قصة بربروس وكل ما يجب معرفته عنها
تاريخ النشر: - تاريخ التعديل: - جميع معارك المسلمين التاريخ الإسلامي - جديدنا

لقّبه السلطان سليم الأول بخير الدين باشا، وعرف لدى الأوروبيين بـ “بارباروسا” أي ذو اللحية الحمراء، هو أحد أكبر قادة الأساطيل العثمانية وأحد رموز الجهاد البحري، تولى منصب حاكم إيالة الجزائر، ثم عينه السلطان سليمان القانوني كقائد عام لجميع الأساطيل البحرية للخلافة العثمانية.

فما قصة هذه الأدميرال العثماني الذائع الصيت؟

 

خير الدين بربروس مولده ونشأته

مولده

ولد خضر أو ما بات يعرف بلقب خير الدين بربروس سنة 1478 للميلاد، في جزيرة لسبوس اليونانية أو ما تعرف باسم “مدللي” التابعة لولاية الأرخبيل إبان حكم الدولة العثمانية.

والده يعقوب بن يوسف: من بقايا الفاتحين المسلمين الأتراك الذين استقروا في جزيرة مدللي، ووالدته “كاتالينا”: سيدة مسلمة أندلسية.

له ثلاثة إخوة هم: (إسحاق، وعروج، وإلياس)، كان لأمهم الأثر على أولادها في تحويل نشاطهم شطر بلاد الأندلس التي كانت تئنّ في ذلك الوقت من بطش الأسبان والبرتغاليين.

نشأته

نشأ الإخوة الأربعة في ميديلي نشأة إسلامية جادة، واختار أكبرهم وهو إسحاق طريق طلب العلم ودراسة القرآن الكريم والفقه، مع أن مصادر أخرى أشارت إلى أنه الأخ الأصغر إلياس.

وبحسب مذكرات خير الدين فإن أخاه “إسحاق” كان مقيمًا في قلعة ميديلي، فيما كان هو وعروج مولعين بركوب البحر، وعلى ذلك اقتنى عروج سفينة للتجارة بينما اتخذ خير الدين مركبًا ذا ثمانية عشر مقعدًا.

أخذ عروج وخير الدين يتنقلان ما بين “سلانيك” وجزيرة “أغريبوز” لجلب البضائع وبيعها في ميديلي، لكن طموح عروج كان أكبر من هذه المسافة القصيرة، فغادر ميديلي مع أخيه الأصغر إلياس إلى طرابلس.

جهاده مع اخوته

” ما دام الموت هو نهاية كل حيّ، فليكن في سبيل الله “، لقد كانت هذه العبارة شعار القبطانين اللذين شغل تاريخهما الغزو والظفر ثم يصورهما الإعلام الغربي قرصانين وقاطعي طريق لتشويه التاريخ الإسلامي، وفي المقابل يشغل أذهان أجيال المسلمين ببطولات الأفلام المزيفة.

اتجه الأخوان عروج وخير الدين إلى الجهاد البحري منذ الصغر، ووجها نشاطهما في البداية إلى بحر الأرخبيل المحيط بمسقط رأسهما حوالي سنة 1510م، لكن شدة الصراع بين القوى المسيحية في بلاد الأندلس وفي شمالي أفريقيا بين المسلمين هناك، والذي اشتد ضراوة في مطلع القرن السادس عشر، قد استقطب الأخوين لينقلا نشاطهما إلى هذه المناطق، وبخاصة بعد أن تمكن الإسبان والبرتغاليون من الاستيلاء على العديد من المراكز والموانئ البحرية في شمالي أفريقيا.

أطلق اسم بربروس على عروج ابتداء ثم ورثه خضر (خير الدين)، و”باربا” تعني اللحية، و”روسا” تعني الشقراء أو الحمراء باللغة الإيطالية، وهو لقب أطلقه عليهما الإفرنج الذين أذهلتهم بطولاتهما.

