في هذا المقال، سننطلق بك في رحلة استكشافية شيقة لمناسك الحج، خطوة بخطوة، وسنُعرِفك بكل ما تحتاج معرفته عن هذه الرحلة المباركة.
سنبدأ من لحظة الإحرام وحتى لحظة طواف الوداع، وسنشرح لك معنى كل ركن من أركان الحج، وكيفية أدائه بالطريقة الصحيحة.
إذا كنت تفكر في أداء فريضة الحج، أو كنت ترغب في معرفة المزيد عن هذه الشعيرة العظيمة، فإن هذا المقال هو لك. استعد لتتعرف على واحد من أعظم العبادات التي تقرب العبد من ربه، وتترك أثراً عميقاً في النفس والقلب.
يتطلب الحج استعدادًا جيدًا قبل السفر إلى الأراضي المقدسة، حيث يجب على الحاج الاهتمام ببعض الأمور التي تساعده في أداء المناسك بشكل أفضل وأكثر راحة وأمانًا.
يجب على الحاج الاستعداد للتعامل مع الطواف والزحام والترتيبات المختلفة في المكان، والتحلي بالصبر والحكمة والتفاني في خدمة الحجاج الآخرين.
وينبغي للحاج أن يتذكر أن الحج عبادة عظيمة تتطلب التحضير الجيد والاستعداد النفسي والجسدي لتحقيق أفضل النتائج والثواب من الله العلي القدير.
الاستعداد للحج
هناك بعض النقاط ينبغي على حجاج بيت الله الحرام أن يقوموا بها، لتحقيق الفائدة الأكبر من رحلة الحج منها:
التوكل: من خلال التزود للحج، وقد ورد أن جماعةً من أهل اليمن قصدوا بيت الله في موسم الحج، وحجتهم أننا ذاهبون لبيت الله، والله سبحانه وتعالى سيغفر لنا ويطعمنا، فنزل قول الله تعالى ﴿وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ﴾ [البقرة – 197]، وهذا معنى التوكل الحقيقي: أن يستعد الإنسان ويأخذ بكل الأسباب المادية ، ثم يسلم أمره لله.
العلم: أن تعرف مناسك الحج بتمامها وكمالها بواجباتها وسننها، فقد أمرنا النبي أن نأخذ مناسكنا من فعل النبي في حجة الوداع، وأخذ العلم اليوم بسؤال العلماء، أو بقراءة الكتب الموثقة.
تحري الحلال: قبل الخروج إلى الحج، فلا يخرج قاصداً بيت الله بمالٍ حرام، لأنه سيكون وزراً عليه غير مأجور.
الدين: الدين نوعان: دين مُقَسِّط فلا مانع من الحج، أما الدين الحال (أي ليس مؤجل) فينبغي أخذ إذن صاحب الدين، فإن أذن له فلا حرج.
نية مجاهدة النفس: وهي ضبط النفس عن ثلاثة أمور: عن الرفث (الشهوات بين الرجال والنساء)، وعن الفسوق (وهو كل أشكال المعاصي من نميمة وغيبة وغير ذلك)، وعن الجدال (بلا غاية أو هدف)، فالحج فرصة تدريبية لضبط النفس.
الوصية: عملاً بتوجيهات النبي ﷺ.
الصحبة الصالحة: فلابد لك أن تختار الحملة المناسبة، والصاحب الجيد، عليك أن تختار الصاحب الذي يذكرك بالله مقاله، ولا يشغلك بالأمور الدنيوية، ثم اختر الحملة التي تقدم لك (برنامج ثقافي علمي شرعي، مليء بالسنن النبوية، قائم على التنافس في الخيرات، يذخر ببرامج المسابقات).
مناسك الحج بالترتيب والشرح
مناسك الحج هي الشعائر والطقوس التي يؤديها الحجاج خلال رحلتهم إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج، وهي كالتالي:
الإحرام: يُعتبر الإحرام بداية مناسك الحج، وهو إعلان النية والدخول في حالة الإحرام بالحرم المكي، ويتضمن النية والتلبية والتحلل من العمل والقول والنية التي تتعارض مع الإحرام.
الطواف: وهو الدوران حول الكعبة المشرفة سبعة أشواط، وهو أحد أهم مناسك الحج.
