التأزم والتوتر والإجهاد النفسي
هذا المقال سيسلط الضوء على مفاهيم التأزم والتوتر والإجهاد النفسي، وسيقدم رؤية شاملة لأسبابها وتأثيراتها على الصحة النفسية والجسدية. سنستكشف أيضًا أهمية تطبيق استراتيجيات التخفيف والعلاج،
اقرأ المزيدتعتبر السيرة النبوية مصدرًا هامًا للتعرف على تاريخ الإسلام وتراثه، وتعد مرجعًا مهمًا للعلماء والدعاة والمسلمين عامة، فدراسة السيرة النبوية وفهمها يُعَدُّ جزءًا أساسيًا من تعاليم الإسلام وثقافة المسلمين، إذ تتناول السيرة النبوية الكثير من الأحداث التي شكلت تاريخ الإسلام وأسسه.
إنّ الناظر المتبصر في أخلاق العرب، يجد أن العرب كانوا يتمتعوا بمزايا رائعة، لا توجد في أي أمة أخرى، وكانوا أهلاً لحمل هذه الرسالة الربانية، فمن مزاياهم:
هذه الخصلة تعتبر منطلقاً رئيسياً عند العرب، فمن أجل الشرف كان رجالهم يقومون بحروبٌ طاحنة، أما نساؤهم فكانت بعيدة كل البعد عن الزنى والفواحش.
تميز العرب بالشجاعة والاستبسال في القتال، وقد بدت انعكاساته على أرض الواقع عندما قامت الفتوحات الإسلامية، فكانت الجيوش قليلة العدد والعدة تدمر الجيوش العظيمة.
كان العرب يعيشون في الصحراء الكبيرة، التي لا يتحكم بها أحد، فكانت حريتهم مقدسة لا حاكم عليهم، حتى قريش لم يكن لها رئيس أو ملك يحكمها.
الكذب خلق الضعيف، وهو يتنافى مع قضية الشرف وعزة النفس، وكفى بقصة أبي سفيان مع هرقل خير دليل على بعد العرب عن الكذب، حتى لو كان في ذلك إنصاف لأعدائهم عليهم، أم عن قصة أبي سفيان فعندما سأله هرقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أبو سفيان حينئذ عدواً لرسول الله، ومع هذا لم يكذب، بل تكلم بالصفات الرائعة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قضية النفاق في قريش والعرب من حولها تعتبر قضية نادرة عندهم، فالنفاق ظهر في يثرب فقط.
العرب هم معدن الكرم منذ القدم وإلى اليوم، وكثير ممن دخل الإسلام إنما دخله نتيجة الكرم والجود، رغم إمكانياتهم المحدودة.
فالعرب كانوا بعيدين كل البعد عن السرقة، كانت القبائل العربية مكونة من (300) قبيلة، أما عدد القبائل التي كانت تغزو وتسبي وتسرق كانت فقط (4) قبائل، فلم يكن هناك سرقة بين العرب.
فكانوا يعبدون أصنام لا تتكلم، وبعض الكهنة عندهم القليل من السحر، فلم يكن دينهم معقد، ولم تكن لهم تلك الهيكلية المنظمة في التدين، فإن جئت تقارن دين العرب بدين الروم، تجد في دين الروم نظام كاثوليكي معقد، وبابا يتحكم حتى في الملوك، وعندهم نظام طبقات،
فلو نزل الإسلام إلى الروم، كان لابد أن يواجه كل هذه التعقيدات والطبقات، حتى يبدأ أتباعه بنشره عن قناعة مطلقة، وكذا كانت الفرس تمتلك نظاماً كهنوتياً دقيقاً، أما العرب ما كان عندهم إلا الشيء البسيط، وحتى الطبقات الدينية لم تكن موجودة، وغم هذا كان عندهم تمسك بالدين.
كان عند العرب تمسك هائل بالدين، فلما أزال الإسلام دينهم البسيط، واقتنعوا بدين الإسلام كشريعة ومنهاج، أصبح تمسكهم بدين الإسلام لا ينفك عن أجسادهم وأرواهم، حتى ولو قُطّعوا وصُلّبوا، وهذه المزية لم تكن موجودة عند غير العرب.
