قانون الجذب
تاريخ النشر: - تاريخ التعديل: - فكر وتوعية - جديدنا

كلما فكرت في أشياء جميلة ومواقف إيجابية اجتذبتها إليك، والعكس صحيح كلما تخيلت الأشياء السلبية جلبتها إليك، ما يعني أن أفكار المرء لها تأثير وهذا هو “قانون الجدب”، فإن ما يصبح عليه الفرد هو نتيجة لقوة أفكاره المؤثرة.

ما حقيقة هذا الكلام؟ ماهي خطوات تحقيقه إن كان واقعياً وما حكم الشرع الإسلامي حوله؟

في طيات هذه المقالة سنتناول مسألة قانون الجذب، وحكم الإسلام في قانون الجذب.

تعريف قانون الجذب وتاريخه

تعريف بقانون الجذب

  • يعرفونه أنه: قانون طبيعي يحدد النظام الكامل للكون وحياتنا الشخصية من خلال عملية «تجاذب المشابه». أي كلما فكرنا وشعرنا، يتم إرسال «تردد» خارج في الكون الذي يجذب إلينا الأحداث والظروف على ذلك نفس ذلك التردد.
  • يقولون عنه: أنه يقوم على فكرة أنّه كل ما يحتفظ به العقل قابل للتحقيق، وجميع الأفكار في نهاية المطاف سوف تتحوّل إلى حقيقة على أرض الواقع، فإذا ركّز الإنسان في تفكيره ومشاعره على الأمور السلبية، فإنّه يجذب إلى نفسه مختلف الأمور السلبية التي يفكر بها، في حين أنّه إذا فكّر بطريقة إيجابية وسيطرت عليه المشاعر الجيدة، فهو بذلك يجذب نحوه كل ما هو جيّد، فيكمن عمل قانون الجذب في استخدام قوة العقل لترجمة الأفكار والمشاعر وتجسيدها لتصبح واقعاً ملموساً.
  • قالوا: ينص قانون الجذب الفكري على أن مجريات حياتنا اليومية أو ما توصلنا إليه إلى الآن هو ناتج لأفكارنا في الماضي وأن أفكارنا الحالية هي التي تصنع مستقبلنا، بالأحرى يقول القانون أن قوة أفكار المرء لها خاصية جذب كبيرة جداً، فكلما فكرت في أشياء أو مواقف سلبية اجتذبتها إليك وكلما فكرت أو حلمت أو تمنيت وتخيلت كل شيء جميل وجيد ورائع تريد أن تصبح عليه أو تقتنيه في حياتك فإن قوة هذه الأفكار الصادرة من العقل البشري تجتذب إليها كل ما يتمناه.

إذا قانون الجذب: هو الاعتقاد بأن الكون يستجيب لك، وسيعطيك كل ما تركز عليه فكرك وتركيزك.

كثيرون هم من يعتقدون بأنه قانون كوني ينص على “انجذاب الشبيه لشبيهه”، فما تكون محصلة الأفكار الحسنة إلا العواقب الحسنة، ومثل ذلك ماضٍ على الأفكار السيئة؛ فلا تؤدي إلا للعواقب السيئة.

تاريخ قانون الجذب

  • المصريين القدماء: اعتقدوا بوجود هذا القانون واستعملوه في حياتهم اليومية، وتبعهم اليونانيون القدماء عامة.
  • ثم نسي العالم هذا القانون لفترة طويلة حتى أواسط القرن العشرين، حين بدأ علم البرمجة اللغوية العصبية يشق طريقه إلى العالم ويصبح علماً معترفاً به.
  • بدأ علماء هذا العلم بإحياء هذا القانون من جديد، وهم يصرّون على أن جميع من أنجزوا شيئاً مهما في حياتهم، أو بلغوا مستويات عالية من النجاح في الحياة، قد طبقوا هذا القانون في حياتهم بشكل أو بآخر.
  • أمّا مصطلح قانون الجذب فقد نشأ بداية في عام 1906م، وذلك عندما أصدر المؤلف “ويليام ووكر أتكينسون” كتابه المتعلِّق بالحركة الفكرية والذي أسماه “قانون الجذب في عام الفكر”، والذي شرح فيه العلاقة بين الحب وإظهار الرغبات بطرية شاملة ومفصّلة، وكان أول من قام بذلك.
  • وفي عام 1910م نشر “والاس ديلواز واتلز” عن دور التفكير الإبداعي ودور الطاقة في الحصول على الأمور التي يريدها المرء، وقد كان أوّل مَن أوضَحَ أنّ الثروات التي يحصل عليها الفرد تتناسب بشكل تماماً مع رؤيته وإيمانه العميق، كما تتناسب مع عمق امتنانه في الحصول عليها.

 

خطوات قانون الجذب وطرق تطبيقه

خطوات قانون الجذب

لقانون الجذب خطوات أربع:

  1. الطلب: عن طريق الأفكار، من خلال توقع حصول الشيء، ثم عن طريق المشاعر من خلال عَيْش الطلب كأنه واقع قد تحقق.
  2. الجواب: وهو شيء يحدث من الكون في كل مرة يتم الطلب فيها (وهو أمر عائد للكون لا علاقة له بالشخص).
  3. الاستقبال: أي موازاة الشخص نفسه على تردد ما يريد، وهي إشارة للكون أنه فرِح بهذا الشيء.
  4. الأفكار: عبارة عن ترددات تخرج من العقل البشري، كل فكرة لها تردد ويمكن قياسها، فكل مرة يتم التفكير فيها يرسل تردد ينطلق إلى الكون، ويعود إلى الشخص الذي فكر لكي يتحقق ما طلبه، وتأثير المشاعر أقوى من تأثير الأفكار.

 

طريقة تطبيق قانون الجذب

يقولون إنّ قانون الجذب ليس أمراً خيالياً، وإنّما يقف العلم خلفه، ويمكن القول أنّه حتى وإن لم يفهم المرء حقائق الفيزياء الكمية، فإنه لا مانع من أن يستفيد من قانون الجذب ومعرفة مدى دور العقل في تشكيل حياة الفرد والعالم من حوله، ولاستخدام قانون الجذب وتطبيقه يمكن اتّباع الآتي:

  1. جعل العقل يستريح ويسترخي لفترة 5 إلى 10 دقائق؛ حيثُ يزيد هذا الأمر من قوة الدماغ في حين يبقى العقل في حالة هدوء، وتُعدّ هذه الخطوة اختيارية؛ إلّا أنّه يُفضّل القيام بها في البداية.
  2. التأكُّد من الأمور المرغوب بها والتي يُراد تحقيقها، والحرص على أن يتحمّس المرء بقوة للأشياء التي يريد الحصول عليها، فقانون الجذب الكوني يتضمّن أن يُرسل المرء إشارات إلى الكون بما يريد، ليعود عليه به، وعليه فيجب على المرء أن يعلم ما يريد ويتجنّب إرسال إشارات كونية خاطئة تعود عليه بما لا يرغب.
  3. تقديم الطلب إلى الكون، ويتجلّى ذلك في نظر المرء إلى الشيء المرغوب به على أنّه ملكه.
  4. تدوين الأماني والأمور المراد تحقيقها، وتجنُّب استخدام صيغة النفي، ويُفضّل استخدام الصيغة الإيجابية وتدوين الأماني والأهداف كل يوم، مع تخيُّل الحصول عليها والوصول إليها والإصرار على ذلك.
  5. الاستشعار بتحقيق الأمنية أو الهدف المرجو؛ حيثُ يجب على المرء أن يتصرّف وكأنه يحصل على ما يريد.
  6. كن في حالة امتنان: لابد من امتنان المرء لما يحصل عليه أو ما يريد الحصول عليه، ومن الممكن أن يدوّن كلّ شيء جميل حصل عليه في مراحل حياته وأن يمتن لتلك النِّعَم، ويجب إظهار الامتنان نحو كل ما حصل عليه المرء في حياته وكل ما حدث له، والإيمان بأنّ كل ما يحدث هو الخير له، فهذا من شأنه أن يدفعه نحو تحقيق رغبته بشكل أسرع.
  7. الثقة بالقدرة على الوصول إلى الهدف المرجوّ وتحقيقه والتحلي بالصبر مع المثابرة، وينصّ قانون الجذب على أنّه يجب عدم الغضب في حال لم يحدث الأمر المُرتقب، كما يجب عدم الانشغال الكامل والقلق في البحث عن طرق تحقيق الأمور، وإنما السعي ببساطة نحو الهدف مع الثقة بالقدرة على تحقيقه.

