التربية القيادية الحديثة: مفهومها وأهميتها في العصر الحالي
Published Date: - Modified Date: - مهارات شخصية - جديدنا

 

تركز التربية القيادية الحديثة على تنمية مهارات القيادة الحديثة، الأمر الذي يشمل تعزيز المهارات الفردية والتفكير الاستراتيجي والتواصل الفعال والتفاعل الاجتماعي والتعلم المستمر والابتكار.

مفهوم التربية القيادية الحديثة

هو مزيج فريد بين التربية والقيادة، ودمجهما معاً يؤدي إلى تَشَكُّل علم جديد، وربما يأتي عليه يوم يصبح مادةً مستقلة تُدَرّس وحدها.

فالتربية القيادية هي خلطة بين مجموعة علوم: جزء منها يتعلق بعلم التربية، وآخر يتعلق بالقيادة التي هي جزء من الإدارة، وجزء يتعلق بعلم النفس، وهناك علوم أخرى تدخل في تركيبة التربية القيادية، لكن ليست بأهمية هذه العلوم الثلاثة.

أهمية التربية القيادية الحديثة

تنبع أهمية التربية القيادية الحديثة من مبدأ التغيير الذي ننشده في مجتمعاتنا

الذي يغير الأمم هم القادة، وليس الأتباع الذين يعيشون على هامش الحياة، وحتى تغير الإنسان من كونه هامشي إلى إنسان فعّال لابد من تربيته التربية القيادية.

كثير من الناس يحرصون على تدريس أبنائهم العلوم الكونية (رياضيات – عربي – لغة أجنبية – الفيزياء والكيمياء)، لكنّ السؤال الهام: هل هذه الدراسة ستجعل منهم قادة؟ والجواب: لا، ما يجعلهم قادة هو القدرة على اتخاذ القرارات، وبناء العلاقات، وحسن التعامل مع المواقف، وأمثال هذه المسائل ما يجعل منهم قادة، لابد أن نربيهم على مهارات تصنع منهم قادة، وهذه أهم من دراسة العلوم التقليدية التي تعطى لهم في المدارس.

اقرأ أيضاً : طرق التعليم والمحاكاة وتمثيل الأدوار في الطرق التدريبية

التربية والنضج النفسي

إن عملية التربية والنضج النفسي هي مرحلة من مراحل صناعة القادة، بل تسبق عملية صناعة القادة، فلا يمكن أن يكون الإنسان قيادياً إذا كان ذا شخصية مهزوزة، أو تربيته فيها خلل، أو هناك مشكلة في القدرات والمهارات التي يتمتع بها،

مهارات القيادة الأساسية التي يمكن تنميتها من خلال التربية القيادية الحديثة

لابد من التنويه إلى مسألة هامة: هل القيادة فطرية أم مكتسبة؟

أثبتت الدراسات الحديثة أن الذين يولدون قادة بالفطرة يُشَكِّلون (1%)، وأن نسبة (98%) من البشر يكتسبون القيادة اكتساباً، وهناك فئة من الناس لا يمكن أن يكونوا قادة وهذه الفئة تُشَكِّل (1%).

للتربية القيادية خمسة عناصر، إذا تم العمل عليها كنتم في الطريق الصحيح لتربية قادة، وهذه العناصر هي: القناعات – الاهتمامات – المهارات – القدوة – العلاقات.

اقرأ أيضاً : فن التأليف وإعداد المادة التدريبية

القناعات

القناعة هي النظام الأقوى في تغيير الناس، وتغييرها في الصغر أسهل من تغييرها عند الكبر.

يندرج تحتها العقيدة (جميع القناعات العقلية والقلبية الجازمة التي يزرعها الإسلام أو غيره في قلوب أتباعه).، والمبادئ، والقيم، والطموح في الحياة، وفهم الحياة (الوعي بما يجري حولك دون أوهام، وأن تعرف ماهي الغاية من الحياة، وأن تعرف القوانين والسنن الربانية في الأمم).

الاهتمامات

والمقصود بها: ما الذي يشغل بالك؟ كيف تقضي وقت فراغك؟

الاهتمامات تمثل التكوين المتوازن لشخصية الإنسان القيادي، وهي الوقود لاستمراره في تحمل القيادة.

 

المهارات

ماذا تُحسِن؟ ماذا تُتقِن أكثر من أقرانك؟ وجهوا أبنائكم نحو مهارات يتقنوها، وشجعوهم على أدائها، وإلا فلن ينفع توجيههم لها عندما يكبروا.

العلاقات

لابد من معرفة قوانين العلاقات حتى نستطيع أن نُرَبِّي القادة، وأحد أهم القوانين الرئيسية في العلاقات: لا تحكم بسرعة على الناس.

القدوات

لابد من معرفة أنّ القانون الرئيسي: (القدوات وليس القدوة):

لابد من تربية الأبناء على تعدد القدوات، وليس مجرد اتباع قدوة واحدة (في الإلقاء قدوتي فلان، في العلاقات قدوتي آخر، وهكذا)، والسبب: هناك أناس تعلقوا بشخصيات على أنها قدوة لهم، فلما وُضِعَت هذه الشخصيات أمام الاختبار؟ سقطت هذه القدوة من أعينهم، وانهارت القيم التي اكتسبوها منهم، أما القدوة الواحدة الصحيحة فهو رسول الله، أما صحابته الكرام فلابد من تنويع القدوات معهم، إذ لكل صحابي ميزة تَفَرَّد بها عن الآخر

 

كيفية تطبيق التربية القيادية الحديثة في المدارس والمؤسسات التعليمية

تطبيق التربية القيادية الحديثة في المدارس والمؤسسات التعليمية يتطلب مجهودًا مشتركًا بين القادة التعليميين والمعلمين والطلاب وأولياء الأمور، ومن أجل تطبيق هذه النهج الحديث في التربية، يمكن اتباع الخطوات التالية:

 

  1. تحديد الرؤية والأهداف الواضحة: يجب على القادة التعليميين تحديد الرؤية المشتركة والأهداف الواضحة للمؤسسة التعليمية، وتوضيحها للمعلمين والطلاب وأولياء الأمور، وتحفيزهم على المشاركة في تحقيق هذه الأهداف.

 

  1. تشجيع القيادة المشتركة: يجب تشجيع القيادة المشتركة بين المعلمين والطلاب وأولياء الأمور، وتعزيز دور كل فرد في تحقيق الأهداف المشتركة.

 

  1. تعزيز التفاعل الإيجابي: يجب تعزيز التفاعل الإيجابي بين المعلمين والطلاب، وتشجيع الحوار والتعاون لتحقيق الأهداف المشتركة.

 

  1. تطوير مهارات القيادة: من خلال توفير الدورات التدريبية وورش العمل والندوات.

 

  1. استخدام التكنولوجيا التعليمية: يجب الاستفادة من التكنولوجيا التعليمية لتعزيز التواصل وتحقيق الأهداف المشتركة.

 

  1. تشجيع الإبداع والابتكار: يجب تشجيع الإبداع والابتكار في المؤسسة التعليمية، وتوفير البيئة المناسبة لتحقيق ذلك، وتحفيز المعلمين والطلاب وأولياء الأمور على الابتكار والتجديد.

 

  1. تقييم وتحليل النتائج: يجب تقييم وتحليل النتائج المتحققة من تطبيق التربية القيادية الحديثة، وتحديد النقاط القوية والضعيفة، واتخاذ الإجراءات اللازمة لتحسين النتائج المتحققة.

 

باختصار، يمكن تطبيق التربية القيادية الحديثة في المدارس والمؤسسات التعليمية من خلال تحديد الرؤية والأهداف الواضحة، تشجيع القيادة المشتركة، تعزيز التفاعل الإيجابي، تطوير مهارات القيادة، استخدام التكنولوجيا التعليمية، تشجيع الإبداع والابتكار، وتقييم وتحليل النتائج. يتطلب ذلك التعاون والتفاعل بين جميع الأطراف المعنية، والالتزام بتحقيق الأهداف المشتركة، وتوفير البيئة المناسبة لتحقيق نجاح هذا النهج في التربية.

