منهجية التغيير الشخصية
Published Date: - Modified Date: - فكر وتوعية الإدارة - جديدنا

التغيير الشخصي وأهميته في الحياة

الشخصية هي مجموعة السمات الشعورية الفكرية والسلوكية الدائمة عند الفرد، والتي تحدد طريقة تعامله مع نفسه وغيره وبيئته المحيطة. وإن أعظم التحولات تأتي من أصغر التغييرات، فتغيير بسيط في عاداتك يمكن أن يغير عالمك ويعيد تشكيل مستقبلك من جديد، والجميع يفكر في

تبدأ رحلة منهجية التغيير الشخصية من تحديد مواضع الألم التي يعانيها الإنسان في حياته اليومية، وبناء عليها يضع أهدافاً مناسبة تعينه على تجاوز ذلك الألم، وعند العمل على تنفيذ كل هدف لا بدّ من وقفات دورية لتحديد فجوة الأداء، وكلما كانت الفجوة معقولة كلما كان التغيير ممكن، وكلما كانت خيالية كان التغيير مستحيلاً.

يقول الخليفة عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: “إنّ لي نفساً توّاقة، كلما وصلت إلى أمر تاقت إلى ما هو أعلى منه، وقد وصلت إلى الخلافة وإنّ نفسي قد تاقت إلى الجنة”.

التغيير الشخصي وأهميته في الحياة

الشخصية هي مجموعة السمات الشعورية الفكرية والسلوكية الدائمة عند الفرد، والتي تحدد طريقة تعامله مع نفسه وغيره وبيئته المحيطة، وإنّ أعظم التحولات تأتي من أصغر التغيرات، فتغيير بسيط في عاداتك يمكن أنْ يغير حياتك ويعيد تشكيل مستقبلك من جديد، والكثيرون يفكرون في تغيير العالم ولكن القليل مَنْ يُفكر في تغيير نفسه، فأول خطوة للنجاح هي التغيير.

 

 

أهمية التغيير الشخصي في النمو والتطور

يساعد التغيير الشخصي الإنسانَ على إبقائه أكثر تركيزًا في حياته، مما يمنحه مزيداً من الثقة في قدراته، والتقدّم في مجالات الحياة المختلفة، ويُعدّ التغيير الشخصي أمراً ضروريّاً بين الحين والآخر، كما يساهم التغيير على الدوام في جعل الحياة أكثر حيويّة وحماساً بغضّ النظر عمّا إذا كان هذا التغيير في العمل أم في الأفكار أم غير هذا.

فالتغيير يعني أن تختلف الحياة بين فترة وفترة، ممّا يبقيها بعيدة عن الملل الذي قد يصيب الإنسان بالخيبة، وهذا يعني أنْ يبقى مواكباً لمجريات الحياة وتطوّراتها التي لا تتوقّف، فانعدام التغيير في الحياة يعني توقّف الإنسان عن الشعور بالحماس تجاهها، وبالتالي عن النموّ والتطوّر على المستويين الشخصي والعملي.

خطوات أساسية لمنهجية التغيير الشخصية

يمكن للفرد رجلاً أو امرأة أنْ يُعدل سلوكياته بصورة أكثر انفتاحاَ، منطلقاً من رغبته وإحساسه بأهمية ونفعية تبنيه للتعديل، خصوصاَ إذا بدأ بالنضوج من حيث مرونته العقلية، واستقلاله في التفكير والممارسة عن بيئته الأسرية (خبرات الطفولة)، وهناك بعض الخطوات التي يجب أنّ يتّبعها الفرد من أجل تحقيق التغيير الإيجابي في حياته، ومنها:

  1. الصبر وعدم الاستسلام: يجب على الإنسان ألا يستعجل نتائج التغيير الذي أحدثه، فعادة ما يحتاج التغيير إلى الوقت لكي يؤتي ثماره، والعجلة في طلب النتائج قد تبعد الإنسان عن عمليّة الإنتاج ممّا يعيق حدوث هذه النتائج، كما أنَّ عليه ألّا يستسلم فوراً، فعادة ما يكون التغيير مصحوباً ببعض المحاولات الفاشلة، إلا أنَّ التصميم يؤدي إلى النجاح في النهاية.
  2. قياس النتائج: لا بدّ من قياس النتائج بشكل مستمرّ من أجل ملاحظة التغييرات التي يحدثها الإنسان، فرؤية هذه التغيرات اليومية تجعله يشعر بأنّه يقوم بمجهود فعليّ، ويجعل مجهوده هذا غير قابل للكسر أو التبديل بسبب التحفيز الذي يتلقّاه من شعور الرضا عمّا يحقّقه بشكل مستمرّ، وكلّما مضت فترة أكبر على هذا قلّت قابليّة أن يتخلّى الإنسان عن هذا التغيير.
  3. تغيير البيئة: يعد أهمّ خطوة يقوم بها الإنسان الذي ينشد التغيير الإيجابي؛ وذلك لأن البيئة لها تأثيرها الكبير على الإنسان والذي قد يكون سيّئاً إذا ما كانت سلبيّة، فيجب على الفرد أن يقضي وقتاً أقل مع الأشخاص الذين يشعرونه بالسلبيّة، مع الانتباه إلى أنّ تغيير البيئة لا يقتصر فقط على تغيير الأشخاص السلبيين، وإنّما يشمل ترتيب البيئة المحيطة وتنظيفها كالمكتب والغرفة والبيت، ممّا يعود على نفسيّة الإنسان بالمشاعر الجيّدة.
  4. إيجاد داعم: الذي يعد مهمّاً من أجل إبقاء الإنسان مركّزاً على أهدافه، فالتغيير يصبح أسهل عندما يتلقّى الفرد التشجيع والتحفيز من الناس، فإذا كان الشخص يجد صعوبة في استمراره على الخطّة التي وضعها أو هناك احتماليّة لأن يفقد حماسه وتركيزه فإنّه من الجيّد أنْ يستعين بصديق يعينه على الطريق ويساعده في الوصول إلى ما يريد.
  5. اتّخاذ خطوات تغيير بسيطة: يجب عدم إرهاق النفس بالكثير من التغييرات في آن واحد وبسرعة؛ وذلك لأنّه من الممكن أنْ تفتر همّة الإنسان وأن يتخلّى عن تحقيق الهدف الذي يسعى له، بالإضافة إلى أنّ هذا قد يكون مبعثاً للقلق وصعباً في بعض الأحيان، فمن الأفضل تقسيم الأهداف إلى أقسام صغيرة تعين الإنسان على إنجازها بشكل سلس.

أهمية الدافع الداخلي في تحقيق التغيير

يقول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ}ْ [سورة الرعد: 11]، تستطيع أن تبدأ مِنْ هذه النقطة وهي تغيير النفس، فأنت وحدك مَنْ يستطيع أنْ يرفع مِنْ همّتك، لذلك التغيير واجب.

فإذا نجحت في تغيير نفسيتك، ورفع كفاءتها وجعلها منفتحةً على الحياة وقابلةً للتغيير، ومتحمسةً لتلك المرحلة عندها أستطيع أنْ أقول لك أنك قد قطعت نصف طريق التغيير، وستكمل طريق التغيير بنجاح.

دور التفكير الإيجابي في منهجية التغيير الشخصية

التفكير الإيجابي هو مفهوم يركز على الإيمان بأنّ الأوضاع والأحداث يمكن أنْ تكون إيجابية ومثمرة بغض النظر عن التحديات التي قد تواجهنا، ويتميز التفكير الإيجابي بتوجيه الانتباه والتركيز نحو الجوانب المشرقة والفرص في الحياة بدلاً من التركيز على السلبيات والصعوبات، ويعتمد التفكير الإيجابي على التفاؤل والثقة بالذات ويساعدنا على تغيير النظرة السلبية للأمور وتحويلها إلى فرص للتعلم والنمو الشخصي.

استراتيجيات تغيير العادات السلبية

  1. تحديد الهدف: قبل البدء في تغيير هذه العادات، يجب علينا تحديد الهدف الذي نسعى لتحقيقه، ويجب أن يكون الهدف واضحًا ومحددًا وقابلًا للقياس.
  2. إنشاء خطة عمل: يجب أنْ نقوم بإنشاء خطة عمل واضحة تساعدنا في تحقيقه.
  3. الاعتماد على نمط حياة صحي: نمط الحياة الصحي يساهم في تعزيز الشعور بالرضا والسعادة، وقد يساعد في تخفيف الإجهاد والتوتر الذي قد يعزز العادات السلبية.
  4. تغيير الروتين اليومي: يجب أنْ نحاول تغيير الروتين اليومي وإدخال عناصر جديدة ومنعشة في حياتنا.
  5. تحديد العادة المرغوبة.
  6. التعامل مع العوائق: خلال عملية تطوير العادة الإيجابية، ستواجهك عوائق وتحديات قد تعيق تحقيق الهدف المرغوب، ويجب عليك أنْ تكون مستعداً للتعامل مع هذه العوائق وإيجاد حلول لها.
  7. المكافأة الذاتية: بمجرد تحقيقك للهدف المرغوب، قدم لنفسك مكافأة صغيرة تعزز شعورك بالإنجاز والتقدم.
  8. التفاؤل والإيجابية: يجب أنْ تؤمن بقدرتك على تحقيق الهدف المرغوب، وأنْ تكون متفائلاً بالنتائج الإيجابية.

تعزيز الثقة بالنفس من خلال التغيير الشخصي

يساعدنا التفكير الإيجابي على تعزيز الثقة بأنفسنا وقدراتنا في تحقيق النجاح، فبفضل الثقة بالذات، نجرؤ على اتخاذ خطوات جديدة واستكشاف إمكاناتنا وتحقيق أهدافنا.

ومن خلال تبنينا للتفكير الإيجابي وتطبيقه في حياتنا اليومية، يمكننا الاستمتاع بحياة أكثر سعادة وإيجابية، فعندما نركز على الجوانب المشرقة والإيجابيات في الحياة، ونستخدم الثقة بالذات والتفاؤل كأدوات للتغلب على التحديات، يمكننا تحقيق الرضا وتحويل أحلامنا إلى حقيقة.

 

 

التخطيط المستدام للتغيير على المدى الطويل

يعد التخطيط طويل المدى جانباً حاسماً لتحقيق النجاح في المساعي الشخصية والمهنية، في حين أنه قد يكون من المغري التركيز فقط على الأهداف قصيرة المدى والاحتياجات الفورية، فإن إهمال التخطيط طويل المدى يمكن أنْ يؤدي إلى ضياع الفرص.

ويمكّنك التخطيط طويل المدى من توقع العقبات أو التغيرات المحتملة في الظروف والاستعداد لها، كما يتضمن التخطيط الفعال طويل المدى تحديد أهداف واضحة وإنشاء خطوات قابلة للتنفيذ لتحقيقها، ومن الضروري تقسيم أهدافك طويلة المدى إلى مراحل أصغر يمكن التحكم فيها.

إقرأ المزيد

 

اترك تعليقاً