الإعجاز والقصص في القرآن الكريم
Published Date: - Modified Date: - الإسلام ببساطة فكر وتوعية - جديدنا

الإعجاز في القرآن الكريم هو إعجاز لغوي وبلاغي وعلمي وتشريعي وأخلاقي، يتجلى في نصوص القرآن الكريم بطريقة لا يمكن لأي إنسان أن يقوم بمثلها، وهو من أبرز الدلائل على صدق رسول الله ﷺ ورسالته الإلهية.

إعجاز القرآن الكريم

ما هو مقصد الله من ذكر وجوه الإعجاز في القرآن الكريم:

إنّ غاية الله سبحانه وتعالى من ذكر وجوه الإعجاز في القرآن الكريم لتثبيت المعاني القادمة:

  • حتى تطمئن القلوب وتصل إلى مرتبة اليقين.
  • إنّ التنوع في  وجوه الإعجاز يدل على عظمة القرآن الكريم، وعظمة منزل القرآن.
  • حتى يصل المسلم إلى الكيفية المثلى لقراءة القرآن، فيقف وقفة تأمل عند آياته، ويتدبر جمله، ويسمع الكلمات التي تسلب القلوب والعقول، قال تعالى ﴿كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ [ص:29]، وعندما نصل لهذه المرتبة من القراءة تتنزل البركات.
  • لو تتبعنا القرآن الكريم بتدبر وفهم، سنجد أن الإعجاز القرآني قد شمل كل نواحي العلم والحياة، كالتشريع، واللغة، والبيان، والعلم الكوني، والرقمي، والفلك، والسماوات، وجسم الإنسان، 

كيف نفهم هذا الكتاب البديع؟

إذا أردنا فهم القرآن الكريم فلابد من فهم هذه المقدمات حول إعجاز القرآن:

أولا: كل الكتب في العالم تندرج تحت ثلاثة أقسام: أ- قسم أطفال ب- قسم روايات وقصص ج- قسم معرفي وعلمي.

 عند بحثك في القرآن الكريم ستقع في حيرة كبيرة، لأن القرآن فيه الأقسام الثلاثة المذكورة:

  • فثلث القرآن قصص … لكنه ليس كتاب مخصص للقصص.
  • وفي معظم آياته يتحدث عن المعرفة والعلوم ولا يمكن لك أن تدرجه تحت هذا التصنيف.
  • وفي كثير من آياته توجيهات للأطفال وما يناسب هذه الفترة من حياة البشر، لكنه ليس كتاب أطفال، فما هو هذا الكتاب؟ وتحت أي قسم ندرجه؟

ثانياً: كل الكتب المعرفية لها مواضيع، فإذا أمسكت أي كتابٍ ستجده يتحدث عن موضوع ما (جيولوجيا أو كيمياء أو رياضيات أو …)، لكنك إذا قلّبت القرآن الكريم ستحتار عما هو موضوعه الذي يتحدث عنه؟ 

ثالثاً: كلّ كتب المعرفة فيها أبواب وفصول، فما هي أبواب القرآن وفصوله؟ وهل السور (114) والأجزاء (30) والأحزاب (60) هي أبواب وفصول القرآن الكريم؟

والجواب بالتأكيد لا، لأن في كل كتب المعرفة تجد أن الباب له موضوع والفصل له موضوع، فإذا أتيت إلى القرآن الكريم تجد السورة الواحدة لها عدة مواضيع، بل ربما تجد في الصفحة الواحدة عدة مواضيع.

الإعجاز البياني أو اللغوي

 يُقصد به: إعجاز القرآن بكلماته وبألفاظه، وجمال أسلوبه ونظمه، وبلاغة تراكيبه، وترابط آياته، وتنوع أساليبه ما بين التقديم والتأخير، والنفي والإثبات، والحقيقة والمجاز، والتخصيص والتعميم، وغير ذلك مما جعله كتاباً خالداً لا يتّسم بِسِمات كلام البشر أبداً.