أمة العرب كانت لا تحسن القراءة والكتابة، لكنها تتمتع بقوة ذاكرة لتعويض النقص في القراءة والكتابة، وبالتالي قوة الذاكرة عندهم شكلت ركناً من أركان الإسلام في تواتر القرآن الكريم، وتواتر السنة النبوية.
فالعائلة مقدسة، والقبيلة مقدسة، بل شرف الإنسان في الدفاع عنها مقدس، واستعداد المرء أن يموت من أجل عائلته وقبيلته أمر مطلوب في الإسلام، فالإسلام يريد بناء نظام أخلاقي بالإضافة للنظام العقائدي.
أشار الله سبحانه وتعالى إلى هذا الصراع بقوله: ﴿الٓمٓ * غُلِبَتِ ٱلرُّومُ * فِيٓ أَدۡنَى ٱلۡأَرۡضِ وَهُم مِّنۢ بَعۡدِ غَلَبِهِمۡ سَيَغۡلِبُونَ * فِي بِضۡعِ سِنِينَۗ لِلَّهِ ٱلۡأَمۡرُ مِن قَبۡلُ وَمِنۢ بَعۡدُۚ وَيَوۡمَئِذٖ يَفۡرَحُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ * بِنَصۡرِ ٱللَّهِۚ يَنصُرُ مَن يَشَآءُۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ﴾، استمر هذا الصراع (700) سنة، وهي أطول الحروب على مدار التاريخ، كانت أحداثها تجري فوق جزيرة العرب، وتحديداً على أرض بلاد الشام (سوريا -–الأردن -–فلسطين -–لبنان)، فمرة ينتصر الفرس فيتوسعوا في هذه المناطق، ومرة ينتصر الروم فيتوسعوا في هذه المناطق.
ومن فضل الله سبحانه وتعالى، أنه لما جاء الإسلام كانت هاتين الدولتين قد أُنهكتا من الحروب الطويلة.
لما ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت الحبشة تسيطر على اليمن، ثم أراد أبرهة الحبشي السيطرة على مكة، فمن يسيطر على مكة يسيطر على جزيرة العرب، لكن الله جلت قدرته أهلك جيش أبرهة كما ذكر الله تعالى في كتابه الكريم {أَلَمۡ تَرَ كَيۡفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصۡحَٰبِ ٱلۡفِيلِ * أَلَمۡ يَجۡعَلۡ كَيۡدَهُمۡ فِي تَضۡلِيلٖ * وَأَرۡسَلَ عَلَيۡهِمۡ طَيۡرًا أَبَابِيلَ * تَرۡمِيهِم بِحِجَارَةٖ مِّن سِجِّيلٖ * فَجَعَلَهُمۡ كَعَصۡفٖ مَّأۡكُولِۭ}
لكن الحبشة بقيت مسيطرة على اليمن، حتى استطاع الفرس دحرهم والسيطرة عليها.
وهو طريق يبدأ من الصين وينتهي في أوروبا مروراً ببلاد الرافدين، كانت تأتي منه أقمشة الحرير التي كانت حكراً على الصين، وكانت تأتي التوابل وبهارات الطعام من الهند إلى أوروبا، ثم تعود القوافل ببضائع أوروبا إلى دول الشرق، لكن الفرس سيطروا على هذه المنطقة وقطعوا طريق الحرير.
مما دفع للرومان لإنشاء طريق آخر من جهة الشمال، هذا الطريق فيه من الصعوبة الشيء الكثير لأنه يمر في سيبيريا، فيتوقف في فصل الشتاء، ومع هذا قطعه الفرس أيضاً باستيلائهم عليه.
فاستعمل الرومان الطريق البحري الذي يخرج من الصين، إلى الهند، ثم عدن، ثم يدخل البحر الأحمر متجهاً إلى العقبة، ثم تنقل البضائع براً إلى غزة في فلسطين، ثم إلى أوروبا.
