كان النبي ﷺ يشك أنّ الدجال موجود في زمانه، وفي هذا إشارة أنّ الدجال يبعث في آخر الزمان وقد يكون موجودًا قبل ذلك، ولكن لا تبدأ فتنته العامة إلا في آخر الزمان، وجاءت أحاديث كثيرة تصف رجلًا من اليهود كان النبي ﷺ يشك أنه هو الدجال، ذلك الرجل هو “صافي ابن صياد”، فلا تجد كتاب حديث إذا ذكر الدجال إلا ذكر معه ابن صياد.
من هو ابن صياد؟
صافي بن صياد فتى يهودي، عاش زمن النبي ﷺ، ولما كان عمره (12) سنة رأى فيه النبي ﷺ ملامح وعلامات جعلته يشك في أنّه الدجال.
لقاء الرسول صلى الله عليه وسلم بابن صياد
أراد النبي ﷺ التأكد من شكه في ابن صياد، فخرج يومًا ومعه عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى المكان الذي يعيش فيه ابن صياد في حصن من حصون اليهود في المدينة، فدخل البستان الذي هو فيه، يقول عمر: فرأيت النبي ﷺ يختفي خلف الأشجار، حتى وصل إلى ابن صياد وهو مستلقي يزمزم -يصدر أصوات وهمهمات-، فأخذ النبي ﷺ يستمع.
وبينما النبي ﷺ على هذه الحال إذ خرجت أمه فقالت: يا صافي هذا محمد، فثار وغضب، يقول النبي ﷺ: «لو تركته لبيّن -أي لعرفت أنه الدجال أو لا»، ثم جعل ﷺ يحاوره فيسأله: «يا صافي، أتشهد أني رسول الله؟»،
فقال ابن صياد: أشهد أنك رسول الأميين، ثم قال ابن صيّاد: يا محمد أتشهد أني رسول الله؟ فقال النبي ﷺ: «آمنت بالله ورسله، آمنت بالله ورسله».
ثم قال: «يا ابن صياد قد خبأت لك خبأ -خبأت كلمة لك في بالي فحاول أن تعرفها-»، فأخذ ابن صياد يفكر ثم قال: الدّخ الدخ، فقال النبي ﷺ:
«اخسأ فلن تعدو قدرك»، فسأل عمر النبي عما خبأ له فقال: «الدخان»، فعرف ابن صياد نصفها، فقال عمر: دعني يا رسول الله أقطع عنقه، فقال ﷺ: «دعه يا عمر، إنْ يكن هو فلن تسلط عليه، وإنْ لم يكنه، فلا خير لك في قتله».
انتشر أمر ابن صياد وشك النبي ﷺ في كونه الدجال بين الناس، حتى أنّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يقسم بالله أمام النبي ﷺ أنّ ابن صياد هو الدجال، والنبي ﷺ لا ينكر عليه قوله، فجعل الناس يحذرون منه.
قصة عبد الله بن عمر مع ابن صياد
بعد وفاة النبي ﷺ بدأت أموال ابن صياد تكثر حتى غدا من أكثر الناس مالًا وولدًا، فرآه عبد الله بن عمر رضي الله عنه في أحد أزقة المدينة، وإذا به أعور وعينه كالعنبة الطافية -وصف الدجال-، فتعجب عبد الله وقال له: متى فعلت عينك ما أرى؟! فقال ابن صياد: لا أدري، فقال عبد الله: لا تدري وهي في رأسك؟! فأجابه: لو شاء الله لجعلها في عصاك.
فغضب عبد الله ونزل به بالعصا حتى كسرها عليه، فغضب ابن صياد غضبة شديدة وانتفخ، يقول عبد الله: والله ما شعرت أنني ضربته، فذهبت فأخبرت أختي حفصة أم المؤمنين زوج النبي ﷺ، فقالت له حفصة: ما أردت من ابن صياد؟ أما علمت أنّ الدجال إنما يخرج من غضبة يغضبها.
