النبي محمد “ونسبه: إثبات الحقائق وتقدير العديد من الاختلافات التاريخية”
تاريخ النشر: - تاريخ التعديل: - السيرة النبوية - جديدنا

هو النبي العربي، الأبطحي الحرمي، القرشي الهاشمي، نخبة بني هاشم، المختار المنتخب من خير بطون العرب، وأعرقها في النسب، وأشرفها في الحسب، وأنضرها عوداً، وأطولها عموداً، وأطيبها أرومة، وأفصحها لساناً، وأوضحها بياناً، وأرجحها ميزاناً، وأصحها إيماناً، وأعزها نفراً، وأكرمها معشراً، من قبل أبيه وأمه، ومن أكرم بلاد الله على الله وعباده، سيدنا محمد صلوات الله وسلامه عليه.

اسم ونسب الرسول الكريم كاملاً

محمد بن عبد الله، بن عبد المطلب، بن هاشم، بن عبد مناف، بن قصي، بن كلاب، بن مرة، بن كعب، بن لؤي، بن غالب، بن فهر، بن مالك، بن النضر، بن كنانة، بن خزيمة، بن مدركة، بن إلياس، بن مضر، بن نزار، بن معد، بن عدنان.

 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى من كنانة قريشاً، واصطفى من قريشٍ بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم) رواه مسلم.

والمقصود بالاصطفاء: تخير الفروع الزكية من الأصول الكريمة، تخيراً مبناه الأخلاق الكريمة، والفضائل الإنسانية السامية، والطباع الفطرية السليمة، وينضم إلى ذلك بالنسبة إلى إسماعيل والنبي: اصطفاء النبوة والرسالة.

 

نسب النبي الشريف في الجزء المتفق عليه من علماء السيرة

ترجمة رجال النسب الشريف من شيبة جد رسول الله إلى قريش

 عبد المطلب: واسمه شيبة، قيل لشيبة كانت في رأسه، ويقال له: شيبة الحمد لجوده، مجاب الدعوة، كان قد حرم الخمر على نفسه، قال “ابن الأثير”: وهو أول من تحنث بحراء؛ كان إذا دخل شهر رمضان صعده، وأطعم المساكين.

 هاشم: واسمه عمرو، أما شهرته بهاشم فلكثرة ما هشم من الخبز لإطعام الناس.

عبد مناف: اسمه المغيرة، ولقب بعبد مناف لأن أمه “حبى” أخدمته صنماً عظيماً لهم يسمى (مناة)، ثم نظر أبوه فرآه يوافق عبد مناة بن كنانة فحوله (عبد مناف)، كان في يده لواء نزار وقوس إسماعيل، قال “ابن هشام”: ومات بـ (غزة)، ولذا يطلق على مدينة غزة بـ (غزة هاشم).

قصي: بصيغة المصغر، اسمه زيد، لقب بذلك لأنه ابتعد عن عشيرته في بلاد قضاعة حين احتملته أمه فاطمة بنت سعد العذري في قصة طويلة ذكرها ابن إسحاق، وهو من استعاد سيادة مكة من قبيلة خزاعة.

كلاب: اسمه حكيم، اكتسب لقب كلاب لمحبته كلاب الصيد، فكان يقتني الكلاب، فيمر المار فيعجب لكثرتها، فيسأل عنها: فيقال له: هذه كلاب ابن مرة فعرف بذلك.

مُرّة: من وصف الرجل بالمرارة، فالتاء للمبالغة، وله ثلاثة أولاد: يقظة؛ وبه يكنى، وكلاب، وتيم؛ ومن نسله أبو بكر الصديق وطلحة بن عبيد الله.

كعب: هو أول من جمع الناس يوم العروبة، وهو يوم الجمعة كان يسمى بذلك في الجاهلية، قيل: إنه أول من سماه الجمعة، فيكون الاسم على هذا جاهلياً، وقيل: إنه سمي بذلك في الإسلام، وهو الذي صححه ابن حزم، وكان يجمعهم في هذا اليوم، ويخطبهم، ويذكرهم بمبعث النبي صلى الله عليه وسلم، ويقول: إنه من ولده.

فهر: اسمه قريش، وإليه تنسب قريش في قول جماعة منهم الإمام الزهري، فما كان فوق فهر فليس بقرشي، بل هو كناني على الصحيح.