قد يهمك ايضاً: السعادة بين الفلسفة وعلم النفس

الحقائق العلمية لقانون الجذب

مناقشة حتمية قانون الجذب أم بقاؤه ضمن النظريات

إن الأساس في تسمية النظرية سواء في بُعدها العلمي التجريبي وما يخص العلوم البحتة التي تحكمها قوانين كالرياضيات والفيزياء وغيرها، أو نظيرتها المبنية على التجربة والملاحظة الصرفة التابعة لعلمي النفس والاجتماع، كعلم السلوك وأبحاث علم الأعصاب الإدراكي وعلوم الشخصية، والجامع بينها هو احتمالها الصدق والكذب.

ويتمثل ذلك في أن النظريات عموماً هي مجموعة من استنتاجات قائمة على نتائج تحتمل الصواب والخطأ، نظراً لاختلاف حقول التجارب، وشبه استحالة إسقاط النتائج على المجال الواسع، خصوصاً ما يتعلق بالإنسان في بُعده النفسي أو الفيزيولوجي.

لذلك فاعتبار نظرية الجذب قانوناً هو أمر خاطئ من حيث المبدأ والمنطق العلمي؛ لأن الدراسات المتعلقة بها قليلة، وإنما هي مجرد آراء واستنتاجات قام بها باحثون انطلاقاً من تجاربهم الخاصة، معتمدين في ذلك على أبحاث سابقة في القدرات العقلية وقوة العقل الباطن، أو ما يسمى علمياً بقانون العقل اللاوعي، وهو يبين أن الإنسان إذا توقع شيئاً سواء كان إيجابياً أو سلبيا فسيراه في كل حدث، وهو بمنظور آخر بسيط (التفاؤل والتشاؤم)، لذا، فإذا اعتبرنا أن نظرية الجذب توقفت عند هذا الحدّ فهي صحيحة.

لكنه تم ربطها بتصرفات يومية وخطوات لا أساس علمي لها؛ فيعتبر العاملون على هذه النظرية الخطوة الأولى لتحقيقها: هي التمني وتخيل وقوع المراد حقيقة، ثم الخطوة الثانية: وهي الإيمان المطلق بالحصول عليها، تليها الخطوة الثالثة: وهي الاستجابة وشكر الكون على ذلك.

والغريب فيها أنها لا تذكر العمل، وهذا غير منطقي إذا شئنا القول، فالتفاؤل وحده لا يكفي، وكون المرء إيجابياً فقط قد لا يؤدي للنتيجة المرغوب فيها، وتمثيلاً لذلك فإن التفاؤل بذرة يجب أن تتواجد في النفوس عموماً، لكن العمل تغذية لها لتثمر، والعلم لا ينفع إلا لمن عمل به، فأمور الدنيا عموماً قائمة على التفاؤل والنية الطيبة كما على الخبرة التي لا نتوصل إليها إلا بالتجربة والعمل، والجمع بينهما هو ما يحقق القصد الكامل، فيكون سلوك العامل على هدفه سديداً يبتغي به الخير والمصلحة والنفع.

وأخيراً لابُدَّ من طرح هذا التساؤل فيما يخص هذه النظرية وأساسياتها، انطلاقاً من تجربة وواقع معاش:

إذا كان مجرد التخيل يحقق ويجذب المتمنيات، فلماذا لا يشفى الطفل المصاب بالسرطان بمجرد أن تتخيل أمه وأسرته أنه سيشفى؟ هل لا يتخيلون كفاية؟!

والحقيقة أن التخيل والتمني والدعاء بالشفاء يطال كل أسرة لها مريض لحظة بلحظة، وقد لا ترى عينا أمه إلا شفاءه ولا تسمع إلا تبشيراً بشفائه… أليس هذا كافياً؟! هنا أتوقف وأقول: أنا أريد وأنت تريد ويفعل الله ما يريد.

 

النتيجة:

لا يوجد دليل علمي تجريبي يدعم قانون الجذب والتخاطر، وقد انتقد العديد من الباحثين والعلماء الأشخاص الذين يؤمنون بهذا القانون، بحيث يقومون بإساءة استخدام المفاهيم العلمية، فيجعلونها تخدم رؤيتهم لقانون الجذب والتخاطر، وهكذا يعتبر هذا القانون ليس له أساس علمي ويعتبر من العلوم الزائفة.

اقرأ ايضاً: الولاء والبراء بين التساهل والتشدد

تمارين قانون الجذب

  • هناك العديد من تمارين قانون الجذب التي يمكن أن تساعدك في تفعيله بشكل فعال.
  • تعتمد هذه التمارين على كتابة الأهداف والتفكير الإيجابي وتكرارها بانتظام.
  • تعتبر تمارين الجذب مفتاحاً هاماً لتحقيق الأحلام وتحويل الأفكار إلى واقع.
  • أحد التمارين المشهورة هو تمرين الجذب الذي يتم فيه كتابة الهدف واستشعار شعور تحقيقه كما لو أنه قد تحقق بالفعل، ثم تكرار هذا الهدف 21 مرة في اليوم.
  • أثناء التمرين، يمكنك أيضاً كتابة الأفكار التي تتدفق في ذهنك، مما يساعد في تركيز الطاقة الإيجابية بداخلك.
  • ينصح بأداء هذا التمرين يومياً لمدة 14 يومًا، بغض النظر عن التعب أو وقت الاستراحة الليلية.
  • يجب أن تجلس في مكان هادئ وتبتعد عن كل ما يشغلك وتبدأ بأداء التمرين بجدية. يجب أن يكون تركيزك الكامل على الهدف الذي تسعى لتحقيقه، وليس على ردود الفعل الداخلية.
  • استعد لتفعيل قانون الجذب بنسبة 100% وجذب النجاح والسعادة في حياتك.

قانون الجذب في الإسلام

انحرافات قانون الجذب

  • عقيدة هؤلاء القوم الذين يؤمنون بهذا القانون مستمَّدة من وحدة الوجود: التي تعتبر الخالق والمخلوق شيءٌ واحدٌ، ولا يوجد خالقٌ منفصلٌ عن المخلوق، ولا ربٌّ في السَّماء مستوٍ على عرشه بائنٌ من خلقه منفصلٌ عنهم، وإنَّما الخالقُ والمخلوقُ شيءٌ واحدٌ، وأنَّك أنت يا أيُّها الإنسان خالقٌ في قالب ماديٍّ، وأنَّه بإمكانك أن تخلُقَ ما تريد وأن تجذب ما تريد وقد نصُّوا على هذا.
  • عندما تتمُّ أسلمةُ – بعض هذه الأشياء (وهي أسلمة وهمية) يحدث أنَّ بعض المترجمين والذين يُلقون الدَّورات من المسلمين يحذفون الأشياء الخطيرة جداً ويحوِّلون تسويغ الأشياء الأخرى بآياتٍ أو أحاديث لا علاقة لها بالموضوع.
  • لا شك أن هذا الكلام مصادم للعلوم التجريبية وبديهة العقل، وأن اعتقاده أو العمل بأفكاره مصادم للشرع، أما مصادمته للشرع؛ فلأن الله تعالى أمر بالعمل والسعي في الأرض، ورتب الرزق على بذل الأسباب، وليس على الأماني والخيالات، قال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ ُ﴾ [الملك/15]، وأما مصادمته للعقل فلأن الاعتماد على الأماني والأحلام يعني خراب العالم، وتعطل مصالح أهله، وإهدار ما أنجزته البشرية خلال قرون من معارف وعلوم وحضارات، إذ مقتضى هذه النظرية أنّ المريض لا يطلب الدواء ولا يحتاج إليه، والناس لا يحتاجون إلى مهندسين وبنائين وعمال، فما على المحتاج إلا أن يفكر تفكيراً إيجابياً فيما يريد، ثم يطلب من الكون – عياذاً بالله – تحقيق مراده، دون عمل أو بذل.
  • وأصحاب هذه الدعوة يتناقضون حين يقولون للمريض المشرف على الموت لا تتوقف عن الدواء، مع أنّ مقتضى فكرتهم تدفع الناس إلى ترك التداوي وإغلاق المستشفيات، وتحويل كليات الطب إلى مقاعد للتفكير والاسترخاء لطلب الأماني والأحلام أو ما يسمونه الأفكار الايجابية.