وقد أعجز الكتّاب والأدباء وشعراء العصر الجاهلي ومَن بعدهم إلى زماننا هذا وحتى قيام الساعة، والأمثلة على الإعجاز البياني واللغوي كثيرة لا حصر لها، ومنها:

  • الاختلاف في المعنى في كلمتي الرؤيا والأحلام التي يَظنّ البعض أنها كلمتان مترادفتان، ولكن يتّضح أن هناك ثمة فرق بينهما عندما قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ* قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ ۖ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلَامِ بِعَالِمِينَ﴾ [يوسف:43] فالحلم: هو ما يراه النائم مُشوّشا غير واضح، أمّا الرّؤيا فهي واضحة ثابتة لا تشويش فيها وتكون صادقة.

تعرف اكثر : اسرار مناسك الحج 

الإعجاز التشريعي

هو إعجاز القرآن الكريم بتشريعاته وأحكامه التي جاءت على نحو شامل كامل لا نقص فيها ولا خلل ولا تعارض، وتشمل جوانب الحياة جميعها، فهي تنظّم حياة الأفراد والجماعات والدول، مراعية الصغير والكبير، والذكر والأنثى، والفقير والغني، والحاكم والمحكوم، في شتى المجالات الدينية، والاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية.

ومن الأمثلة على الإعجاز التشريعي: تشريع الزواج لتنظيم العلاقة بين الذكر والأنثى، ولاستمرار بقاء النسل وديمومة الحياة، فشرع الله -تعالى- جملة من الحقوق والواجبات تجب على الزوج والزوجة، لتنظيم سير الحياة بينهما، قال الله -تعالى-: ﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ﴾ [البقرة:228].

الإعجاز العلمي

هو إخبار القرآن الكريم عن حقائق وظواهر كونية وعلمية ثبتت في العلوم التجريبية، ولم تكن مدركة في زمن النبي ﷺ بالوسائل البشرية، وأثبتها العلم الحديث، ممّا أكّد صدق القرآن الكريم، وأنّه ليس من صنع البشر.

وآيات القرآن الكريم المشتملة على هذا النوع من الإعجاز كثيرة، منها قول الله -تعالى-:﴿وَيُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ﴾ [الحج:65]، فقد أثبت العلم الحديث قانون الجذب الكوني بين الكواكب الكونية، ممّا يفسّر حركة الأجرام والكواكب السّماوية، وأنّ الله -تعالى- في نهاية الزّمان سيُعطّل هذه القوانين بإذنه، ويختلّ توازن الكون.

اقرأ ايضاً : ماهي اركان الاسلام 

الإعجاز الرقمي في القرآن الكريم

م

الكلمةعدد ذكرها في القرآن

المناسبة العملية

1

الصلوات بصيغة الجمع5 مراتالصلوات الخمس في اليوم

2

الشهر12 مرةعدد أشهر السنة
3اليوم365 مرة

عدد أيام السنة

4

كلمتي الدنيا + الآخرة

115 مرةإشارة إلى التوازن عند المؤمن بين الدنيا والآخرة
5كلمتي الملائكة + الشياطين88 مرة

إشارة ألا تعتذروا بأن الشياطين أضلوكم، فالله أرسل الملائكة ليحموكم ويهدوكم.

6كلمتي الحياة + الموت145 مرة

ليعيد المؤمن حياة التوازن عنده.

7

كلمتي النفع + الفساد

50 مرةمهما انتشر الفساد فإن أصحاب الخير لهم بالمرصاد
8كلمتي الناس + الرسل368 مرة

فالله ما أرسل الناس وتركهم سدى بل أرسل لهم الرسل ليهدوهم.

