ما هي الكتب السماوية ؟
تاريخ النشر: - تاريخ التعديل: - العقيدة في الإسلام - جديدنا

الإيمان بالكتب السماوية جميعها أمر واجب على كلّ فرد مسلم، وذلك لأنّ العقيدة الإسلامية توجب الإيمان بكافّة الرسل والأنبياء، الذين تمّ ذكرهم في القرآن الكريم، والإيمان بما أنزل عليهم من تعاليم دينيّة.

 

ما هي الكتب السماوية ؟

أنزل الله الكتب السماوية على عباده من الأنبياء والرسل؛ بهدف دعوة الناس إلى توحيد الله تعالى وترك الكفر والشرك بغير الله، وعمل الصالحات والطاعات والابتعاد عن كلّ معصية وذنب.

والمؤمن يعتقدُ أنّ أي طائفة من أهل الكتاب يملكون أساساً وأصلاً لدينهم، وهذا ما يجعلُ أهل الكتاب قريبين من الإسلام والمسلمين لو أنصفوا، قال تعالى: ﴿شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ [الشورى: 13].

صحف إبراهيم وموسى

ذكرها القرآن بقوله تعالى: ﴿أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الأُولَى [طه: 133].

وقوله تعالى ﴿صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى﴾ [الأعلى: 19].

وقوله جل من قائل ﴿أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى﴾ [النجم: 36].

الزبور

هو الكتاب الذي أنزله الله سبحانه وتعالى على داود عليه السلام، والزبورُ في اللغة هو الكتابُ المزبور أي المكتوبُ، وجمعه زُبُرٌ، وكل كتاب يسمّى زبوراً، قال تعالى: ﴿وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ﴾ [القمر: 52]، أي مسجّلٌ في كتب الملائكة، ثم غلب إطلاقُ لفظ الزبور على ما أنزل على داود عليه السلام، قال تعالى: ﴿وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا﴾ [الإسراء: 55].

قال الله تعالى ﴿وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ﴾ [الأنبياء: 105].

التوراة

ذكر القرآن الكريم التوراة (18) مرة، وهو الكتاب الذي أنزله الله سبحانه وتعالى على موسى عليه السلام، ووصف القرآن التوراة بأنها هدًى ونور وفرقان، وضياءٌ وذكرٌ، قال تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدىً وَنُورٌ﴾ [المائدة: 44].

وتحدّث القرآن الكريم عن ألواح موسى عليه السلام، قال تعالى: ﴿وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ﴾ [الأعراف: 145].

الإنجيل

ذكر القرآن الكريمُ الإنجيل «12» مرة، ويكاد يكون حديث القرآن عن الإنجيل قريباً عن حديثه عن التوراة، إلا في بعض النقاط، والإنجيل هو الكتاب الذي أنزله الله سبحانه وتعالى على عبده ورسوله عيسى عليه السلام، وقد وصف القرآن الإنجيل بأنه هدى ونور وموعظة، قال تعالى: ﴿وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنْجِيلَ فِيهِ هُدىً وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ﴾ [المائدة: 46]، وأنّ الإنجيل جاء مكملاً أو معدلاً لما جاء في التوراة من أحكام.

القرآن الكريم

شاء الله سبحانه وتعالى أن ينسخَ الكتب السابقة كلّها وينزّل كتابه الأخير ليبقى في الأرض إلى قيام الساعة.

كان كل رسول من السابقين يرسَلُ إلى قومه خاصة، بينما بُعِثَ رسول الله ﷺ محمد إلى البشرية كافة، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾ [الأعراف: 158].

ختم الله عز وجل الكتب السماوية بالقرآن الكريم، ولا بد من معرفة أنّ الكتب السماوية جميعاً تحتوي في نزولها على حقيقة أساسية هي وحدانية الله عز وجل، إلى أن  اعتراها  التحريف والتشويه، عدا القرآن الكريم المحفوظ من الله تعالى فهو الكتاب الذي يتبع كل حق جاءت به الكتب السماوية السابقة وهيمن عليها.

 

 

أسماء وترتيب الكتب السماوية

  1. صحف إبراهيم عليه السلام
  2.  زبور داود عليه السلام
  3. صحف (ألواح) موسى عليه السلام 
  4. التوراة 
  5. الإنجيل 
  6. القرآن الكريم

الكتب السماوية وعلى من أنزلت

مالكتاب السماويالنبي المنزل عليه 
1الصحفإبراهيم الخليل عليه السلام 
2الزبورداود عليه السلام 
3التوراةكليم الله موسى عليه السلاملا يعرف أيهما نزل أولاً
4صحف (ألواح) موسىكليم الله موسى عليه السلام
5الإنجيلعيسى عليه السلام
6القرآن الكريمالصادق الأمين محمد عليه السلام

عدد الكتب السماوية

قال الله تعالى ﴿قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ [آل عمران:84].

قال ابن كثير رحمه الله تعالى:

” أرشد الله تعالى عباده المؤمنين إلى الإيمان بما أنزل إليهم بواسطة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم مفصلاً، وبما أنزل على الأنبياء المتقدمين مجملاً، ونص على أعيان من الرسل، وأجمل ذكر بقية الأنبياء، وأن لا يفرقوا بين أحد منهم، بل يؤمنوا بهم كلهم “.

فلذا يجب الإيمان المجمل بالكتب التي لا نعلم تفاصيلها من غير قطع بعددها فالله أعلم بذلك، ونؤمن بالكتب التي نعلمها بحسب ما نعلم من تفاصيلها من نصوص الوحي.

قال محمد بن نصر المروزي رحمه الله تعالى:

  • وأما قوله: (وكتبه) فأن تؤمن بما سمى الله من كتبه في كتابه، من التوراة، والإنجيل، والزبور خاصة.
  • وتؤمن بأن لله سوى ذلك كتباً، أنزلها على أنبيائه، لا يعرف أسماءها وعددها إلا الذي أنزلها.
  • وتؤمن بالفرقان، وإيمانك به غير إيمانك بسائر الكتب.
  • إيمانك بغير القرآن من الكتب إقرارك به بالقلب واللسان، وإيمانك بالفرقان إقرارك به، واتباعك بما فيه.

دراسة صحة حديث النبي عن الكتب السماوية وعددها 104

بداية هذا حديث باطل ولا يصح الاستدلال به، وصيغته على النحو التالي: ورد في حديث رواه ابن حبان في صحيحه، وكذا رواه ابن مردويه وعبد بن حميد وابن عساكر كما ذكر ذلك السيوطي في الدر المنثور، والقرطبي في التفسير كلهم عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه: أنه سأل النبي ﷺ: كم كتاباً أنزل الله؟

قال: مائة كتاب، وأربعة كتب، أنزل على شيث خمسون صحيفة، وأنزل على أخنوخ (إدريس) ثلاثون صحيفة، وأنزل على إبراهيم عشر صحائف، وأنزل على موسى قبل التوراة عشر صحائف، وأنزل التوراة والإنجيل والزبور والفرقان)، في حديث طويل جداً.

 وهو حديث باطل بل موضوع، فإن في سنده كذاباً، قال الهيثمي في موارد الظمآن، بعد إيراده للحديث: في سنده إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني، قال أبو حاتم وغيره: كذاب. فالحديث لا تقوم به حجة والحمد لله على توفيقه وإحسانه. 

 

وفي الختام: لا تنس مشاركة هذه المقالة مع الأصدقاء

كما يمكنكم الاستفادة والاطلاع على المزيد من المقالات:

أهمية القرآن الكريم عند المسلمين   و  كتاب الزبور: المحتوى وعلى من نزل

و تعرف على إبليس وتوعده لآدم وذريته

الأسئلة الشائعة

ما هو عدد الكتب السماوية التي انزلها الله تعالى؟

ينبغي علينا أن نؤمن بأن لله كتبا غير التي ذكرها في القرآن الكريم، أنزلها على أنبيائه، لا يعرف أسماؤها ولا عددها إلا الذي أنزلها.
لكن ما ذكره لنا القرآن الكريم أنها أربعة كتب بالإضافة لصحف إبراهيم وموسى

ما هو أول كتاب سماوي نزل؟

صحف إبراهيم عليه السلام، ويليها زبور داود عليه السلام

من الكتب السماوية الانجيل؟

كتاب أنزله الله على النبي عيسى عليه السلام، لكنه ليس الموجود في زماننا هذا، لأن أتباعه حرفوه بعدما رفع الله عيسى إليه

ما هي اسماء الكتب السماوية وعلى من نزلت؟

1الصحف - إبراهيم الخليل عليه السلام
2- الزبور - داود عليه السلام
3 - التوراة - كليم الله موسى عليه السلام
4 - صحف (ألواح) موسى- كليم الله موسى عليه السلام
5-الإنجيل - عيسى عليه السلام
6- القرآن الكريم - الصادق الأمين محمد عليه السلام

 

المصادر والمراجع

  1. القرآن الكريم
  2. الإيمان بالملائكة د. علي محمّد الصّلابيّ، دار ابن كثير، دمشق، ط 2، 2013م.
  3. الجامع لأحكام القرآن، القرطبي، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الأولى، 1427 – 2006م.
  4. تفسير القرآن العظيم لابن كثير.
  5. مختصر العقيدة الإسلامية د. طارق السويدان شركة الإبداع الفكري، طبعة 1976 تحديث 2020

اترك تعليقاً