شيخ الإسلام الإمام ابن تيمية رحمه الله
أمتنا الإسلامية غنية بالرجال العظام، المبدعون والقدوات في كل ميدان، نقف لنتعرّف على أحد هؤلاء القامات، إنه شيخ الإسلام تقيّ الدين الإمام ابن تيمية، مجدّد عصره، ودرّة دهره، وإمام زمانه،
Read moreللسعادة أثرٌ عظيم في تحسين النفس البشرية في كافة مناحيها، وهي غاية كلِّ إنسان على وجه الأرض، لكنَّ مفهوم السعادة مختلفٌ بين البشر ، وهو المسؤول عن درجة الامتنان والرضا عند الإنسان، فما هو الجوهر الحقيقي للسعادة؟ وما أسرارها؟
من أسرار السعادة تأثيرها الكبير على عوامل كثيرة في حياتنا، فإذا شعر الإنسان بالسعادة انعكس ذلك على صحته النفسية؛ فتختلف نظرته للأمور وتصبح إيجابية أكثر ويتمتع بقدرة أكبر على مواجهة صعوبات الحياة.
بالإضافة إلى تأثير السعادة على الصحة الجسدية وأثرها في التخلص من الضغوط والقلق، وتحسين جودة النوم وزيادة معدل الإنتاجية وتحسين الأداء العملي، وتحسين المناعة في الجسم.
لا شكَّ أنَّ عقلية الإنسان وطريقة تفكيره لها دورٌ كبير في حياته وقد تكون السبب الرئيسي في تعاسته وسلبيته، أو سعادته وإيجابياته؛ لذا فإنَّ طريقة التفكير واستقراء المواقف هي الفاصل في إعطاء القرار لنكون سعداء أم العكس!
التفكير الإيجابي من أبرز أسرار السعادة، فالتفاؤل والثقة بالقدرة على تخطي الصعوبات المفروضة والتركيز على الفرص والنجاحات المحتملة، تزيد من مستوى السعادة والرضا لدى الإنسان.
يُعتبر التوتر النفسي والقلق من العوامل التي تؤثر بشكل كبير على الشعور بالسعادة، فبعض الأشخاص ينتابهم التوتر النفسي بدرجة معتدلة وصحية دون الوصول لحالة متأزمة من التوتر، بهذه الحالة سيكون التوتر النفسي دافعاً لتجاوز الصعوبات والحصول على السعادة.
أما إذا كان الإنسان يتعامل مع التوتر النفسي بصورة سلبية ومَرَضيّة، فهنا يعيق التوتر النفسي إدارة الظروف الحياتية دون التعامل معها بشكل ناجح وفعال.
فالتحكم في التوتر النفسي من أسرار السعادة، وعلى الإنسان ضبط مشاعره وتصرفاته لإدارتها بشكل صحي.
يُقال “أنت متوسط الأشخاص الخمسة الذين تقضي معظم الوقت معهم.”، وإنَّ هذا المفهوم يحمل قدراً كبيراً من الصحة، إذ يتأثر الإنسان بمن حوله دون أن يشعر، وهنا تكمن أهمية اختيار البيئة الاجتماعية بعناية.
تزيد العلاقات الاجتماعية من الثقة بالنفس وتحسين التواصل مع الآخرين، كما تنمّي الفهم والتعاطف لدى الإنسان مما يشكّل علاقات إنسانية متينة وقوية، وتخلق تجربة فريدة ومميزة للسعادة.
ذكرنا عن أهمية العلاقات الاجتماعية في خلق شعور السعادة للإنسان، لكن كيف نبني هذه العلاقات بطريقة إيجابية وبأسسٍ صحيحة؟
للصحة والرياضة الكثير من الفوائد الإيجابية في رفع مستوى السعادة لدى الإنسان، كتحسين الصحة النفسية والتقليل من مستويات الجهد والقلق.
لا تقتصر فوائد النشاط البدني والتمارين الرياضية على الوزن والصحة الجسدية فحسب، بل إنَّ للرياضة قدرة هائلة على زيادة إفراز هرمون الإندروفين (هرمون السعادة) في الجسم، والذي يساعدنا على تخفيف التوتر والشعور بالراحة النفسية.