السعي: وهو الركض بين الصفا والمروة سبعة أشواط، وهو لتذكير المسلمين بسعي هاجر عليها السلام بين جبلي الصفا والمروة بحثاً عن الماء لرضيعها إسماعيل.
وقفة عرفات: وهي الوقوف على صعيد عرفات من الظهر إلى غروب الشمس في يوم التاسع من ذي الحجة، وهو أهم أركان الحج.
رمي الجمرات: وهو رمي الجمرات الثلاث بالحصى بعد وقفة عرفات، ويتم ذلك تذكيرًا بفعل النبي إبراهيم عليه السلام عندما رمى الشيطان بالحصى، حين حاول منع إبراهيم من الاستجابة لأمر الله بذبح ولده إسماعيل.
الحلق أو التقصير: وهو قص أو تقصير شعر الرأس بعد الذبح، ويعتبر هذا الفعل إشارة إلى تخلي الحاج عن الأشياء الدنيوية والانتقال إلى حالة من الطاعة والتقرب إلى الله.
طواف الوداع: وهو الطواف حول الكعبة المشرفة قبل مغادرة مكة المكرمة، ويعد هذا الطواف ختامًا لأعمال الحج إلى مكة المكرمة.
الإحرام والطواف
الإحرام
الإحرام للحج هو البداية الفعلية لأداء فريضة الحج، ويشمل النية والتلبية والتحلل من الثياب المعتادة والتحلي بالإحرام.
لا يجوز للحاج أو المعتمر أن يتجاوز الميقات بدون إحرام، وليس المقصود بالإحرام ملابس الإحرام، بل هي حالة يعيشها الإنسان، بعد ركعتي سنة الإحرام، فمن تجاوز الميقات بدون الدخول في حالة الإحرام، فقد دخل في المحظور ووجبت عليه فدية،
ويعتبر الإحرام من أهم مناسك الحج، لما يحويه من الاستعداد الروحي والنفسي لأداء مناسك الحج، ولما يُمَثِّله من التواضع والتذلل والاستعداد التام لخدمة الله تعالى.
ويتم الإحرام للحج من مواقيت محددة، ويجب على الحاج الالتزام بشروط الإحرام والتحلي بالتواضع والتذلل والتقرب إلى الله تعالى، ويجب عليه الامتناع عن بعض الأفعال والأشياء التي تنافي الإحرام والتزام الأخلاق الإسلامية السامية.
الطواف
يقول الله تعالى: ﴿وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ﴾ [الحج – 29]
الطواف هو الدوران حول الكعبة الشريفة عكس اتجاه عقارب الساعة.
يبدأ الطواف من الحجر الأسود، وينتهي في نفس الموقع بعد أداء سبعة أشواط حول الكعبة.
عندما ترى الكعبة المشرفة، ينبغي عليك أن تكبّر وتقول: “اللهم زد هذا البيت تشريفًا وتعظيمًا وتكريمًا ومهابةً وأمنًا، وزد من شرفه وكرمه ممن حجه أو اعتمره تشريفًا وتكريمًا وتعظيمًا وبرًّا”.
عند دخولك إلى المسجد الحرام، يجب أن تقدم رجلك اليمنى وتقول: “باسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك”.
ثم يمكنك التوجه إلى الحجر الأسود لتبدأ الطواف حول الكعبة المشرفة، عليك استلام الحجر بيدك اليمنى وتقبيله، وإذا كان الزحام كثيفًا فيمكنك استلام الحجر فقط بيدك أو بعصا، ولا يجب عليك تقبيله في هذه الحالة.
احرص على عدم إيذاء الحجاج في حالة الزحام، وتجعل البيت على يسارك مضطبعًا بردائك، وكلما وصلت إلى الحجر الأسود يجب عليك أن تقول: “باسم الله، الله أكبر”.
يمكنك أيضًا أن تدعو الله وتتضرع إليه أثناء الطواف، وتقرأ شيئًا من القرآن، ولا يلزمك الالتزام بدعاءٍ محدد في كل شوط.
عندما تنتهي من الطواف، يمكنك التوجه إلى مقام إبراهيم والصلاة ركعتين خلفه، ويمكنك قراءة سورة “قل يا أيها الكافرون” في الركعة الأولى وسورة “قل هو الله أحد” في الركعة الثانية، أو قراءة أي سورة أخرى.
ثم اذهب إلى زمزم واشرب منها، واشكر والثناء لله تعالى.
ويمكن للطائف الدعاء بما يريد خلال الطواف، والتضرع إلى الله بالدعاء والاستغفار والتوبة، والتفكر في عظمة الله وتذكر عظمة الحج ومعانيه، والتأمل في معاني الحج وما يتضمنه من توحيد الله وتعظيمه، والتفكر في أهمية الإخلاص والتوبة والاستغفار والتقرب إلى الله.
الوقوف بعرفة والمشعر الحرام
الوقوف بعرفة هو أهم أركان الحج ويكون في يوم التاسع من شهر ذي الحجة، حيث يجتمع الملايين من حجاج بيت الله الحرام على صعيد عرفة.
ويعد الوقوف بعرفة من أهم أركان الحج وأعظمها، حيث يتوجب على الحاج أن يقف في هذا المكان حتى غروب الشمس، ويقضي هذا الوقت في الدعاء والتضرع إلى الله والاستغفار والتكبير والتذكير بالله وذكره، ويعد هذا الوقوف مناسبة مهمة للحاج لطلب الغفران والرحمة والتوبة إلى الله.
المشعر الحرام
يقول الله تعالى ﴿فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ﴾ [البقرة – 198].
المشعر الحرام هو اسم المزدلفة، وسمي بالمشعر الحرام لأنه من أرض الحرم، والموقف فيه من تمام الوقوف بعرفة، وهو موطن إجابة السؤال، وقد وقف به رسول الله بالناس وصلى بهم المغرب والعشاء جمعاً.
التحلل من الإحرام والذبح والتقصير
التحلل من الإحرام
التحلل هو الخروج من الإحرام، وأن يحلل ما كان محظوراً عليه وهو محرم.
التحلل الأول
هناك ثلاثة آراء فيما يحصل فيه التحلل الأول:
يحصل التحلل بفعل اثنين من ثلاثة أمور (الرمي – الحلق – الطواف) وهو رأي الشافعية والحنابلة.
والقول الثاني أنّ التحلل يحصل برمي الجمرات وهو قول المالكية.
والقول الثالث أنّ التحلل يحصل بالحق بعد الرمي وهو قول الحنفية.
ويباح بالتحلل الأول كل شيء إلا النساء.
التحلل الثاني (التحلل الأكبر)
ويكون بعد الانتهاء من طواف الإفاضة، وبه يباح له كل شيء حتى النساء.
الهدي يكون من هذه الأصناف: (الإبل – البقر – الغنم)، على هذا الترتيب في الأفضلية، ويجوز الاشتراك في ذبح الإبل والبقر بنسبة 1/7.
يبتدئ وقت الهدي يوم النحر، ومُدّته ثلاثة أيام كما قال الجمهور، وهناك قول آخر أن الذبح يستمر إلى غروب شمس آخر أيام التشريق، وبه قال الشافعية، والحنابلة وعليه صدر قرار هيئة كبار العلماء.
يكون الذبح بعد الرمي وقبل الحلق أو التقصير.
من السنة لمن أهدى هدياً أن يتناول من هديه، إلا إذا كان هديه فديةً بسبب فوات واجب من واجبات الحج.
من لم يستطع أن يُقَدّم الهدي فعليه صيام ثلاثة أيام في الحج، ولا يسقط الصيام إن فاته في الحج، ويلزمه القضاء بعد الحج.
التقصير
يقول الله تعالى: ﴿لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ﴾ [الفتح 27].
حلق شعر الرأس أو تقصيره واجب من واجبات الحج، وهو مذهب الجمهور.
ويكون الحلق أو التقصير بعد رمي الجمرات
حلق جميع الرأس أفضل من تقصيره، لأن الله بدأ بالأفضل في الآية.
بالنسبة للمرأة لا تحلق رأسها بل تُقَصِّره.
واجبات الحج
واجبات الحج هي الأعمال والطقوس التي يتعين على المسلمين القيام بها أثناء أداء فريضة الحج. هنا هي واجبات الحج السبعة:
الإحرام: يتعين على الحاج تقديس نفسه من خلال ارتداء الإحرام والامتناع عن بعض الأعمال والسلوكيات المحددة.
الوقوف بعرفة: يجب على الحاج الوقوف بعرفة يوم التروية وقضاء الأوقات هناك في الدعاء والاستغفار.