ترجمة رجال النسب الشريف من قبل قريش إلى عدنان

 النضر: اكتسب هذا الاسم لنضارة وجهه، قال “ابن هشام”: هو قريش، وهو قول “الشافعي”، وعزاه العراقي للأكثرين، وقال “النووي”: هو الصحيح، ويستدلون له بحديث الأشعث بن قيس لما وفد على النبي في وفد كندة، فقال: يا رسول الله ألستم منا؟ قال: لا، نحن بنو النضر بن كنانة» رواه ابن ماجه، وأبو نعيم، وابن عبد البر. وروى الحافظ البيهقي بسنده أنه بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أنّ  رجالا من كندة يزعمون أنه منهم، وأنهم منه فقال: «إنما كان يقول ذلك العباس، وأبو سفيان بن حرب فيأمنا بذلك، وإنا لن ننتفي من آبائنا، نحن بنو النضر بن كنانة». 

ومن العلماء من وفق بين القولين بأن فهرا جماع قريش، فأبوه مالك ما أعقب غيره، وكذلك النضر ليس له عقب إلا مالك فاتفق القولان.

 وقريش: تصغير قرش، وهي دابة- سمكة- في البحر عظيمة من أقوى دوابه، سميت بذلك لقوتها، لأنها تأكل ولا تؤكل، وتعلو ولا تعالى، وقيل لأنهم كانوا يتجرون من قولهم: قرش الرجل يقرش كضرب يضرب إذا اتجر.

إلياس: بكسر الهمزة، وفتحها، وهمزته همزة وصل: ضد الرجاء، وهو أول من أهدى البدن جمع بدنة- وهي الإبل ذكرا كانت أم أنثى، والتاء فيه للواحدة لا للتأنيث، وكانت العرب تعظمه كتعظيم أهل الحكمة كلقمان وأشباهه، وكان يدعى كبير قومه وسيد عشيرته، ولا يقطع أمر، ولا يقضى بينهم دونه.

مضر: اسمه عمرو، وكنيته أبو إلياس، اكتسب هذا الاسم لأنه كان يحب شرب اللبن الماضر، وهو الحامض، وكان عاقلاً حكيماً، ومن حكمه: من يزرع شراً يحصد ندامة، وخير الخير أعجله، فاحملوا أنفسكم على مكرهها، واصرفوها عن هواها فيما أفسدها، فليس بين الصلاح والفساد إلا فواق، أي شيء قليل.

نزار: سبب تسميته أنه عندما ولد فرح به أبوه فرحاً شديداً، ونحر وأطعم، وقال: إن هذا كله نزر- أي قليل- لحق هذا المولود.

عدنان: عدنان على وزن فعلان من العدن، وهو الإقامة، أول من وضع أنصبة الحرم، وأول من كسا الكعبة، أو كسيت في زمنه، وقال البلاذري: أول من كساها الأنطاع عدنان.

اصطفاء النسب الشريف في السنة النبوية

  •  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى من كنانة قريشاً، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم) رواه مسلم.
  •  قال صلى الله عليه وسلم: (أنا محمد بن عبد الله..) إلى آخر النسب الشريف ثم قال: (وما افترق الناس فرقتين إلا جعلني الله في خيرهما، فأخرجت من بين أبوي، فلم يصبني شيءٌ من عهر الجاهلية، وخرجت من نكاحٍ، ولم أخرج من سفاح، من لدن آدم حتى انتهيت إلى أبي وأمي، فأنا خيركم نفساً، وخيركم أباً) رواه البيهقي.
  • روى الإمام أحمد في مسنده بسنده عن المطلب بن أبي وداعة قال: قال العباس: بلغه صلى الله عليه وسلم بعض ما يقول الناس، فصعد المنبر فقال: (من أنا؟) قالوا: أنت رسول الله، قال: (أنا محمد بن عبد الله، بن عبد المطلب، إن الله خلق الخلق فجعلني في خير خلقه، وجعلهم فرقتين فجعلني في خير فرقة، وخلق القبائل، فجعلني في خير قبيلة، وجعلهم بيوتاً فجعلني في خيرهم بيتاً، فأنا خيركم بيتاً، وخيركم نفساً).

