خديجة بنت خويلد رضي الله عنها – أم المؤمنين سيرتها و قصة إسلامها
الإسلام لم ينتقص من مكانة المرأة؛ وإنما رفع من شأنها ومكانتها، وصار شأنها قرآناً يُتلى،…
اقرأ المزيدالزبير بن العوام حواري رسول الله ﷺ، أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأحد الستة الذين توفي النبي وهو راضٍ عنهم (أصحاب الشورى بعد مقتل عُمر رضي الله عنه)، و أَوَّلُ مَنْ سَلَّ سَيْفَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ.
أبو عبد الله – الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب القرشي الأسدي، ويجتمع مع النبي ﷺ في قصي، وهو ابن عمته، فأمه صفية بنت عبد المطلب، وأبوه العوام هو أخو السيدة خديجة بن خويلد أم المؤمنين رضي الله عنها.
ولد الزبير بن العوام رضي الله عنه سنة (28) قبل الهجرة، وكان الزبير بن العوام في كنف ورعاية أمِّه السيدة صفية بنت عبد المطلب رضي الله عنها، قامت على تربيته بعد وفاة أبيه العوام بن خويلد رضي الله عنه، وكانت تُربيه تربيةً حازمة؛ كي يكون مُقاتلًا شُجاعًا، يستطيع أن يدافع عن قومه، كي يكون عوضًا عن أبيه الذي قُتل في حرب الفجار قبل الإسلام.
اختُلف في سِنِّهِ يومَ إسلامه، فقيل ثمان سنين، وقيل اثنتا عشرة سنة، وقيل خمس عشرة، وقيل ست عشرة.
وكان من أوائل من دخل الإسلام، وتعرَّض للابتلاء في أول إسلامه؛ حيث تعرَّض لتعذيبٍ شديدٍ في سبيل دينه، وكان الذي تولى تعذيبه عمه؛ كان يلفه في حصير، ويدخن عليه بالنار كي تزهق أنفاسه، ويناديه وهو تحت وطأة العذاب: أكفر بربِّ محمدٍ أدرأ عنك العذاب، فيجيبُه الزبير في تحدٍّ رهيب: والله لا أعود لكفرٍ أبدًا.
ويهاجر الزبير رضي الله عنه الهجرتين الأولى والثانية، ثم يعود ليشهد المشاهد كلها مع رسول الله ﷺ، لا تفتقده غزوة ولا معركة.
لما اشتد إيذاء قريش لرسول الله ﷺ ولأصحاب الحبيب ﷺ، وأشار عليهم بالهجرة إلى الحبشة ليكونوا في جوار النجاشي ذلك الملك العادل، فكانوا عنده بخير دار مع خير جار، وظلوا على تلك الحال من الأمن والاستقرار إلى أن نزل رجل من الحبشة لينازع النجاشي في الملك، فحزن المسلمون لذلك حزناً شديداً، وخافوا أن يظهر ذلك الرجل على النجاشي وهو لا يعرف حق الصحابة الأطهار ولا يعرف قدرهم، فأراد الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ أن يعرفوا أخبار الصراع الدائر بين النجاشي وبين هذا الرجل ـ على الجانب الآخر من النيل.
قالت أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ: فقال أصحاب رسول الله ﷺ: من رجل يخرج حتى يحضر وقيعة القوم ثم يأتينا بالخبر؟ قالت: فقال الزبير بن العوام: أنا؛ قالوا: فأنت، وكان من أحدث القوم سناً، قالت: فنفخوا له قربة فجعلها في صدْره، ثم سبح عليها حتى خرج إلى ناحية النيل التي بها مُلتقى القوم، ثم انطلق حتى حضرهم، قالت: فَدَعَوْنَا الله تعالى للنجاشي بالظهور على عدوه، والتمكين له في بلاده، قالت: فو الله إنّا لَعلَى ذلك متوقعون لما هو كائن، إذ طلع الزبير وهو يسعى، فلمع بثوبه وهو يقول: ألا أبشِرُوا، فقد ظفر النجاشي، وأهلك الله عدوه ومكن له في البلاد.
هاجر الزبير إلى المدينة مع زوجه أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها، فولدت له أول مولود للمسلمين في المدينة عبد الله بن الزبير رضي الله عنه، ثم مصعب رضي الله عنه.
الزبير بن العوام رضي الله عنه، أول رجل سل سيفه في الإسلام، وكان ذلك دفاعاً عن رسول الله ﷺ، إذ بينما هو بمكة سمع صوتاً: أن النبي ﷺ قد قتل، فما كان من الزبير إلا أن استلّ سيفه، وسار في شوارع مكة كالإعصار، فتلقاه النبي ﷺ في أعلى مكة، فقال له: (ما لك يا زبير؟) قال: سمعت أنك قد قتلت، قال: (فما كنت صانعاً؟) قال: أردت والله أن أستعرض أهل مكة، قال: (فدعا له النبي ﷺ بالخير، ولسيفه بالغلب) .
كان الزبير من أبطال الإسلام في غزوة بدر، وكان قائداً على ميمنة الجيش، قَتَل الزبير في غزوة بدر عبيدة بن سعيد بن العاص، يقول: لقيت يوم بدر عبيدة بن سعيد بن العاص، وهو مدجج، لا يرى منه إلا عيناه، وهو يكنى أبا ذات الكرش، فقال أنا أبو ذات الكرش، فحملت عليه بالعنزة فطعنته في عينه فمات.
ثم قال: لقد وضعت رجلي عليه، ثم تمطأت، فكان الجهد أن نزعتها وقد انثى طرفاها.
قال عروة: فسأله إياها رسول الله فأعطاه، فلما قبض رسول الله أخذها ثم طلبها أبو بكر فأعطاه، فلما قبض أبو بكر سألها إياه عمر فأعطاه إياها، فلما قبض عمر أخذها، ثم طلبها عثمان منه فأعطاه إياها، فلما قتل عثمان وقعت عند آل علي، فطلبها ابن الزبير، فكانت عنده حتى قتل.
وأُصِيب الزبير بضربتين في غزوة بدر، فعن عروة قال: كان في الزبير ثلاث ضربات: إحداهن في عاتقه، إن كنت لأدخل أصابعي فيها، ضرب ثنتين يوم بدر، وواحدة يوم اليرموك، وكان الزبير يلبس عمامة صفراء يوم بدر، فنزلت الملائكة وعليها عمائم صفر، فقال النبي ﷺ: (إِنَّ الْمَلائِكَةَ نَزَلَتْ عَلَى سِيمَاءِ الزُّبَيْرِ) [الإصابة في تمييز الصحابة – 1/545]
كان الزبير ممن استجابوا لله وللرسول من بعد ما أصابهم القَرْح؛ تقول السيدة عائشة رضي الله عنها: (لما انصرف المشركون من أُحُدٍ، وأصاب أصحاب رسول الله ما أصابهم فخاف النبي أن يرجعوا، فقال: «مَنْ يَنْتَدِبُ لِـهَؤُلَاءِ فِي آثَارِهِمْ حَتَّى يَعْلَمُوا أَنَّ بِنَا قَوَّةً»، فانتدب أبو بكر والزبير في سبعين فخرجوا في آثار القوم، فسمعوا بهم فانصرفوا، قالت: (فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يقاتلوا عدوًّا.)
روت صفية أن قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ﴾ [آل عمران: 172] إنما نزل فيه وفي أبي بكر.
ثبت عن الزبير أنه قال: جمع لي رسول الله أبويه مرتين: يوم أحد ويوم قريظة، فقال: ارم!! فداك أبي وأمي!!
شهد الزبير غزوة الخندق، وقتل فيها نوفل بن عبد الله بن المغيرة المخزومي، يقول ابن إسحاق: فضربه فشقه باثنتين حتى فلَّ في سيفه فلا، وانصرف وهو يقول:
إني امرؤ أحمي وأحتمي عن النبي المصطفى الأمي
كان الرسولُ ﷺ يخشى أن تنقض بنو قريظة العهد الذي بينهم وبينه، فانتدب الزبير بن العوام ليأتيه من أخبارهم، فعن جابر بن عبد الله بن حرام قال: قال رسول الله ﷺ يوم الأحزاب: (من يأتينا بخبر القوم) فقال الزبير: أنا، ثم قال: (من يأتينا بخبر القوم)، فقال الزبير: أنا، ثم قال: (من يأتينا بخبر القوم)، فقال الزبير: أنا، ثم قال : (إن لكل نبي حواري وإن حواري الزبير) [البخاري-4113]، فذهب الزبير، فنظر ثم رجع فقال: يا رسول الله، رأيتهم يصلحون حصونهم ويدربون طرقهم، وقد جمعوا ماشيتهم.
كان الزبير بن العوام ممن أرسلهم النبي ﷺ مع علي بن أبي طالب ليمسكوا بالمرأة التي كانت تحمل رسالة حاطب بن أبي بلتعة.
لما دخل المسلمون مكة كان الزبير حاملاً أحد رايات المهاجرين الثلاث في فتح مكة، حيث جعل النبي خالد بن الوليد على المجنبة اليمنى وجعل الزبير على المجنبة اليسرى وجعل أبا عبيدة على البياذقة.
نصب الزبير راية رسول الله ﷺ بالحجون عند مسجد الفتح، وضُرِبَ له هناك قبة، فلم يبرح حتى جاءه الرسول، فقال له العباس بن عبد المطلب: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَهَا هُنَا أَمَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ أَنْ تُرْكِزَ الرَّايَةَ؟
انتقل رسول الله ﷺ إلى جوار ربه وهو راضٍ عن أصحابه، ومن جملتهم الزبير بن العوام رضي الله عنه، وظلَّ الزبير على ذلك الوفاء مع خلفاء الرسول ﷺ.
بعد وفاة النبي كان الزبير من جملة الحرس الذين يحرسون المدينة، لأن كثيراً من قبائل العرب كانت قد ارتدت، وطمع كثير من الأعراب في المدينة، فجعل أبو بكر الصديق على أنقاب المدينة حرسًا يبيتون حولها منهم علي بن أبي طالب، والزبير بن العوام، وطلحة بن عبيد الله، وسعد بن أبي وقاص، وقاتل الزبير مع أبي بكر الصديق في حروب الردة، ثم خرج للقتال بالشام.
يعتبر الزُبير بن العوام أحد الصحابة الذين شاركوا في معركة اليرموك، وقد اجتمع مجموعة من الفرسان آنذاك بغية الهجوم على الروم، فأجابهم الصحابي الزبير بن العوام رضي الله عنه بأنَّهم لا يثبتون، فردَّوا عليه بأنَّهم سيثبتون كما وأنَّهم يقدرون على ذلك.
روى البخاري في صحيحه عن عروة بن الزبير -رضي الله عنه: (أنّ أصحاب الرسول ﷺ قالوا للزبير يومَ اليرموك: ألا تشدّ فنشدّ معك؟ فقال: إنّي إن شددت كذبتم، فقالوا: لا نفعل، فحمل عليهم حتى شقّ صفوفهم، فجاوزهم وما معه أُحُدٍ، ثمّ رجع مقبلاً، فأخذوا بلجامه، فضربوه ضربتين على عاتقه، بينهما ضربة ضربها يومَ بدر، قال “عروة”: كنتُ أدخل أصابعي في تلك الضربات ألعب وأنا صغير.
سار عمرو بن العاص إلى مصر مُخترقًا صحراء سيناء، وأرسل إلى عمر أن يمده بالمدد.
لكن بعد طاعون عمواس، كان من الصعوبة إعداد جيش كبير لمؤازرة جيش عمرو، لكن عمر بعث إلى عمرو بجيش قوامه (4,000) معهم أربعة من خيرة قادة المسلمين، كل واحد منهم يعدل عند أمير المؤمنين ألف رجل، فيهم (الزبير بن العوام، وعبادة بن الصامت، والمقداد بن الأسود)
وصل عمرو حصن بابليون وضرب عليه حصارًا، وكان من أقوى الحُصون بعد الإسكندريَّة، واستمر الحصار (7) أشهر، حتى قام الزُبير بن العوَّام بعملية فدائية، فقُذف من فوق السُّور بالمنجنيق، فقاتل الحرس حتى فتح باب الحصن فدخل أفراد الجيش.
لما طُعِن عمر بن الخطاب ودنت وفاته، أوصى بأن يكون الأمر شورى بعده في ستة ممن توفي النبي وهو عنهم راضٍ: (عثمان بن عفان، علي بن أبي طالب، طلحة بن عبيد الله، الزبير بن العوام، عبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص)، ورفض تسمية أحدهم بنفسه، وأمرهم أن يجتمعوا في بيت أحدهم ويتشاوروا، كما أمر بحضور ابنه عبد الله بن عمر مع أهل الشورى ليشير بالنصح دون أن يكون له من الأمر شيئًا، ثم أوصى صهيب بن سنان أن يصلي بالمسلمين ثلاثة أيام حتى تنقضي الشورى.
عندما اجتمع أهل الشورى قال لهم عبد الرحمن بن عوف: اجعلوا أمركم إلى ثلاثة منكم، فجعل الزبير أمره إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه….
جاء الصحابة رضي الله عنهم إلى عثمان رضي الله عنه عند بدء الفتنة، وكان فيهم علي بن أبي طالب، وطلحة، والزبير، وسعد بن أبي وقاص، وغيرهم رضي الله عنهم جميعًا، ولكن عثمان رضي الله عنه رفض أن يدافعوا عنه، وعن المدينة، وكان يريد أن تنتهي هذه الأزمة بطريقة سلمية.
كان الزبير بن العوام قائداً عسكرياً فذاً، ومن حكمته أنه أراد أن يحتاط لما يحدث، فبدأ الاِتصالات بينه وبين بعض قبائل الأنصار (بني عمرو بن عوف)، ثم أرسل كتاباً إلى سيدنا عثمان يخبره باِستعداده لمواجهة الخوارج، فقال له عثمان بن عفان رضي الله عنه: نعم، إن كان ذلك فنعم، رضي أن يرسل إليهم لكنه لم يأذن بالمعركة، حرصاً على دماء الصحابة والمسلمين.
لم يروِ الكثير من الأحاديث؛ فعن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قُلْتُ لِلزُّبَيْرِ: مَا لِي لاَ أَسْمَعُكَ تُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ كَمَا أَسْمَعُ ابْنَ مَسْعُودٍ وَفُلاَنًا وَفُلاَنًا؟! قَالَ: أَمَا إِنِّي لَمْ أُفَارِقْهُ مُنْذُ أَسْلَمْتُ، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ مِنْهُ كَلِمَةً: (مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ).
عاشت السيدة أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما حياة صعبة بعد زواجها من الزبير بن العوام رضي الله عنه؛ إذ كان فقيرًا لا يملك غير فرسه، وكان يغار عليها، فكانت السيدة أسماء رضي الله عنها تعتني بالفرس وتعلفه وتدق النوى وتحمله على رأسها مسافة طويلة من أرض الزبير رضي الله عنه التي أقطعها له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكان من عظيم عنايتها بزوجها وصبرها معه وتقديرها له أن النبي ﷺ لقيها وهي تحمل النَّوى فأراد أن يحملها على دابته تخفيفًا عنها، لكنها اعتذرت له لما كانت تعلمه عن زوجها من غيرةٍ عليها، فأخبرت الزبير رضي الله عنها، فقال لها: “والله، لحَملُكِ النَّوى كان أشدَّ عليَّ من ركوبِك معه!”.
واستمرت على هذا الحال حتى أرسل لها سيدنا أبو بكر رضي الله عنه خادمًا تخفف عنها بعض هذا الحمل الثقيل، فكفتها سياسة الفرس، قالت السيدة أسماء رضي الله عنها عن هذا الموقف من أبيها: “فكأنما أعتقني”.
بايع كبار الصحابة، عليًا رضي الله عنه وهم أهل الحل، والعقد، ومنهم طلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام رضي الله عنه، اللذين كانا يطالبان بدم عثمان، وكانا قد بايعا، ولم يعترض أحد على تولية علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ولكن كان الاختلاف في ترتيب الأولويات؛ فمعاوية رضي الله عنه يريد القصاص من قتلة عثمان رضي الله عنه، وعلي رضي الله عنه يريد استقرار الدولة أولًا، ثم يرى رأيه في أهل الفتنة، ويقتل منهم من يستحق القتل، ويعزر من يستحق التعزير بعد أن تقوى شوكة المسلمين، وتزول الفتن القائمة.
الكل إذن متفق على تولية علي رضي الله عنه، ولا ريب فعلي رضي الله عنه كان مرشحًا للخلافة مع عثمان رضي الله عنه، ولم يعدل أهل المدينة به، وبعثمان رضي الله عنهما أحدًا، ولكن كان هناك إجماع على تولية عثمان رضي الله عنه في ذلك التوقيت، فمن الطبيعي أن يتولّى علي رضي الله عنه الإمارة بعد عثمان رضي الله عنه، خاصة بعد أن أجمع أهل الحل والعقد على توليته.
بحث علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن الزبير بن العوّام رضي الله عنه، فلما التقيا، قال: يا زبير، نشدتك الله، أتذكر يوم مرّ بك رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن بمكان كذا، فقال لك: (يا زبير، ألا تحبّ عليّا؟) فقلت: ألا أحب ابن خالي، وابن عمي، ومن هو على ديني؟ فقال لك : (يا زبير، أما والله لتقاتلنه، وأنت له ظالم)، قال الزبير رضي الله عنه : نعم أذكر الآن ، وكنت قد نسيته ، والله لا أقاتلك( رواه [البيهقي في دلائل النبوة 6/414]، و [ابن عساكر في تاريخ دمشق18/409].
ثم أخذ الزبير بن العوّام رضي الله عنه خيله، وبدأ في الرجوع عن القتال، وغادر متجهًا إلى مكة، وفي منطقة تًسمّى وادي السباع، وعلى بعد أميال قليلة من البصرة يتبعه عمرو بن جرموز، وهو ممن كان في جيش علي رضي الله عنه، ومع الزبير رضي الله عنه غلامه، فيقول ابن جرموز لهما: إلى أين المسير؟
فيقولان: إلى مكة.
فيقول: أصحبكما.
ويأتي وقت الصلاة، فيؤمّهما الزبير رضي الله عنه، وبعد أن يكبر تكبيرة الإحرام يهجم عليه ابن جرموز، ويقتله، وهو يصلي.
ثم يأتي بسيف الزبير رضي الله عنه إلى علي رضي الله عنه فرحًا مسرورًا، ظانًا بذلك أنه يدخل السرور على قلب علي رضي الله عنه، ويصل الخبر إلى علي رضي الله عنه، فيبكي بكاءً شديدًا، ويرتفع نحيبه، ويمسك سيف الزبير رضي الله عنه ويقول: طالما كشف هذا السيف الكُرَب عن رسول الله ﷺ.
ورفض علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن يدخل عليه عمرو بن جرموز وقال: (بَشّر قاتل ابن صفية بالنار)، فلما أُخبر بهذا ابنُ جرموز قتل نفسه فباء بالنار، كما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وفي الختام: لا تنس مشاركة هذه المقالة مع الأصدقاء
كما يمكنكم الاستفادة والاطلاع على المزيد من المقالات:
أبو بكر الصديق أول الخلفاء الراشدين و سيرة عمر بن الخطاب
و سيرة عثمان بن عفان و سيرة علي بن ابي طالب
• قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (أَبُو بَكْرٍ فِي الْجَنَّةِ وَعُمَرُ فِي الْجَنَّةِ وَعُثْمَانُ فِي الْجَنَّةِ وَعَلِيٌّ فِي الْجَنَّةِ وَطَلْحَةُ فِي الْجَنَّةِ وَالزُّبَيْرُ فِي الْجَنَّةِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فِي الْجَنَّةِ وَسَعْدٌ فِي الْجَنَّةِ وَسَعِيدٌ فِي الْجَنَّةِ وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ فِي الْجَنَّةِ) رواه الترمذي
• قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيًّا، وَحَوَارِيِّي الزُّبَيْرُ) رواه أحمد، والحواري هو خاصة الإنسان وناصره.
بحث علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن الزبير بن العوّام رضي الله عنه في أرض معركة الجمل، فلما التقيا، " يا زبير، نشدتك الله، أتذكر يوم مرّ بك رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن بمكان كذا، فقال لك يا زبير، ألا تحبّ عليّا؟ فقلت: ألا أحب ابن خالي، وابن عمي، ومن هو على ديني؟ فقال لك : يا زبير ، أما والله لتقاتلنه ، وأنت له ظالم " ، قال الزبير رضي الله عنه : نعم أذكر الآن ، وكنت قد نسيته ، والله لا أقاتلك.
ثم أخذ الزبير بن العوّام رضي الله عنه خيله، وانسحب ، وغادر متجهًا إلى مكة، وفي منطقة تًسمّى وادي السباع، وعلى بعد أميال قليلة من البصرة يتبعه عمرو بن جرموز، وهو ممن كان في جيش علي رضي الله عنه، فغدر به وقتله.
ثم يأتي بسيف الزبير رضي الله عنه إلى علي رضي الله عنه فرحًا مسرورًا، ظانًا بذلك أنه يدخل السرور على قلب علي رضي الله عنه، ويصل الخبر إلى علي رضي الله عنه، فيبكي بكاءً شديدًا، ويرتفع نحيبه، ويمسك سيف الزبير رضي الله عنه ويقول: طالما كشف هذا السيف الكُرَب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ورفض علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن يدخل عليه عمرو بن جرموز وقال: بَشّر قاتل ابن صفية بالنار، فلما أُخبر بهذا ابنُ جرموز قتل نفسه فباء بالنار، كما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه.