الفرق بين الكبر وعزة النفس
تاريخ النشر: - تاريخ التعديل: - جديدنا

لفك شيفرة الفرق بين الكبر وعزة النفس؛ إليكم هذا الموقف من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه لمّا أراد أن يجهز على عدوه ورفع السيف، بصق الرجل في وجهه فأغمد سيفه، فقيل له: لمَ لم تجهز عليه وأنت في معركة يا أمير المؤمنين؟ 

قال: (رفعت السيف في أول مرّة كي أضربه ابتغاء مرضات الله، فلمّا بصق على وجهي خشيت أنْ يكون قتلي له انتقاماً لنفسي، فأغمدت سيفي لكي لا أكون خاسراً يوم القيامة).

تعريف عزة النفس

عزة النفس تعني عدم إهدار الحقوق، أو التقليل من الذات، أو التواضع في موقف أو مكان ينتقص فيه من حقوق نفسك، أو أهلك، أو دينك.

الكرامة: قرينة عزة النفس بالمعنى السابق، لكنها لا تعني التكبر، أو السخرية، بل المراد بها اعتزال كل ما يؤدي إلى جرح الكرامة، أو التقليل من الذات، أو النفي في المجتمع.

وعليه فعزة النفس أو الكرامة ليس المقصود بها اعتزال الناس، بل المقصود بها صيانة الذات عن التواضع في أماكن غير لائقة، أو مواقف غير جيدة.

 

 

تعريف الكبر

عرفه النبي فقال: “الكبر بطر الحق، وغمط الناس” [رواه مسلم]، قال النووي رحمه الله: أما بطر الحق فهو دفعه وإنكاره ترفعاً وتجبراً، وقوله : “وغمط الناس” معناه: احتقارهم.

المقارنة بين الكبر وعزة النفس

  • الكِبرُ ترفُّعٌ بالباطل، والعِزَّة: ترفُّعٌ بالحقّ. 
  • ويمكن التفريق بين العِزَّةِ والكِبرِ من جهة الدَّافع؛ فالدَّافِعُ للعِزَّة إكرامُ النَّفسِ وطَلَبُ مَرضاةِ اللَّهِ، والدَّافعُ للكِبرِ ازدراءُ الخَلقِ والتَّعالي عليهم وإشباعُ رَغَباتِ النَّفسِ.

قال الرَّازيّ في بيان الفَرْق بين العِزَّة والكِبرِ نقلًا عن بعضهم: (العِزَّةُ غيرُ الكِبرِ، ولا يَحِلُّ للمُؤمِنِ أن يُذِلَّ نفسَه؛ فالعِزَّةُ معرفةُ الإنسانِ بحقيقةِ نفسِه وإكرامُها عن أن يضَعَها لأقسامٍ عاجلةٍ دُنيويَّةٍ، كما أنَّ الكِبرَ جهلُ الإنسانِ بنفسِه، وإنزالُها فوقَ مَنزلِها؛ فالعِزَّةُ تُشبِهُ الكِبرَ من حيثُ الصُّورةُ، وتختلِفُ من حيثُ الحقيقةُ، كاشتباهِ التَّواضُعِ بالضَّعةِ، والتَّواضعُ محمودٌ، والضَّعةُ مذمومةٌ، والكِبرُ مذمومٌ، والعِزَّةُ محمودةٌ).

كيفية التمييز بين الكبر وعزة النفس

وقد عقد الإمام ابن القيم في كتاب الروح فصولاً للتفريق بين المتشابهات، ومنها الفرق بين شرف النفس والتّيه، ومنها الفرق بين الكبر والصيانة، فقال: 

  • أما شرف النفس فهو صيانتها عن الدنايا والرذائل والمطامع التي تقطع أعناق الرجال فيربأ بنفسه عن أن يلقيها في ذلك، بخلاف التيه فإنه خلق متولد بين أمرين: إعجابه بنفسه وازدرائه بغيره فيتولد من بين هذين التيه. 
  • وأما الأول فيتولد من بين خلقين كريمين: إعزاز النفس وإكرامها وتعظيم مالكها وسيدها أنْ يكون عبده دنيَّا وضيعاً خسيساً، فيتولد من بين هذين الخلقين شرف النفس وصيانتها.

 

 

كيفية تنمية عزة النفس والتخلص من الكبر

هناك أمور كثير تساعد الإنسان على تنمية النفس والتخلص من الكبر، ذروة سنامها معرفة أدلة تحريمها وتمكن الخوف من الله سبحانه وتعالى في النفوس، ثم يساعد على ذلك أمور:

تقبل النقد

حتى تتقبل الانتقاد بطريقة صحية: 

  • حاول ألا تفكر في الانتقاد لكونه شيئاً شخصياً أو معارضاً للأشياء الأخرى التي تفعلها. 
  • خذ الانتقاد كما هو ولا تضف أي شيء له أو تفكر في الافتراضات بشأن نواحٍ أخرى من شخصيتك بناءً على ما تم قوله.