 

حكم قانون الجذب في الإسلام

  • هناك العديد من الأشخاص الذين يروجون لقانون الجذب والتخاطر ويربطونه بالدين، علاوة على ذلك جعلوا طريقة تواصلنا مع الله عز وجل عن طريق الكون، وهذا يعني أننا لا نتواصل مع الله بشكل مباشر بل الكون يكون وسيطاً بيننا وبين الخالق، وهذا الشيء بالتأكيد يتنافى مع جميع العقائد والديانات السماوية.
  • لكن البديل الشرعي الصحيح هو الطلب بشكل مباشر من الله عز وجل عن طريق الدعاء والعبادة.
  • لو قمت بالبحث بشكل متعمق لآراء أهل العلم في الدين، ستلاحظ أنهم لا يتفقون مع قانون الجذب الذي يعظم الإنسان ويجعله على كل شيء قدير، ولا ننسى أن كاتبة كتاب السر (روندا بايرن) تنتمي لحركة الفكر الجديد، التي يوجد في مبادئها العديد من الانحرافات العقدية والعلمية.

 

كيف نرد على قانون الجذب بالأدلة

عقيدة الإسلام هي عقيدة التَّوحيد: قال الله تعالى: ﴿أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ﴾ [النحل: 17]، وقال جل من قائل: ﴿أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ﴾ [الرعد:16]، هل يوجد شركاءُ لله خلقوا كخلقه حتى يتشابه الخلق؟ ويتشابه الأمر على النَّاس؟

ومن الذي يملك الضُّرَّ والنَّفع والخلقَ؟ اللهُ جل جلاله، وأمَّا النَّاس والمخاليق، ﴿لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ﴾ ﴿وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا﴾ [الفرقان:3].

  • نعم يؤمن المسلمون أن قدر الله فوق نظرية التفكير الإيجابي، وأن الله هو من يقدر حياة الإنسان وليس الكون أو مجرد القوى الخفية، ونؤمن بأن القدر يستلزم موضوعي التفاؤل والعمل، وهناك العديد من الأحاديث التي تشجع الناس على التفاؤل وحسن الظن هذا الدعاء. عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: يقول الله تعالى: (أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم، وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة) [رواه البخاري ومسلم].
  • “تفاءلوا بالخير تجدوه” ما أروعها من كلمة، وما أعظمها من عبارة، نعم ليست حديثاً نبوياً، ولكنها حقيقة واقعة، ووصفة مجربة، فمن تفاءل بالخير وجده، ومن سعى للسعادة حصلها، ومن عاش التشاؤم قتله، أو قتل بالهم عمره فضاع سدى وحسرة، والمرء يختار لنفسه، فكل من التفاؤل والتشاؤم فن يحسنه نوع من الناس، ويجلبه إلى نفسه وحياته، وينقله إلى من حوله، ويبقى في النهاية أن النتيجة بقدر الله ومشيئته وليس أن مجرد التفكير العميق يجذب بذاته ما يفكر فيه الإنسان استقلالاً عن تقدير الله.

 

ماذا عن أسلمة قانون الجذب؟

محاولة أسلمة قانون الجذب هذا محاولاتٌ فاشلةٌ؛ لأنَّه هو قانونٌ كفريٌّ وقد سبق وأن بيَّنا أنَّه مجموعةُ فرضياتٍ لا يمكن ترتقي إلى نظريةٍ فضلاً على أن ترتقي إلى قانون، فالله سبحانه أمر بالعمل والسَّعي في الأرض والأخذ بالأسباب، ورتَّب الرِّزق على بذل الأسباب، وليس على الأماني والخيالات، قال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ﴾ الملك:15، والنَّبي ﷺ لما قيل له: أفلا نتَّكل على كتابنا وندع العمل؟ يعني: ما دام أنَّ أهل الجنَّة مكتوبون وأهلُ النَّار مكتوبون، قال: ( لا اعملوا فكل ميسر لما خلق له أمَّا من كان من أهل السَّعادة فيُيسَّر لعمل أهل السِّعادة، وأمَّا من كان من أهل الشَّقاء فيُيسَّر لعمل أهل الشقاوة ثم قرأ: ﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى﴾) الليل:5-10. رواه البخاري4666، ومسلم 2647

وقال النَّبيُّ ﷺ: (احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وإن أصابك شيءٌ فلا تقل لو أنَّي فعلت كان كذا وكذا ولكن قل قدَّر الله وما شاء فعل فإنَّ لو تفتح عمل الشيطان) رواه مسلم 2664

