
البطولة والفداء في حياة سمية بنت الخياط وأم عمارة نسيبة بنت كعب
المرأة المسلمة: كانت أوّل من آمن، وأوّل من استشهد وضحى في سبيل الإيمان، وهي مَنْ…
اقرأ المزيدالتفاعل مع الأطفال فن يتطلب مهارة وصبرًا، حيث يختلف الأطفال عن بعضهم البعض في احتياجاتهم واهتماماتهم، لذلك يجب على البالغين أنْ يكونوا قادرين على التكيف مع هذه الاختلافات، كما تلعب مهارات التفاعل مع الأطفال دورًا أساسيًا في تنمية شخصية الطفل ونموه الاجتماعي والعاطفي، حيث تساعد هذه المهارات الطفل على تعلم كيفية التواصل مع الآخرين والتعبير عن نفسه وبناء علاقات صحية.
تعد العلاقة بين الأبناء وآبائهم من أهم العلاقات البشريّة وأكثرها تأثيراً على شخصيّة الطفل، ويعود الحفاظ على علاقة جيّدة بين الآباء والأبناء بالنفع على كليهما، فهي تُخفّف من ضغوطات الأب والأم العاطفيّة والجسديّة، وتزيد من احترام الابن لذاته، وتُشعره بالسعادة والرضا عن حياته، كما تُقلّل من نسبة السلوكيّات الخاطئة المُحتملة للأبناء، وتُحافظ على أخلاقهم.
الأسرة هي اللبنة الأولى في بناء شخصية الطفل، وعلاقة الأب والأم تلعب دورًا حاسمًا فى تكوين شخصيته وتأثيره النفسي، وإليكم أهم هذه الطرق.
تعد علاقة الثقة والتواصل بين الآباء والأبناء أساسية لتنمية علاقات صحية ومتينة داخل الأسرة، ومن أهم الطرق لتعزيز هذه العلاقة فتح باب الحوار بين الآباء والأبناء، مما يُمكن الأطفال من التعبير الصادق عن تفاصيل يومهم ومشاعرهم.
الحوار الأسري طريقة فعاّلة لبناء جسور من الثقة والتواصل بين أفراد الأسرة، فمن خلاله يشعر الأطفال بالراحة والأمان في مشاركة تجاربهم ومشاعرهم مع الآباء، مما يسهم في تطوير مهاراتهم في التعبير عن الذات ويعزز فهمهم لأهمية التواصل السليم.
كما أنّ الحوار المفتوح عامل أساسي لتنمية بيئة أسرية متوازنة وداعمة، فالارتباط الإيجابي بين الآباء وأطفالهم لا يعزز فقط من الصحة النفسية للطفل، بل يؤسس أيضًا نموذج يحتذى به في التعامل مع العالم الخارجي.
كوالد، أنت تؤثر كثيراً في تطور أولادك، لذلك لابد لك من التفاعل اليومي والتحدث مع أولادك وأخبرهم قصصا ونكاتًا، فعندما يصغي الأطفال والأولاد إلى الكبار يتعلمون منهم، حتى إنْ لم يفهموا ما قيل، وهذا يقربّكم من بعضكم عاطفيًّا، فالقراءة مع الأولاد طريقة رائعة لقضاء الوقت معاً، فتحدث معهم وعلمهم مواضيع مختلفة، واخلق فرص تعلم مثيرة للتحدي.
عندما يتلقى الطفل دعمًا مستمرًا من والديه، سيكون قادرًا على التفكير بوضوح واتخاذ قرارته بثقة، مما يساعده في تكوين صداقات وعلاقات اجتماعية سليمة، فتعلم هذه المهارات ليس دائمًا أمرًا سهلاً، وإنما يتطلب متابعة دقيقة من الآباء، كما يعزز الدعم الأبوي تجاه الأطفال احترام الذات، وتعلم تحديد الأهداف، وتعلم مهارات التأقلم، وتطوير نظرة إيجابية صحية للحياة.
عندما لا يجد الطفل الوقت الكافي للتواصل مع والديه، فإنه يشعر بالإهمال وأنه غير مرغوب فيه، لذا عليكما تخصيص وقت يومي للعب والتحدث مع الطفل، ومشاركته في أنشطته اليومية، فقد يؤدي عدم تقديم الدعم والتشجيع إلى تدني ثقة الطفل بنفسه وقدراته، لذا شجعا طفلكما على تجربة أشياء جديدة، واحتفلا بنجاحاته وقدما الدعم المعنوي له.
إنّ تربية الأبناء أشبه بإدارة العمليات الصعبة في فترات الحروب، تحتاج إلى الرجل المتمكن الصبور، وإنّ غياب الحوار البنّاء والفعّال بين الآباء والأبناء، يجعل الابن لا يثق بوالديه ولا يبوح لهما بأسراره الخاصة، بل إنه يفضل أنْ يأخذ معلوماته من الصحبة والإنترنت بدلاً من الوالدين البعيدين عنه بحنانهما ورعايتهما.
إنّ عدم النقاش ليس دليلاً على عدم حبّ الآباء لأبنائهم، لا.. فهم ثمرة القلوب وقرة الأعين، ولكن ما ننبه إليه أن هذا الحب لا يمكن أن يتحقق إلا بالتربية السليمة للأبناء التي تتطلب من الآباء حمايتهم بالتحاور والتشاور معهم، ومحاولة معرفة ما يجول بأفكارهم ومساعدتهم في حل مشاكلهم الخاصة والتقرّب والتودُد إليهم.
وفي رحلة التربية وبناء العلاقة مع الأبناء هناك أخطاء يجب تجنبها وكثيراً ما يقع فيها الآباء، ومن أكثر هذه الأخطاء انتشاراً.
قم ببناء علاقة مع أطفالك دون سيطرة مستمرة، فعندما ينسى الآباء أنّ أطفالهم قد كبروا ويستمرون في فعل كل شيء من أجلهم لا يكبر هؤلاء الأطفال عاطفياً وسيواجهون مشاكل في علاقاتهم، سوف يستمرون في الاعتقاد بأن العالم كله يدور حولهم، كما أنهم لن يكونوا قادرين على بناء علاقات صحية؛ لأنهم لا يستطيعون اتخاذ القرارات والتفكير في أنفسهم فقط.
وهذا الموقف سيؤدي بالتأكيد إلى الصراع عندما يتخذ الآباء قرارات بشأن أطفالهم ولا يسمحون لأطفالهم بالاستقلال، فيجب أنْ يكون لكل طفل الحق في الاختيار مع الدعم وفقاً لعمره.
يؤثر عدم اهتمام الأب على الحياة المستقبلية لكل من الأولاد والبنات، فإن شجاعة الطفل ونموه الشخصي تعتمد على والده، فعندما لا يعطي الأب الاهتمام لطفله قد يتصرف الولد بنفس الطريقة التي كان يتصرف بها والده.
في بعض الأحيان ينزعج الأطفال من الأشياء التي تبدو سخيفة للبالغين، ولكن بدلاً من الدعم يحصلون على تقييم مثل “هذا سيئ”، أو “هذا جيد”، أو “الأولاد لا يبكون” أو أوامر مثل “توقف عن البكاء” أو “لا تغضب” هكذا يتم التقليل من أهمية المشاعر والعواطف.
وكلما زاد فهم الشخص لمشاعره والتحكم فيها كلما كان هذا الشخص أكثر مرونة وهذا مهم أيضاً عندما يتعلق الأمر باتخاذ القرارات، في مرحلة البلوغ لا يستطيع هؤلاء الأشخاص مشاركة مشاعرهم ويقومون بكبت غضبهم حتى ينفجروا.
من أنواع التربية الخاطئة تلك التربية التي تُبنى على العنف والشدة، حيث يعتبر علماء التربية والطب النفسي هذا الأسلوب أخطر ما يكون على الطفل إذا استخدم بكثرة، فالحزم مطلوب في المواقف التي تتطلب ذلك.
أما العنف والصرامة فيزيدان تعقيد المشكلة وتفاقمها؛ ففي لحظة الانفعال يفقد المربي صوابه وينسى الحِلْم وسعة الصدر وينهال على الطفل معنّفا له بأقسى الألفاظ، وقد يزداد الأمر سوءاً إذا اقترن ذلك بالضرب.
وقد يعلل الكبار قسوتهم على أطفالهم بأنهم يحاولون دفعهم إلى المثالية في السلوك، ولكن هذه القسوة قد تأتي برد فعل عكسي، كما أنه سيمتص قسوة انفعالات عصبية الكبار فيختزنها، ثم تبدأ آثارها تظهر عليه مستقبلاً من خلال أعراض (العصاب) الذي ينتج عن صراع انفعالي داخل الطفل.
وقد يؤدي هذا الصراع إلى الكبت والعدوانية تجاه الآخرين، أو انفجارات الغضب الحادة التي قد تحدث لأسباب ظاهرها تافه مما يؤدى إلى ترك ندوب نفسية عميقة لدى الطفل، ويؤثر على ثقته بنفسه وقدراته، ما يتسبب فى تنشئة طفل عصبى عنيف، لذا لتجنب ذلك يجب اللجوء إلى الحوار البناء، وحل المشكلات بطرق سلمية، وتجنب استخدام الكلمات الجارحة أو العنف بأي شكل من الأشكال.
تبرز أهمية الأسرة وتماسكها، حين تمرّ بأوقاتٍ صعبة أو يحتاج أحد أفرادها الدعم، سواء احتاج دعمًا في مشروع ما أو في مشكلة ما، ويظهر تأثير الأسر السعيدة والصحية على الأفراد بشكل واضح، فتجدهم مستقرّين وناجحين، قادرين على تخطي التحديات مهما بلغت صعوبتها.
عامل طفلك كانك تعامل صديقك المفضل وكون سنداً له.
تتطلب العلاقة الرائعة وقتاً ورعاية لتنمية وتعزيز الاستقلالية والثقة لدى الأطفال.
يجب أن تكون العاقبة مرتبطة بالسلوك ومن جنس العمل، كما يجب الالتزام بالاحترام خلال مناقشة الطفل والتحدث معه دون لوم أو إهانة أو إحراج، ويكون الحديث بلطف ولكن بحزم.
على الآباء تذكر أنّ غرس الحب بين الإخوة ثروة وإرث ثري وثمين يتركونه لأبنائهم، ويرافقهم طوال رحلة حياتهم.