يتحدث د. طارق السويدان في سلسلة صوتية جديدة بصيغة mp3 يتحدث فيها عن سيرة الصحابي الجليل أبو بكر الصديق
صاحب رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وأول الخلفاء الراشدين، قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: «ما وطئ الأرض بعد الأنبياء خير من أبي بكر»
تاريخه امتداد لسيرة نبينا محمد؛ فماذا جرى بعد وفاة النبي؟ وكيف قاد أبو بكر الأمة؟
أرسل الله الأنبياء والمرسلين وجعلهم هداة للبشر أجمعين، كما أيدهم المولى سبحانه بأصحاب وصديقين كانوا عوناً وسنداً لهم في طريق دعوتهم وتبليغهم رسالة رب العالمين، في هذه السلسلة يتكلم د. طارق السويدان عن سيرة خير الصديقين وصاحب أكرم المرسلين.
يتحدث الدكتور طارق السويدان عن أهمية هذه السلسلة ببيان مكانة وقيمة القدوات في حياة الأمم، حتة أنه يدفع الأمم الفقيرة بقدواتها أن تجعل من اللصوص والمحتالين نموذج فخر لها، فما بال أمتنا اليوم تدفن مجدها وضياءها؟!
الصّديق أبا بكر على رأس هذه القدوات.. يخاله الناس ضعيفاً لكنه عند الشدائد والملمات يفوق بقوّته حتى الفاروق عمر ولا أدلَّ على ذلك من ثباته يوم وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلنتابع ما جرى..
يتابع الدكتور في حديثه عن عظمة أبي بكر الصديق والتي تجلت في موقفه من الردة..
وبعدها يبدأ بتعريفنا بالصديق أبي بكر ذاكراً اسمه ونسبه وألقابه التي عرف بها..
ثم ينتقل لبيان فضله بمدح الله ورسوله له وبذله في سبيل تحرير الضعفاء والمساكين من الرِّق والعبودية، ودوره في دخول أسرته في الإسلام..
وينتهي بذكر ما جاءه من مبشرات حول بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم..
ما إن سمع الصديق خبر بعثة النبي صلى الله عليه وسلم حتى أسرع طالباً بيعته دون تردد قائلاً له: (والله ما جرّبت عليك كذباً.. وإنك لخليق بالرسالة.. مُدَّ يدك فإني مبايعك) هكذا كان أبو بكر صِدّيقاً وغدا أول من أسلم من خارج بيت النبوة..
وما إن لامست بشاشة الإيمان قلبه حتى انطلق داعياً إلى الله؛ فأسلم على يديه خمسة من المبشرين بالجنة..
انطلق الصديق في ركب الدعوة باذلاً في سبيلها دمه وجاهه وماله.. مضحياً بنفسه حماية لرسولها صلوات ربي وسلامه عليه من كل أذى وسوء.
كان نظام العبودية والرق سائداً في ذلك الزمان، ولما جاء الإسلام تعامل معه بواقعية؛ فضيق وأغلق مصادر الاستعباد وفتح أبواب تحرير العبيد على مصراعيها..
وكان للصديق دور وسهم بارز في تحرير العبيد، فتعالوا بنا نتعرف على من حررهم..
استمراراً للمواقف التي تظهر تصديقه.. حدث أن انتصر الفرس على الروم وهزموهم هزيمة منكرة ففرح المشركون وحزن المسلمون فنزل القرآن مبشراً بانتصار قادم للروم ﴿غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين﴾ فخرج الصديق لمجالس قريش وراهن على ذلك أبي بن خلف على مئة من الإبل.. فانظروا لهذا اليقين والتصديق؟!
كان لرقته وتأثره بالعبادة تأثير كبير في الناس، فكان يجتمع الرجال والنساء والولدان لرؤية صلاته، مما أثار عليه زعماء قريش فأجبروه على التخفي في داره.
وكان كلما همّ أبو بكر بالهجرة إلى المدينة أمهله رسول الله، حتى جاءه في أحد الأيام بالبشرى فبكى أبو بكر لذلك فرحاً؟َ!
خلد الله عزَّ وجل في هذه الرحلة ذكر الصديق في القرآن الكريم، فقال تعالى: {إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا} فكان نعم الصاحب لخير رسل الله تعالى.
فها نحن نرى حرص الصديق وخوفه في كل محطة من محطات هذه الرحلة: في الاستعداد بالزاد والراحلتين وتجنيد عائلته لتأمين الاحتياجات، وفي الغار بتأمينه وشدة خوفه على النبي عند اقتراب الكفار، وفي الطريق يمشي أمامه وخلفه وعن يمنه وعن شماله.
يتحدث الدكتور طارق السويدان في هذه الحلقة عن صحبة الصديق رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة، وما لاقاه من إصابته بحمّى المدينة، ثم مشاركته في غزوة بدر وقيامه مع رسول الله بالدعاء ليلة المعركة، ثم موقفه من أسرى بدر، فلنتابع نجمنا..
يخبرنا الدكتور طارق السويدان عن موقف الصديق من ابنه الذي كان يقتال ضده مع قريش، ثم يأتيه الامتحان العظيم في عرضه ابنته أم المؤمنين عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم في حادثة الإفك وما كان من تكفل المولى سبحانه ببراءتها، وأخيراً يظهر منهجه في صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإيمان والتسليم يعلمه لكبار الصحابة في صلح الحديبية.
