أساسية في الحياة:
1- شخصية المستكشف: تقود إلى البحث عن فكرة جديدة، عبر عدة طرق بالبحث عن الحقائق والمعلومات المفاهيم، وفق وصفة: (كتابة كل فكرة، التعوّد على التغيير، البحث عن الأفكار الجديدة في أماكن غير معتادة، استعر وطور أفكار الآخرين).
2- شخصية الفنان: تكوين وتشكيل الفكرة وترابطها عبر عدة طرق، ومنها: (غير المحتوى، تخيل (اسأل ماذا لو؟)، اعكس وانظر للأشياء بشكل مقلوب، صل واربط الأشياء ببعضها، احذف واخرق القواعد، خالف).
3- شخصية القاضي: الحكم على هذه الفكرة، (ما هي فرص النجاح؟ ما هي إيجابيات الفكرة وسلبياتها؟ وما هي الخسائر في حالة الفشل؟).
4- شخصية المحارب: تطبيق هذه الفكرة عبر: (معرفة القدرات، وضع الخطة، المهارات المطلوبة، العقبات المتوقعة وكيفية تجاوزها).
تتلخص هذه الطريقة بسلسلة من الأسئلة المختصرة وفق المفاهيم الآتية:
1- الإحلال: ما لذي يمكن إحلاله وإبداله؟ هل يمكن تغيير بعض القوانين؟ هل يمكن تغيير بعض الخطوات؟
2- الدمج: ما الأفكار التي يمكن دمجها؟ هل يمكن دمج الأهداف مع بعضها؟ ما الأشياء التي يمكن دمجها لاستخدامات متعددة؟
3- التكيف: ما الشيء الآخر الذي يشبه هذا الشيء؟ ما الشيء الذي يمكن استنساخه؟ ما الأشياء التي يمكن إعادة تكييفها أو إعادة النظر فيها؟
4- التحوير أو التكبير: ما الشيء الذي يمكن تكبيره أو توسيعه؟ ما الشيء الذي إذا أضيف سيحقق قيمة عالية؟
5- الاستخدام المغاير: ما الاستخدامات الأخرى لهذه الفكرة؟
6- الحذف أو التصغير: هل يمكن تصغير هذا الشيء؟ هل يمكن إزالة بعض القواعد؟ هل يمكن تقسيمه أو ضغطه أو تكثيفه أو اختزاله؟
7- العكس أو إعادة الترتيب: ما الترتيبات الأخرى التي يمكن عملها وتؤدي لنتيجة أفضل؟ هل يمكن تغيير السبب والنتيجة؟ ما الأشياء المعاكسة للفكرة؟ هل عكست الأدوار؟
وفي الختام: لا تنس مشاركة هذه المقالة مع الأصدقاء.
كما يمكنك الاستفادة والاطلاع على المزيد من المقالات
الوعي ومفهومه وفوائده و تعلم فنون الإقناع ومهاراته
للإبداع تعريفات متعددة، منها:
- أن ترى المألوف بطريقة غير مألوفة.
- القدرة على حل المشاكل بأساليب جديدة.
- تنظيم الافكار وظهورها في بناء جديد.
ثمّة تسليم بإبداع الفنانين والكتّاب والرّسّامين، كما أن هناك إقرار بإبداع العالم والكيميائي والفيزيائي، غير أن الإبداع في مجالات العمل لا يزال مهملًا إلى حدّ بعيد، يقترن عادة بالشعارات الدعائية، فالمدير العادي لا يعتبر نفسه مبدعًا ولا يجد في نفسه حاجة لذلك، هذا الاعتقاد بدأ يتغيّر مع ظهور مراكز إبداع التفكير (Think Tanks).
الإبداع ضرورة للتصدي للمشكلات، والتعامل مع المشكلات الجديدة لا يناسبه الأساليب القديمة، وفي عالم الأعمال تظهر لنا ضرورته في مجالات متعددة: (سياسة خدمة المواطن، وتنويع وتحسين الخدمات، والعلاقات العامة، وتطوير القوة العاملة، كما أنه مهم في الهندسة والإنتاج، وفي تحليل القيمة والنوعية، وفي شؤون الموظفين لدى الاختيار، وفي التدريب والعلاقات الإنسانية).
- القدرة على اكتشاف علاقات جديدة.
- القدرة على استنطاق العلاقات والإفصاح عنها.
- الربط بين العلاقات الجديدة والعلاقات القديمة التي سبق اكتشافها.
- توظيف العلاقات الجديدة لتحقيق أهداف معينة.
- الإحجام عن الأخذ عن الآخرين إلا بالقدر الذي يخدم ويحقق الإبداعية لديه.
1- الإبداع التعبيري
2- الإبداع الإنتاجي
3- الإبداع الاختراعي
4- الإبداع التجديدي
5- الإبداع الانبثاقي
1- العصف الذهني
2- قبعات التفكير الست
3- الادوار الاربعة
4- الأسئلة الذكية