أم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها
المرأة المسلمة لها مكانة عظيمة في ديننا، ولدينا نماذج وقدوات مضيئة من النساء، نساءٌ خالدات…
اقرأ المزيدمواقف الفاروق عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- في حياته كثيرة، وتعدّ مرجعًا لكل إنسان مسلم يريد أن يستفيد منها بصورة واضحة، ولذلك غدت هذه المواقف تدرس في المناهج الإسلامية؛ لتكون دليلًا لكل مسلم في حياته الخاصة، ودليلًا لكل حاكم يريد أن يتقي الله في شعبه.
بعد الاتفاق الذي أبرم بين رسول الله ﷺ وسهيل بن عمرو، والذي ينصّ على عودة المسلمين هذا العام، إضافة إلى شروط رآها المسلمون مجحفة في حقهم، قام عمر إلى رسول الله ﷺ فقال: (ألست نبي الله؟ فقال الرسول عليه الصلاة والسلام بسعة صدرعجيبة: بلى، قال: ألسنا على الحق وهم على الباطل؟ فقال ﷺ: بلى، قال: فلم نعطي الدنية في ديننا؟!).
هذا كلام غريب جدًا، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام مستحيل أن يعطي الدنية أبدًا في دينه، لكن هكذا صرح عمر بن الخطاب بهذه الكلمات التي كانت في قلوب كثير من الصحابة، ولكن لم يجرؤوا على التصريح بها، فقال ﷺ كلمات واضحة جدًا،
قال: «إني رسول الله، ولست أعصيه وهو ناصري»، وفي رواية: «ولن يضيعني أبدًا»، يعني: هذا وحي من رب العالمين سبحانه وتعالى، وهو عز وجل أمرني ولن أعصيه في هذا الأمر، وهذا الأمر الذي تكرهونه سترون من ورائه خيرًا إن شاء الله.
لكن عمر بن الخطاب ذهب إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، فقال له: (يا أبا بكر! أليس هذا نبي الله حقاً؟!)، فما زال يتكلم في الموضوع وبهذه الصيغة، قال أبو بكر: بلى، قال: (ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟)، قال: بلى، قال: (فلم نعطي الدنية في ديننا؟)، لما سمع أبو بكر هذه الكلمات -وهو الرجل الهادئ اللطيف- انتفض وقال: (يا عمر! إنه رسول الله ﷺ، وليس يعصي ربه عز وجل، وهو ناصره، فاستمسك بغرزه حتى تموت، فو الله إنه لعلى الحق).
وحدثت قصة أخرى عندما كانت الصحيفة تكتب بين رسول الله ﷺ وسهيل، إذ طلع أبو جندل بن سهيل يرسف في الحديد، وكان أبوه حبسه فأفلت، فلما رآه أبوه سهيل بن عمرو، قام إليه فضرب وجهه، وأخذ بتلابيبه وقال: يا محمد، قد لجت القضية بيني وبينك قبل أن يأتيك هذا!
قال: صدقت، فصاح أبو جندل بأعلى صوته: يا معشر المسلمين، أرد إلى المشركين يفتنوني في ديني!
فقال له النبي ﷺ: «أبا جندل، اصبر واحتسب، فإن الله جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجًا ومخرجًا، وإنا صالحنا القوم، وإنا لا نغدر».
فكان عمر يسير إلى جانب أبي جندل، ويقرب السيف من أبي جندل ليأخذه ويضرب أباه، غير أن أبا جندل صبر ولم يقتل أباه.
بعدما نقضت قريش وحلفائها صلح الحديبية، خرج أبو سفيان إلى المدينة ليحاول تثبيت الهدنة، حتى أتى رسول الله ﷺ فكلمه، فلم يرد عليه شيئًا، ثم ذهب إلى أبي بكر، فكلمه أن يكلم له رسول الله ﷺ، فقال: ما أنا بفاعل، ثم أتى عمر بن الخطاب فكلمه، فقال: (أأنا أشفع لكم إلى رسول الله ﷺ؟ فوالله لو لم أجد إلا الذر لجاهدتكم به)، فكان شديدًا على الكفار.
كان بين العباس و أبو سفيان صداقة قديمة، وكانت رغبة العباس حفظ دماء قريش، فقرَّر أن يشفع لأبي سفيان عند رسول الله ﷺ، فقال لأبي سفيان: «اركب معي هذه البغلة، حتى آتي بك رسول الله ﷺ أستأمنه لك». فركب أبو سفيان مع العباس.
يقول العباس: فخرجت به، فكلما مررتُ بنار من نيران المسلمين فقالوا: ما هذا؟ فإذا رأوا بغلة رسول الله ﷺ عليها عمه قالوا: هذه بغلة رسول الله ﷺ عليها عمه، حتى مررنا بنار عمر بن الخطاب، فقال: من هذا؟ وقام إليَّ، فلما رآه على عجز البغلة عرفه، فقال: والله عدوُّ الله!! الحمد الله الذي أمكن منك،
فخرج يشتد نحو رسول الله ﷺ ودخل، وركضت البغلة فسبقته بقدر ما تسبق الدابة البطيئة الرجل البطيء، فاقتحمت عن البغلة، فدخلت على رسول الله ﷺ ودخل عمر فقال: هذا عدو الله أبو سفيان، قد أمكن الله منه في غير عهد ولا عقد، فدعني أضرب عنقه!!
فقلتُ (أي العباس): قد أجرته يا رسول الله، ثم جلستُ إلى رسول الله ﷺ فأخذت برأسه، فقلت: والله لا يناجيه الليلة رجل دوني، فلما أكثر عمر قلتُ: مهلًا يا عمر! فوالله لو كان رجلًا من بني عديٍّ ما قلتَ هذا، ولكنه من بني عبد مناف.
فقال: (مهلًا يا عباس، لا تقل هذا، فوالله لإسلامك حين أسلمت كان أحبَّ إليَّ من إسلام الخطاب أبي لو أسلم، وذلك أني قد عرفت أن إسلامك كان أحبَّ إلى رسول الله ﷺ من إسلام الخطاب).
ننصحك بقراءة : سيرة عمر بن الخطاب كاملة
وكان عمر بن الخطاب يكثر من قيام الليل حتى إن قيام الليل ترك أثرًا واضحًا في ملامحه، فكثرة البكاء بين يدي الله في القيام ترك خطين أسودين في وجهه، ومن أقواله: (لم يبق مِن حلاوةِ الدنيا إلا ثلاثة أشياء: قيام الليل، ولقاء الإخوان، والصلاة في جماعة).
عن قتادة قال: كان معيقيب على بيت مال المسلمين في خلافة عمر بن الخطاب، فكنس بيت المال يومًا فوجد فيه درهمًا، فدفعه إلى ابنٍ لعمر، قال معيقيب: فانصرفت إلى بيتي، فإذا رسول عمر قد جاءني يدعوني، فجئت فإذا الدرهم في يده فقال لي: ويحك يا معيقيب أوجدت علي في نفسك شيئًا؟ قال: قلت: ما ذاك يا أمير المؤمنين؟ قال: (أردت أن تخاصمني أمة محمد ﷺ في هذا الدرهم).
يروي ابن عبد الحكم أن عمرو بن العاص أشار على عمر بن الخطاب بفتحها، وقال: (إنك إن فتحتها كانت قوة للمسلمين وعونًا لهم، وهي أكثر الأرض أموالًا، وأعجزها عن القتال والحرب)، سار عمرو بن العاص إلى مصر مُخترقًا صحراء سيناء ومُتخذًا الطريق الساحليّ،
ومع ذلك بقي عُمر بن الخطَّاب مُترددًا، حتَّى يبدو أنَّهُ عدل عن موفقته، فأرسل كتابًا إلى عمرو بن العاص وهو بِرفح، فلم يستلمهُ ويقرأهُ إلَّا بعد أن دخل حُدود مصر، وكان بالكتاب أمر من الخليفة لعمرو أن يرجع بجيشه إذا لم يكن قد دخل مصر، أما إذا كان قد دخلها فليكمل، تلك كانت حيلةً بارعةً تنم عن ذكاء عمرو بن العاص، إذ جعلته يزحف نحو مصر دون أن يُخالف أمر الخليفة.
في عام 18 للهجرة حصل قحط كبير وسمي بـ “عام الرمادة”، فأرسل عمر كتابا مختصرا -فيه من المعاني العظيمة الكثير- إلى والي مصر آنذاك عمرو بن العاص حيث قال فيه: (بسم الله الرحمن الرحيم، من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى العاص بن العاص، سلام عليك، أما بعد: أفتراني هالكًا ومن قبلي وتعيش أنت ومن قبلك؟ فياغوثاه! ياغوثاه! يا غوثاه).
وردّ عمرو بن العاص الرسالة بقوله: (بسم الله الرحمن الرحيم، إلى عبد الله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب من عمرو بن العاص، سلام عليك، فإني أحمد إليك الله، الذي لا إله إلا هو، أما بعد: أتاك الغوث فلبيك لبيك، لقد بعثت إليك بعيرٍ أولها عندك وآخرها عندي، مع أني أرجو أن أجد سبيلًا أن أحمل في البحر).
فبعث في البر بألف بعير تحمل الدقيق، وبعث في البحر بعشرين سفينة تحمل الدقيق والدهن، وبعث إليه بخمسة آلاف كساء.
ثم إن عمر بن الخطاب كتب إلى عمرو بن العاص أن يقدم عليه هو وجماعة من أهل مصر، فقدموا عليه، فقال عمر: (ياعمرو، إن الله قد فتح على المسلمين مصر، وهي كثيرة الخير والطعام، وقد ألقي في رُوعي، لما أحببت من الرفق بأهل الحرمين، والتوسعة عليهم حين فتح الله عليهم مصر، وجعلها قوة لهم ولجميع المسلمين،
أن أحفر خليجًا من نيلها حتى يسيل في البحر، فهو أسهل لما نريد من حمل الطعام إلى المدينة ومكة، فإن حمله على الظهر يبعد، ولا نبلغ منه ما نريد، فانطلق أنت وأصحابك فتشاوروا في ذلك حتى يعتدل فيه رأيكم).
فانطلق عمرو فأخبر بذلك من كان معه من أهل مصر، فثَقُلَ ذلك عليهم، وقالوا : نتخوف أن يدخل في هذا ضرر على مصر، فنرى أن تعظم ذلك على أمير المؤمنين، وتقول له: إن هذا الأمر لايعتدل ولا يكون، ولا نجد إليه سبيلًا.
فرجع عمرو بذلك على أمير المؤمنين، فضحك عمر حين رآه، وقال: (والذي نفسي بيده، لكأني أنظر اليك يا عمرو وإلى أصحابك حين أخبرتهم بما أمرنا به من حفر الخليج فثقل ذلك عليهم، وقالوا: يدخل في هذا ضرر على مصر، فنرى أن تعظم ذلك على أمير المؤمنين، وتقول له: إن هذا الأمر لايعتدل ولا يكون، ولا نجد إليه سبيلًا)، فعجب عمرو بن العاص من قول عمر، وقال: صدقت والله يا أمير المؤمنين، لقد كان الأمر على ما ذكرت.
فقال له عمر: (انطلق يا عمروا بعزيمة مني، حتى تجدَّ في ذلك، ولا يأتي عليك الحول حتى تفرغ منه إن شاء الله)، فانصرف عمرو، وجمع لذلك من الفَعَلَةِ ما بلغ منه ما أراد، ثم احتفر الخليج الذي في حاشية الفسطاط الذي يقال له: خليج أمير المؤمنين، فأقامه من النيل إلى القلزم، فلم يأت الحول حتى جرت فيه السفن، فحمل فيه ما أراد من الطعام إلى المدينة ومكة، فنفع الله بذلك أهل الحرمين، وسمي خليج أمير المؤمنين.
خرج عمر بن الخطاب إلى الشام حتى إذا كان بِسَرْغٍ، لقيه أمراء الأجناد أبو عبيدة بن الجراح وأصحابه، فأخبروه أن الوباء قد وقع بالشام، فاستشار عمر من معه من المهاجرين والأنصار فاختلفوا، فقال: بعضهم خرجت لأمر ولا نرى أن ترجع عنه، وقال بعضهم: معك بقية الناس وأصحاب رَسُول اللَّهِ ﷺ، ولا نرى أن تقدمهم على هذا الوباء، ثم دعا مشيخة قريش من مهاجرة الفتح، فلم يختلف عليه منهم رجلان، فقالوا: نرى أن ترجع بالناس ولا تقدمهم على هذا الوباء.
فنادى عمر بن الخطاب في الناس: (إنَّي مُصَبِّحٌ على ظَهْرٍ، فأَصْبحُوا عليه)، فقال أبو عبيدة ابن الجراحِ: (أفِرارًا من قَدَر الله؟!)، فقال عُمرُ: (لو غيرك قالها يا أبا عُبيدةَ! نعم، نَفِرُّ من قَدَر الله إلى قَدَر اللهِ، أَرأَيْتَ لو كان لَكَ إِبِلٌ هَبَطَتْ وادياً له عُدْوَتانِ، إحداهما خَصِبةٌ، والأخرى جدْبَةٌ، أَليسَ إن رعَيْتَ الخَصِبَةَ رَعيتها بقدرِ الله، وإن رعيتَ الجَدْبَةَ رعيتها بقدرِ الله؟).
أوقف عمر إِلزام النَّاس بالزَّكاة في عام الرَّمادة، ولما انتهت المجاعة، وخصبت الأرض جمع الزكاة عن عام الرَّمادة، أي اعتبرها دينًا على القادرين حتّى يسدَّ العجز لدى الأفراد المحتاجين، وليبقي في بيت المال رصيدًا بعد أن أنفقه كلَّه، فعن يحيى بن عبد الرَّحمن بن حاطبٍ: (أَنَّ عمر بن الخطاب أخَّر الصَّدقة عام الرَّمادة، فلم يبعث السُّعاة، فلمَّا كان قابل، ورفع الله ذلك الجدب، أمرهم أن يُخرجوا، فأخذوا عِقالين، فأمرهم أن يقسموا عقالاً ويقدموا عليه بعقالٍ)، أي: صدقة سنةٍ.
وقد قام عمر بوقف حدِّ السَّرقة في عام الرَّمادة، وهذا ليس تعطيلًا لهذا الحدِّ، كما يكتب البعض، بل لأنَّ شروط تنفيذ الحدِّ لم تكن متوافرةً، فأوقف تنفيذ حدِّ السَّرقة لهذا السَّبب، فالذي يأكل ما يكون ملكًا لغيره بسبب شدَّة الجوع، وعجزه عن الحصول على الطَّعام يكون غير مختارٍ، فلا يقصد السَّرقة، ولهذا لم يقطع عمر يد الرَّقيق الَّذين أخذوا ناقةً، وذبحوها، وأمر سيِّدهم حاطب بدفع ثمن النَّاقة، وقد قال عمر : (لا يُقطع في عَذْقٍ، ولا عام السَّنة).
وقد تأثَّرت المذاهب الفقهيَّة بفقه عمر فقد جاء في المغني: قال أحمد: لا قطع في المجاعة، يعني: أنَّ المحتاج إِذا سرق ما يأكله؛ فلا قطع عليه؛ لأنه كالمضطر.
نظر عمر إِلى جوهر الموضوع، ولم يكتب بالظَّواهر، نظر إِلى السَّبب الدَّافع إِلى السَّرقة، فوجد: أنَّه في الحالتين الجوع الَّذي يعتبر من الضَّرورات الَّتي تبيح المحظورات، كما يدلُّ على ذلك قول عمر في قصَّة غلمان حاطب: إِنَّكم تستعملونهم، وتجيعونهم، حتّى إِنَّ أحدهم لو أكل ما حرم عليه، حلَّ له.
لما رآى “الهرمزان” عمر بن الخطاب نائما بالمسجد متوسدا درته قال:
(عدلت فأمنت فنمت، والله إني قد خدمت أربعة من ملوك الأكاسرة أصحاب التيجان، فما هبت أحدًا منهم هيبتي لصاحب هذه الدرة).
كان ذلك لما فتح المسلمون “تستر”، فبعثوا بالهرمزان إلى عمر بالمدينة لأنه نزل على حكمه، فلما وصلوا إلى بيته لم يجدوه فيه، فسألوا عنه فقيل لهم: إنه ذهب إلى المسجد، فجاءوا إلى المسجد فلم يجدوا فيه أحدًا، فرجعوا فإذا بأولاد يلعبون فقال لهم الأولاد: ماذا تريدون؟ قالوا: نريد عمر، قالوا لهم: هو في المسجد نائم.
فرجعوا إلى المسجد فوجدوه نائما متوسدا برنسًا له ودرته معلقة في يده، فقال “الهرمزان”: أين عمر؟ فقالوا: هو ذا النائم، وجعلوا يخفضون أصواتهم لئلا ينبهوه، وجعل “الهرمزان” يقول: وأين حجابه؟! وأين حراسه؟!، فقالوا: ليس له حجاب ولا حراس ولا كتاب، ولا ديوان، فقال: ينبغي أن يكون نبيا، فقالوا: بل يعمل بعمل الأنبياء.
إقرا أيضاً: الشدة والقوة عند الفاروق عمر بن الخطاب
وفي الختام: لا تنس مشاركة هذه المقالة مع الأصدقاء.
كما يمكنك الاستفادة والاطلاع على المزيد من المقالات
الحسين بن علي و الأرقم بن أبي الأرقم و معاذ بن جبل
قام عمر إلى رسول الله ﷺ فقال: (ألست نبي الله؟ فقال الرسول عليه الصلاة والسلام بسعة صدرعجيبة: بلى، قال: ألسنا على الحق وهم على الباطل؟ فقال ﷺ: بلى، قال: فلم نعطي الدنية في ديننا؟!).
بل رفض وقال: (أأنا أشفع لكم إلى رسول الله ﷺ؟ فوالله لو لم أجد إلا الذر لجاهدتكم به)، فكان شديدًا على الكفار.
قرَّر العباس أن يشفع لأبي سفيان عند رسول الله ﷺ، فقال لأبي سفيان: «اركب معي هذه البغلة، حتى آتي بك رسول الله ﷺ أستأمنه لك». فركب أبو سفيان مع العباس.
فلما رآه عمر بن الخطاب قال: والله عدوُّ الله!! الحمد الله الذي أمكن منك،
ودخل عمر على رسول الله فقال: هذا عدو الله أبو سفيان، قد أمكن الله منه في غير عهد ولا عقد، فدعني أضرب عنقه!!
كان معيقيب على بيت مال المسلمين في خلافة عمر بن الخطاب، فكنس بيت المال يومًا فوجد فيه درهمًا، فدفعه إلى ابنٍ لعمر، قال معيقيب: فانصرفت إلى بيتي، فإذا رسول عمر قد جاءني يدعوني، فجئت فإذا الدرهم في يده فقال لي: ويحك يا معيقيب أوجدت علي في نفسك شيئًا؟ قال: قلت: ما ذاك يا أمير المؤمنين؟ قال: (أردت أن تخاصمني أمة محمد ﷺ في هذا الدرهم).
بعد عام الرمادة أراد أمير المؤمنين أن أحفر خليجًا من النيل حتى يسيل في البحر، ليسهل حمل الطعام من مصر إلى المدينة ومكة، فلم يأت الحول حتى جرت فيه السفن، فحمل فيه ما أراد من الطعام إلى المدينة ومكة، فنفع الله بذلك أهل الحرمين، وسمي خليج أمير المؤمنين.
وهو بين النيل إلى القلزم.
قام عمر بوقف حدِّ السَّرقة في عام الرَّمادة، وهذا ليس تعطيلًا لهذا الحدِّ، بل لأنَّ شروط تنفيذ الحدِّ لم تكن متوافرةً.
وقد تأثَّرت المذاهب الفقهيَّة بفقه عمر فقد جاء في المغني: قال أحمد: لا قطع في المجاعة، يعني: أنَّ المحتاج إِذا سرق ما يأكله؛ فلا قطع عليه؛ لأنه كالمضطر.
أوقف عمر إِلزام النَّاس بالزَّكاة في عام الرَّمادة، ولما انتهت المجاعة، وخصبت الأرض جمع الزكاة عن عام الرَّمادة، أي اعتبرها دينًا على القادرين حتّى يسدَّ العجز لدى الأفراد المحتاجين.
قائد الفرس الهرمزان:
لما جاؤوا به إلى المسجد وكان عمر نائما متوسدا برنسًا له ودرته معلقة في يده، فقال "الهرمزان": أين عمر؟ فقالوا: هو ذا النائم، وجعلوا يخفضون أصواتهم لئلا ينبهوه، وجعل "الهرمزان" يقول: وأين حجابه؟! وأين حراسه؟!، فقالوا: ليس له حجاب ولا حراس ولا كتاب، ولا ديوان، فقال: ينبغي أن يكون نبيا، فقالوا: بل يعمل بعمل الأنبياء.