كل ما تريد معرفته حول مرض جنون العظمة
تاريخ النشر: - تاريخ التعديل: - جديدنا

أنْ يعيش شخص ما في حالة مستمرة من عدم الثقة تجاه الأفراد أو الجماعات، أو الاعتقاد بأن هناك خطراً داهماً يتربص به، أو أن تهديداً شديداً وفورياً في انتظاره، بصرف النظر عن وجود ما يدل على ذلك؛ فهذا معناه أنه يعاني من أوهام “جنون العظمة”.

أعراض جنون العظمة

ينطوي هذا المرض على مشاعر وأفكار غالبًا ما تنتج عن القلق، أو الخوف، أو الاضطهاد، أو التهديد، أو التآمر، أو الاضطرابات النفسية، أو الاضطرابات الذهانية، ويظهر على المصاب بجنون العظمة الأعراض الآتية:

الأعراض النفسية

تتمثل بالهلوسة والشعور الوهمي بالتفوق والعظمة، واعتقاده بأنه شخص خارق يستطيع فعل ما يعجز عنه الكثيرون، تبدو هذه المعتقدات غريبة بل ومستحيلة وليس لها علاقة بالواقع، إذ إن وهم العظمة هو أكثر من مجرد غرور أو تقدير عالي للذات أو شعور مبالغ فيه بأهمية الذات، وإنما يُمثل انفصالًا كبيرًا عن العالم الحقيقي ويستمر المريض بالاعتقاد في الوهم رغم تناقض الأدلة، ومن أبرز هذه الأعراض:

  • صعوبة الانسجام مع الآخرين بسبب الوهم.
  • يشعر المريض بأنه ضحية للآخرين طوال الوقت.
  • إساءة الفهم دائمًا، والشعور بالاضطهاد.
  • عدم الثقة بالآخرين؛ مما يؤدي إلى العزلة والانطواء.
  • المحاولات المستمرة لإقناع الآخرين بقبول معتقداته.
  • التصرف كما لو كان اعتقاده صحيحًا.
  • قد يعاني المريض من الهلوسة أحيانًا. 

الأعراض السلوكية

يمكن تمييز الشخص المصاب بجنون العظمة من خلال: زيادة الحديث وعدم تركيزه، حيث ينتقل بسرعة من موضوع إلى آخر دون ارتباط منطقي بينهم، بالإضافة إلى كثرة الحركة وقلّة النوم، فقد يمر بفترات طويلة دون أنْ ينام، مما يؤدي في بعض الحالات إلى إجهاد شديد يمكن أنْ يكون مميتاً.

أسباب جنون العظمة

قد يكون اضطراب جنون العظمة عرضاً ناتجاً عن بعض الأمراض، وأهم أسبابها: 

أسباب نفسية

قد تنشأ أسباب جنون العظمة النفسية نتيجة اضطراب الجو الأسري، والتسلط داخل الأسرة، والتوترات المتزايدة، والضغط العصبي  والتقلبات العاطفية، يقول الدكتور محمد هاني استشاري الطب النفسي: (إنّ الشخصيات النرجسية هي التي تصاب بجنون العظمة، وهي الشخصيات التي تعرضت للحرمان من قبل الأسرة سواء بفقدان الاحتواء والحب، أو بسبب التعرض لضغط نفسي وعصبي وحرمان أثناء فترة المراهقة).

أسباب بيولوجية

قد يكون جنون العظمة ناتجاً عن مرض عقلي مثل: اضطراب ثنائي القطب، ويستند الطبيب النفسي للأطفال والمراهقين “إيلي موهرر” إلى أبحاث حديثة، تشير إلى أنّ أوهام جنون العظمة قد تأتي من مجموعة من العوامل البيولوجية والبيئية والنفسية؛ مثل: (الاستعداد الوراثي أو تشوهات الدماغ أو الضغط النفسي)، ولوحظ وجود اضطرابات عقلية في عائلات المرضى، إضافة إلى وجود سلوكيات غير ملائمة بين أفراد هذه الأسر.