9

كلمتي إبليس + الاستعاذة منه

11 مرةفالله أرسل إبليس ليغوي البشرية، وأعطانا السلاح أن استعيذوا بالله
10كلمتي المصيبة + الشكر75 مرة

فلابد من شكر الله في كل أحوالنا وخاصة عند المصائب

11

كلمتي الإنفاق + الرضا

73 مرةفتذكروا أن ترضوا سواء في غناكم أو فقركم، فالغني يعطي والفقير يصبر.
12كلمتي الضالون + الموتى17 مرة

فالضال كالميت

 13

كلمتي الرجل + المرأة

24 مرة

النساء شقائق الرجال

 14

كلمتي محمد + الشريعة

4 مرات

فكأن الشريعة الخاتمة هي لمحمد ﷺ

الإعجاز الغيبي في القرآن

من دلائل إعجاز القرآن الباهرة الإعجاز الغيبي؛ فقد أخبر بأمور ستقع في المستقبل، فجاءت كما أخبر، لم تتخلف أو تتغير، وهذا ما لا سبيل للبشر إليه بحال، وذلك في القرآن كثير، لكننا سنضرب أمثلة منه تكون دليلاً على ما سواها.

انتصار الروم على الفرس

في قوله ﴿الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾ [الروم: 1-5]. وهو لون من ألوان الإعجاز الغيبي، الذي جاء به القرآن الكريم متحدِّيًا به كل معاندٍ له، أو جاحدٍ لحقيقته، وقد حدث ما أخبر به الله من انتصار الروم على الفرس، وكان ذلك وقت غزوة بدر.

انتصار المسلمين المستضعفين

ومن الآيات القرآنية التي بشَّرت المسلمين المستضعفين في مكة أنهم سينتصرون على عدوِّهم، وستقوم دولتهم، قوله: ﴿سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ﴾ [القمر:45]، فقد ذكر ابن كثير -رحمه الله- في تفسيره أنه لما نزلت هذه الآية الكريمة “قال عمر: أيّ جمَع يُهزم؟ أيّ جَمْع يُغلب؟ قال عمر: فلما كان يوم بدر رأيتُ رسولَ الله ﷺ يثب في الدرع، وهو يقول: ﴿سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ. فعرفتُ تأويلها يومئذ.

بشرى دخول المسجد الحرام

ومن ألوان الإعجاز الغيبي ما بشَّر الله به  رسولَه والمؤمنين مِنْ دخول المسجد الحرام، والطواف بالكعبة المشرَّفة؛ فقد قال تعالى: ﴿لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آَمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لاَ تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا﴾ [الفتح:27] فهذه الآية نزلت عند الانصراف من الحُديبية، وقد وقع في نفوس بعض الصحابة من ذلك شيء، حتى سأله عمر بن الخطاب في ذلك، فقال له فيما قال: أفلم تكن تخبرنا أنا سنأتي البيت ونطوف به؟ قال: ” بَلَى فَأَخْبَرْتُكَ أَنَّا نَأْتِيهِ الْعَامَ ؟” قَالَ: قُلْتُ: لا. قَالَ: “فَإِنَّكَ آتِيهِ وَمُطَّوِّفٌ بِهِ“.

وقد تحقق هذا الوعد بتمامه من العام التالي. 

بشرى تمكين الدين في الأرض

القرآن الكريم قد بشَّر المسلمين بالتمكين والاستخلاف في الأرض، فقال تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [النور:55]، وقد تحقق للمسلمين ذلك في أقل من (25) عامًا فملئوا السمع والبصر بقيمهم وحضارتهم، فامتدَّتْ خلافتهم من الصين شرقًا إلى المحيط الأطلسي غربًا، بل ووصلت إلى أوربا شمالاً.

هذا طرف من إعجاز القرآن؛ ذلك الإعجاز الذي لا تنتهي عجائبه، ولا يَخْلَق من كثرة الردِّ.

اقرأ ايضاً : تاريخ الحج منذ الازل وحتى اليوم 

القصص في القرآن

إنَّ القصص القرآنيَّ غنيٌّ بالمواعظ، والحكم، والأصول العقديَّة، والتَّوجيهات الأخلاقيَّة، والأساليب التَّربويَّة، والاعتبار بالأمم والشُّعوب، والقصص القرآنيُّ ليس أموراً تاريخيَّةً لا تفيد إلا المؤرِّخين، وإنَّما هو أعلى، وأشرف، وأفضل من ذلك، فالقصص القرآنيُّ مليءٌ بالتَّوحيد، والعلم، ومكارم الأخلاق، والحجج العقليَّة، والتَّبصرة، والتَّذكرة، والمحاورات العجيبة.

