العشرة المبشرون بالجنة بالترتيب من الرجال والنساء
من منا لا يتوق إلى جنات النعيم؟ لكن الله - سبحانه وتعالى - اختصّ فئة…
اقرأ المزيدماذا لو سجد ابليس لآدم؟!
ماذا لو أطاع إبليس الأمر الإلهي كما فعلت الملائكة الكرام، وسجد لآدم.. هل كان ليطرده الرحمن من الملأ الأعلى ويطرده أيضاً من رحمته؟ هل كان سيصبح إبليس رمزاً للخير كما الملائكة، يدفع نحو الخير ويقف ضد الشر؟ بل أين الشر في مثل هذا الاحتمال؟ هل كان حليفاً وصديقاً للمخلوق الطيني؟،وهذا يعني انعدام الشر نظراً لانعدام الغواية والوسوسة المحرضة على الشر بأنواعه، فما هي قصة إبليس من البداية إلى النهاية؟
سمي أبو الجن بإبليس؛ لأنه أبلس أي يئس من رحمة الله، قال (ابن كثير) في تفسيره: وسماه إبليس إعلاماً له بأنه قد أبلس من الرحمة.
وقال (البغوي) في تفسيره: وكان اسمه عزازيل بالسريانية، وبالعربية الحارث، فلما عصى غير اسمه وصورته، فقيل: إبليس لأنه أبلس من -رحمة الله- أي يئس.
قال ابن القيم”: أما قولهم أيّ الحكمة في خلق ابليس وجنوده؟ ففي ذلك من الحكم ما لا يحيط بتفاصيلها إلا الله، فمنها:
ذهب أكثر أهل العلم إلى أنه لا يمكن لأحدٍ من الإنس – واستثني من ذلك النبي ﷺ وإخوانه الأنبياء – رؤية الجن على أصل خلقتهم، وهي غير معلومة أصلاً، فالجزم بأنها على صورة معينة لا يسلم لقائله، واستدل القائلون بعدم إمكانية رؤيتهم على صورتهم الحقيقية بقول الله تعالى: ﴿يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ﴾ [الأعراف:27].
جعل الله تعالى للجن القدرة على التشكل على صورة إنس وبهائم، وقد صحّت بذلك أدلة، وعُلم ذلك بالواقع المشاهد، فعنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: (إِنَّ بِالْمَدِينَةِ نَفَرًا مِنْ الْجِنِّ قَدْ أَسْلَمُوا فَمَنْ رَأَى شَيْئًا مِنْ هَذِهِ الْعَوَامِرِ فَلْيُؤْذِنْهُ ثَلاثًا فَإِنْ بَدَا لَهُ بَعْدُ فَلْيَقْتُلْهُ فَإِنَّهُ شَيْطَانٌ) [صحيح مسلم-2236].
هذا وقد جاءت الآيات الكثيرة التي تؤكد أن الشيطان لا يملك إلا الوسوسة.
إبليس كان يرى نفسه من أفضل المخلوقات، لأنه أعطي حرية الاختيار فأطاع الله، فكبر عليه كيف يخلق الله خلقاً ويعطيه حرية الاختيار، ثم يكون أفضل منه، وقد يكون هذا المخلوق هو الحاكم عليه فاغتاظ منه، وقال للملائكة قولة تدل على حسده لآدم على مكانته العظيمة فقال: “لئن سلطت عليه لأهلكنه، ولئن سلط علي لأعصينه”.
فعداوة إبليس لآدم بدأت قبل نفخ الروح، حسداً لمكانة آدم العظيمة
فلما أمر الله الملائكة بالسجود لآدم، سجدوا إلا إبليس بقي واقفاً ولم يسجد، هو الوحيد الذي عصى، فناداه الله عز وجل ﴿قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ﴾ [الأعراف:12]، فرد برد قبيح: ﴿قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ﴾، فتكبر إبليس ورفض أوامر الله عز وجل، وناقش، وجادل، فغضب الله عليه غضباً عظيماً فأنزل عليه اللعنة وأمره أن يخرج من الجنة ﴿قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا ﴾.
فطلب من الله طلباً ﴿قَالَ أَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ* قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ* قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ* ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ ۖ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ﴾ [الأعراف:14-17].
معركة الشيطان مع الإنسان مستمرة إلى قيام الساعة، يقول (ابن القيم): تتكون معارك الشيطان من 6 جولات بالترتيب: والاستعداد لها واجب على كل مسلمٍ ومسلمة، فإذا انتصر بها الإنسان على الشيطان، دخل الجنة، فما هي هذه الجولات؟
وله صورتين: أ. الصورة الأولى الكفر بوجود الله، بأن يقول (لا إله)، ﴿وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ﴾ [الجاثية:24]، هذا الصنف من أتباع الشيطان (الملاحدة) أنكر أنّ الله هو الذي خلق الخلق، وهو الذي يدير شؤون الخلق كله، وهم قليلون جداً.
ب.الصورة الثانية الشرك بالله: يؤمن بوجود الله، لكنه يشرك معه آلهة أخرى، ﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ﴾ [العنكبوت:61]، وهذا النوع كثير منتشر، مثل كفار قريش، والنصارى، واليهود، والبوذيين، كلهم يؤمنون بوجود الله ولكن يشركون مع الله آلهة أخرى ﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ﴾ [الزمر:38].
فإذا لم يفلح الشيطان في جعل الإنسان يكفر، يحاول أن يوقع في عقيدته الكثير من الأخطاء والبدع، علماً أنه لا يستطيع أحد حمايتك إلا الله، حتى رسول الله لا يستطيع أن يحميه أحد إلا الله ﴿قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا﴾ [الجن:21].
فإذا انتصر الإنسان من الوقوع في البدع، يأتيه من خلال الأعمال التي ربما تصل به إلى الكفر:
فإذا انتصر الإنسان من إتيان الكبائر، أتاه الشيطان من باب الصغائر.
فإذا نجى الإنسان من شرك الشيطان في جولاته السابقة، أتاه من باب الاستكثار من الحلال، كيف؟
فإذا انتصر الإنسان في كل الجولات السابقة، يعمد الشيطان إلى تقليل درجاتنا في الجنة، من خلال الوسوسة للإنسان بعمل الطاعات القليلة الأجر، فيعمد إلى إقناع المسلم بالاعتكاف في المسجد، بدلاً من خدمة إخوانه من المسلمين، لأن أجر خدمة المسلمين أعظم من أجر الاعتكاف في المسجد.
يجب على المرء أن ينظر في أموره ويبحث عن الأعمال التي يحصل بها أجوراً أعظم فيعمد إلى فعلها.
قال الله تعالى: ﴿أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلاً﴾ [الكهف:50]، ورد في (تفسير القرطبي الجامع لأحكام القرآن): اختلف هل لإبليس ذرية من صلبه:
فقال الشعبي: سألني رجل فقال: هل لإبليس زوجة؟ فقلت: إن ذلك عرس لم أشهده، ثم ذكرت قوله “أفتتخذونه وذريته أولياء” فعلمت أنه لا يكون ذرية إلا من زوجة فقلت: نعم.
وقال قوم: ليس له أولاد ولا ذرية، وذريته أعوانه من الشياطين.
قال القشيري أبو نصر: والجملة أن الله تعالى أخبر أن لإبليس اتباعاً وذرية، وأنهم يوسوسون إلى بني آدم وهم أعداؤهم، ولا يثبت عندنا كيفية في كيفية التوالد منهم وحدوث الذرية عن إبليس، فيتوقف الأمر فيه على نقل صحيح.
والنتيجة:
جاء في (البداية والنهاية): وله عرش على وجه البحر، وهو جالس عليه، ويبعث سَرَايَاهُ يُلْقُونَ بين النَّاسِ الشَّرَّ والفِتَنَ…
ولهذا لما قال النبي ﷺ لابن صياد (ما ترى؟) قال: أرى عرشاً على الماء، [مسلم-2925]، فعرف أن مادة مكاشفته التي كاشفه بها شيطانية مستمدة من إبليس الذي هو يشاهد عرشه على البحر، ولهذا قال له اخسأ فلن تعدو قدرك، أي لن تجاوز قيمتك الدنيا الخسيسة الحقيرة.
والدليل على أن عرش إبليس على البحر ما رواه الامام أحمد عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله ﷺ: (عرش إبليس في البحر يبعث سراياه في كل يوم يفتنون الناس فأعظمهم عنده منزلة أعظمهم فتنة للناس) [أحمد-14814].
إنّ من أغراض الشيطان أن يدخل الحزن على المؤمنين، قال تعالى: ﴿إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾ [المجادلة:10].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال: (إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب، وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثا، ورؤيا المسلم جزء من خمس وأربعين جزءا من النبوة، والرؤيا ثلاثة: فرؤيا الصالحة بشرى من الله، ورؤيا تحزين من الشيطان، ورؤيا مما يحدث المرء نفسه، فإن رأى أحدكم ما يكره فليقم فليصل، ولا يحدث بها الناس) [ مسلم-2263].
وفي الختام: لا تنس مشاركة هذه المقالة مع الأصدقاء
كما يمكنكم الاستفادة والاطلاع على المزيد من المقالات:
منهج الابتلاء و الاستغفار في القرآن والسنة النبوية و الحزن
نعم إبليس من الجن بدليل قول الله تعالى: {إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدل}.
إبليس ليس من الملائكة، إذ الفرق بين الملائكة والجن أن الملائكة مخلوقات لا يعصون الله ما أمرهم ﴿يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ﴾ وليس لهم حرية الاختيار، أما الجن فلهم حرية الاختيار.
أما إبليس فيعتبر من أعظم الجن ﴿ إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ ﴾ كان مطيعاً لله فأكرمه الله ورفعه إلى السماء.
والملائكة مخلوقة من نور، والجن مخلوقة من مارج من نار.
قال شيخ الإسلام "ابن تيمية": والشياطين هم مردة الإنس والجن، وجميع الجن ولد إبليس.
نعم إبليس كافر، وقد توعده الله بالخلود في نار جهنم.
الفرق بين ابليس والشيطان وَالْجِنِّ
الجن هو ذلك العالم الخفي الذي خلقه الله تعالى من النار، خلقه الله تعالى لعبادته، كما قال تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ الذاريات/56. وقد بعث نبينا صلى الله عليه وسلم إلى الجن والإنس جميعاً .
أما الشيطان: قال الحافظ ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم :
الشيطان مشتق من البعد على الصحيح، ولهذا يسمون كل من تمرد من جني وإنسي وحيوان شيطانا، قال الله تعالى: {وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا}.
عقاب ابليس يوم القيامة:
إبليس سيدخل جهنم خالداً فيها: فهذا مما لا شك فيه، وقد ذكر الله تعالى مصيره في الآخرة في عدة آيات، ومنها: قال تعالى: (قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ * قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُوماً مَدْحُوراً لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ).