عمر بن الخطاب وإدارة الأزمات عام الرمادة
( سجد جبَّار الأرض فلبّى جبَّار السماء) كيف استطاع الفاروق إدارة هذه الأزمة العصيبة التي…
اقرأ المزيدشهر رمضان الذي فرض الله فيه الصيام على المسلمين لما فيه من تطهير وتزكية للنفس البشرية، بالإضافة للأجر والثواب العظيم الذي يجنيه المسلم من تحمل مشاق الصيام لساعات طويلة، لكن إلى جانب هذا الثواب العظيم بإمكاننا أن نتخذ رمضان كفرصة لتجديد أنفسنا وأن نجعله فرصة للتغيير على كافة الأصعدة، الروحية والنفسية والاجتماعية.
يمتاز شهر رمضان بأجواء روحانية تبعث في النفس السكينة والاطمئنان والتي تهيئ النفس لزيادة الخشوع وتقوية الإرادة لتغيير العادات نحو الأفضل دون الانجرار للشهوات وارتكاب المعاصي.
كل مسلم يتبع نهجاً معيناً للاستمتاع بشهر رمضان والنجاح بتحديد العلاقة مع الله لكن هناك أمور أساسية تلعب دوراً في إتمام عملية التغيير التي يسعى إليها كل مسلم خلال الشهر الفضيل من هذه الأمور:
لا يوجد أي عائق للتغيير في رمضان سوى الإنسان نفسه أي أن المسلم يستطيع بإرادته القوية تغيير أي عادة سيئة وضبط نفسه على عدم الانصياع لفعل ما يغضب الله تعالى، وشهر رمضان فرصة عظيمة للتغيير لما فيه من سكينة وخشوع ورحمة.
جميعنا نرغب بتغيير سلوكيات محددة في أنفسنا وتبدأ عملية التغيير الناجحة في معرفة الواقع وتحديد الطرق اللازمة للتخلص من السلوكيات المراد تغييرها ومن ثم محاولة تغيير الفكر الذي أدى إلى اتباع أنماط خاطئة من العادات.
من لطف الله بالعباد أن بابه دائماً مفتوح لتوبة المؤمن الصالح الذي أخلص النية لله تعالى في رجوعه إلى الله، وشهر رمضان فرصة للتوبة والابتعاد عن فعل المنكرات والمعاصي.
وقد دعا الله المسلمين إلى التوبة بالعديد من المواضع في القرآن الكريم والحديث الشريف:
وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ. {سورة النور:31}.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: قال الله، عز وجل: أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حيث يذكرني، والله لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم يجد ضالته بالفلاة، ومن تقرب إلي شبراً، تقربت إليه ذراعاً، ومن تقرب إلي ذراعاً، تقربت إليه باعاً، وإذا أقبل إلي يمشي، أقبلت إليه أهرول. {رواه مسلم – 440}.
صوم شهر رمضان المبارك له فوائد عديدة، كالمساعدة على تهذيب النفس والابتعاد عن الرذيلة، وتعزيز الإرادة وتقوية الانضباط النفسي لدى المؤمن، وزيادة الوعي الديني وزيادة التقوى مع الله.
للقرآن الكريم أثر عظيم في تهذيب النفس وتحفيز القلوب وشفائها من الأمراض، ويعتبر شهر رمضان فرصة عظيمة لتجديد العلاقة مع معاني الآيات والتدبر فيها لما فيها من معاني تصرف القلب عن التفكير بغير الله وزيادة في الخشوع واستشعار لعظمة الله وإعانة على تجنب ارتكاب الذنوب والمعاصي.
يتضاعف أجر العبادات في شهر رمضان بغية تشجيع المسلم على القيام بمزيد من العبادات والتقرب بها إلى الله، حيث أخبرنا رسول ﷺ أن الفريضة الواحدة تعادل 70 فريضة والنافلة فيه تعدل فريضة، فلا تجعلها شيء من الفرائض والنوافل يفوتك في الشهر الكريم.
الصدقة لها أثر كبير في زيادة التكافل الاجتماعي بين الأفراد، ويكثر المسلمون دفعها خلال شهر رمضان، لكن لا ينبغي على المسلم التوقف عن دفع الصدقات بعد انتهاء رمضان لأن الحاجة مستمرة ودائمة، وبإمكاننا جميعاً أن نخصص جزءاَ بسيطاً من الدخل الشهري لمساعدة الفقراء والمحتاجين.
التخلص من العادات السيئة والالتزام بعادات إيجابية تعطي الإنسان شعور بالإصرار وقوة الإرادة لتحسين حياته للأفضل ويولد لديه الكثير من المهارات الحياتية، وقد حثنا الإسلام على بذل الإنسان قصارى جهده في استبدال العادات السيئة بعادات إيجابية مفيدة، منها:
على المسلم أن يغتنم شهر رمضان في زيادة تقربه إلى الله تعالى وتجديد العلاقة معه وتغيير سلوكياته للأفضل مع الحفاظ على مواظبتها بعد شهر رمضان.
يمكن للإنسان أن يجعل من الشهر الكريم فرصة للتغيير من خلال التفكر بكافة الأعمال التي يقوم بها من عبادات وعلاقات مع الآخرين مع الابتعاد عن ارتكاب الأمور التي حرمها الله تعالى دون الرجوع لها بعد انتهاء رمضان، ومن خلال إقناع النفس أن كل ما في الدنيا زائل وتعويدها على الاستثمار في الآخرة.
يُقربنا من الله تعالى ويُزكّي أنفسنا ويُعلّمنا الصبر والتحمل ويُقوّي لدى الإنسان الإرادة والعزيمة، ويُساعد على التخلص من العادات السيئة.
أعظم هدف في شهر رمضان هو زيادة التقوى والتقرب من الله بكثرة الاستغفار والذكر ومساعدة الآخرين.
يمكن للمسلم اغتنام شهر رمضان بالإكثار من قراءة القرآن الكريم وأداء الصلوات في المسجد والإكثار من الدعاء والذكر ودفع الصدقات.