ابن سينا الشيخ الرئيس
أمتُنا الإسلاميّة غنية بالرجال العظام، المبدعين والقدوات في كل ميدان، نقفُ لنتعرّف على أحدِ هؤلاء القامات، إنهُ ابن سينا الشيخ الرئيس، أميرُ الأطباء، أبو الطبّ الحديث، جالينوس الإسلام.
اقرأ المزيدلجعفر مكانة عظيمة في الإسلام، ومناقب عدة منها: صاحب الهجرتين (الحبشة – المدينة المنورة)، وابن عم النبي، وأحد القادة المرموقين الذين كلفهم رسول الله بقيادة أعظم سرية ضد الروم (غزوة مؤتة)، بل هو من أعظم الأبطال فيها، وهو من الذين قضوا نحبهم في هذه الغزوة.
أسلم جعفر الطيار في بداية دعوة رسول الله ﷺ، وقبل أن يتخذ رسول الله دار الأرقم بن أبي الأرقم مركزاً لدعوته، فهو من السابقين إلى الإسلام، فقد أسلم بعد أخيه علي كرم الله وجهه.
مشاركته في غزوة مؤتة واستشهاده فيها
عاد جعفر من الحبشة قاصداً المدينة المنورة في السنة السابعة للهجرة، فكان مقدمه بعد فتح خيبر، فكانت فرحة رسول الله ﷺ مضاعفة، فقد أكرمه الله بفتح خيبر والقضاء على وجود اليهود في المدينة المنورة وضواحيها، وأكرمه بعودة ابن عمه جعفر من أرض الحبشة، فلم يدر رسول الله ﷺ بأيهما يفرح بفتح خيبر؟ أم عودة جعفر؟
في السنة الثامنة للهجرة، جهز رسول الله ﷺ جيشاً صغيراً لقتال الروم، وكانت هذه المعركة هي الأولى من نوعها من حيث إعلان الحرب على تواجد الروم، وأمّر عليها ثلاثة قادة على التوالي: (زيد بن حارثة، فإن استُشهد فجعفر بن أبي طالب، فإن استُشهد فعبد الله بن رواحة)، وشاءت إرادة الله أن تكون شهادة القادة الثلاثة كما وضعهم رسول الله لقيادة الجيش المسلم.
أما عن قصة استشهاد جعفر:
فقد استلم راية رسول الله ﷺ بعد زيد بن حارثة، فأخذت الرماح والسيوف والسهام تنطلق نحوه بضراوة، لأن من يحمل راية الجيش يكون مستهدفاً أكثر من غيره، لأنه بسقوط الراية تتزعزع معنويات الجيش، فكان جعفر يقاتل بيد ويحمل الراية باليد الأخرى، فلما قطعت يده أمسك الراية باليد الأخرى، ثم أتته ضربة سيف قطعت يده فأمسك الراية بكلا عضديه، وبقي يدافع عنها ويتلقى الطعنات حتى خر شهيداً مضرجاً بدمائه الزكية، وقد ذكر أنه تلقى (90 جرحاً) ما بين ضربة سيفٍ أو طعنة رمح.
هذا لقب أطلقه عليه رسول الله ﷺ بعد استشهاده في غزوة مؤتة، وكانت قد قطعت كلتا يديه وهو يمسك راية الإسلام قبل أن يصطفيه الله شهيداً، فرآه النبي ﷺ يتنقل في الجنة مع جبريل وميكائيل وإسرافيل بجناحين بدلاً عن يديه اللتان قُطعتا في سبيل الله، قال رسول الله ﷺ: (رأيت جعفر بن أبي طالب ملكاً يطير في الجنة مع الملائكة بجناحين) [السيوطي في الجامع الصغير – 4367] و[الترمذي – 3763] و[الحاكم – 4890].
عندما عاد جيش المسلمين إلى المدينة المنورة تحت قيادة سيف الله خالد بن الوليد، واجتمع المجاهدين بأهلهم، طلب رسول الله ﷺ أن يؤتى بأبناء جعفر وكانوا صغاراً، فأخذهم وشمهم وذرفت عيناهﷺ، وأمر أن تحلق رؤوسهم، ثم ضمهم رسول الله ﷺ إلى جناحه في الدنيا والآخرة، وهذا دليلٌ على مكانة جعفر عند رسول الله ﷺ.
تقول السيدة عائشة رضي الله عنها: (لما استشهد جعفر عرفنا في وجه النبي ﷺ الحزن).
في أعماق التاريخ الإسلامي تنسج قصصٌ مذهلة، منها حوارٌ يتألق ببهاء الروح والفكر، حوار جعفر بن أبي طالب، الرجل الذي أتى بالكلمة وأثر في القلوب. حين انطلق جعفر بن أبي طالب، ابن عم النبي محمد صلى الله عليه وسلم، في هجرته إلى الحبشة، كانت تلك ليست مجرد رحلة بعيدة، بل كانت ملحمة الحرية من قيود الاضطهاد والجور. طالبتهم رحيلًا من مكة المكرمة لكي يعيشوا ويعبدوا بحرية، فواجه النجاشي، ملك الحبشة، مبعثًا له هدايا وطلبًا تسليمهم.
هنا تجلى البطل الصامد، جعفر بن أبي طالب، الذي لم يكن يحمل مجرد كلمات، بل حمل رسالة الحق والإيمان. في رده، ألقى جعفر خطابًا يشي بأعماق الديانة الجديدة، بين الكفر المحيط والإيمان النابض بالروح. عرض للنجاشي فلسفة الإسلام ومبادئه، بأسلوبٍ يبعث الأمل ويضيء القلوب. وعبر جعفر بن أبي طالب عن تحول المسلمين من ديانة الأصنام والمعاصي إلى ديانة الرحمة والإخلاص. كان كلماته تنبض بالإيمان والتفاؤل، وكأنها قصيدة للحرية والعدالة.
واستمد النجاشي من هذا الحوار درسًا في العدالة والتسامح، فقد أبصر في المسلمين قلوبًا نقية وأفعالًا صالحة. وبأجنحة الحوار الجميلة، تبددت مخاوفهم وغابت شكوكهم، فأعطوا الملجأ والحماية لهؤلاء المهاجرين الضائقين.
لتبقى هذه اللحظة من القصص الخالدة تذكرنا بأهمية الحوار والتواصل، وأن الكلمة الصادقة تعبر عن الحقائق بوضوح وتفتح أبواب الفهم والتسامح. حوار جعفر بن أبي طالب مع النجاشي يبقى درسًا مشرقًا في عالمنا اليوم، يدعونا إلى بناء جسور التواصل والتفاهم، لنعيش في عالم يسوده السلام والعدالة.
وفي الختام: لا تنس مشاركة هذه المقالة مع الأصدقاء
كما يمكنكم الاستفادة والاطلاع على المزيد من المقالات:
أبو بكر الصديق أول الخلفاء الراشدين و سيرة عمر بن الخطاب
و سيرة عثمان بن عفان و سيرة علي بن ابي طالب
سبب تسمية جعفر بن أبي طالب بذي الجناحين لأن رسول الله ﷺ رآه يطير بجناحين إلى جانب جبريل وميكائيل وإسرافيل وله جناحان قد وهبه الله إياهما بعدما قطعت يداه وهو يحمل راية الإسلام في غزوة مؤتة. الصحابي الذي قطعت يداه في المعركة هو جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه وقد سُمّي جعفر الطّيّار. أما عدد زوجات جعفر الطيار فلم يتزوج إلا واحدة وهي الصحابية الجليلة أسماء بنت عميس رضي الله عنها.ما سبب تسمية جعفر بن أبي طالب بذي الجناحين؟
من هو الصحابي الذي قطعت يداه في المعركة؟
كم عدد زوجات جعفر الطيار؟