الوعي ومفهومه وفوائده على الفرد والمجتمع
إنّ أهم مراحل الوعي والبناء الحضاري للأمة، هو الإحساس بالحاجة إلى الزاد الثقافي، واعتباره غذاءً…
اقرأ المزيد“عمر المختار” مجاهد ليبي قاوم الغزو الإيطالي لبلاده في الفترة من 1911 إلى 1931. لقّبه الليبيون بـ“شيخ المجاهدين” و”أسد الصحراء”.
من أقواله التي خلدها التاريخ: (نحن لا نستسلم.. ننتصر أو نموت، وهذه ليست النهاية، بل سيكون عليكم أن تحاربوا الجيل القادم والأجيال التي تليه، أما أنا فإن عمري سيكون أطول من عمر شانقي).
فمن هو هذا المعلم المجاهد حامل راية المقاومة ضد الطليان؟ وكيف كانت وفاته؟
ظهر نبوغ المختار منذ صباه مما جعل شيوخه يهتمون به في معهد “الجغبوب” الذي كان منارة للعلم، وملتقى للعلماء، ليعدوا أبناء المسلمين لحمل رسالة الإسلام الخالدة، ثم يرسلوهم بعد سنين عديدة من العلم والتلقي والتربية إلى مواطن القبائل في ليبيا وإفريقيا لتعليم الناس وتربيتهم على مبادئ الإسلام وتعاليمه الرفيعة.
مكث في معهد الجغبوب (8 أعوام) ينهل من العلوم الشرعية المتنوعة كالفقه والحديث والتفسير، ومن أشهر شيوخه الذين تتلمذ على أيديهم، السيد “الزروالي” المغربي، والسيد “الجواني”، والعلامة “فالح بن محمد بن عبد الله الظاهري المدني” وغيرهم كثير.
شهد شيوخ المختار له بالنباهة ورجاحة العقل، ومتانة الخلق، وحب الدعوة، وكان يقوم بما عليه من واجبات عملية أسوة بزملائه الذين يؤدون أعمالاً مماثلة في ساعات معينة إلى جانب طلب العلم، وكان مخلصًا في عمله متفانيًا في أداء ما عليه، ولم يعرف عنه زملاؤه أنه أجّل عمل يومه إلى غده.
صقلت الأيام صفات عمر المختار السالفة الذكر من تواضع وبساطة مع شخصية قيادية متزنة، وسوف تدفع به خصاله لتقدم الصفوف في طريقته السنوسية، وكان من إعجاب السيد المهدي السنوسي –شيخ السنوسية في هذا الوقت- أن قال: (لو كان عندنا عشرة مثل عمر المختار لاكتفينا بهم).
وهذه قصة طريفة تبين لنا مدى شجاعة عمر المختار:
تقرر سفر عمر المختار على رأس وفد إلى السودان، وفي الكفرة وجد قافلة من التجار من قبيلتي الزوية والمجابرة، وتجار آخرين من طرابلس وبنغازي تتأهب للسفر إلى السودان، فانضم الوفد إلى هؤلاء التجار الذين تعودوا السير في الطرق الصحراوية، ولهم خبرة جيدة بدروبها.
عندما وصل المسافرون إلى قلب الصحراء بالقرب من السودان، قال بعض التجار الذين تعودوا المرور من هذا الطريق: إننا سنمر بعد وقت قصير بطريق وعر لا مسلك لنا غيره، ومن العادة -إلا في القليل النادر- يوجد فيه أسد ينتظر فريسته من القوافل التي تمر من هناك، وتعودت القوافل أن تترك له بعيرًا كما يترك الإنسان قطعة اللحم إلى الكلاب أو القطط، وتمر القوافل بسلام.
واقترح المتحدث أن يشترك الجميع في ثمن بعير هزيل ويتركونه للأسد عند خروجه، فرفض عمر المختار بشدة قائلاً: (إن الإتاوات التي كان يفرضها القوي منا على الضعيف بدون حق أبطلت، فكيف يصح لنا أن نعيد إعطاءها للحيوان؟! إنها علامة الهوان والمذلة، إننا سندفع الأسد بسلاحنا إذا ما اعترض طريقنا).
