السلطان سليمان القانوني (الإنجازات الحضارية)
الدولة العثمانية كان لها مصائب في أيامها الأخيرة، كما كان لها أمجاد عظيمة في عهودها الأولى: (فتحوا القسطنطينية – صدوا الحملات الصليبية – فتحوا شرق أوروبا – تفننوا في العمارة الإسلامية)،
اقرأ المزيدتعتبر غزوة بدر الكبرى من أهم المعارك في التاريخ الإسلامي. حدثت في 17 مارس 624 م، بالقرب من المدينة المنورة الحالية في المملكة العربية السعودية.
دارت المعركة بين قوى الجالية الإسلامية الناشئة بقيادة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم و مشركي مكة. كان المسلمون أقل عدداً وسلاحاً، لكنهم انتصروا. كان الانتصار في بدر إيذاناً ببداية نهاية الوثنية في شبه الجزيرة العربية.
غزوة بدر الكبرى : دروس في الصبر والثبات عند الأزمات والمواقف، دروس في الجهاد لإعلاء كلمة الله وبذل الغالي والنفيس لإحقاق الحق وإبطال الباطل، دروس في التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب.
من أهم ميزات التشريع الإسلامي سُنّة “التدرّج في التشريع”، وتناولت هذه السُنّة مسألة الجهاد فقد مرّ تشريعه بأربع مراحل:
وهي مرحلة الدعوة إلى الإيمان بالله تعالى وإنذار الناس، فبدأ رسول الله ﷺ بأهله، ثم بقومه (قريش)، ثم العرب والعالمين، وكان التوجيه الإلهي في هذه المرحلة في مواجهة الأعداء: الكفّ {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّواْ أَيْدِيَكُمْ}، الصفح {فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ}، العفو {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}.
قال تعالى: ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ﴾.
أو اعتدى عليهم، أو وقف في طريق دعوتهم، أو ظَهَر منه قصْدُ العدوان ببيِّنة ثابتة؛ ﴿وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾.
أَمَر اللهُ – عزَّ وجلَّ – المسلمين بقتال المشركين لِصَدِّ عُدوانهم، وإزالة الفِتنة عن الناس، حتى يستمعوا النِّداءَ الحقَّ مِن غير عائق، وحتى يَرَوا نظام الإسلام مطبَّقاُ؛ لِيَعرفوا ما فيه مِن عدل وإصلاح لحياة البَشَر، قال – سبحانه وتعالى -:
﴿قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ﴾.
وقعت غزوة بدر في: (17 رمضان – 2هـ) الموافق لـ (13 آذار – 624م)، في منطقة بدر وهي بئر مشهورة تقع على الطريق بين مكة المكرمة والمدينة المنورة.
جاءت الأخبار للرسول أنَّ عيرًا لقريش يقودها أبو سفيان بن حرب قد خرجت إلى الشام، فخرج يطلبها ولكنها ففاتته إلى الشام فرجع المدينة ينتظر عودتها من الشام.
وصل الخبر إلى أبي سفيان:
كان المسلمون قدر خرجوا من أجل الإغارة على القافلة، ولكن الأمر قد تطوّر إلى مواجهة وحرب مع قريش، فعقد الرسول ﷺ مجلساً استشارياً مع أصحابه، فقام أبو بكر وعمر والمقداد فتكلموا وأحسنوا، فأعاد الرسول ﷺ الأمر، وقال: «أشيروا عليّ أيها الناس»، يريد بذلك الأنصار الذين بايعوه في العقبة على نصرته في ديارهم.
فقال سعد بن معاذ: (قد آمنا بك وصدقناك، وشهدنا أنّ ما جئت به هو الحقّ، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة؛ فامض يا رسول الله لما أردت؛
فوالاذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدواً غداً، وإنا لصُبر في الحرب صدق في اللقاء، ولعلّ الله يريك منا ما تقرّ به عينك، فسر بنا على بركة الله).
سُرّ رسول الله ﷺ بما قاله المهاجرين والأنصار، وقال: «سيروا وأبشروا؛ فإن الله تعالى قد وعدني إحدى الطائفتين، والله لكأني أنظر إلى مصارع القوم».
كان المسلمون بقيادة رسول الله ﷺ: 313 رجلًا معهم فارسان: الزبير بن العوّام، والمقداد بن الأسود.
كان مشركو قريش بقيادة أبي جهل عمرو بن هشام: 950 رجلاً و100 فارس.