 

رأي الدكتور طارق السويدان في قانون الجذب

يقول الدكتور طارق السويدان: هناك من يصدق هذه العلوم التي لا تبيع إلا الكلام ويقولون:
(لا شيء مستحيل)، وأنك إذا آمنت وتفاءلت بعمق بشيء أو هدف فسينجذب إليك وتحققه، لكن هذا الكلام خطأ، كيف لا يوجد شيء اسمه مستحيل؟ وهل تستطيع أن تقف على قمة الجبل وتقول أنا أستطيع الطيران وتطير؟

القانون الأصح هو: إذا آمنت وتفاءلت بعمق بشيء أو هدف وعملت له بجد فقد تحققه.

وإلا فغير طريقتك وأبدع أو انتقل لهدف آخر إذا صار هدفك مستحيل التحقيق ولا تصدقوا من يقول: (لا شيء مستحيل) فهم يعيشون في الأوهام، وحتى لو لم يكن الهدف مستحيلاً فقد يكون الجهد المبذول لتحقيقه أكبر من النتائج المتوقع تحقيقها وعندها لا يستحق الهدف أن تستمر في محاولة تحقيقه.

نعم: تفاءلوا، واجتهدوا، وادعو الله ﷻ ولا تعيشوا في الأوهام.

وفي الختام: لا تنس مشاركة هذه المقالة مع الأصدقاء.

كما يمكنك الاستفادة والاطلاع على المزيد من المقالات:

الإسلام ببساطة و “الملائكة والجن” من عالم الغيب

و الشريعة الإسلامية – مقاصدها وخصائصها

الأسئلة الشائعة

كيف تعمل طاقة الجذب؟

يقولون إنّ قانون الجذب ليس أمراً خيالياً، وإنّما يقف العلم خلفه، ويمكن القول أنّه حتى وإن لم يفهم المرء حقائق الفيزياء الكمية، فإنه لا مانع من أن يستفيد من قانون الجذب ومعرفة مدى دور العقل في تشكيل حياة الفرد والعالم من حوله، ولاستخدام قانون الجذب وتطبيقه يمكن اتّباع الآتي:
1. جعل العقل يستريح ويسترخي لفترة 5 إلى 10 دقائق
2. التأكُّد من الأمور المرغوب بها والتي يُراد تحقيقها،
3. تقديم الطلب إلى الكون، ويتجلّى ذلك في نظر المرء إلى الشيء المرغوب به على أنّه ملكه.
4. تدوين الأماني والأمور المراد تحقيقها، وتجنُّب استخدام صيغة النفي، ويُفضّل استخدام الصيغة الإيجابية
5. الاستشعار بتحقيق الأمنية أو الهدف المرجو؛ حيثُ يجب على المرء أن يتصرّف وكأنه يحصل على ما يريد.
6. كن في حالة امتنان: لابد من امتنان المرء لما يحصل عليه أو ما يريد الحصول عليه،
7. الثقة بالقدرة على الوصول إلى الهدف المرجوّ وتحقيقه والتحلي بالصبر مع المثابرة،

ما حكم الشرع في قانون الجذب؟

يرفض الشرع هذا القانون لأن عقيدة الإسلام هي عقيدة التَّوحيد: قال الله تعالى: ﴿أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ﴾ النحل: 17،
وقال جل من قائل: ﴿أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ﴾ الرعد:16، هل يوجد شركاءُ لله خلقوا كخلقه حتى يتشابه الخلق؟ ويتشابه الأمر على النَّاس؟
ومن الذي يملك الضُّرَّ والنَّفع والخلقَ؟ اللهُ جل جلاله، وأمَّا النَّاس والمخاليق، ﴿لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ﴾ ﴿وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا﴾ الفرقان:3

ثم إن محاولة أسلمة قانون الجذب هذا محاولاتٌ فاشلةٌ؛ لأنَّه هو قانونٌ كفريٌّ وقد سبق وأن بيَّنا أنَّه لا يمكن يرتقي إلى مستوى أن هي مجموعةُ فرضياتٍ، لا يمكن ترتقي إلى نظريةٍ فضلاً على أن ترتقي إلى قانون،

ما خطورة قانون الجذب؟

• لا شك أن هذا الكلام مصادم للعلوم التجريبية وبديهة العقل، وأن اعتقاده أو العمل بأفكاره مصادم للشرع.
أما مصادمته للشرع، فلأن الله تعالى أمر بالعمل والسعي في الأرض، ورتب الرزق على بذل الأسباب، وليس على الأماني والخيالات، قال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ ُ﴾ الملك/15
• وأما مصادمته للعقل فلأن الاعتماد على الأماني والأحلام يعني خراب العالم، وتعطل مصالح أهله، وإهدار ما أنجزته البشرية خلال قرون من معارف وعلوم وحضارات، إذ مقتضى هذه النظرية، أن المريض لا يطلب الدواء ولا يحتاج إليه، والناس لا يحتاجون إلى مهندسين وبنائين وعمال، فما على المحتاج إلا أن يفكر تفكير إيجابياً فيما يريد، ثم يطلب من الكون - عياذا بالله - تحقيق مراده، دون عمل أو بذل
• وأصحاب هذه الدعوة يتناقضون حين يقولون للمريض المشرف على الموت لا تتوقف عن الدواء، وإلا فمقتضى فكرتهم ترك التداوي وإغلاق المستشفيات، وتحويل كليات الطب إلى مقاعد للتفكير والاسترخاء لطلب الأماني والأحلام أو ما يسمونه الأفكار الايجابية.

ما خطوات قانون الجذب؟

لقانون الجذب خطوات أربع:
1. الطلب: عن طريق الأفكار، من خلال توقع حصول الشيء، ثم عن طريق المشاعر من خلال عَيْش الطلب كأنه واقع قد تحقق.
2. الجواب: وهو شيء يحدث من الكون في كل مرة يتم الطلب فيها (وهو أمر عائد للكون لا علاقة له بالشخص)
3. الاستقبال: أي موازاة الشخص نفسه على تردد ما يريد. وهي إشارة للكون انه فرِح بهذا الشيء.
4. الأفكار: عبارة عن ترددات تخرج من العقل البشري، كل فكرة لها تردد ويمكن قياسها، فكل مرة يتم التفكير فيها يرسل تردد ينطلق إلى الكون، ويعود إلى الشخص الذي فكر لكي يتحقق ما طلبه. وتأثير المشاعر أقوى من تأثير الأفكار.

هل قانون الجذب حرام؟

لمعرفة ما إذا كان قانون الجذب حرام أم لا، يجب أن نتفهم المفهوم الفقهي للحرمة في الإسلام.
يعتبر الأمر حرام عندما يتعارض مع نصوص شرعية صريحة من القرآن الكريم أو السنة النبوية. بالنسبة لقانون الجذب، فلا يوجد نص ديني صريح يدل على حرمته.
ولذلك، يمكن القول أن قانون الجذب ليس حرام في حد ذاته.

هل قانون الجذب حقيقي

قانون الجذب هو موضوع لا يخلو من الجدل. بعض الناس يعتقدون أنه مجرد خيال وأسطورة، في حين يؤمن آخرون بأنه حقيقة علمية ودينية وتاريخية. هناك من يفهم القانون خطأ ويعتقد أن تطبيقه مع السعي يحقق المطلوب، لكن بالحقيقة قانون الجذب يعمل ببساطة بغض النظر عن الجهود المبذولة. إذا قمت بتعزيز اعتقاداتك الإيجابية وتركزت على ما ترغب به، ستشهد تحقيق أمانيك بشكل متكرر. لذا فمن المهم الوثوق بالقانون والتحلي بالصبر والإيمان بأنه سيساعدك في تحقيق أحلامك. هل قانون الجذب حقيقي؟ كل شخص له رأيه الخاص في هذا الموضوع، فلتكن متفتحًا تجاهه وابحث عن الحقيقة بنفسك.

 

المراجع

  • القرآن الكريم.
  • الجامع الصحيح للإمام البخاري
  • صحيح مسلم.
  • “How To Manifest Your Goals In 25 Minutes – Let’s Change”.
  • اسأل تُعطَ “إستر هيكس”
  • الطاقة المذهلة للمشاعر “إستر هيكس”
  • https://www.aljazeera.net/
  • https://almunajjid.com/
  • موقع ويكيبيديا https://ar.wikipedia.org/
  • موضوع https://mawdoo3.com/

اترك تعليقاً