وقد حاول بعض المسافرين أن يثنيه عن عزمه، فرد عليهم قائلاً: (إنني أخجل عندما أعود وأقول أنني تركت بعيرًا إلى حيوان اعترض طريقي، وأنا على استعداد لحماية ما معي، وكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، إنها عادة سيئة يجب أن نبطلها).
وما كادت القافلة تدنو من الممر الضيق حتى خرج الأسد من مكانه الذي اتخذه على إحدى شرفات الممر، فقال أحد التجار وقد خاف من هول المنظر وارتعشت فرائصه من ذلك: أنا مستعد أتنازل عن بعير من بعائري، ولا تحاولوا مشاكسة الأسد، فانبرى عمر المختار ببندقيته وكانت من النوع اليوناني، ورمى الأسد بالرصاصة الأولى فأصابته ولكن في غير مقتل، واندفع الأسد يتهادى نحو القافلة، فرماه بأخرى فصرعته، وأصر عمر المختار على أن يسلخ جلده ليراه أصحاب القوافل، فكان له ما أراد.
بعد نزول القوات الإيطالية إلى ليبيا عام 1911 بدأت قصة الشيخ الطاعن في السن المعروفة مع الجهاد الممتد لعقدين في الصحراء.
أوكل إليه العمل العسكري ضد الطليان من قبل أحمد الشريف السنوسي ومن بعده محمـد إدريس السنوسي، وكان أحمد الشريف قرر ترك زعامة الحركة لابن عمه محـمد إدريس بعد الحرب العالمية الأولى، وكان السنوسي قد شارك فيها إلى جانب الدولة العثمانية وقاتل الإنجليز في مصر، وذلك قبل أن يعقد محمـد إدريس السنوسي هدنة مع الطليان أدت إلى انقسام المقاومين في ليبيا حول الالتزام بها، والتي خرقها المختار بعد خروج إدريس السنوسي إلى مصر من ليبيا ولكنه ظل على تواصل معه.
استمر قتال الشيخ الشهيد إلى حتى القصة المعروفة باعتقاله وإعدامه رحمه الله.
اعتمد في جهاده ضد الإيطاليين على طريقة الكر والفر، فلم يكن بالإمكان مواجهة العدو وجها لوجه، لأن الايطاليين كانوا يتحركوا في صفوف كبيرة منظمة، فكانت حرب عصابات أوجعت العدو، ووصلت عدد المواجهات بين المجاهدين والطليان إلى (260) معركة في (18) شهر فقط، وهذا يدل على حجم الهجوم السنوسي متمثلاً بعمر المختار على الإيطاليين.
بعد رحيل السنوسي إلى مصر في بداية العام 1923 وإثر احتلال طرابلس من قبل الإيطاليين.
بدأ اسم المجاهد عمر المختار يظهر أكثر فأكثر، وأصبح وجوده يثير قلق المستعمر الإيطالي، رغم أن مجموع رجاله لم يتجاوز ألف رجل كانوا مسلحين ببنادق خفيفة، ولم يكن له عتاد يذكر مقارنة بقوة عدوه.
كانت أولى الخطوات الإيطالية لترويض عمر المختار قد بدأت بعد سفره إلى مصر، حيث قدم له الإيطاليون عبر وسطائهم عروضاً مغرية تحفظ له حياته وتهديه السلطة بشرط قطع علاقته بالأمير إدريس السنوسي، وقدموا له خيار البقاء في مصر لاجئا وضمان راتب ضخم، وحاول الوسطاء التأثير فيه ناصحين إياه بالقبول وترك القتال بسبب تقدمه في السن.
لكنه في تلك الأثناء كان يضع الخطط القتالية مع إدريس السنوسي عند زيارته له في مصر.
كان من عادة عمر المختار أن ينتقل كل سنة من مركز إقامته إلى مراكز أخرى، ليتفقد أحوال إخوانه من المجاهدين، عام(1931) ذهب المختار كعادته لكن في نفر قليل يقدر بمئة فارس، ثم أعاد 60 فارسًا وذهب في 40 فقط.
لما وصل وادي الجريب (بالتصغير) وهو وادٍ عظيم في الجبل الأخضر، وكان صعب المسالك كثير الغابات، كان لا بد من اجتيازه، فمر به عمر المختار ومن معه، وباتوا فيه ليلتين.
علمت إيطاليا عن طريق عملائها، بمكان المختار، فأمرت بتطويق الوادي من جميع الجهات، فوقع المختار ورفاقه وسط العدو، والتحمت المعركة داخل الوادي، وأصيب عمر المختار بجراح في يده، وأصيب فرسه بضربة قاتلة، وحُصرت يده السليمة تحت الفرس فلم يتمكن من سحبها، ولم تسعفه يده الجريحة.
ويوم 11 سبتمبر/أيلول 1931، هجم جنود الطليان على المختار دون أن يعرفوا شخصيته في البداية، وتم القبض عليه، وتعرَّف عليه أحد الخونة، وجاء الكمندتور داود باتشي متصرف درنة ليتعرف عليه، ونقل المختار سريعا إلى ميناء سوسة محاطًا بعدد كبير من الضباط والجنود الإيطاليين، ومن ثم نقل فورًا إلى بنغازي عن طريق البحر.
عليه ثياب لو تقاس جميعها بفلسٍ لكان الفلس منهن أكثرا
وفيهن نفس لو تقاس ببعضها نفوس الورى كانت أجل وأكبرا
صبيحة يوم 15 سبتمبر 1931م، وقبل المحاكمة رغب غرتسياني في الحديث مع عمر المختار، يذكر غرتسياني في كتابه (برقة المهدأة): «وعندما حضر أمام مكتبي تهيَّأ لي أن أرى فيه شخصيَّة آلاف المرابطين، الذين التقيتُ بهم أثناء قيامي بالحروب الصحراوية؛ يداه مُكَبَّلتان بالسلاسل، رغم الكسور والجروح التي أُصيب بها أثناء المعركة، وكان وجهه مضغوطًا؛ لأنه كان مغطِّيًا رأسه (بالجَرِد (1) ، ويجرُّ نفسه بصعوبة نظرًا لتعبه أثناء السفر بالبحر، وبالإجمال يُخَيَّل لي أن الذي يقف أمامي رجل ليس كالرجال، له منظره وهيبته؛ رغم أنه يشعر بمرارة الأسر، ها هو واقف أمام مكتبي، نسأله ويجيب بصوت هادئ وواضح».
غرتسياني: لماذا حاربت بشدَّة متواصلة الحكومة الفاشستية؟
أجاب الشيخ: من أجل ديني ووطني.
غرتسياني: ما الذي كان في اعتقادك الوصول إليه؟
فأجاب الشيخ: لا شيء إلَّا طردكم.. لأنكم مغتصبون، أمَّا الحرب فهي فرض علينا، وما النصر إلَّا من عند الله.
غرتسياني: لما لك من نفوذٍ وجاهٍ، في كم يوم يُمكنك أن تأمر الثوار بأن يخضعوا لحكمنا ويُسلموا أسلحتهم؟
فأجاب الشيخ: لا يمكنني أن أعمل أيَّ شيء، وبدون جدوى نحن الثوَّار سبق أن أقسمنا أن نموت كلُّنا الواحد بعد الآخر، ولا نُسَلِّم أو نُلقي السلاح.
لم يخف غراتسياني انبهاره بأسد الصحراء ووصفة بالرجل الشجاع، أظهر له الاحترام والتقدير، فلم يترك له عمر المختار ثغرة واحدة ليستغلها، كان لكل سؤال جواب، وصار مثلاً يضرب.
يستطرد غرتسياني حديثه فيقول: «وعندما وقف ليتهيَّأ للانصراف كان جبينه وضَّاءً؛ كأنَّ هالة من نور تُحيط به، فارتعش قلبي من جلالة الموقف، أنا الذي خاض معارك الحروب العالمية والصحراوية، ولُقِّبْتُ بأسد الصحراء، ورغم هذا فقد كانت شفتاي ترتعشان، ولم أستطع أن أنطق بحرفٍ واحدٍ، فأنهيتُ المقابلة، وأمرتُ بإرجاعه إلى السجن لتقديمه إلى المحاكمة في المساء، وعند وُقوفه حاول أن يمدَّ يده لمصافحتي؛ ولكنه لم يتمكَّن؛ لأن يديه كانت مُكَبَّلة بالحديد».
مارس غراتسياني خلال اللقاء عملية ابتزاز وضغط على عمر المختار فرفض عمر المختار وقال له “نحن لن نستسلم.. نحن ننتصر أو نموت“.
تمت محاكمته بتهمة الدفاع عن وطنه، وتم الحكم عليه بالإعدام شنقاً أمام الناس، وكيف لايحكم عليه بالإعدام إذا كان الحكم هو الخصم.
(جاء الطليان بالسيد عمر المختار إلى قاعة الجلسة وهو مكبل بالحديد، ويحيطه الحرس من كلّ حدبٍ وصوب، وقد كان مكاني في القاعة بجوار السيد عمر، ثمّ أحضر الطليان أحد المترجمين الرسميين، وكان اسمه هرمس، وعندما افتتحت الجلسة، وبدأ الاستجواب تأثر المترجم بالمحاكمة، وبدا ذلك واضحاً على ترجمته، ثمّ تمّ استبعاده، وأحضر مترجم يهودي وهو لمبروزو، وقام بالترجمة).
رَكَزوا رُفاتَكَ في الرِمالِ لِواءَ … يَستَنهِضُ الوادي صَباحَ مَساءَ
يا وَيحَهُم نَصَبوا مَناراً مِن دَمٍ … توحي إِلى جيلِ الغَدِ البَغضاءَ
ما ضَرَّ لَو جَعَلوا العَلاقَةَ في غَدٍ … بَينَ الشُعوبِ مَوَدَّةً وَإِخاءَ
جُرحٌ يَصيحُ عَلى المَدى وَضَحِيَّةٌ … تَتَلَمَّسُ الحُرِّيَةَ الحَمراءَ
يا أَيُّها السَيفُ المُجَرَّدُ بِالفَلا … يَكسو السُيوفَ عَلى الزَمانِ مَضاءَ
تِلكَ الصَحاري غِمدُ كُلِّ مُهَنَّدٍ … أَبلى فَأَحسَنَ في العَدُوِّ بَلاءَ
وَقُبورُ مَوتى مِن شَبابِ أُمَيَّةٍ … وَكُهولِهِم لَم يَبرَحوا أَحياءَ
لَو لاذَ بِالجَوزاءِ مِنهُم مَعقِلٌ … دَخَلوا عَلى أَبراجِها الجَوزاءَ
فَتَحوا الشَمالَ سُهولَهُ وَجِبالَهُ … وَتَوَغَّلوا فَاِستَعمَروا الخَضراءَ
وَبَنَوا حَضارَتَهُم فَطاوَلَ رُكنُها … دارَ السَلامِ وَجِلَّقَ الشَمّاءَ
خُيِّرتَ فَاِختَرتَ المَبيتَ عَلى الطَوى … لَم تَبنِ جاهاً أَو تَلُمَّ ثَراءَ
إِنَّ البُطولَةَ أَن تَموتَ مِن الظَما … لَيسَ البُطولَةُ أَن تَعُبَّ الماءَ
إِفريقيا مَهدُ الأُسودِ وَلَحدُها … ضَجَّت عَلَيكَ أَراجِلاً وَنِساءَ
وَالمُسلِمونَ عَلى اِختِلافِ دِيارِهِم … لا يَملُكونَ مَعَ المُصابِ عَزاءَ
وَالجاهِلِيَّةُ مِن وَراءِ قُبورِهِم … يَبكونَ زيدَ الخَيلِ وَالفَلحاءَ
في ذِمَّةِ اللَهِ الكَريمِ وَحِفظِهِ … جَسَدٌ بِبُرقَةَ وُسِّدَ الصَحراءَ
لَم تُبقِ مِنهُ رَحى الوَقائِعِ أَعظُماً … تَبلى وَلَم تُبقِ الرِماحُ دِماءَ
كَرُفاتِ نَسرٍ أَو بَقِيَّةِ ضَيغَمٍ … باتا وَراءَ السافِياتِ هَباءَ
بَطَلُ البَداوَةِ لَم يَكُن يَغزو عَلى … تَنَكٍ وَلَم يَكُ يَركَبُ الأَجواءَ
لَكِن أَخو خَيلٍ حَمى صَهَواتِها … وَأَدارَ مِن أَعرافِها الهَيجاءَ
لَبّى قَضاءَ الأَرضِ أَمسِ بِمُهجَةٍ … لَم تَخشَ إِلّا لِلسَماءِ قَضاءَ
وافاهُ مَرفوعَ الجَبينِ كَأَنَّهُ … سُقراطُ جَرَّ إِلى القُضاةِ رِداءَ
شَيخٌ تَمالَكَ سِنَّهُ لَم يَنفَجِر … كَالطِفلِ مِن خَوفِ العِقابِ بُكاءَ
وَأَخو أُمورٍ عاشَ في سَرّائِها … فَتَغَيَّرَت فَتَوَقَّعَ الضَرّاءَ
الأُسدُ تَزأَرُ في الحَديدِ وَلَن تَرى … في السِجنِ ضِرغاماً بَكى اِستِخذاءَ
وَأَتى الأَسيرُ يَجُرُّ ثِقلَ حَديدِهِ … أَسَدٌ يُجَرِّرُ حَيَّةً رَقطاءَ
عَضَّت بِساقَيهِ القُيودُ فَلَم يَنُؤ … وَمَشَت بِهَيكَلِهِ السُنونَ فَناءَ
تِسعونَ لَو رَكِبَت مَناكِبَ شاهِقٍ … لَتَرَجَّلَت هَضَباتُهُ إِعياءَ
خَفِيَت عَنِ القاضي وَفاتَ نَصيبُها … مِن رِفقِ جُندٍ قادَةً نُبَلاءَ
وَالسُنُّ تَعصِفُ كُلَّ قَلبِ مُهَذَّبٍ … عَرَفَ الجُدودَ وَأَدرَكَ الآباءَ
دَفَعوا إِلى الجَلّادِ أَغلَبَ ماجِداً … يَأسو الجِراحَ وَيُعَتِقُ الأُسَراءَ
وَيُشاطِرُ الأَقرانَ ذُخرَ سِلاحِهِ … وَيَصُفُّ حَولَ خِوانِهِ الأَعداءَ
وَتَخَيَّروا الحَبلَ المَهينَ مَنِيَّةً … لِلَّيثِ يَلفِظُ حَولَهُ الحَوباءَ
حَرَموا المَماتَ عَلى الصَوارِمِ وَالقَنا … مَن كانَ يُعطي الطَعنَةَ النَجلاءَ
إِنّي رَأَيتُ يَدَ الحَضارَةِ أولِعَت … بِالحَقِّ هَدماً تارَةً وَبِناءَ
شَرَعَت حُقوقَ الناسِ في أَوطانِهِم … إِلّا أُباةَ الضَيمِ وَالضُعَفاءَ
يا أَيُّها الشَعبُ القَريبُ أَسامِعٌ … فَأَصوغُ في عُمَرَ الشَهيدِ رِثاءَ
أَم أَلجَمَت فاكَ الخُطوبُ وَحَرَّمَت … أُذنَيكَ حينَ تُخاطَبُ الإِصغاءَ
ذَهَبَ الزَعيمُ وَأَنتَ باقٍ خالِدٌ … فَاِنقُد رِجالَكَ وَاِختَرِ الزُعَماءَ
وَأَرِح شُيوخَكَ مِن تَكاليفِ الوَغى … وَاِحمِل عَلى فِتيانِكَ الأَعباءَ
وفي الختام: لا تنس مشاركة هذه المقالة مع الأصدقاء
كما يمكنكم الاستفادة والاطلاع على المزيد من المقالات:
علي عزت بيجوفيتش والولاء للفكرة ونظام الملك وأسس الدولة الناجحة
و الدكتور عبدالرحمن السميط والدعوة بالإغاثة
(نحن لا نستسلم، ننتصر أو نموت، وهذه ليست النهاية، بل سيكون عليكم أن تحاربوا الجيل القادم والأجيال التي تليه… أما أنا فإن عمري سيكون أطول من عمر شانقي أو جلادي)،
كان الهدف من إعدام عمر المُختار إضعاف الروح المعنويَّة للمقاومين الليبيين والقضاء على الحركات المناهضة للحُكم الإيطالي، لكن النتيجة جاءت عكسيَّة، فقد ارتفعت حدَّة الثورات، وانتهى الأمر بأن طُردت القوات الإيطالية من البلاد عام 1943.