استشهدا في غزوة بدر أربعة عشر رجلاً من المسلمين, 6 من المهاجرين و 8 من الأنصار هم :
قتل في غزوة بدر 70 رجُلاً من كفار قريش وأُسر 70 آخرين, استشار النبي ﷺ أصحابه: ما تقولون في هؤلاء الأسرى؟
فقال أبو بكر الصديق: «يا رسول الله قومك وأهلك، استبقهم واستأْنِ بهم لعل الله أن يتوب عليهم».
وقال عمر بن الخطاب: «يا رسول الله، أخرجوك وكذبوك، قرِّبهم فاضرب أعناقهم».
وقال عبد الله بن رواحة: «يا رسول الله، انظر واديًا كثير الحطب، فأدخلهم فيه ثم اضرم عليهم نارًا».
فقال رسول الله ﷺ: «إن الله ليلين قلوب رجال فيه حتى تكون ألين من اللبن، وإن الله ليشد قلوب رجال فيه حتى تكون أشد من الحجارة، ثم قال: «أنتم عالة، فلا ينفلتن منهم أحد إلا بفداء أو ضرب عنق».
ثم نزل قوله تعالى: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}.
وقع خلاف بين المسلمين حول الغنائم، إذ لم يكن حكمها قد شُرِّع بعد، وعليه كان أمرها عُرضة لاختلاف وجهات النظر بينهم، فنزل القرآن الكريم بمشروعيتها وكيفية تقسيمها وتوزيعها، وفي ذلك قال الله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ}.
فالمسلمون لم يخرجوا عن كونهم بشر يختلفون؛ ولكنهم لمّا جاءهم الأمر الإلهي امتثلوا، حيث قسّمها رسول الله ﷺ: فأعطى أربعة أخماس الغنائم للجيش وتمَّ تقسيمها بالتساوي، واحتفظ بالخمس قسّمه فيما يراه هو منْ حاجات المسلمين.
لم يغفل رسول الله ﷺ مبدأ التوكل على الله تعالى بعد الأخذ بالأسباب، ويظهر ذلك منْ دعائه ليلة المعركة حتى سقط رداؤه وهو يقول: «اللهم أَنْجِزْ لي ما وَعَدْتَنِي، اللهم آتِ ما وَعَدْتَنِي، اللهم إن تهْلِكْ هذه الْعِصَابَةَ من أَهْلِ الإِسْلامِ لا تُعْبَدْ في الأرض».
رابطة قوية جمعت قلوب المؤمنين، تجلّت لما كان رسول الله ﷺ يعدل صفوف أصحابه وفي يده قَدح، فمر بسواد بن غزية وهو مستنتل من الصف، فطعن في بطنه بالقدح، وقال: «استو يا سواد»، فقال: يا رسول الله! أوجعتني وقد بعثك الله بالحق والعدل، فأقدني.
فكشف رسول الله ﷺ عن بطنه، وقال: «استقد»، قال: فاعتنقه فَقَبَّل بَطْنه، فقال: «ما حملك على هذا يا سواد؟» قال: يا رسول الله! حَضَر ما ترى، فأردت أن يكون آخر العهد بك: أن يمس جلدي جلدك! فدعا له رسول الله ﷺ بخير.
دنا المشركون فقال رسول الله ﷺ: «قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض»، فقال عمير بن الحمام الأنصاري: يا رسول الله، جنة عرضها السماوات والأرض؟ قال: نعم، قال: بخ بخ!
فأخرج تمرات فجعل يأكل منهن، ثم قال: لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة، فرمى بما كان معه من التمر، ثم قاتلهم حتى قتل.
حرص النبي ﷺ على معرفة أحوال المشركين فأرسل مجموعة من أصحابه فيهم علي والزبير وسعد فأسروا غلامين يستقيان لقريش، عرفوا منهما أعداد المشركين وأسماء قادتهم، فقال لأصحابه: «هذه مكة قد ألقت إليكم أفلاذ كبدها».
كما قسمّ المسلمين إلى كتيبتين: المهاجرين بقيادة علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه، والأنصار بقيادة المقداد بن الأسود رضي الله عنه.
الرُّبَيِّعَ بِنْتَ النَّضْرِ أَتَتِ النَّبِيَّ ﷺ، وَكَانَ ابْنُهَا الْحَارِثُ بْنُ سُرَاقَةَ أُصِيبَ يَوْمَ بَدْرٍ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَخْبِرْنِي عَنْ حَارِثَةَ، فَإِنْ كَانَ فِي الْجَنَّةِ احْتَسَبْتُ وَصَبَرْتُ، وَإِنْ كَانَ لَمْ يُصِبِ الْجَنَّةَ اجْتَهَدْتُ فِي الدُّعَاءِ، فَقَالَ: «يَا أُمَّ حَارِثَةَ، إِنَّهَا جِنَانٌ فِي الْجَنَّةِ، وَإِنَّ ابْنَكِ أَصَابَ الْفِرْدَوْسَ الأَعْلَى».
قال تعالى: {وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَن يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ}.
عاتب المولى سبحانه المسلمين الذين كانوا يرغبون بالقافلة، وفضّلوا الحصول على الأموال وعدم القتال، فبيّن لهم ثواب الجهاد والشهادة في سبيل الله تعالى، ودورها العظيم في رفعة الأمة.
يمكن الاستفادة من تجربة المسلمين في معركة بدر في حياتنا اليومية بطرق مختلفة، ومن بينها تأكيد الصدق والوفاء للمؤمنين ومعاداة الكافرين.
تتجلى أحداث غزوة بدر بلطفة الصحابة واختيارهم الصحيح في أوقات الشدة، كما أن نجاحهم في المعركة يعكس التزامهم وتطبيقهم للشروط الواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية.
بالإضافة إلى ذلك، يتضح أن رمضان شهر الانتصارات والتمكين المقدس، وغزوة بدر كانت فاتحة الانتصارات في هذا الشهر العظيم. ينبغي للمسلمين اليوم أن يستوعبوا تجربة المسلمين في معركة بدر، وأن يحققوا القيم الأساسية والتمهيدية لتجربة النصر الأولى في حياة المسلمين.
من أجل تحقيق النصر في حياة المسلمين فهو يحتاج إلى توفير الانسجام والتوازن بين جوانب حياتهم الشخصية والاجتماعية.
وفي الختام: لا تنس مشاركة هذه المقالة مع الأصدقاء.
كما يمكنك الاستفادة والاطلاع على المزيد من المقالات:
غزوات الرسول مكتوبة بالترتيب – أسبابها ونتائجها
جميع معارك المسلمين مع الروم بالتفصيل
وقعت غزوة بدر في: (17 رمضان - 2هـ) الموافق لـ (13 آذار - 624م)، في منطقة بدر وهي بئر مشهورة تقع على الطريق بين مكة المكرمة والمدينة المنورة.
سميت بهذا الاسم نسبة إلى منطقة بدر التي وقعت المعركة فيها، وبدر بئرٌ مشهورةٌ تقع بين مكة والمدينة المنورة.
سميت غزوة بدر بيوم الفرقان لأنها من أيام الله الفاصلة بين الحق والباطل، ولذلك سماه الله تعالى يوم الفرقان قال سبحانه: {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ}، لأن الله تعالى فرَّق فيه بين الحق والباطل، بنصر رسوله والمؤمنين.
كان عدد المسلمين بقيادة رسول الله ﷺ: 313 رجلًا معهم فارسان: الزبير بن العوّام، والمقداد بن الأسود.
استشهد في غزوة بدر من المسلمين 14 رجلًا: 8 من الأنصار و6 من المهاجرين.
جاءت الأخبار للرسول أنَّ عيرًا لقريش يقودها أبو سفيان بن حرب قد خرجت إلى الشام، فخرج يطلبها ولكنها ففاتته إلى الشام فرجع المدينة ينتظر عودتها من الشام.
حارثة بن سراقة بن الحارث بن عدي الأنصاري
انتصار المسلمين على قريش، فقويت شوكتهم وأصبحوا مرهوبي الجانب في المدينة وما حولها، وذاع صيتهم في جزيرة العرب.
خسارة فادحة لقريش اهتزّت على إثرها مكانتها بين قبائل العرب.
استشهد من المسلمين 14 رجلًا: 8 من الأنصار و7 من المهاجرين.
قتل من قريش 70 رجلًا وأسر 70 آخرون بينهم العديد من سادتها وأشرافها.
كان لغنائم المسلمين وافتداء أسرى المشركين دور في انتعاش أحوال المسلمين الاقتصادية.
نال المسلمون المشاركون في معركة بدر مغفرة الله تعالى، قال ﷺ: «لَعَلَ الله اطَلَعَ على أَهْلِ بَدْرٍ فقال: اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ»، ولازمهم وصف «البدريون»، وكونوا الطبقة الأولى من الصحابة، واحتلوا أوائل التراجم في كتب الطبقات، وأعطاهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه أعلى العطاء.
يا ليتني كنت من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم
السلام عليكم
وقعت معركة بدر في 17/مارس
أم 13/مارس دكتور؟!