فوائد الصيام الجسدية والنفسية والروحية
تاريخ النشر: - تاريخ التعديل: - العقيدة في الإسلام الأسرة القيادية فكر وتوعية - جديدنا

لا شكَّ أنَّ صيام رمضان يعود بالكثير من الفوائد على المسلمين، فهو فرصةٌ عظيمة للتوبة والرجوع إلى الله ووقتٌ مثالي للإقلاع عن العادات السيئة واستبدالها بالعبادات والطاعات وفعل الخيرات، فمن أهمَّ مقاصد الصيام هي زيادة التقوى وتزكية النفس وتطهيرها، كما أنه دليلٌ على طاعة المسلم وانصياعه لأمر لربه.

ولا تقتصر فوائد الصيام على الجانب التعبدي فحسب، وإنما له الكثير من الفوائد الجسدية والنفسية والروحية التي تجدّد طاقة العبد وتشحذ همّته للسعي في أمور الدنيا والآخرة، فما هي أبرز فوائده؟ وكيف يمكن تحصيلها بالشكل الصحيح؟

تاريخ الصيام وفضله

كتب الله سبحانه وتعالى فريضة الصيام على عباده جميعاً في السنة الثانية للهجرة حيث قال: (یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ كُتِبَ عَلَیۡكُمُ ٱلصِّیَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ) [سورة البقرة 183].

وقد ورد فضل الصيام في العديد من الآيات والأحاديث الشريفة ومنها:

  • عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قَالَ:‏ “‏يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الصَّوْمُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَأَكْلَهُ وَشُرْبَهُ مِنْ أَجْلِي، وَالصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَلِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ فَرْحَةٌ حِينَ يُفْطِرُ وَفَرْحَةٌ حِينَ يَلْقَى رَبَّهُ، وَلَخَلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ”‏‏.‏ (صحيح البخاري – 7492).
  • عن جابر رضي الله عنه، أَنَّ رجُلاً سأل رسول الله ﷺ فَقَالَ: أَرَأَيْتَ إِذَا صَلَّيْتُ الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ وَصُمْتُ رَمَضَانَ وَأَحْلَلْتُ الْحَلاَلَ وَحَرَّمْتُ الْحَرَامَ وَلَمْ أَزِدْ عَلَى ذَلِكَ شَيْئًا أَأَدْخُلُ الْجَنَّةَ؟ قَالَ ‏”نَعَمْ”‏.‏ (صحيح مسلم).
  • عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: “‏مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ”‏‏.‏ (متفق عليه).

 

 

فوائد الصيام

تتعدد فوائد الصيام حتى تشمل كافة النواحي من حياة الإنسان سواءً كانت جسدية أو نفسية أو روحانية أو تعبدية، ولن نكتفي بالحديث عن هذه الفوائد من منظورٍ ديني وروحاني بل سننظر أيضاً من وجهة نظر علمية وطبيّة:

الفوائد النفسية للصيام

الصيام رحلةٌ نفسيةٌ عميقةٌ نحو التوازن والسكينة، فمع صباح كلّ يوم من رمضان هناك فرصةٌ جديدةٌ لتنقيةِ الروح من شوائبِ الدنيا وملذاتها، فما هي أبرز الفوائد النفسية للصيام؟

  • إنماء الشخصية: يمثّل الصيام فرصةً لتطوير الشخصية، وتدريب النفس على تحمل المسؤولية، فهو يُعلّم الإنسان التحكم في رغباتِه، ويُقوّي إرادته ويعزّز إيمانه.
  • كبحُ جماح النفس: يُساعد الصيام على كبح جماح النفس وترك العادات السيئة مثل التدخين والإفراط في الأكل، فمع شعوره بالجوع والعطشِ يدرك الإنسان قيمة النعمِ التي يملكها، ويصبح أكثر قدرةً على التحكم في رغباته.
  • الشعور بالطمأنينة والراحة: يساعد الصيام الإنسان على عيش الطمأنينة والراحة النفسية والفكرية، إذ يُركّز على العبادات والطاعات ويبتعدُ عن كلّ ما يعكّر صفو صيامه ويحافظ على ضوابط السلوك الجيدة.
  • تعزيزُ الإيمان والعقيدة: يُساهم الصيام في تعزيزِ الإيمانِ والعقيدة، فعندما يشعر الإنسان بالضعف والاحتياج إلى الله، يزداد إيمانُه وتقوى عقيدته.