إنجازاته وحروبه

  • فتح الجزائر وتأمينها من هجمات الإسبان.
  • معركة بروزة البحرية التي انتصر فيها على الاسطول الأوربي المؤلف من 600 قطعة بحرية، وأسر ما يزيد عن 3000 آلاف مقاتل دون خسارة أي قطعة عثمانية.
  • حصار نيس و العسكرة داخل ميناء طولون.
  • أعظم حدث بحياة بربروسا بنظر الكثيرين تلبية نداء الأندلسيين المسلمين لإنقاذهم من حملات الإبادة الإسبانية.

 

خير الدين بربروس، حكاية قرصان الجزائر الذي أصبح “ملك البحار”

هناك فرق جذري بين القرصنة القائمة على السلب والنهب ومجرد الأذى والقرصنة التي تدخل في الحرب البحرية الدفاعية، بهدف ضرب اقتصاديات العدو.

شهد العالم حقبة من تجارة الرقيق التي كانت تستهدف المسلمين في عهد الملك الإسباني شارل الخامس (شاركان) ووسيلته في ذلك فرسان مالطا، لذلك جاءت “القرصنة” الإسلامية كرد فعل على القرصنة الصليبية التي عاثت في البر والبحر فسادًا.

ويتفق المسلمون وحتى أعداؤهم على أن القرصنة الإسلامية كانت جهادًا في سبيل الله في البحر، وشهدت تطورًا مع نهاية القرن الخامس عشر. وانتعشت أكثر على سواحل شمال أفريقيا التي توفر الرسو والتموين والحماية بفضل صخورها العالية ومراسيها الكثيرة وخلجانها وطبيعتها الوعرة.

مقاومة النفوذ الإسباني

ذاع صيت الأخوين بربروسا، فاتفقت ممالك الصليبيين على القضاء عليهما، فأطلق التحالف الصليبي حملته على الأخوين بربروس الذين خرجا يقصدان “جنوى”، لكن الرياح أخذتهم إلى سواحل الجزائر، فرسوا أمام قلعة بجاية، والله إذا أراد أمرًا هيأ له أسبابه.

لم يعثر الأسطول الصليبي على الأخوين فتوجه إلى بجاية فوجدهما فيها، لكنهما أدركا بفراستهما أن القتال على الساحل فيه خطورة كبيرة، فقررا ركوب البحر بسرعة، ولما لاحظ ذلك الصليبيون ظنوه الفرار منهم، فطاردوهم إلى عمق البحر وهذا ما كان يريد الأخوان بربروسا، فالتفت سفنهم لترجع مصادمة للعدو مما فاجأ الصليبيين وتعجبوا من هذه المناورة، ثم اندلعت معركة كبيرة بينهم، انتصر فيها الأخوان بربروسا انتصارًا كبيرًا وغنما 4 من السفن من بينها سفينة القيادة وكان المفترض أن يعودا إلى تونس، بعدما فر من تبقى من أسطول الصليبيين واحتمى بقلعة بجاية.

لكن عروج أصر على مطاردة هذه السفن، فرجع إلى قلعة بجاية، التي كانت تزدحم بالجنود الإسبان، فهاجمها واندلعت معركة عنيفة كاد أن يستولي خلالها على القلعة لكنه ما لبث أن أصيب بقذيفة في ذراعه الأيسر فأسقطته بينما استشهد ستون من رفاقه وجرح الكثيرون، انتهز حينها الإسبان الفرصة وفتحوا أبواب القلعة للهجوم على عروج وجنوده.

حزن خير الدين كثيرًا على ما أصابهم وثار غضبًا لينطلق كالأسد مع 300 إلى 400 مقاتل، فأعملوا سيوفهم في الجنود الإسبان حتى قتلوا منهم 300 وأسروا 150 آخرين. في هذه الأثناء كان عروج قد فقد وعيه، فاستدرك خير الدين الجنود ورجع بالسفن، لكن هذه المرة رجع ومعه 14 سفينة بدل 4 سفن.

تحرير مدينة بجاية

شن الأخوان هجومًا على سفن الصليبيين في البحر وحرروا الأسرى المسلمين، وكان هذا دأبهم في كل هجوم على سفن الصليبيين تحرير آلاف الأسرى المسلمين، ثم تقدموا لبجاية في نحو (2033) بحارًا و(10) سفن، ومئة وخمسين مدفعًا وآلاف الأسرى للتجديف.

اشتبك الأخوان بربروسا مع الجيش الإسباني المتحصن في القلعة، وقتل فيها الكثير من الإسبان، واستمر القتال (29) يومًا، وشارفت القلعة على الاستسلام لكن نقص المدافع منع من اختراقها.

أرسل الإسبان تعزيزات كبيرة، فانسحب الأخوان بربروسا إلى جيجل وتمركزوا يراقبون حركة التعزيزات، وكانوا قد دخلوها وسيطروا عليها مسبقًا كخطوة مهمة في استراتيجيتهم التوسعية.

أثناء رصدهم للتعزيزات المرسلة للجزائر، لاحت في الأفق (10) سفن كبيرة مشحونة بالأسلحة والمعدات العسكرية، وبدأ الهجوم على قوافل التعزيزات بصيحات التكبير والتهليل، وانطلقت معركة كبيرة، انتهت بانتصار الأخوين وغنيمة كل السفن، ولم يبق من جنود الصليبيين سوى (78) أسيرًا. فاستخدمهم الأخوان للتجديف.

قاد الأخوان السفن الإسبانية برايات صليبية نحو بجاية، فظن الجنود المتحصنون بقلعة بجاية أن المدد قد وصل، فرفعوا لهم القبعات تحية وفرحة. فما أن فتحت البوابات وهرع الإسبان لاستقبال المدد الزائف، حتى خرج البحارة بصيحات التكبير، فأصاب الإسبان الهلع، واضطربت صفوفهم فما لبثت أن فتحت القلعة وأضحى الإسبان يطالبون بالأمان.

بعد فتح القلعة جاء جميع قادة وشيوخ المنطقة من بجاية ونواحيها مبايعين لخير الدين وعروج فأصبحا ملكين على هذه البلاد، وفرح الأخوان بالنصر وشكرا الله أن أبدلهما عن ملك تونس بدولة جديدة لهما، وكانا قد لقيا فيها من البارود ما يسد حاجتهما لمزيد من الغزو.

دولة القراصنة

عام 1516 شن الشقيقان هجوماً على مدينة الجزائر التي بسط عروج سيطرته عليها.

اعترف العثمانيون بهذه التطورات الجارية على الأرض في شمال إفريقيا وعرضوا الدعم المالي والسياسي على الأخوين الأمر الذي مكنهما من تعزيز مكاسبهما.

ثم عرضت الدولة العثمانية منصب حاكم الجزائر على عروج ومنصب أمير البحر في غرب المتوسط على خير الدين ولكن لم يكن اندماج الشقيقين تاما في الدولة العثمانية.

وفي عام 1518 لقي عروج حتفه في قتال الإسبان الذين استعادوا السيطرة على مدينة الجزائر، وفي ذلك الوقت تقدم خير الدين، الذي حمل لقب بربروس، لقتال الإسبان وطلب مساعدة العثمانيين ونجح في السيطرة مجددا على المدينة التي تحولت تدريجيا لأول دولة للقراصنة والتي تنامى استقلالها العسكري والسياسي بمرور الزمن عن الدولة العثمانية.

وكان العثمانيون قد استخدموا الجزائر في وقت لاحق كقاعدة عمليات متقدمة لهم في غرب البحر المتوسط، وفي ذلك الوقت ارتبط بربروس رسميا بالدولة العثمانية.

وفي عام 1522 استولى السلطان العثماني سليمان القانوني على جزيرة رودس، ونصب بربروس حاكماً عليها.

وبعد استيلاء بربروس وقواته على تونس عام 1531، جعله القانوني الأدميرال الأكبر (قبطان باشا) للدولة العثمانية، وصار يعمل رئيسا لأركان حرب البحرية العثمانية.

 

انقاذ بربروس لمسلمي الأندلس والتحالف مع فرنسا

أعظم أعمال خير الدين بربروس بنظر الكثيرين كانت تلبية نداء الأندلسيين المسلمين لإنقاذهم من حملات الإبادة الإسبانية، حيث كان لبربروس موقف مشرف تجاه مسلمي الأندلس الذين كانوا يعانون من الاضطهاد والتميز العنصري في أقسى صوره على يد الكنيسة الكاثوليكية واتباعها إثر سقوط دولة الأندلس الإسلامية سنة 897 للهجرة الموافق لسنة 1492 للميلاد، حيث اعتمدت مبدأ التطهير العرقي للقضاء على المسلمين فيها:

فعمدت إلى قتلهم وتعذيبهم داخل معتقلات مظلمة تحت الأرض عرفت بمحاكم التفتيش، والتي بدورها بدأت بارتكاب الفظائع والجرائم التي لا تعد ولا تحصى بحق المسلمين، من قتل جماعي وتشريد واعتقال.

محاكم التفتيش أجبرت آلاف الأندلسيون على ترك الإسلام والدخول بالدين النصراني، كما أجبرتهم على حرق ما يملكونه من نسخ للقرآن الكريم والكتب الإسلامية والعربية بمختلف المجالات، والتي كانت تعتبر بمثابة كنزٍ لا يقدر بثمن يتفاخر به الأندلسيون،

في هذه الأثناء: كان عروج بربروس شقيق القائد خير الدين قد ذاع صيته في البحار وبدأت دولته الفتية التي اسسها في الجزائر تنمو وتتوسع بشكل ملحوظ، لاسيما بعد نجاحه بطرد الاسبان من السواحل التي احتلوها شمال إفريقيا كما نجح بضم مصر إلى دولته وبعث برسالة للسلطان العثماني سليم الأول يعلن فيها عن ولائه وطاعته لدولة الخلافة العثمانية.

المهمة المستحيلة

استدعى الخليفة العثماني سليم الأول القائد عروج وأطلعه على رسائل الاستغاثة التي بعث بها مسلمو الأندلس من أقبية الكنائس المظلمة، فأوكل إليه سليم الأول مهمة هي في عرف الدنيا مهمة مستحيلة، وأعطاه التوجيه الإستراتيجي لهذه المهمة:

  1. الإبحار من أقصى شرق البحر المتوسط في تركيا إلى أقصى غرب المتوسط في الأندلس، ومحاربة أساطيل الجيوش الصليبية مجتمعة (إسبانية وبرتغالية وإيطالية وسفن القديس يوحنا).
  2. التمكن من اختراق كل تلك الحصون البحرية والتي تبني جدارا بحريا حول الأندلس، والتمكن من الرسو الآمن في إحدى المدن الأندلسية المحتلة من قبل القشتاليين الصليبيين.
  3. تدمير الحامية البحرية الإسبانية لتلك المدينة وشل قوة العدو الدفاعية والتحول إلى اليابسة وخوض حرب شوارع ضد القوات البرية الإسبانية في أزقة تلك المدينة وشوارعها.
  4. تحرير المدينة الأندلسية من جديد ورفع راية الإسلام العثمانية على قلاعها ومباغتة الكنائس بصورة مفاجئة للحيلولة دون هروب القساوسة الكاثوليك الذين يعرفون أماكن غرف التعذيب السرية.
  5. البحث في جميع أقبية الكنائس المظلمة بشكل فوري قبل أن يتم تهريب المعذبين المسلمين والتمكن من العثور على الغرف السرية التي يعذب فيها المسلمون.
  6. بعد العثور على غرف التعذيب السرية يتم تحرير المسلمين مع مراعاة عدم نقلهم من الأقبية حتى غياب الشمس لتجنب إصابة الأسرى بالعمى نتيجة عدم رؤيتهم للشمس منذ سنين.
  7. يتم نقل الأسرى حملا إلى السفن الإسلامية العثمانية، مع مراعاة الحالة البدنية الفظيعة التي وصلوا إليها، مع تجنب تعرض جلودهم الهزيلة للتمزق أثناء الحمل.
  8. إخلاء المدينة على وجه السرعة، مع مراعاة أن لا تستمر العملية منذ الرسو في الميناء وحتى الإقلاع أكثر من ٦ ساعات لتجنب الاشتباك مع قوات المدد للعدو الآتية من المدن المجاورة.
  9. الإبحار تحت جنح الظلام والتمكن من شل حركة العدو البحرية أثناء رحلة الرجوع، مع الأخذ بعين الاعتبار أن العودة هذه المرة لن تكون نحو تركيا، وإنما ستكون نحو الجزائر من طريق آخر لإسعاف الأسرى بأسرع وقت من جهة، ولخداع بحرية العدو من جهة أخرى.

( انتهت المهة !  التوقيع: سليم الأول)

هل رأيت أو سمعت أو قرأت عن مهمة مستحيلة في تاريخ البشر أصعب من هذه المهمة؟!

الغريب أن القائد عروج قام بتنفيذ هذه المهمة بنجاح منقطع النظير! والأعجب من ذلك أنه قام وإخوته بتكرارها مرات ومرات، وتمّ نقل 70 ألف مسلم أندلسي في أسطول مؤلف من 36 سفينة، في سبع رحلات عام 1529، وتم تأمينهم في الجزائر وتوطّنوا فيها.

تحالفه مع فرنسا

  • بعث فرانسوا الأول برسالة استغاثة للسلطان العثماني آنذاك سليمان القانوني يطلب فيها منه إنقاذه من عدوهم المشترك شارلكان، فتم عقد تحالف مشترك بين فرنسا والدولية العثمانية، رغم اعتراض الكنيسة وتسميته من قبل الكاثوليك بالتحالف الأثيم.
  • عام 1543 أمر السلطان العثماني سليمان القانوني القائد خير الدين بربروسا بالإبحار إلى فرنسا بأسطول قوامه 100 سفينة و30 ألف جندي لمساعدة الفرنسيين بتحرير مدينة نيس.
  • نجح بربروسا من تحرير المدينة والانتصار على جيوش الرومان والإيطاليين.
  • عرض ملك فرنسا على بربروس إقامة قاعدة عثمانية في ميناء طولون الفرنسي المطل على البحر الأبيض المتوسط؛ لحماية فرنسا من هجمات الإمبراطورية الرومانية مقابل مساعدة العثمانيين بتحرير تونس.
  • قبل بربروس العرض بعد أخذ موافقة السلطان العثماني.
  • أصبحت مدينة طولون مركز عسكري ضخم للحملات العثمانية.

بربروس قائدًا للأسطول العثماني

سيطرت قوة البحرية العثمانية في عهد السلطان سليمان على البحار التي تطل عليها، كان القائد خير الدين بربروس من أشهر قادة البحرية العثمانية، الذي كان يهاجم الشواطئ الإسبانية والسفن الصليبية في البحر المتوسط، قام سنة (935هـ) بسبع رحلات أنقذ فيها (70)ألف مسلم من محاكم التفتيش وذلك  بعد سقوط الأندلس،  ونقلهم الى المغرب العربي، ثم أوكل له السلطان سليمان قيادة الحملات البحرية في  كل البحر المتوسط، وحاولت إسبانيا القضاء على أسطوله أكثر من مرة لكنها هزمت في جميعها، وأشد هزيمة كانت لها في معركة “بروزاسنة (945هـ)،

وانضم أسطول “خير الدين بربروس” إلى الأسطول الفرنسي في حربهما ضد إيطاليا، كان هناك حلف عسكري بين العثمانيين وفرنسا ضد أي عدو مشترك، وساعد الفرنسيين في استعادة مدينة “نيس” من قبضة الإيطاليين سنة (950هـ)، فتنازلت فرنسا عن ميناء طولون الفرنسي للعثمانيين، وصار قاعدة حربية إسلامية للدولة العثمانية وصار مركزا لكل البحرية الإسلامية غرب المتوسط.

وفي عام 1522 استولى السلطان العثماني سليمان القانوني على جزيرة رودس ونصب بربروس حاكما عليها، وبعد استيلاء بربروس وقواته على تونس عام 1531 جعله القانوني الأدميرال الأكبر (قبطان باشا) للدولة العثمانية وصار يعمل رئيسا لأركان حرب البحرية العثمانية.

 

تقاعده ووفاته

  • تقاعد خير الدين عام (1545م)، والتزم داره في إسطنبول، وتفرغ ليملي مذكراته -بطلبٍ من السلطان سليمان- على سنان مُرادي ريَّس والتي بلغت خمسةَ أجزاءٍ بخطِّ اليدِ.
  • 1546م توفي خير الدين، ودُفن في ضريحه الذي بناه المعمارُ سنان عامَ 1541م على الطراز المعماريِّ العثمانيِّ في بشيكتاش، مجاوراً للمتحفِ البحريِّ حاليّاً في الجزءِ الأوروبيِّ من إسطنبولَ شماليَّ القرنِ الذهبيِّ.
  • وأقيم النصب التذكاري المجاور لضريحه تخليداً لذكراه عام 1944.
  • ترك الأمير خير الدين بعد وفاته الكثير من الأموال والسفن والعبيد، وصى ببعضها للدولة وبعضها لابنه حسن آغا بربروس، وترك من أمواله لعبيده ورجاله ما يؤمن حياتهم، بقي معاهدًا على الخير والعطاء حيًا وميتًا.
  • رحل أمير البحار الذي خلف أخيه القائد عروج، قضى نحبه بعد أن صدق بإذن الله في جهاده في سبيل الله، تاركًا لنا مثلًا يحتذى به على مر الزمان.

وها نحن ننتظر أمير للبحار ليظهر في زماننا ليتسلم راية الجهاد ويكون خلفًا لمن صدقوا وسبقوا ورحلوا، ليصدق الله فيما عاهده عليه كأميرنا امير البحار خير الدين بارباروس.

 

وفي الختام: لا تنس مشاركة هذه المقالة مع الأصدقاء

كما يمكنكم الاستفادة والاطلاع على المزيد من المقالات والقصص

عمر بن عبد العزيز والاصلاح من الداخل 

نيلسون مانديلا وقوة التسامح

علي عزت بيجوفيتش والولاء للفكرة 

الدكتور عبدالرحمن السميط والدعوة بالاغاثة

قصة عمر المختار   ونظام الملك وأسس الدولة الناجحة

و الدكتور عبدالرحمن السميط والدعوة بالإغاثة

 

المصادر والمراجع

  • كتاب الدخول العثماني إلى الجزائر ودور الإخوة بربروس
  • كتاب سيرة المجاهد خير الدين بربروس في الجزائر (تحقيق وتقديم وتعليق د. عبد الله حمادي)
  • كتاب مذكرات خير الدين بربروس، ترجمة د. محمد درا.
  • كتاب خير الدين بربروس والجهاد في البحر (1470-1547م) بسام العسلي.
  • https://www.islamstory.com/
  • https://tipyan.com/

 

الاسئلة الشائعة

متى ولد خير الدين بربروس؟

ولد خضر أو ما بات يعرف بلقب خير الدين بربروس سنة 1478 للميلاد

أين ولد خير الدين بربروس؟

في جزيرة لسبوس اليونانية أو ما تعرف باسم "مدللي" التابعة لولاية الأرخبيل

ما هي أهم إنجازات خير الدين بربروس؟

- فتح الجزائر وتأمينها من هجمات الإسبان.
- معركة بروزة البحرية التي انتصر فيها على الاسطول الأوروبي المؤلف من 600 قطعة بحرية، وأسر ما يزيد عن 3000 آلاف مقاتل دون خسارة أي قطعة عثمانية.
- حصار نيس و العسكرة داخل ميناء طولون.
- أعظم حدث بحياة بربروسا بنظر الكثيرين تلبية نداء الأندلسيين المسلمين لإنقاذهم من حملات الإبادة الإسبانية.

اترك تعليقاً