أسباب اجتماعية

تكون نتيجة تجاهل المصاب بجنون العظمة وتهميشه وعدم احترام رأيه، مما يخلق شخصاً يجاهد في سبيل إثبات وجوده، ويحاول الحصول على منصب ليتباهى فيه، بالتالي يعيش صراعاً مع الذات لإثباتها، وكلما وصل لشيء فإنه يطمع في أكثر منه، وهكذا بحيث يريد أن يستولي على كل شيء، ويبني ملكية خاصة به.

تأثير جنون العظمة على العلاقات

يتعدى تأثير جنون العظمة العلاقة بين الذات والآخرين ليصل إلى العلاقة التي تربط الشخص بنفسه، ويظهر ذلك في الأمور الآتية: 

العلاقات الشخصية

غالباً ما يصبح شخصاً منعزلاً يضع نفسه في إطار ضيق جدًا من العلاقات العائلية والاجتماعية، هذا يؤدي إلى اضطرابات في العلاقات الشخصية، حيث يواجه الشخص صعوبة في التفاعل بشكل صحيح مع الآخرين، ويعاني في بناء العلاقة بشكل سوي معهم.

العلاقات المهنية

تتأثر الحياة المهنية اليومية للشخص المصاب بجنون العظمة، كما قد تتسبب له في فقدان الفرص الهامة التي لا تتكرر، وذلك بسبب عدم القدرة على تقبل النقد أو الآراء المختلفة من الآخرين، فضلاً عن مشكلات واضحة في العمل ضمن فريق.

علاج جنون العظمة

قد تكون مساعدتك لشخص مصاب بجنون العظمة أمراً بالغ الصعوبة، فهو لا ينظر إلى العالم كما تفعل وغيرك من الأفراد الأصحاء، نتيجة قلقه الزائد وأوهامه وشكّه بالعالم المحيط به، لذا يتطلب منك التعامل مع مريض جنون العظمة الكثير من الصبر و التعاطف و الحكمة  وقوة الشخصية.

إن العلاج قد يسمح أحيانًا للشخص المعرض لهذا الاضطراب بتعلم طرق أكثر إنتاجية للتعامل مع المواقف، فعلى الرغم من عدم وجود علاج مطلق للحالات التي تسبب جنون العظمة، إلا أنّ العلاج يمكن أنّ يساعد الشخص على التكيف مع أعراضه ليعيش حياة أكثر سعادة وإنتاجية.

العلاج النفسي

عادةً ما يكون بالحديث مع الشخص المصاب لبناء نوع من أنواع الثقة معه، ذلك أنّ معاناته من انعدام الثقة بالآخرين قد تمثل تحدياً كبيراً في سبيل إقناعه للامتثال إلى العلاج، كما أنّ العلاج النفسي يُستخدم لتقليل قلق المريض وتحسين قدرته على التواصل ابتداء.

يوصي “موهرر” مَن يرغبون في دعم المصابين بأوهام جنون العظمة بالتدرب على (الاستماع الصبور الفعال) إليهم عندما يعبرون عن شعورهم، كما ينصح بتقديم الدعم العاطفي لطمأنتهم أنهم مهمون، وأننا نهتم بسلامتهم، وتجنب الاستخفاف بأفكارهم وتصوراتهم أو الإيحاء بأنها مختلقة أو غير حقيقية؛ تفادياً لنشوء جو من عدم الثقة، يجعل من الصعب عليهم أن يثقوا بنا مرة ثانية.

أيضاً يمكننا أنْ نعرض على المصابين مرافقتهم عندما يحتاجون إلى الخروج، لمنحهم مزيداً من الطمأنينة، وتشجيعهم على الاستمرار في العلاج، وممارسة تقنيات تخفيف التوتر كتمارين الاسترخاء.

تغيير نمط الحياة

ويشمل تغيير نمط حياة المصاب بجنون العظمة: العلاج السلوكي المعرفي، والتدريب الحسي.

فالعلاج السلوكي: يستخدم لرفض وتغيير المعتقدات الهذائية وتعزيز السلوك التوافقي، ويركز على زيادة مهارات تقبل الآخرين والتفاعل معهم، لتعزيز الدعم الاجتماعي وتحسين العلاقات العائلية والاجتماعية للمريض، والثقة بالنفس، وتعلم كيفية التعامل مع الاضطراب.

الوقاية من جنون العظمة

أمرنا الإسلام بالتداوي والعلاج، ولأنّ الوقاية خير من العلاج، فقد حثّنا على ذكر الله تعالى والصلة به ومخاطبته من خلال الصلاة التي فيها أكبر ما يقي النفس البشرية من أمراضها، كما أنّ بثه الهموم وسؤاله الحاجات بالدعاء يصل بالنفس إلى سكينتها وطمأنينتها المرجوة.

بناء الثقة بالنفس بشكل صحي

يستطيع المعالج للشخص المصاب بجنون العظمة مساعدتع على بناء الثقة بنفسه بالتعرَّف على المواقف التي تؤثر على الثقة بالنفس والوعي بالأفكار والآراء، ومواجهة التفكير السلبي، وتعديل الأفكار والمعتقدات، واستخدم عبارات تبعث على الأمل، وفعل ما يستمتع به، وقضاء وقتًا مع من يشعرونه بالسعادة. 

تقبل النقد

الانتقاد جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ولتكون مستعداً للتعامل معه بشكل صحيح درّب نفسك على اتباع هذه الخطوات:

  • تذكر موقفًا مشابهًا من الماضي وكيف تعاملت معه.
  • تخيل كيف كنت ستتعامل مع الموقف لو أنك عدت بالزمن.
  • كرر التمرين حتى تضمن أنك تحصل على النتيجة المرجوة.

تطوير العلاقات الاجتماعية

إن تكوين صداقات جيدة أمر مفيد لصحتك، إذ يقدم لك الأصدقاء الدعم اللازم في الأوقات السعيدة والعصيبة على حدٍ سواء، ويمنحونك شعوراً بالرفق والأُنس، ويمنعونك من الشعور بالعُزلة وبالوحدة.

الأسئلة الشائعة

ما هو جنون العظمة؟

جنون العظمة يعني وسواس العظمة، ويستخدم لوصف حالة تتمثل في اعتقاد شخص بأن لديه قدرات استثنائية أو قدرات غير عادية. 

ما الفرق بين جنون العظمة والنرجسية؟

كلتا الحالتين تشخصان على أنهما اضطراب تُصاب به شخصية الإنسان، ويمكن القول أن جنون العظمة ينشأ من النرجسية المرضية، ولكن تختلف هاتين الحالتين في بعض الجوانب والأعراض.

ما هو الفصام المصحوب بجنون العظمة؟

قد يكون جنون العظمة عارضاً وعلامة من علامات مرض فصام الشخصية، أو قد يكون مرض مستقل بحد  ذاته. 

المصادر

  • الجزيرة
  • ويب طب
  • العلاج الطبي
  • موضوع.كوم
  • الجزيرة .نت

إقرأ المزيد

  1. فكر خارج الصندوق: استكشف مهارات التفكير النقدي والإبداعي
  2. تحقيق الذات: خطوات عملية لتطوير مهاراتك
  3. كيف تهتم بنفسك: أهمية رعاية صحتك النفسية والجسدية
  4. أهمية التربية الإسلامية: دليل شامل لتنشئة أطفال صالحين
  5. التأثير والتحفيز – كيف يمكن للقادة أن يكونوا ملهمين ومحفزين؟
  6. الإبداع: كيفية تحرير الطاقة الكامنة للإبداع

اترك تعليقاً