أما فنياً: 

تناولت القصة القرآنية عدة ظواهر فنية لها حساب معلوم في الدراسة الفنية للقصة الحرة في عالم الفنون، نحصرها بثلاثة أمور، هي:

  1. أولا: تنوع طريقة العرض

ففي قصص القرآن الكريم (4) طرق مختلفة للابتداء في عرض القصة:

  • مرة: يذكر ملخصاً للقصة يسبقها، ثم يعرض التفصيل بعد ذلك، من بدئها إلى نهايتها، وذلك كطريقة قصة أهل الكهف.
  • وثانية: تذكر بعاقبة القصة ومغزاها، ثم تبدأ القصة بعد ذلك من أولها وتسير بتفاصيل خطواتها، وذلك كقصة موسى في سورة القصص، وقريب من هذا النحو قصة يوسف.
  • وثالثة: تذكر القصة مباشرة بلا مقدمة ولا تلخيص، ويكون في مفاجآتها الخاصة ما يغني، وذلك مثل قصة مريم عند مولد عيسى عليه السلام، ومفاجآتها معروفة، وكذلك قصة سليمان مع النمل والهدهد وبلقيس.
  • ورابعة: يجعل القصة تمثيلية، فيذكر فقط من الألفاظ ما ينبه في ابتداء العرض، ثم يدع القصة تتحدث عن نفسها بوساطة أبطالها، وذلك مثل قوله تعالى: ﴿وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل [البقرة: 127]، فهذه إشارة البدء، أما ما يلي ذلك فمتروك لإبراهيم وإسماعيل: ﴿ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، إلى نهاية المشهد الطويل، ولهذا نظائره في كثير من قصص القرآن الكريم.

 

      2. ثانيا: تنوع طريقة المفاجأة

  • فمرة يكتم سرّ المفاجأة عن البطل وعن القارئ، حتى يكشف لهما معا في آن واحد. مثال ذلك قصة موسى عليه السلام مع العبد الصالح والعالم في سورة الكهف.
  • وفي أخرى يكشف السر للقارئ، ويترك أبطال القصة عنه في عماية، وهؤلاء يتصرفون وهم جاهلون بالسر وأولئك يشاهدون تصرفاتهم عالمين، وأغلب ما يكون ذلك في معرض السخرية، ومثل ذلك ما نراه في قصة أصحاب الجنة في سورة القلم، بعض المبادئ التربوية المستنبطة من قصة يوسف.
  • وفي ثالثة يكشف بعض السر للقارئ وهو خاف على البطل في موضع، وخاف عل القارئ وعن البطل في موضع آخر في القصة الواحدة، مثال ذلك قصة عرش بلقيس الذي جيء به في غمضة، وعرفنا نحن أنه بين يدي سليمان عليه السلام، في حين أن بلقيس ظلت تجهل ما نعلمه نحن، قال تعالى: ﴿فلما جاءت قيل أهكذا عرشك قالت كأنه هو وأوتينا العلم من قبلها وكنا مسلمين﴾ [النمل:42] فهذه مفاجئة عرفنا سرها سلفاً، ولكن مفاجأة الصرح الممرد من قوارير ظلت خافية علينا وعليها، حتى فوجئنا بسرها معا حين: ﴿قيل لها ادخلي الصرح فلما رأته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها قال إنه صرح ممرد من قوارير﴾ [النمل:44].
  • وفي رابعة: لا يكون هناك سر، بل تواجه المفاجأة البطل والقارئ في آن واحد، ويعلمان سرها في الوقت ذاته، وذلك كمفاجأة قصة مريم.