اقرأ أيضاً : فن الالقاء وأهميته والفرق بينه وبين الحوار

طرق الاستفادة من التربية القيادية الحديثة في الحياة العملية

 

  • تطوير مهارات الاتصال: يتطلب القيادة الفعالة القدرة على التواصل بكفاءة مع فريق العمل والأفراد الآخرين. وتشمل هذه المهارات الاستماع الفعال والتحدث بوضوح والتفاعل الفعال مع الآخرين.
  • تحسين مهارات الإدارة: يتضمن ذلك القدرة على التخطيط والتنظيم والتحكم والتقييم. ويمكن تحسين هذه المهارات عن طريق الحصول على التدريب والخبرة والمشاركة في النقاشات البناءة.
  • التعلم المستمر: يجب على القادة الحديثين الاستمرار في التعلم والتطوير، وذلك من خلال قراءة الكتب والمقالات الخاصة بالقيادة وحضور الدورات التدريبية والمؤتمرات.
  • تطوير الثقة بالنفس: يتطلب القيادة الفعالة الثقة بالنفس، ويمكن تطوير هذه المهارة عن طريق العمل على تحسين مهارات الاتصال والإدارة والتعلم المستمر.
  • تطوير مهارات العمل الجماعي: يتطلب العمل الجماعي القدرة على العمل بشكل فعال مع الآخرين، ويمكن تطوير هذه المهارة عن طريق العمل على تعزيز الثقة بين أعضاء الفريق وتعزيز التواصل والتفاعل الإيجابي.
  • التركيز على الحلول بدلاً من المشاكل: يعتبر القادة الحديثون أن الحلول هي أكثر أهمية من المشاكل، وينصحون بالتركيز على الحلول بدلاً من التركيز على المشاكل.
  • التفكير الإبداعي: يعتبر التفكير الإبداعي من الصفات الأساسية للقادة الحديثين، ويمكن تطوير هذه المهارة عن طريق تشجيع الابتكار والتفكير الخلاق والمبتكر.
  • تحفيز الفريق: يجب على القادة الحديثين تحفيز فريق العمل وتشجيعهم على التطور والتحسين وتحقيق الأهداف المشتركة. ويمكن تحقيق ذلك عن طريق تحديد الأهداف الواضحة والمحفزة وتوفير الدعم والتوجيه وتقديم الإيجابيات والتقدير للعمل المميز.
  • القدرة على التكيّف: يعتبر القادة الحديثون أن القدرة على التكيف والتعامل مع التغييرات هي أمر مهم للغاية، ويمكن تحسين هذه المهارة عن طريق تعزيز القدرة على التفكير الإبداعي والابتكار والتعلم المستمر.
  • التركيز على القيم والأخلاق: يجب على القادة الحديثين التركيز على القيم والأخلاق الصحيحة، وتحفيز فريق العمل على احترام القيم والأخلاق وتطبيقها في العمل اليومي.
  • تعزيز الثقافة الإيجابية: يمكن للقادة الحديثين تحسين الثقافة الإيجابية في الفريق عن طريق التركيز على النتائج الإيجابية وتشجيع الابتكار والتفكير الإيجابي وتقديم الإيجابيات والتقدير للعمل المميز.
  • التركيز على التنوع: يجب على القادة الحديثين التركيز على التنوع في الفريق وتشجيع الفريق على تقبل الاختلافات الثقافية واللغوية والاجتماعية والدينية.

باختصار، يمكن الاستفادة من التربية القيادية الحديثة في الحياة العملية عن طريق تحسين المهارات الحيوية للقيادة والإدارة، وتحفيز فريق العمل وتطويره وتحسين الثقافة الإيجابية في الفريق، والتركيز على القيم والأخلاق الصحيحة وتعزيز التنوع والتكيف مع التغييرات.

التربية القيادية الحديثة

 

الأسئلة الشائعة

ما هي أهمية التربية القيادية الحديثة في المدارس؟

تنبع أهمية التربية القيادية الحديثة في المدارس لمواكبة ما يشهده العالم من تغيير في النمط السلوكي للحياة وما نلمسه من زخم معرفي وتطور سريع في كافة مجالات الحياة، ولعل المدرسة هي الوسيلة لتحقيق ذلك والقيادة التربوية للمدرسة هي المؤثر المباشر لتعزيز التغيير وتحقيق الأهداف.

كيف يمكن للمدرسين تطبيق التربية القيادية الحديثة في الفصول الدراسية؟

يمكن للمدرسين تطبيق التربية القيادية الحديثة في الفصول الدراسية من خلال تحديد الرؤية والأهداف الواضحة، تشجيع القيادة المشتركة، تعزيز التفاعل الإيجابي، تطوير مهارات القيادة، استخدام التكنولوجيا التعليمية، تشجيع الإبداع والابتكار، وتقييم وتحليل النتائج. يتطلب ذلك التعاون والتفاعل بين جميع الأطراف المعنية، والالتزام بتحقيق الأهداف المشتركة، وتوفير البيئة المناسبة لتحقيق نجاح هذا النهج في التربية.

هل التربية القيادية الحديثة تعمل على تنمية المهارات الإدارية فقط؟

التربية القيادية الحديثة لا تعمل على تنمية المهارات الإدارية فقط. بل تعمل أيضا على تنمية مجموعة واسعة من المهارات الشخصية والاجتماعية والعاطفية والأخلاقية التي تساعد القادة على النجاح في العملية الإدارية.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن التربية القيادية الحديثة تركز أيضًا على تنمية الوعي والمعرفة بشأن العالم الذي يتم فيه العمل، والتفكير الاستراتيجي، والتعلم المستمر، والابتكار، والقدرة على التكيف مع التغييرات والتحديات التي قد تواجه القادة في عملهم.

هل يمكن لأي شخص الاستفادة من التربية القيادية الحديثة في حياته اليومية؟

نعم يمكن لأي شخص الاستفادة من التربية القيادية الحديثة في حياته اليومية وذلك عن طريق تحسين المهارات الحيوية للقيادة والإدارة، وتحفيز فريق العمل وتطويره وتحسين الثقافة الإيجابية في الفريق، والتركيز على القيم والأخلاق الصحيحة وتعزيز التنوع والتكيف مع التغييرات.

ما هي الطرق الفعالة لتقييم فعالية تطبيق التربية القيادية الحديثة في المؤسسات التعليمية؟

تقييم فعالية تطبيق التربية القيادية الحديثة في المؤسسات التعليمية يتطلب استخدام مجموعة من الأساليب والأدوات المتنوعة. ومن بين هذه الأساليب والأدوات:

1- الاستبيانات: لتقييم رأي المدرسين والموظفين في المؤسسة التعليمية حول فعالية تطبيق التربية القيادية الحديثة.
2- المقابلات الشخصية: مع المدرسين والموظفين والقادة في المؤسسة التعليمية لتقييم فعالية تطبيق التربية القيادية الحديثة.
3- الاستعراض الذاتي: يمكن للمدرسين والموظفين التقييم الذاتي لمهاراتهم القيادية ومدى استفادتهم من تطبيق التربية القيادية الحديثة.
4- مراجعة الأداء: وتحديد ما إذا كانوا يستخدمون مهارات القيادة الحديثة بنجاح وما إذا كانت مؤثرة في تحقيق أهداف المؤسسة.
5- تقييم النتائج: يمكن قياس تأثير تطبيق التربية القيادية الحديثة على نتائج الطلاب ومدى تحسين أدائهم الأكاديمي.
6- الملاحظات والمراقبة: لاستخدام المدرسين والموظفين لمهارات القيادة الحديثة في الفصول الدراسية ودعمهم لتطبيقها بشكل فعال.

مقالات مشابهة :

مهارات إدارة الوقت وتنظيمه بفاعلية

مهارة القراءة السريعة: تمارين وكيفية تطويرها

منهجية التغيير – مبادئ وقواعد التغيير

المصادر والمراجع : 

كتاب مهارات القيادة التربوية الحديثة

كتاب التدريب التربوي و الأساليب القيادية الحديثة و تطبيقاتها التربوية

اترك تعليقاً