لماذا الإسلام هو الدين الصحيح ؟
الديانات الموجودة بين البشر تعود شهرتها: إما نسبة إلى اسم رجل خاص أو أمة معينة،…
اقرأ المزيدنجمٌ عظيمٌ في تاريخ الإسلام، خال رسول الله ﷺ، أول من رمى بسهمٍ في سبيل الله، أحد العشرة المبشرين بالجنة، أحد الستة أصحاب الشورى لاختيار خليفة بعد عمر بن الخطاب، باني الكوفة، من أبطال القيادات العسكرية، فاتح المدائن وطارد كسرى من أرض العراق، عالمٌ من كبار علماء المسلمين، فمن هو الأسد في براثنه الذي اجتمعت فيه كل هذه الصفات؟
سعد بن أبي وقاص: أحد العشرة المبشرين بالجنة، في الحديث الذي ذكره عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه، حيث ذكر رسول الله ﷺ أسمائهم مجتمعين في وقتٍ واحد، وهم: (أبو بكر الصديق – عمر بن الخطاب – عثمان بن عفان – علي بن أبي طالب – أبو عبيدة بن الجراح – سعد بن أبي وقاص – الزبير بن العوام – عبد الرحمن بن عوف – سعيد بن زيد – طلحة بن عبيد الله) رضي الله عنهم أجمعين.
اقرأ أيضاً : قصة حياة بلال بن رباح.. من العبودية إلى الإسلام
شهد سعدٌ مع رسول الله ﷺ المشاهد كلها، وكان له دورٌ بارزٌ في غزوة بدر، وكان من القلة الذين ثبتوا مع رسول الله ﷺ في غزوة أحد، وفيها فداه رسول الله ﷺ بأبيه وأمه، فهو الصحابي الوحيد الذي فداه النبي بأبيه وأمه، وهو من أهل بيعة الرضوان.
كان ذلك السنة الأولى من الهجرة، في أول سرية وجهها رسول الله ﷺ لاعتراض قافلة لقريش في رابغ، وهي سرية عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب، وكانت تضم (60) صحابياً من المهاجرين، وكان القتال برمي السهام فقط دون الالتحام بالسيف، وكان أول من رمى بسهم في هذه السرية هو سعد رضي الله عنه.
اقرأ أيضاً : جعفر بن أبي طالب: شهيد الإسلام في معركة مؤتة
شارك سعدٌ في فتح مكة، وكان يحمل أحد الألوية الثلاثة للمهاجرين، وقد أسند له رسول الله أحد الألوية لأنه اكتسب ثقة رسول الله في سفره وحضره، ولسبقه في الدخول إلى الإسلام، وتفانيه في إعلاء كلمة التوحيد.
بدأت الفتوحات الإسلامية لبلاد الفرس في عهد خليفة رسول الله أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وكان يقود الفتوحات سيف الله المسلول خالد بن الوليد قبل توجيهه للشام لمساندة جيوش الشام، ثم تولى المثنى بن حارثة الشيباني قيادة الجيوش في العراق.
فلما تولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه خلافة المسلمين، وكانت كلمة الفرس قد اجتمعت على تنصيب يزجدرد ملكاً عليهم، وجّه ثلاثة جيوش كبيرة لقتال المسلمين: (إلى الأُبُلَّة، إلى الحيرة، إلى الأنبار)، فلما وصلت الأخبار إلى المثنى، أرسل إلى أمير المؤمنين يخبره بهذه التحركات الخطيرة، فقال عمر كلمته الشهيرة: والله لأضربن ملوك العجم بملوك العرب، فأرسل إلى ملوك وزعماء العرب بالحضور بين يديه.
فلما اجتمعوا خرج بهم أمير المؤمنين لقتال الفرس، واستخلف على المدينة علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه، فما جاوز المدينة إلا قليلاً حتى عقد مجلساً حربياً بالقرب من ماء يسمى “الصرار”، وأرسل إلى علي ليحضر المجلس، ودار الحوار حول خروج أمير المؤمنين بنفسه لقتال الفرس أم يرسل من ينوب عنه؟ فاجتمع القرار على أن يولي عمر من ينوب عنه في قتال الفرس، ولكن من سيتولى هذه المهمة العظيمة؟
اقرأ أيضاً : من هو سعيد بن زيد ولماذا هو من العشرة المبشرين بالجنة؟
بعد اتفاق المجلس الحربي على بقاء الفاروق في المدينة، وإرسال قائد مكانه، أخذوا باستعراض القادة واحداً واحداً، إذا برجل يصيح: (وجدته وجدته)، فقالوا: من هو؟ فقال: (الأسد في عرينه، سعد بن أبي وقاص)، فقالوا: صدقت هو لها.
فأرسل إليه عمر للمثول بين يديه، وكان حينها قد كلفه عمر بجمع زكاة المال، فأوصاه بقيادة الجيش، وجهزه بوصية خالدة على مر الزمان، تدل على سماحة الإسلام وسمو الأخلاق، وحرّكه على رأس (4,000) مجاهد، وانضم إليه جيش المثنى في العراق وكان (8,000) مجاهد، وكان المثنى قد مات متأثراً بجراحه قبل وصول جيش سعد، فاجتمع جيشٌ قوامه (12,000) مقاتل تحت قيادة سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه.
قام سعد بترتيب الجيش، ورفع الرايات، وعرّف الأعراف، وجعل لكل (10) عريف، ولكل (10) عرفاء قائد، وجعل الرايات بيد القادة أصحاب السبق في الإسلام.
ثم رتب مقدمة الجيش، والساقة، والميمنة، والميسرة، والطلائع، ثم سار سعد بالجيش حتى نزل بالقادسية شرقي نهر الفرات، وبقي شهراً ينتظر جيش الفرس، وفي أثناء انتظاره لجيش “رستم” كان يوجه السرايا للسيطرة على المناطق من جديد، فأرسل “يزجرد” إلى “رستم” للخروج بنفسه لقتال جيش المسلمين، فامتثل “رستم: للأمر مكرهاً.
وصل عدد جيش المسلمين في أقصى الروايات إلى (36,000) ألف، بينما وصل أول طلائع جيش الفرس بـ (100) ألف، ووصل في أقصى قواته (240) ألف فارسي.
استمرت معركة القادسية (4) أيام، أبلى فيها المسلمون أعظم بلاء، وسطروا أسمى صور البطولة والفداء، وكتب الله النصر لعباده الذين خرجوا لينقلوا الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، وقُتل “رستم” قائد الفرس في هذه المعركة، وكانت أرض القادسية بداية نهاية الفرس في بلاد الرافدين.
واصل سعد زحفه لتحرير البلاد والعباد حتى وصل إلى المدائن (وهي قصور كسرى البيضاء)، عاصمة الفرس، فسيطر عليها وغنم المسلمون الغنائم العظيم، وتحققت بشارة رسول الله لسراقة بن مالك بامتلاكه سواري كسرى.
اقرأ أيضاً : طلحة الخير: أحد العشرة المبشرين بالجنة (تاريخ ونسب)
لسعد بن أبي وقاص فضائل كثير على لسان رسول الله ﷺ، كيف لا وهو من الذين بدأ الإسلام بهم وكانوا الدعائم لترفرف راية الإسلام خفاقة عالية في كل الكرة الأرضية، ولنستمع لبعض الأحاديث الواردة في فضل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه:
اقرأ أيضاً : قصة الصحابي الجليل الزبير بن العوام رضي الله عنه
الصحابي سعد بن أبي وقاص: أحد العشرة المبشرين بالجنة، وأحد السابقين إلى الإسلام، شهد مع رسول الله ﷺ المشاهد كلها، فهو بدري من أهل بيعة الرضوان، أوكل إليه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب مهمة قتال الفرس في بلاد الرافدين، فقضى عليهم في معركة القادسية، وفتح عاصمة الفرس المدائن وهو الذي بنى مدينة الكوفة، وهو أحد الستة أهل الشورى في اختيار خليفة المسلمين بعد استشهاد أمير المؤمنين عمر، اعتزل الفتنة بين علي ومعاوية رضي الله عنهما، وهو آخر المهاجرين وفاة رحمه الله
المرض الذي اصاب سعد بن ابي وقاص مرض عرق النسا وأصابت الدمامل جسده، فكان يصعب عليه الوقوف، كما ذكر ابن كثير في البداية والنهاية.
قال رسول الله عن سعد بن أبي وقاص: (هذا خالي فليُرني امرؤٌ خاله) [الترمذي - 3752].
ودعا له يوم أحد فقال: (اللهم استجب لسعد، اللهم سدد لسعد رميته، إيها سعد، فداك أبي وأمي).
لقب الصحابي سعد بن أبي وقاص: الأسد في براثنه، أو في عرينه.