3. ثالثا: الفجوات بين المشاهد في عرض القصة

تلك الفجوات بين المشهد والمشهد التي يتركها تقسيم المشاهد، وقص المناظر مما يؤديه في المسرح الحديث: إنزال الستار.

قد يهمك ايضاً: الاعجاز والقصص في القرأن الكريم 

الهيكلية الأدبية

المتعمق في القرآن يجد أن القرآن يوصل رسالته إلى القارئ والسامع باستخدام أنماط ووسائل أدبية مختلفة، فعلى سبيل المثال تتم قراءة القرآن باستخدام أنماط صوتية تختلف عن تلك المُستخدمة عند قراءة الشعر أو النثر، الأمر الذي يُساعد على حفظها في ذهن السامع وسهولة تذكره لها، والجدير بالذكر هنا أن هذا يصدق على قراءة القرآن بالعربية، أما قراءة الترجمات في اللغات الأخرى فمثلها مثل قراءة النثر، إذ يجمع العلماء والمسلمون أجمعين على أن أسلوب النص القرآني الأصلي المُنزّل بالعربية لا يمكن مضاهاته بأي لغة ثانية أو حتى بالعربية نفسها.

علوم القرآن

  • علوم القرآن هي العلوم التي تبحث فيما يتعلق بالقرآن من: علم تجويدٍ وقراءات، وعلم رسم، وعلم إعجاز، وعلم مشكل القرآن، وعلم الناسخ والمنسوخ، وأصول التفسير، وغير ذلك من علوم القرآن الكثيرة.
  • أوصل الزركشي علوم القرآن في كتابه البرهان في علوم القرآن إلى (47) نوعاً ثم قال: “واعلم أنه ما من نوع من هذه الأنواع إلا ولو أراد الإنسان استقصاءه لاستفرغ عمره ثم لم يحكم أمره”. 
  • وأوصلها الحافظ السيوطي في كتابه الإتقان في علوم القرآن إلى (80) نوعاً ثم قال: “فهذه ثمانون نوعاً على سبيل الإدماج ولو نوعت باعتبار ما أدمجته في ضمنها لزادت على الثلاثمائة، وغالب هذه الأنواع فيها تصانيف مفردة وقفت على كثير منها”.
  • يعود تاريخ نشأة علوم  القرآن من حيث وجودها إلى زمن النبوة والصحابة، وأما من حيث تدوينها فيختلف باختلاف كل نوع منها، وأما من حيث تدوين كتاب يجمع مجمل علوم القرآن في كتاب فأول ما دون فيه  هو كتاب “الزركشي البرهان في علوم القرآن”.

القرآن والعلوم الكونية

  • جاء في الأثر عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: (من أراد العلم فليثوِّر القرآن، فإن فيه علم الأولين والآخرين) [مجمع الزوائد-7/168]
  • قال بعض أهل العلم: تثوير القرآن قراءته، ومفاتشة العلماء في تفسيره ومعانيه. 
  • إذا تبين أصل الكلمة ومعناها لغة، وما جاء من آثار فيما نحن بصدد بيانه، ننتقل خطوة أخرى، لنقول: إن الثورة التي -نحن المسلمين- بحاجة إليها اليوم، هي ثورة القراءة والعلم والفهم، ومن ثَمَّ العمل والتطبيق؛ إنها ثورة “تثوير القرآن” وتفعيله بعد أن أصبح مهجورًا بكثير من أنواع الهجران: ﴿وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا [الفرقان:30].

يقول الإمام السيوطي رحمه الله، عند تفسير قول الله تعالى ﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ كل أنواع العلوم في أصلها ورد في القرآن الكريم ما يدل عليها.

  1. فإن ذهبت تبحث عن علم الخياطة: فاسمع قول الله تعالى ﴿وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ.
  2. وإن أردت النظر في علم الحدادة: فاقرأ قول الله تعالى ﴿وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ.
  3. وإن شئت رؤية علم البناء: فاقرأ قول الله تعالى ﴿وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ﴾.
  4. وانظر إلى مهنة النجارين ثم اسمع قول المولى ﴿وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا.
  5. أو اذهب بعيداً إلى مهنة الغزل وأصغ لقول الله تعالى ﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ.
  6. وإن رغبت تبحث عن مهنة النسيج فاسمع قول المولى ﴿كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ.
  7. وماذا قال المولى عن مهنة الزراعة: ﴿أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ * أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ.
  8. وعن مهنة صياغة الحلي والجواهر: يقول ربنا ﴿وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ.
  9. وعن مهنة الملاحة فاسمع قول الله تعالى: ﴿أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ.
  10. وعن مهنة الكتابة قال تعالى: ﴿الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ.
  11. وعن مهنة النحت في الحجر قال المولى: ﴿وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ.
  12. أما عن الطبخ فقال سبحانه: ﴿فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ.
  13. وعن مهنة غسل الثياب قول المولى: ﴿وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ

 

الأسئلة الشائعة

لماذا القرآن عربي؟

كان القرآن عربياً لعدة أسباب:
1- لما للغة العربية من خصائص ومميزات لا توجد في لغة أخرى، فاللغة العربية من أغنى اللغات كلماً، وأعذبها منطقاً، وأسلسها أسلوباً، وأغزرها مادة، ولها من عوامل النمو ودواعي البقاء والرقي ما قلما يتهيأ لغيرها، وذلك لما فيها من اختلاف طرق الوضع والدلالة، وغلبة اطراد التصريف والاشتقاق، وتنوع المجاز والكناية وتعدد المترادفات، إلى النحت والقلب والإبدال والتعريب.
2- لأن العربية هي وسيلة التفاهم مع القوم الذين أرسل إليهم الرسول، وبدأت الدعوة في محيطهم قبل أن تبلغ لغيرهم، كما قال تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ .
3- لإثبات إعجاز القرآن، لإثبات صدق الرسالة، فلقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم في قوم فصحاء بلغاء يتبارى فصحاؤهم في نثر الكلام ونظمه في مجامعهم وأسواقهم، فجاءهم محمد صلى الله عليه وسلم بالقرآن، آية قاطعة وحجة باهرة على نبوته، وقال لهم إن ارتبتم في أن هذا القرآن من عند الله فأتوا بمثله، فعجزوا، فتحداهم أن يأتوا بعشر سور مثله فعجزوا، فتنزل معهم فتحداهم أن يأتوا بسورة من مثله فعجزوا، ولم يكن شيء أحب إليهم من أن يثبتوا كذب محمد صلى الله عليه وسلم، ولو وجدوا أي طريق يستطيعون ذلك من خلاله لسلكوه لشدة عداوتهم له وبغضهم لما جاء به، ولكنهم عجزوا، فدل ذلك أن هذا القرآن من عند الله، قال تعالى: وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ {سورة البقرة: 33}.

الصحابي الذي اشتهر بحُسن صوته بالقرآن الكريم هو؟

الصحابي الذي اشتهر بحُسن صوته بالقرآن الكريم هو الصحابي الجليل أبو موسى الأشعري رضي الله عنه.

حجر كريم مذكور في القرآن؟

حجر كريم مذكور في القرآن: قال الله عز و جل في كتابه الكريم (كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ) في سورة الرحمن

اسم للاسد ورد في القرآن الكريم؟

اسم للاسد ورد في القرآن الكريم: قسورة
﴿كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ *فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ﴾ سورة المدثر (50-51)

المصادر والمراجع

  1.  القرآن الكريم
  2. الجامع لأحكام القرآن للقرطبي.
  3. السيرة النبوية، علي محمد الصلابي.
  4. مختصر العقيدة الإسلامية، د. طارق السويدان، شركة الإبداع الفكري، تحديث الطبعة 2020
  5. مقدمات في علم القراءات، محمد القضاة، (الطبعة الأولى) (2001)، دار عمار، عمان-الأردن
  6. المنهاج القرآني في التَّشريع، عبد الستار فتح الله سعيد.

 

اترك تعليقاً