لكن الفرس سيطروا على اليمن، وأصبحوا متحكمين بمضيق باب المندب، فقاموا بمنع أي سفينة من الذهاب إلى الروم، فانقطع طريق الحرير بالكامل، وكانت مصيبة كبرى استمرت لعدة سنوات تقارب (40) سنة.
بعض الأحداث الرئيسية في جزيرة العرب:
معركة ذي قار (610 م)
حدثت معركة ذي قار سنة (610) قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بسنة.
أما سبب المعركة: كان “النعمان بن منذر ملكاً على الحيرة، فحدث خلاف بينه وبين كسرى فاستدعاه كسرى، فقام النعمان بإيداع أهله وأمواله وسلاحه عند أحد سادات المناذرة “هانئ بن مسعود”، فقام كسرى بحبس النعمان، ثم أرسل إلى هانئ يطالبه بتسليم وديعة النعمان، فلم يقبل هانئ أن يفرط بهذه الأمانة، فليست هذه أخلاق العرب، فقام كسرى بإرسال جيشٍ لأخذها، فواجههم هانئ وانتصر العرب لأول مرة في التاريخ، وعلى من؟ على أعظم الدولتين آنذاك (الفرس)، وقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم ذي قار فقال: (يوم ذي قار هذا أول يوم انتصفت فيه العرب من العجم) رواه الطبراني والبخاري في التاريخ الكبير.
فعاد العرب إلى الاعتزاز بأنفسهم، وأصبحت لديهم القناعة الكاملة، بقوتهم ومدى تأثيرهم على ساحات الصراع.
مكة بلا ملك
مكة المكرمة لم يكن لها ملك يحكمها، حتى لما أرسل الروم ملكاً من قبلهم عليها، قبلوا بداية الأمر، ثم قام أحدهم وقال قولة شهيرة فيها من الاستهزاء الشيء الكبير: (ملك في تهامة؟) فقاموا بطرد هذا الملك.
لكن مكة كانت فيها قبيلة قريش، وقريش كانت سيدة العرب، وكانت كل القبائل العربية تعتبر أنّ أعلى شرف موجود هو لقبيلة قريش، لأنها التي تحمي الحرم، وتقوم على خدمة الحجيج، وسقايتهم، فكانت لقريش مكانة مرموقة بين العرب، ولا يمس أي فرد منها.
مكة من الفقر إلى الثراء
كانت مكة تزدهر في فترة الحج فقط، وبعد انتهاء الحج تعود قريةً فقيرةً جداً، وكان هاشم بن عبد مناف جد النبي الأكبر يتاجر مع الفرس والروم والحبشة
انتبه هاشم إلى تكدس البضائع في عدن، نتيجة قطع الفرس لطريق الحرير، فقام هاشم بفتح طريق بري من عدن إلى غزة، وقام بتسيير قوافل هائلة ربما تصل القافلة إلى (2000) بعير، وربما (3000) بعير، وهذه الأعداد تعتبر كبيرة جداً آنذاك، فغدت مكة مركز التجارة في العالم، وقام هاشم بعمل اتفاقيات أمان مع كل القبائل العربية، ومع الحبشة والفرس والروم، فازهرت مكة ازهاراً شديداً، وغدت مدينةً عالمية، حتى أنّ بعض تجار الروم هاجروا إلى مكة واستقروا فيها، مثل “صهيب الرومي”.
أسواق الشعر
بعد ازدهار مكة وتحول سادتها من الفقر إلى الغنى، بدأ الشعراء بالتوافد من أنحاء الجزيرة العربية يمدحوا سادة قريش، حتى يعودوا عليهم بالمال الوفير، فتأسست أسواق الشعر، مثل (سوق عكاظ، وذي المجاز، وذي المجنة)، وكانت كلها في مواسم الحج، وكنتيجة حتمية لكون الممدوح هم سادة قريش، أن يلقى الشعر بلهجة قريش، فأصبحت كل العرب تفهم لغة قريش، وهنا نفهم لماذا نزل القرآن بلغة قريش؟ مع مراعاة التكلم باللهجات العربية الأخرى.