قصة ابن صياد مع أبي سعيد الخدري
أسلم ابن صياد وخرج حاجًّا، وفي طريق العودة حدثت قصة يرويها أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أننا نزلنا نرتاح ومعنا ابن صياد، فتفرق الناس وبقيت أنا وهو فاستوحشت منه وحشة شديدة مما يقال عليه، فأنزل أغراضه وجاء بها نحو أغراضي فقلت له:
لو وضعت أغراضك تحت الظل أحسن، فذهب ففعل ثم حلب وجاء إليّ بإناء فيه حليب وقال: اشرب، فقلت: إنّ الحر شديد واللبن حار -وما بي من شيء إلا أنني أكره أنْ أشرب من يده-.
فجلس بجانبي وقال: يا أبا سعيد، لقد هممت أنْ آخذ حبلًا فاعلقه في جوف شجرة فأخنق نفسي، قلت: لم، قال: لما يقول عني الناس، يقولون إنني الدجال، ولئن خفي حديث النبي ﷺ عن أحد فلا يخفى عنكم معشر الأنصار، أوليس قال النبي ﷺ هو كافر؟!
وأنا يا أبا سعيد مسلم، ألم يقل النبي ﷺ لا يدخل مكة والمدينة؟! وأنا الآن طالع من مكة وراجع إلى المدينة، ألم يقل النبي ﷺ لا يولد له؟! وقد تركت أولادي في المدينة، فكيف يقولون إنني الدجال؟!
يقول أبو سعيد: ففعلًا انتبهت العلامات صحيحة، ثم أكمل ابن صياد فقال: أما والله إني لأعرف الدجال، وأعلم أين هو، وأعرف أباه وأمه، فقال له أبو سعيد: تبًّ لك سائر اليوم، ابتعد عني، أيسرّك أنك ذات الرجل؟ فقال ابن صياد: لو عرض عليّ لما كرهت.
اختفاء ابن صياد
في آخر أيام ابن صياد مات جميع أبنائه فبقي بلا عقب فزادت شكوك الناس به، ثم وقعت أيام الأمويين معركة (الحرّة) بين الحجاج بن يوسف الثقفي وأهل المدينة، فخرج ابن صياد مع أهل المدينة لهذا القتال، يقولون: فقدنا ابن صياد في ذلك القتال، فما وجدناه بين الأحياء ولا وجدناه بين الأموات، ومن هنا مازال كثير من العلماء يظنون أنّ ابن صياد هو الدجال.
وفي الختام: لا تنس مشاركة هذه المقالة مع الأصدقاء.
كما يمكنك الاستفادة والاطلاع على المزيد من المقالات:
صافي بن صياد فتى يهودي، عاش زمن النبي ﷺ، ولما كان عمره (12) سنة رأى فيه النبي ﷺ ملامح وعلامات جعلته يشك في أنّه الدجال.
هل ابن صياد يؤمن بالرسول؟
سأل النبي ﷺ ابن صياد فقال: «يا صافي، أتشهد أني رسول الله؟». فقال ابن صياد: أشهد أنك رسول الأميين، ثم قال ابن صيّاد: يا محمد أتشهد أني رسول الله؟ فقال النبي ﷺ: «آمنت بالله ورسله، آمنت بالله ورسله».
ماذا أراد عمر؟ وبماذا أمره رسول الله؟
قال عمر: دعني يا رسول الله أقطع عنقه، فقال ﷺ: «دعه يا عمر، إنْ يكن هو فلن تسلط عليه، وإنْ لم يكنه، فلا خير لك في قتله».
هل أسلم ابن صياد؟
أسلم ابن صياد وخرج حاجًّا.
كيف مات ابن صياد؟
وقعت أيام الأمويين معركة (الحرّة) بين الحجاج بن يوسف الثقفي وأهل المدينة، فخرج ابن صياد مع أهل المدينة لهذا القتال، يقولون: فقدنا ابن صياد في ذلك القتال، فما وجدناه بين الأحياء ولا وجدناه بين الأموات.
اعجبني