النظام الغذائي سرٌ آخر من أسرار السعادة، إذ يُعدُّ من المؤثرات الأساسية على المزاج وارتفاع مستوى السعادة والصحة النفسية للإنسان حيث يقلل من أعراض الإرهاق والاكتئاب.
الاستقرار المالي وإدارة المال بطريقة مخططة ومدروسة وناجحة، يساعد على تحقيق السعادة والراحة النفسية، ويتم ذلك من خلال إنشاء مشاريع خاصة وعدم الالتزام بوظائف تعيق الحصول على الحرية المالية.
من المؤكد أنَّ تحقيق الأهداف ليس بالأمر الهيّن، لكن مشقة الاستمرار والسعي للوصول لها سعادة عظيمة، ولعلَّ الإنسان يشعر بعجزٍ في تحقيق أهدافه وطموحاته لكن يجب ألا يستسلم لهذا الشعور وأن يحاول دائماً إيجاد الأمور اللازمة للوصول إلى الهدف، كـ الدورات التعليمية والتدريبات العملية..الخ.
فن التقدير والامتنان من أقوى أسرار السعادة، حيث أثبتت الدراسات وجود فوائد عظيمة لمشاعر الامتنان، كزيادة مستوى الرفاهية في حياة الفرد، والحد من أعراض القلق والاكتئاب، وتقوية العلاقات الشخصية، وضبط النفس والذي بدورها تساعدنا في الشعور بالسعادة والراحة النفسية.
إنَّ مشاعر الخوف والقلق حول المستقبل التي تسيطر على عقل الإنسان؛من أسوء المنغصات التي تعكر علينا عيش اللحظات السعيدة.
فإذا كنت باحثاً عن أسرار السعادة نوصيك بممارسة اليقظة الذهنية، أي التركيز على اللحظة الحالية وإدراك مشاعرك في اللحظة الحالية دون أي رهبة أو مخاوف اتجاه المستقبل.
التعلم وزيادة المعرفة والسعي الدائم لاكتساب العلوم والمهارات الجديدة، ترفع عندنا الوعي بالتعامل مع الصعوبات والضغوط في الحياة، وتوفر لنا فرصاً في تحقيق الأهداف الشخصية وتحسين مستوى السعادة والراحة النفسية.
يُلعب تطوير المهارات والقدرات الشخصية دوراً كبيراً في تعزيز الثقة بالنفس وتحسين العلاقات الشخصية ورفع مستوى الرضا عن النفس، وبالتالي الحصول على نسبة كبيرة من أسرار السعادة في الحياة على المستويين الشخصي والمهني.
لا تتعلق السعادة بالعلاقات الاجتماعية وتطوير الذات فحسب، بل يُعتبر الرضا الوظيفي أحد أركان السعادة الأساسية، فحينما تكون راضٍ عن عملك ومؤمن بمبادئ الشركة التي تعمل بها أو الأشخاص الذين تعمل معهم؛ فذلك يجعلك أكثر ارتياحياً من الناحية النفسية والجسدية ويؤثر بشكل مباشر على صفاء مزاجك وسعادتك، لذا احرص على انتقاء العمل الذي تجد فيه راحتك النفسية وتطلق العنان لمهاراتك بأريحية.
تحقيق الأهداف المهنية من مسببات السعادة، لكن الكثير من الناس يقعون في سبيل تحقيقها في فخّ العمل لساعاتٍ طويلة دون الموازنة بين العمل والحياة الشخصية، وهنا تأتي أهمية إدارة الوقت وتنظيمه الذي يساعدك على تحقيق الموازنة بين أهدافك المهنية وحياتك الشخصية مع الأسرة.
يختلف مفهوم السعادة من شخص لآخر، إلا أن السعادة الدائمة تكمن في العطاء لمن حولنا، بمساعدة الناس وقضاء حوائجهم.
نحصل على السعادة في الدنيا والآخرة، حينما نبنيها على أسسٍ صحيحة ترضي الله وأن لا نجعل سعادتنا في معصية الله ومخالفة أوامره.
السعادة تكمن في القلب إذا سكنت داخل قلوبنا ونظرتنا للأمور ، نصنعها لنا ولمن حولنا في كل مكان.
المصادر
قناة يوتيوب الدكتور طارق السويدان
رباعية النجاح المالي – الدكتور طارق السويدان