البطون المتنافسة في مكة
تشير الدراسات الحديثة إلى أنّ فرص الأيتام أن يصبحوا قادة أعلى من فرص باقي المجتمع، وقد نشأ رسول الله يتيماً ونشأته في اليُتم أعطته قدرة الاعتماد على النفس، فلم يتكل على الغير، وأعطته القدرة على تحمل الصعاب والمسؤولية، كما عرفته على أحوال اليتيم وما يحتاج من الرحمة.
فمن كان من أبناء الأسر القيادية تكون فرصته في القيادة، أعلى من باقي أفراد المجتمع، وقد تفرس به جده عبد المطلب، عندما كان النبي في طفولته يجلس على بساط عبد المطلب سيد مكة، فكان أعمامه التسعة ينهونه عن الجلوس على البساط، فلما علم جده بذلك قال: (دعوه إنّ ابني هذا سيد)، فكان يجلس يومياً وعلى مدى سنتين على بساط عبد المطلب، وكانت وفود الروم والحبشة والفرس تفد على عبد المطلب، فتربى رسول الله على هذه المجالس.
اشترك بها النبي وله من العمر (15 – 16) سنة، فكان ينبل لأعمامه، فرأى أهوال المعارك، وكيف تدار.
هي اتفاقية هدفها الرئيسي حماية المظلوم، وقد اشترك بها النبي صلى الله عليه وسلم، وأصبح على دراية كيف تعقد الاتفاقات ومجالس الصلح.
تشير الدراسات الحديثة إلى أن أهم الصفات التي ينظر إليها الأتباع في قادتهم هي المصداقية، وهي الصدق والأمانة، والتي كان يتمتع بها النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي الختام: لا تنس مشاركة هذه المقالة مع الأصدقاء
كما يمكنكم الاستفادة والاطلاع على المزيد من المقالات:
وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم و هجرة الرسول إلى المدينة
و قصة ابن صياد مع النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة
القرآن الكريم دستور الله الخالد، وقوانين الإسلام هي تشريعات ربانية، لابد من فهمها على الوجه الصحيح حتى يسعد الفرد في دنياه وآخرته، لكن فهم البشر قاصر عن إدراك معاني القرآن الكريم فلا بد من شارح لما أشكل من المعاني، وليس هناك أعظم من سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم لفهم تعاليم الله الخالق المبدع، فكان رسول الله صلوات الله وسلامه عليه هو المثل الكامل، وكانت أقواله وأعماله هي التطبيق السليم لآيات الله سبحانه وتعالى.
علينا أن نقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم ونسير على خطاه من خلال:
أن نبدأ يومنا بذكر الله تعالى ونختمه به، ونكثر فيه من ذكره سبحانه وتعالى.
· أن يكون لنا نصيب في قيام الليل، ولنعلم أن «شرف المؤمن قيام الليل» رواه الحاكم.
ورد من أذكار الصباح والمساء ومن صلاة النافلة ومنها صلاة الضحى.
الحرص على الفرائض في المسجد مع الجماعة.
قضاء اليوم بالأمور النافعة لنا ولأهل بيتنا.
مخالطة المجتمع، ومساعدة المحتاج، وزيارة المريض، والدعوة إلى الله تعالى.
العيش من أجل أمتنا، متعلمين ومعلمين وعاملين مخلصين.
إن الجواب على هذا التساؤل هو من غير المسلمين، يقول المستشرق الروسي بولشاكوف في آخر كتابه (تاريخ الخلافة) باللغة الروسية -: محمد ﷺ ترك لأتباعه نظاماً دينياً كاملاً مرتبطاً بشخصيته، يحتوي على كل ما يحتاج إليه الإنسان من معرفة حقيقة العبد والإله إلى العبادات المنظمة بدقة.
ثم أما قال الله بحق نبييه ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾ فمن تبع الأسوة الحسنة سيجد ضالته وهدايته وصلاح دنياه وآخرته.
من خلال التزام أوامره الصادرة عن الله واجتناب ما نهانا عنه بأمر الله، والاقتداء بسنته القولية والفعلية، وأن نكون من الذين الله تعالى في كتابه الكريم: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾.