يومياً تتدفق مئات الأفكار إلى العقل البشري، بعضها يتشبث بعقولنا بقوة، والبعض الآخر يتلاشى كالرمل بين أصابعنا، لكن كيف نتعامل مع هذه الأفكار؟ وكيف يمكننا تطوير مهاراتنا العقلية لتحقيق أقصى استفادة منها؟ دعونا نتعرف على أسرار عالم التفكير بأشكاله المتعددة، وكيف يمكن للتفكير النقدي والإبداعي أن يشكلان الطريق نحو نجاح وتميز أمتنا الإسلامية.
يظهر التفكير أهميته البالغة كعملية حيوية وضرورية لتطوير الفرد وتحقيق الاستقلالية، بينما يمكن أن يوفر الانغماس في الأفكار الجاهزة شعوراً بالراحة والاطمئنان، يُعتبر التفكير بمثابة حصن قوي يحمي من الاستغلال والضياع، فالفرد الذي يتمتع بقدرة على التفكير يشكل عنصراً أساسياً في تقدم وتطور المجتمع نحو الرقي والتحضر.
التفكير النقدي هو القدرة على التفكير بشكل واضح وعقلاني، وفهم الروابط المنطقية بين الأفكار، يحتاج التفكير النقدي إلى أن يكون الشخص متعلماً نشطاً بدلاً من كونه متلقياً سلبياً للمعلومات، ومن الضروري امتلاك أفراد الأمة لهذا النوع من التفكير للنهوض بواقعنا إلى حالٍ أفضل.
يقوم التفكير النقدي على العديد من المهارات، من هذه المهارات:
التحليل: القدرة على تحليل المعلومات وتفكيكها إلى أجزائها المكونة لفهمها بعمق.
التقييم: القدرة على تقييم الأدلة والمعلومات واستنتاج النتائج بناءً على معايير محددة.
الاستنتاج: القدرة على استخلاص نتائج من المعلومات المتاحة.
يقوم على سعة الخيال والإدراك ويصرّ على توليد رؤى جديدة للموقف -مهما بدت غير مألوفة للوصول إلى حلول، ويعتمد على النظر إلى الأشياء بشكل جديد بهدف التغيير والتحديث، ويستلزم هذا النوع من التفكير بذل مجهود وتوفير حافز للقيام به.
للإبداع تعريفات متعددة، منها:
ويمكن تعريفه بأنه: عملية الإتيان بجديد، ماذا يعني؟
يعني أن الإبداع عملية لها خطوات ومراحل، تنتقل من الخيال إلى التحرّي، ثم التحول وبعدها الاحتضان، ثم التنوير فالتقييم، وأخيرًا مرحلة التنفيذ، وليس كما يظن البعض أنّ شرارة الإبداع تأتي بلا مقدمات، أو أنه لحظة إلهام تظهر دون أساس.
كلمة الإتيان تختلف عن التفكير، بمعنى أن العمل لا يُسمى إبداعًا طالما بقي مجرد فكرة في عقل صاحبها، مهما كانت تلك الفكرة رائعة وإبداعية، بل لابد أن ترى النور وتنفذ على أرض الواقع، فليست المشكلة في وجود الأفكار الإبداعية، بل في تحويل الأفكار إلى أعمال واقعية ونتائج ملموسة.
ولا يوصف العمل بالإبداع إذا كان تكراراً لشيء آخر، بل لابد أن يكون جديدًا، ولا يشترط أن يكون جديدًا بنسبة (100%)، بل يكفي أن أجري تعديلاً على شيء موجود، لذا وضع المتخصصون نسبة للتفريق بين الإبداع والتقليد، واعتمدوها لمنح براءات الاختراع العالمية، فقالوا: إذا كانت نسبة الفرق (15%) فأكثر بين الشيء الجديد وبين الموجود في الواقع، أطلق وصف الإبداع على العمل الجديد.
حـاول أن تتخيـل الوضـع عنـد حـل المشــكلة قبــل أن تبــدأ بحلهــا، كل تصرف له ما يقابله تعلـم أن تنظـر لألمور من الخلف إلـى األمـام، أو مـن داخلهـا إلى خارجها، أو بالمقلوب.
ويتطلب هذا النوع من التفكير بذل جهد كبير وتوفير حافز قوي للقيام به، مع تطوير دائم للمهارات للوصول إلى مستوى متقدم به، ويتم من خلال تدريب العقل على إيجاد حلول مختلفة خارج الصندوق للمشكلات، وخوض تجارب جديدة، وحضور فعاليات وندوات وورشات عمل.
ف أهمية التفكير النقدي والإبداعي في حياتنا وكيف يمكن دمجهما لتطوير قدراتنا العقلية. اقرأ المقال للمزيد من المعلومات والنصائح
التفكير المتكامل هو أسلوب فريد لاتخاذ القرارات يركز على إيجاد حلول إبداعية بدلاً من الاعتماد على خيارات محددة مسبقاً. يتطلب هذا الأسلوب مراجعة شاملة للمحتوى لضمان تناسقه وتوافقّه مع الهدف العام، مع استبعاد أي معلومات غير ضرورية لا تلبي التوقعات.
دمج التفكير النقدي والإبداعي يمكن أن يكون عملية فعّالة ومثمرة تعزز القدرة على حل المشكلات واتخاذ القرارات بطرق مبتكرة ومدروسة، ويتم ذلك من خلال بعض الاستراتيجيات وهي:
ف أهمية التفكير النقدي والإبداعي في حياتنا وكيف يمكن دمجهما لتطوير قدراتنا العقلية. اقرأ المقال للمزيد من المعلومات والنصائح
يتشابه التفكير النقدي والتفكير الابداعي بعدة جوانب كاعتماد كلاهما على تحليل المعلومات والتدقيق فيها بهدف التأكد من صحتها وبهدف الرابط فيما بينهم.
يمكن اكتساب مهارات التفكير الابداعي من خلال تدريب العقل على إيجاد حلول مختلفة خارج الصندوق للمشكلات، وخوض تجارب جديدة، وحضور فعاليات وندوات وورشات عمل.
يتم تعزيز التفكير النقدي في المجتمع من خلال خلق بيئة قائمة على طرح الاستفسارات عن كل ما يحدث مع المحاولة إلى إيجاد حلول لكل مشكلة يعاني منها المجتمع بهدف النهوض بالأمة والتقدم والتطور.
يمكنك اكتساب مهارات التفكير الناقد في حياتك من خلال التفكير في المشكلات بطريقة ناقدة عدة خطوات مترابطة، تبدأ بتحديد الآراء المختلفة المرتبطة بالمشكلة، ثم تقييم هذه الآراء وفقاً لقوتها وصلاحيتها، ومن ثم التعرف على نقاط الضعف في كل رأي من الآراء المطروحة، وأخيراً تقديم نظام يدعم الرأي الذي تم اختياره بناءً على هذا التقييم الدقيق.
المصادر:
