تعرف على الحزن وأنواعه وأسبابه
الحزن طبيعة إنسانية فطر الله الخلق عليها، وتحصل للإنسان بغير اختياره، فنجده يتأثر ويتألم قلبه على ما يحدث له، وهذه الجبلّة مخلوقة كغيرها من الطبائع التي طُبع عليها البشر: (كالخوف، والغضب، والفرح، والسرور).
اقرأ المزيدنصادف أحياناً زوجين مرّ على رحلتهما الزوجية سنوات طويلة، إلا أنهم يتألقان فرحاً وسعادةً وينسجمان مع بعضهما البعض، وكأنهما في شهر عسل، لا يفترقان ولا يتخاصمان.
وبالمقابل قد نلتقي زوجين تزوجاً حديثاً ولم يمضِ على زواجهما أشهرٍ قليلةٍ، ثم هما يفكران بالانفصال لكثرة المشاكل بينهما.
فما هي أسرار الزواج السعيد؟ وما هي المعادلة التي توصل إليه؟
يقصد بذلك الزواج الذي ينشأ بين رجل وامرأة يسعى كل منهما لبناء أسرة صالحة مستقرة مع شريكه، وفق القواعد والمعايير التي نص عليها الدين الإسلامي في الكتاب والسنة النبوية.
إنه صرحٌ لا بُدَّ أن يتم الاستمرار في بنائه كل يوم، وهو المبني على العطاء لا مبدأ الواجبات والحقوق، مبني على عدم الشكوى من الظروف، بل التفكير في تغييرها أو التأقلم معها، وعليه فلا تحتاج أنْ تتزوج الشخص الصحيح، بل أنْ تكون أنت الشخص الصحيح.
إنه علاقة إنسانية تجمع بين رجل وامرأة، تتميز بالالتزام العميق والشديد من الجانبين تجاه كيان الأسرة، وتعزيز الثقة والتفاهم والاحترام المتبادل في كل يوم.
تظل السعادة مطلب الإنسان وغاية الغايات، وقد راعت الشريعة الإسلامية نظام العلاقة بين الرجل والمرأة وفــق الاستعداد الفطري والتكوين الجسـدي لكل منهما، وذلـك لإعمار الأرض وتحقيق معنى السكن والمودة والرحمة، مـع غرس روح التعاون والمشاركة لصالح الطرفين ولصالح المجتمع كله، فتتسق بذلك دواعي الطبع مع دواعي الشرع، وهي تتحقق بالأمور الآتية:
لقد كانت السكينة والمودة والرحمة ترفرف على بيوت النبي ﷺ، وكان تعامله وتواصله في حديثه مع أزواجه رضي الله عنهن يمثل الذروة في الرحمة والشفقة والألفة، فالتواصل بين الشريكين يعدّ اللبنة الأساسية في النجاح والاستمرار.
فالتعبير عن المشاعر يعد أمراً مهماً للحفاظ على علاقة زوجية سليمة ومستقرة، ويقلل النزاعات، سواء كانت المشاعر إيجابية أو سلبية، ولابد من التعبير عنها بطريقة صحيحة وملائمة لتحقيق النتائج المرجوة.
ويظهر لنا ذلك بشكل جلي وواضح في بعض الأزواج الذين ليس لديهم أسلوبٌ للتعبير عن مشاعرهم، خاصة الأزواج الذين مرّ على زواجهم سنواتٌ طويلةٌ، وبعض الأزواج الجدد الذين تسللت لحياتهم المشاكل.
إنّ قضاء الوقت معاً أمر جيد فهو يعزز من الترابط بين الزوجين، ويجب أن يكون هناك وقتٌ للمرح والاستمتاع معاً بأنشطة تعزز من الارتباط.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: “خرجتُ مع النبي ﷺ في بعض أسفاره وأنا جاريةٌ لم أحمل اللحم ولم أبدُن، فقال للناس: تقدموا فتقدموا، ثم قال لي: تعالي أسابقك، فسابقتُه فسبقتُه فسكتَ عنّي، حتى إذا حملتُ اللحم وبدنتُ ونسيتُ خرجتُ معه في بعض أسفاره، فقال للناس: تقدموا فتقدموا، ثم قال: تعالي حتى أسابقك فسابقتُه فسبقني، فجعل يضحك وهو يقول: هذه بتلك” [رواه الإمام أحمد].
قال الخبير النفسي السريري إحسان إوزتكين:
تقول أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها: “كنت أشرب وأنا حائض ثم أناوله النبي ﷺ فيضع فاه على موضع فيّ فيشرب، وأتعرق العرق وأنا حائض (أي يأكل ما بقي من لحم تركته على العظم) فأناوله فيضع فاه على موضع فيّ”.
وعن أنس قال: “خرجنا إلى المدينة -قادمين من خيبر- فرأيت النبي ﷺ يجلس عند بعيره، فيضع ركبته وتضع صفية رجلها على ركبتيه حتى تركب البعير”، فلم يخجل الحبيب ﷺ مِنْ أنْ يرى جنودُه هذا المشهد وهو يظهر الحب والمودة لزوجته السيدة صفيه رضى الله عنها.
هذه نماذج راقية من رسولنا ﷺ في التعبير عن الحب والتقدير لزوجاته أمهات المؤمنين رضي الله عنهن، وإليك بعض الخطوات التي تساعد في هذا الجانب:
ينبغي أن ينظر الزوجان نظرة واقعية في تعاملهم مع الخلافات الزوجية، فمن الممكن تحويلها إلى عوامل تفاهم إيجابي إذا أُحسن التعامل معها.
كما أنه يجب الحذر من الكلمات الحادّة والعبارات العنيفة، فأثر صداها يمتد حتى بعد انتهاء الخلاف، روى البخاري عن عبد الله بن عمرو قال: “لم يكن النبي ﷺ فاحشاً ولا متفحشاً” وكان يقول: “إنّ مِنْ خياركم، أحسنكم أخلاقاً”.
وهنا لا بد من نصائح:
تفنن في حياتك الزوجية وأنصت جيداً، فكلا الزوجين يحتاج لسماع كلمات الحب والغزل، الدّالة على العواطف الداخلية القوية التي تسكن قلوبهما وتوثق رباط الزواج وتدعمه، وهي أساس العلاقات وسبب الاستمرار، فقد كان رسول الله ﷺ يُنادي السيدة عائشة رضي الله عنها بـ (عائش)، وهو ما يعد نوعاً من التدليل والتحبب.
لبيقى الزواج سعيداً إليكم بعض النصائح المفيدة.
لكل شخص رغباته واهتماماته، ومن الرائع أن نتعلم كيف نتمتع بالاختلافات بيننا، وليأخذ كل شخص حقه، ووقته في ممارسة نشاطاته التي يحب بدلاً عن العداء والمشاكل.
كما يجب أنْ يحترم كل من الزوجين الاختلاف في الأفكار والطموحات، ولا يحاول أنْ يجعل مِنْ زوجه قالباً يشبهه تماماً، فلها أنْ تحب ما تشاء وتكره من تشاء وكذلك له ذلك، فلكلٍ شخصيته وأفكاره المستقلة.
هناك دفء وقوة في كلمة تسامح، فهي توحي بقوة اللطف والشفاء ولمِّ الشمل والتجديد، صحيح أنه قد يكون الغفران صعباً جداِّ إذا لم يجد أحد الزوجين تبريراً لتصرف جارحٍ صدر من الطرف الآخر، ولكن يمكن أن يغفر فقط عندما ينظر إلى شريكه بحنوٍ وبتقديرِ أنه إنسان، ولذلك فهو غير كامل وأنه هو أيضاً معرض للخطأ والضعف مثله تماماً.
من أسباب المودة والرحمة بين الزوجين المساعدة في أعمال البيت، وهو ما كان يفعله ﷺ فقد روى البخاري: سُئلت عائشة رضي الله عنها: ما كان النبي ﷺ يصنع في البيت؟ فقالت: كان يكون في مهنة أهله، فإذا سمع الأذان خرج.
ومساعدة الزوجة زوجها في واجباته بطيب نفس منها أمر حسن، ففي الصحيحين عن زينب امرأة ابن مسعود رضي الله عنهما أنها قالت: يا رسول الله أيجزئ عنا أن نجعل الصدقة في زوج فقير وأبناء أخ أيتام في حجورنا؟ فقال لها رسول الله ﷺ: “لك أجر الصدقة وأجر الصلة”.
بالاحترام المتبادل ين الزوجين، والرضا بأن لكل منهما شخصيته وأفكاره المستقلة.
كثرة المشاكل بسبب: عدم التفاهم بين الزوجين وعدم الاحترام، فالحب يبنى، والفهم يقود، والحياة الزوجية تضحيات من الجانبين شئت أم أبيت.
الغيرة الزائدة عن الحد بمثابة مقبرة للحب، ولابد للزوج من احتواء الزوجة، وإبداء الحب والإعجاب لها، ولابد من إبقاء مكاناً للثقة بين الزوجين.
تحلي الزوجين بالنضج والمسؤولية، وفهم حقيقة وقيمة الحياة الزوجية.