رمي الجمار: يتوجب على الحاج رمي الجمار في منى، وهو رمي الحصى الذي يمثل رمي الشيطان.
الطواف: يجب على الحاج أداء الطواف حول الكعبة في الحرم المكي.
قص الشعر أو التقصير: بعد الطواف، يجب على الحاج قص شعره أو تقصيره للذكور.
السعي بين الصفا والمروة: يتوجب على الحاج القيام بالسعي بين الصفا والمروة في إحدى الشعيرات.
التكبير والتهليل: ينبغي للحاج القيام بأعمال تكبير وتهليل والتعبير عن توحيد الله.
هذه هي واجبات الحج الأساسية والتي يجب على الحاجين أداؤها خلال رحلتهم إلى البيت الحرام في مكة المدينة.
وفي الختام: لا تنس مشاركة هذه المقالة مع الأصدقاء.
كما يمكنك الاستفادة والاطلاع على المزيد من المقالات
ما هي الخطوات التي يجب اتباعها خلال الإحرام والطواف؟
- الطواف هو الدوران حول الكعبة الشريفة عكس اتجاه عقارب الساعة. - يبدأ الطواف من الحجر الأسود، وينتهي في نفس الموقع بعد أداء سبعة أشواط حول الكعبة. - عندما ترى الكعبة المشرفة، ينبغي عليك أن تكبّر وتقول: "اللهم زد هذا البيت تشريفًا وتعظيمًا وتكريمًا ومهابةً وأمنًا، وزد من شرفه وكرمه ممن حجه أو اعتمره تشريفًا وتكريمًا وتعظيمًا وبرًّا". - عند دخولك إلى المسجد الحرام، يجب أن تقدم رجلك اليمنى وتقول: "باسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك". - ثم يمكنك التوجه إلى الحجر الأسود لتبدأ الطواف حول الكعبة المشرفة، عليك استلام الحجر بيدك اليمنى وتقبيله، وإذا كان الزحام كثيفًا فيمكنك استلام الحجر فقط بيدك أو بعصا، ولا يجب عليك تقبيله في هذه الحالة. - احرص على عدم إيذاء الحجاج في حالة الزحام، وتجعل البيت على يسارك مضطبعًا بردائك، وكلما وصلت إلى الحجر الأسود يجب عليك أن تقول: "باسم الله، الله أكبر". - يمكنك أيضًا أن تدعو الله وتتضرع إليه أثناء الطواف، وتقرأ شيئًا من القرآن، ولا يلزمك الالتزام بدعاءٍ محدد في كل شوط. - عندما تنتهي من الطواف، يمكنك التوجه إلى مقام إبراهيم والصلاة ركعتين خلفه، ويمكنك قراءة سورة "قل يا أيها الكافرون" في الركعة الأولى وسورة "قل هو الله أحد" في الركعة الثانية، أو قراءة أي سورة أخرى. - ثم اذهب إلى زمزم واشرب منها، واشكر والثناء لله تعالى.
ما هي أهمية الوقوف بعرفة؟
أهمية الوقوف بعرفة أن من فاته الوقوف بعرفة فقد بطل حجه فالحج عرفة.
ما هي الخطوات التي يجب اتباعها في التحلل من الإحرام والذبح والتقصير؟
- يحصل التحلل بفعل اثنين من ثلاثة أمور (الرمي – الحلق - الطواف) لكن لا يحل له النساء إلا بعد التحلل الثاني ويكون بعد الانتهاء من طواف الإفاضة. - يكون الذبح من بين أصناف (الإبل - البقر - الضأن)، يبتدئ وقت الهدي يوم النحر، ومُدّته ثلاثة أيام كما قال الجمهور، وهناك قول آخر أن الذبح يستمر إلى غروب شمس آخر أيام التشريق، ويكون الذبح بعد الرمي وقبل الحلق أو التقصير، ومن السنة لمن أهدى هدياً أن يتناول من هديه، إلا إذا كان هديه فديةً بسبب فوات واجب من واجبات الحج. - حلق شعر الرأس أو تقصيره واجب من واجبات الحج، ويكون الحلق أو التقصير بعد رمي الجمرات، وحلق جميع الرأس أفضل من تقصيره، أما بالنسبة للمرأة لا تحلق رأسها بل تُقَصِّره.