الاعتراف بأخطائنا

اعتذر عن أخطائك ,إنْ كان السبب هو ارتكابك خطأ ما أو جرحك لأحدهم، فمن الهام أن تعتذر عما حدث في الحال، ويختلف الاعتذار عن التعامل مع الانتقاد، لذا لا تفكر في أنّ الاعتذار يجبرك على تغيير أو تقبل كل النقد الذي استقبلته.

وفي معظم الحالات، كل ما تحتاج لقوله في الحال هو شيء مثل: “آسف للغاية، لم أقصد حدوث ذلك، سأقوم بإلقاء نظرة أخرى لأرى كيف يمكنني الحرص على عدم تكرار ذلك أبدًا”.

تعلم من الآخرين

التعلم من الآخرين هو رحلة ممتعة ومفيدة تُساعدك على تحقيق أهدافك والوصول إلى إمكانياتك الكاملة، فلا تتردد في التعلم من الآخرين، وكن دائمًا منفتحًا على الأفكار الجديدة، وتذكر أن المعرفة هي ثروة لا تُقدر بثمن، وأن التعلم من الآخرين هو أحد أفضل الطرق لاكتساب هذه الثروة.

تطوير المهارات

من الأخطاء التي يرتكبها الشخص في حقّ ذاته أن يُسلّم نفسه للفراغ، ويُبقيها بلا مهاراتٍ وكفاءات يواجه فيها متطلبات الحياة، ممّا يؤدي إلى الشعور بقلة الثقة بالنفس، لذا يُنصَح دائماً باستثمار الوقت والجهد في تطوير الذات ومهاراتها وكفاءتها، بتعلّم مهارات تتلاءم مع الأهداف والطموحات، وكذلك تعلّم أمورٍ جديدة في مختلف المجالات، والتسلّح بقراءة الكتب والدورات المفيدة لزيادة المعرفة والثقافة العامة، بالتالي زيادة الثقة بالنفس.

مساعدة الآخرين

إنّ القيام بمساعدة الغير ومعاونتهم على تخطي الصعاب يساهم في تعزيز القيمة الذاتية للفرد؛ إذ يشعره بأهميته ويقدم له المزيد من الأريحية بالتعامل مع ذاته وتقديرها بالشكل الذي تستحقه؛ وبالتالي سيشعر الفرد بالمزيد من الأهمية على المستوى الشخصي وبين أقرانه.

كما أنّ مساعدة الآخرين من أكثر الأمور التي تساهم في تحسين الصحة النفسية للفرد؛ حيث أن عمل الخير يساهم في التخلص من مشاعر القلق والغضب، فضلاً عن إدارة المشاعر السلبية بصورة مثالية لكي يتمتع الفرد بالمزيد من الأريحية الداخلية.

 

 

الأسئلة الشائعة

هل الكبرياء هو عزة النفس؟

عزة النفس كبرياء وليست كبراً، ما لم يصحبها احتقار للناس أو ظلم لهم، فقد عرف النبي ﷺ الكبر بقوله: الكبر بطر الحق وغمط الناس.

هل الاعتزاز بالنفس من الكبر؟

الثقة بالنفس لا تعني الكبر ولا الغرور، ولكنها تعني أن يكون الإنسان مقدرًا لنفسه عارفًا بقدراته، مؤمنًا بما يفعله، غير مهتز الشخصية؛ منطلقًا في ذلك كله من أن الله كرمه كإنسان وخلقه بيده، وتجلى عليه بصفاته، وجعله مسلمًا من أتباع أحب خلقه إليه صلى الله عليه وآله وسلم.

ما الفرق بين الكرامة وعزة النفس؟

عزة النفس: تعني عدم إهدار الحقوق، أو التقليل من الذات، أو التواضع في موقف أو مكان ينتقص فيه من حقوق نفسك، أو أهلك، أو دينك، أما الكرامة: فهي قرينة عزة النفس بالمعنى السابق، لكنها لا تعني التكبر، أو السخرية، بل المراد بها اعتزال كل ما يؤدي إلى جرح الكرامة، أو التقليل من الذات، أو النفي في المجتمع.

إقرأ المزيد

  1. المعصية: أسبابها وأفضل الطرق للتوبة وتركها نهائيًا
  2. الظلم والظالمين: آثارهما في الحياة وكيفية مواجهتهما
  3. الشكر: فضائل وممارسات تعزز حياتك
  4. أسد بن الفرات: القائد الفاتح والفقيه الذي صنع التاريخ
  5. البر: فضله وأثره في تعزيز العلاقات وصلة الأرحام

اترك تعليقاً