تظهر شجاعة الصديق في اختيار النبي صلى الله عليه وسلم له أكثر من مرة لقيادة الجيوش، ولعلَّ أبرزها قيادته لأكبر جيش في تبوك، كما قاد بعض معارك فتح خيبر، وكان من القلة الذين ثبتوا مع رسول الله في غزوة حنين، ثم أظهر رسول الله للناس مكانته بأن ولّاه مكانه في قيادة المسلمين في حجة الوداع.
في مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي توفي فيه، أمر رسول الله أن يصلي أبو بكر إماماً بالناس ولم يقبل غيره لهم، أما أعظم مواقفه وأشدها لما قبض رسول الله فثبت الصديق وقال قولته المشهورة: (من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حيٌّ لا يموت).
يذكر لنا الدكتور طارق السويدان اجتماع الصحابة الكرام في سقيفة بني ساعدة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتشاورهم في أمر الخلافة، وما جرى بينهم من اختلاف ونقاش، ثم كيف استقر أمرهم على بيعة أبي بكر الصديق رضي الله عنه خليفة للمسلمين، فعالوا بنا نعرف كيف سارت الأمور؟
وقف أبو بكر الصديق خطيباً بالناس مبيناً لهم منهجه في الحكم: ذكر المرجعية في الحكم وأنها لله ولرسوله ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وما عليه كحاكم تجاه الرعية وما للرعية عليه من حقوق، كما ذكر منهجه في الأخلاق، ومنهجه في العدل، ومنهجه العسكري، ومنهجه الإعلامي، وكل ذلك في كليمات قليلة.
بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ارتدت جزيرة العرب إلا ثلاثة مُدن: (المدينة، ومكة، والطائف)، أمام هذا الموقف الجلل وقف الصديق ثابتاً فلم يتنازل وأصرَّ على قتال المرتدين، فأرسل الجيوش وسطر المسلمون في هذه المعارك بطولات لا تنسى، يقول المؤرخون: لولا ثبات أبي بكر الصديق في الردة لانحرف الإسلام.
يتحدث الدكتور طارق السويدان في هذه الحلقة عن نهاية حروب الردة وأهمية ما قام به الصديق في حفظ الإسلام، فبعد مقتل الكثير من حفاظ القرآن الكريم في معركة اليمامة جاء عمر طالباً من الصديق جمع القرآن الكريم فكلّف زيد بن ثابت رضي الله عنه الذي قام بهذه المهمة العظيمة.
يخبرنا الدكتور طارق السويدان عما جرى زمن النبي صلى الله عليه وسلم مع كسرى ملك الفرس، ثم عن بدأ أبو بكر الصديق في خلافته التوجه لفتح فارس فولّى خالد بن الوليد سيف الله المسلول قيادة جيش المسلمين، فواجه الفرس وحلفاؤهم من العرب وخاض معهم المعارك تلو الأخرى حتى أتم الله للمسلمين فتح العراق.
أرسل رسول الله لهرقل عظيم الروم وكذلك للحارث ملك الغساسنة العرب حلفاء الروم ومعركة مؤتة وغزوة تبوك ثم جيش الروم، فلما كانت خلافة أبي بكر جهز أربعة جيوش نحو الشام:
جيش بقيادة عمرو بن العاص وجهه نحو فلسطين، وشرحبيل بن حسنة نحو الأردن، ويزيد بن ابي سفيان نحو البلقاء في الشام، وأبو عبيدة بن الجراح إلى حمص.
ثم اجتمعت الجيوش لمعركة اليرموك الفاصلة بقيادة خالد بن الوليد، فتعالوا نرى البطولات التي سطره المسلمون هناك.
يحدثنا الدكتور طارق السويدان عن شخصية سيدنا أبي بكر الصديق فقد كان:
سبّاقاً للخيرات، شديد الورع والحرص على المال الحلال، يبعض أفعال الجاهلية، حليم يكظم الغيظ، يخاف من القصاص يوم القيامة، من أكرم وأجود الناس، وكان يفتي بحضور رسول الله وكانت بعض فتاواه مرجعاً للفقهاء.
أحبه رسول الله وأحب رسول الله وخصه من بين أصحابه بالقرب منه، وكان حريصاً على الدعاء وتعلمه من رسول الله، وشهد له بذلك علي بن أبي طالب وابن عباس وعمرو بن العاص وجموع الصحابة الكرام، حادّاً في الحق وما قال شعراً قط.
وكان له خاتم نقش عليه: نعم القادر الله، ومن حفظة القرآن وكتاب الوحي، وتواضعه وزهده وخرصه على أموال المسلمين، وعلمه بالأنساب، وكان يتابع الولاة ويحرص أن يكونوا قدوة للناس.
اغتسل أبو بكرٍ الصديق في يوم شديدِ البرد فأصيب على إثره بالحٌمَّى، وبقي مريضاً لمدة خمسة عشر يومًا، وكان يوصي الناس ويودّعهم ثم استشار كبار الصحابة واستخلف عمر الفاروق وجعله يصلي بالناس، توفي رضي الله عنه ودفن بجوار صاحبه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفي الختام لا تنسى مشاركة هذه المقاطع مع الأصدقاء..
المصدر : قناة اليوتيوب للدكتور طارق السويدان