أسماء الرسول التي يعرف بها نفسه

من أسمائه صلوات الله وسلامه عليه (عبد الله – النبي الأمي – الشاهد – المبشر – النذير – الداعي – السراج – المنير – الرؤوف – الرحيم – محمد – أحمد – الماحي – الحاشر – العاقب – المقفى – نبي الرحمة – نبي التوبة)

  • فمن أعظم الأسماء التي شرفه الله بها عبد الله فقد قال تعالى ﴿وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا.
  • سماه الله سبحانه وتعالى في سورة الأعراف بالنبي الأمي ﴿الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ
  • وسماه في سورة الأحزاب بالشاهد والمبشر والنذير ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا.
  • وسماه الداعي والسراج المنير ﴿وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا﴾.
  • وسماه في سورة التوبة بالرؤوف الرحيم ﴿رَءُوفٌ رَحِيمٌ.
  • وهو محمد وأحمد والماحي والحاشر والعاقب: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لي خمسة أسماء: أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي، الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب) متفق عليه.
  • وهو المقفى ونبي الرحمة ونبي التوبة: عن أبي موسى الأشعري قال: كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يسمي لنا نفسه بأسماء، فقال: (أنا محمد، وأنا أحمد، والمقفى، والحاشر، ونبي التوبة، ونبي الرحمة) رواه مسلم

 أسماء رسول الله في قصائد الشعراء

نسج الشاعر عبد الحميد الخطيب قصيدته التائية في أسماء النبي – صلى الله عليه وسلم -:

إن رمت تعلم من عنيت فإنه             هو أحمد المكتوب في التوراة

ومحمد من نص في الإنجيل            عنه بأنه سيجيء بالخيرات

ماحي صنوف الكفر عاقب من         تقد مه من الداعين بالآيات

الحاشر الأقوام للمولى على           قدميه يوم البعث في الميقات

وهو المقفى والبشير برحمة         الــولي النذير بأعظم الويلات

وهو المبشر خاتم متوكل             ونبي ملحمة مع التوبات

الشاهد الداعي إلى الرحمن          بالتوحيد يمحو حالك الظلمات

المرسل الأمي قثم الخير من        قد كان يعطي المال بالكثرات

وهو الأمين وفاتح الأبواب من       سمي نبي الله والرحمات 

أهمية معرفة اسم الرسول ونسبه بالكامل

إنّ كثرة الاسماء تدل على شرف المسمى؛ للعناية به وبشأنه، وإذا كانت سنة الله تعالى في الأنبياء أن يبعثهم في كمال خَلْقٍ وخُلُقٍ، فلا ريب أن يكون أكملهم هو خاتمهم، ومظاهر هذا الكمال كثيرة، نعدها ولا نعددها، ومن جملتها تعدد أسمائه الشريفة، فلا يخفى أن هذا الحبيب صلى الله عليه وسلم هو من أمة عربية.

وقد عرف من لسان العرب أنهم إذا عظموا الشيء كثروا له الأسماء الحسنة، يقول “الإمام القرطبي”:  وكل ما عظم شأنه؛ تعددت صفاته، وكثرت أسماؤه، وهذا جميع كلام العرب؛ ألا ترى أن السيف لما عظم عندهم موضعه، وتأكد نفعه لديهم وموقعه؛ جمعوا له خمسمائة اسم، وله نظائر؛ فالقيامة لما عظم أمرها، وكثرت أهوالها، سماها الله تعالى في كتابه بأسماء عديدة، ووصفها بأوصاف كثيرة.

وفي الختام: لا تنس مشاركة هذه المقالة مع الأصدقاء

كما يمكنكم الاستفادة والاطلاع على المزيد من المقالات:

وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم و هجرة الرسول إلى المدينة

و قصة ابن صياد مع النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة

 

الأسئلة الشائعة

هل يشير الإسلام إلى الرسول بإسم "محمد بن عبد الله" فقط؟

ذكر اسم محمد في القرآن الكريم صراحة في أربعة مواضع، ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ﴾ آل عمران 144، ﴿مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ﴾ الأحزاب 40، ﴿وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ﴾ محمد 2، ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ﴾ الفتح 29.

هل هناك أي تفاصيل معروفة عن شيبة بن هاشم، جد الرسول؟

عبد المطلب: اسمه شيبة قيل لشيبة كانت في رأسه، ويقال له: شيبة الحمد لجوده، مجاب الدعوة، محرم الخمر على نفسه. قال ابن الأثير: وهو أول من تحنث بحراء؛ كان إذا دخل شهر رمضان صعده وأطعم المساكين.

ماذا يعني اسم "هاشم"، ولماذا يطلق على عائلة الرسول؟

اسمه عمرو وهو من أجداد النبي واشتهر بهاشم لكثرة ما هشم من الخبز لإطعام الناس.

 

المصادر والمراجع

  1. القرآن الكريم
  2. البداية والنهاية للحافظ ابن كثير.
  3. التذكرة للقرطبي
  4. الجامع الصحيح للإمام البخاري
  5. سنن البيهقي
  6. السيرة النبوية على ضوء القرآن والسنة، محمد أبو شهبة.
  7. صحيح الإمام مسلم

اترك تعليقاً