نظم صفوف المجاهدين، وشن الغارات ضد الغزاة الطليان، ثم انتشر اسمه في صحف روما، كما تغيرت 4 حكومات إيطالية أثناء ذلك، نتيجة هزائم الجيش الإيطالي على يد عمر المختار والمجاهدين.
2-نصب الكمائن في صحراء ليبيا، ووزع وقته بين الجهاد وقيام الليل وختم القرآن، كما كان ينام بين 2- 3 ساعات فقط في اليوم، وقد ساهم في تحقيق انتصارات حركة الجهاد الليبي بقيادة عمر الختار وجود الخبرة السابقة في جهاده ضد الفرنسيين، وأيضًا معرفته بجغرافية البلاد الصحراوية وطرقها ومسالكها وكل ما يتعلق بها.
3- أسس كتائب فدائية؛ لضرب الغزاة والاختفاء بسرعة، ومهاجمة الثكنات العسكرية في أطراف الصحراء، كما قطع الطرق والإمدادات عن الجيش الإيطالي، إذ تسبب في إحراجهم أمام الرأي العام، واستطاع تدمير القوة الإيطالية التي حاولت حصاره عند بئر الغبي، كما انتصر عليهم في معركة الرحيبة سنة 1927م.
4- خاض معركة درنة في شهر مايو من عام 1913م على مدار يومين، وانتهت بمقتل 70 جندياً من الجيش الإيطالي، وإصابة 400 منهم، أيضاً معركة بوشمال عند منطقة عين ماره في شهر أكتوبر من عام 1913م، بالإضافة إلى معارك أم شخنب وشلظيمة والزويتينة في شهر فبراير من عام 1914.
قال عنه القائد الإيطالي الجنرال «جراسياني» متحدثًا عن «عمر المختار» في مذكراته «برقة الهادئة»
هذا الرجل أسطورة الزمان الذي نجا آلاف المرات من الموت ومن الأسر، واشتهر عند جنوده بالقداسة والاحترام؛ لأنه الرأس المفكر والقلب النابض للثورة العربية في برقة، وكذلك كان المنظّم للقتال بصبر ومهارة فريدة لا مثيل لها سنين طويلة.
كتبت التايمز البريطانية، مقالة «انتصار إيطالي»، بتاريخ 17 سبتمبر 1931م
حقّق الإيطاليون انتصارًا خطيرًا ونجاحًا حاسمًا في حملتهم على المتمرّدين السنوسيين في برقة، فلقد أسروا وأعدموا الرجل الرهيب «عمر المختار» شيخ القبيلة العنيف الضاري.
قال عنه: الجنرال الإيطالي «جراسياني» متحدثُا عن «عمر المختار»
طريقته في القتال ليست كالقادة الآخرين؛ فهو بطلٌ في إفساد الخطط وسرعة التنقّل بحيث لا يمكن تحديد موقعه لتسديد الضربات له ولجنوده،… يكافح إلى أبعد حد لدرجة العجز، ثم يغيّر خطته ويسعى دائمًا للحصول على أي تقدم مهما كان ضئيلاً، بحيث يتمكّن من رفع الروح العسكرية ماديًا ومعنويًا حتى يقضي الله أمرًا كان مفعولاً.