الفوائد الجسدية للصيام

يوصي الأطباء المعاصرين بممارسة “الصيام المتقطع” وهو الامتناع عن الطعام والشراب لفترة من الزمن، والذي يشبه طريقة صيام المسلمين إلى درجة كبيرة نظراً لكونه يحمل العديد من الفوائد الصحية للجسم بناء على أبحاثٍ ودراسات علميّة، ومن أبرز فوائده المُثبتة:

  • الوقاية من السمنة والأمراض المزمنة المرتبطة بها: يُساعد الصيام على الحفاظ على وزن صحي، ويقلل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة المرتبطة بالسمنة، مثل أمراض القلب والضغط والسكري.
  • خفض الالتهاب: يُساهم الصيام في خفض مستويات الالتهاب في الجسم، وهو ما يعزز الصحة العامة ويقلل من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض.
  • تعزيز القدرات الإدراكية: يُمكن أن يُحسّن الصيام من وظائف الدماغ والقدرات الإدراكية، وقد يُساعد في الوقاية من الأمراض التنكسية العصبية.
  • السيطرة على نسبة السكر في الدم: يُساعد الصيام على تحسين استجابة الجسم للأنسولين، ممّا يُساهم في الحفاظ على مستويات السكر في الدم ضمن المعدلات الطبيعية.
  • تعزيز صحة القلب: يُساهم الصيام في خفض مستويات الكوليسترول الضار، وتحسين صحة الشرايين، ممّا يعزز صحة القلب والأوعية الدموية.
  • إبطاء عملية الشيخوخة: يُعتقد أن للصيام تأثيرات مضادة للشيخوخة، فهو يُساعد على تجديد الخلايا والأنسجة، وقد يُساهم في إطالة العمر.

الفوائد الاجتماعية للصيام

تكثر في شهر رمضان المُبارك صور التكافل الاجتماعي بين المسلمين، يُقدّمُ أيضاً فوائدَ جمةً للمجتمعِ ككلّ، ومن أهمّ هذهِ الفوائد:

  • بناءُ الفرد الصالح: يساعد الصيام على تنمية التقوى والصفات الحميدةِ في الفرد، ممّا يؤدّي إلى بناء مجتمعٍ صالحٍ وآمن.
  • تعزيزُ التكافلِ الاجتماعيّ: يساهم الصيام في تنمية مشاعر التعاطف والرحمة بين أفراد المجتمع، ممّا يشجع على تقديم المساعدة للفقراء والمحتاجين.
  • تعزيز صفات الصدق والأمانة: عندما يكون المرء صائماً فهذا يذكره دوماً بمراقبة اللهِ تعالى، وهذا يعني غياب حالات الغشِّ والفساد في المجتمع.

الأسئلة الشائعة

هل الصوم مفيد للروح فقط؟

لا، الصوم ليس مفيداً للروح فقط، بل له فوائد جسدية ونفسية وروحية أيضاً.

ما هي فوائد الصوم الصحية والنفسية والجسدية للإنسان؟

فوائد الصوم الصحية كثيرة منها:
جسدياً:
الوقاية من السمنة والأمراض المزمنة.
تحسين السيطرة على نسبة السكر في الدم.
تعزيز صحة القلب.
إبطاء عملية الشيخوخة.
نفسياً:
إنماء الشخصية
كبح جماح النفس
الشعور بالطمأنينة والراحة
تعزيز الإيمان والعقيدة
روحياً:
التقرب من الله
التطهّر من الذنوب
الشعور بالخشوع والسكينة

ما هي الامراض التي يعالجها الصيام؟

الصيام لا يُعالج الأمراض بشكل مباشر، لكنه يساعد في الوقاية وتخفيف أعراض بعض الأمراض مثل:

السمنة.
الضغط.
السكري.
أمراض القلب.
بعض أنواع السرطان.

هل الصيام يعالج الأمراض النفسية؟

يساعد الصيام في تحسين بعض أعراض الأمراض النفسية مثل القلق والاكتئاب،.

المصادر:

http://saaid.org/mktarat/ramadan/109.htm

اترك تعليقاً