الطاعات والأعمال التي كان يمارسها النبي في رمضان
تاريخ النشر: - تاريخ التعديل: - السيرة النبوية - جديدنا

كيف كان النبي يقضي يومه في رمضان؟

رسول الله ﷺ هو القدوة الحسنة لمن أراد التوفيق في الحياة الدنيا، والفوز بالحياة الآخرة، وحياة رسول الله ﷺ مليئة بالمواقف والعبر، في كل زمانٍ ومكان، ومن هذه الأزمنة شهر رمضان المبارك، لكيف كان رسول الله ﷺ يقضي يومه؟

الإفطار والتشجيع على إفطار الصائمين

  • كان من هدي النبي أن يعجل الإفطار، قال رسول الله : (لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر) متفق عليه.
  • كان إفطار النبي يجري على مرحلتين: الأولى يتناول فيها تمراً أو ماءاً ثم يصلي المغرب، والمرحلة الثانية إذا فرغ من الصلاة تناول الطعام المهيأ له، عن أنس رضي الله عنه قال: (كان النبي يفطر قبل أن يصلي) رواه الترمذي.
  •  كان النبي يعجل الفطر لأمرين:
  1. مخالفة اليهود قال : (عجلوا الفطر فإن اليهود يؤخرون) ابن ماجه.
  2. أن الجائع يبقى ذهنه منشغلاً بالطعام وسدّ جوعته.

قد يهمك إيضاً : وفاة النبي ﷺ 

صلاة التراويح والتهجد

  • ثبت عن النبي أنه كان يقوم من الليل في رمضان، وأنه صلى بأصحابه بعض الليالي ثم ترك ذلك:
  • عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله يصلي في رمضان، فجئت فقمت إلى جنبه، وجاء رجل فقام أيضا حتى كنا رهطاً، فلما أحس النبي أننا خلفه جعل يتجوز في الصلاة، ثم دخل رحله، فصلى صلاة لا يصليها عندنا، قال: فقلنا له حين أصبحنا: أفطنت لنا الليلة؟ فقال: (نعم، ذاك الذي حملني على الذي صنعت).  مسلم
  • عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: (صمنا مع رسول الله فلم يُصَلّ بنا حتى بقي سبع من الشهر فقام بنا حتى ذهب ثلث الليل ثم لم يقم بنا في السادسة وقام بنا في الخامسة حتى ذهب شطر الليل فقلنا له يا رسول الله لو نفلتنا بقية ليلتنا هذه فقال إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة، ثم لم يصل بنا حتى بقي ثلاث من الشهر وصلى بنا في الثالثة ودعا أهله ونسائه فقام بنا حتى تخوفنا الفلاح قلت له وما الفلاح قال السحور) رواه الترمذي
  • قال رسول الله : (من قام رمضان إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه) البخاري.

الاستيقاظ للسحور

السحور كلمة تطلق على كل ما يؤكل في وقت السحر، وهو قبيل الصبح، وقد أوصى النبي أن يتسحر الصائم، ويؤخر السحور قال عليه الصلاة والسلام: (عجّلوا الإفطار وأخروا السحور) الطبراني، وقال : (تسحروا فإن في السحور بركة) متفق عليه.

  •  من بركة تأخير السحور الاستيقاظ إلى صلاة الفجر، فمن أخر السحور لا يجد وقتاً للعودة للنوم.
  •  من بركة السحور أن المتسحرين يصلي عليهم الله والملائكة، قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله وملائكته يصلون على المتسحرين) الهيثمي في مجمع الزوائد.
  •  دعاء الله ومناجاته في آخر الليل، قال : (ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا، حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له) متفق عليه.

الصدقة في رمضان

  • كان رسول الله يكثر من الصدقة في رمضان على الفقراء والمساكين، ويزيد صدقاتهم في رمضان عن غيرها، حتى وصفه الصحابة رضوان الله عليهم في صدقته في رمضان، كأنه الريح المرسلة، من كثرة نفقته، ومسارعته بمواساة الفقراء والمساكين في هذا الشهر الفضيل.
  • عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: كان رسول الله  أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فرسول الله يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة” (متفق عليه)

ننصحك بالقراءة إيضاً: هجرة الرسول إلى المدينة 

كيف كان النبي يقضي يومه في رمضان؟

الاعتكاف والعبادة في العشر الأواخر

الاعتكاف هو اللبث في المسجد بنية طاعة الله والتقرب إليه، وهو سنة مستحبة في رمضان وفي غيره، وإن كان في رمضان آكد لقول النبي وفعله.

  • كان من هدي النبي الاعتكاف في غار حراء حتى قبل أن يُفرض الصيام، فكان يجلس في الغار يتعبد فيه الليالي ذوات العدد، ثم يرجع إلى أهله فيتزود لمثلها.
  •  اعتكف النبي العشر الأواخر من شهر رمضان طلباً لليلة القدر، وما من شك أن المعتكف سيملأ الأيام العشر والليالي بالصلاة والصيام والذكر والدعاء، وبذلك يصيب ليلة القدر أن شاء الله.
  • عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: كان رسول الله يجاور في رمضان العشر التي في وسط الشهر، فإذا كان حين يمسي من عشرين ليلة تمضي، ويستقبل إحدى وعشرين رجع إلى مسكنه، ورجع من كان يجاور معه، وأنه أقام في شهر جاور فيه الليلة التي كان يرجع فيها، فخطب الناس، فأمرهم ما شاء الله، ثم قال: (كنت أجاور هذه العشر، ثم قد بدا لي أن أجاور هذه العشر الأواخر، فمن كان اعتكف معي فليثبت في معتكفه، وقد أريت هذه الليلة، ثم أنسيتها، فابتغوها في العشر الأواخر، وابتغوها في كل وتر، وقد رأيتني أسجد في ماء وطين، فاستهلت السماء في تلك الليلة فأمطرت، فوكف المسجد في مصلى النبي صلى الله عليه وسلم ليلة إحدى وعشرين، فبصرت عيني رسول الله ، ونظرت إليه انصرف من الصبح ووجهه ممتلئ طينا وماء) متفق عليه.
  •  من أسرار الاعتكاف في المسجد محاسبة النفس، فالمكث في المسجد يبعد المسلم عن مشاغل الحياة وملهياتها، ويمنحه فرصة لمحاسبة نفسه ومعاتبتها، ومراجعة ما مضى من عمره ووقته، والتأكد من وجهة بوصلته.

القيام بالأعمال والمهام اليومية

  • كان النبي ينوي الصيام كل يوم، ويتسحر مع إحدى زوجاته، ثم يصلي سنة الصبح ركعتين خفيفتين، حتى يستأذنه بلال في إقامة الصلاة فيخرج فيصلي بالناس صلاة الصبح، ثم يجلس فيذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس ثم يصلي ركعتين.
  •  ثم يعود إلى بيته فيكون مع زوجاته في خدمتهم، ويلاطفهن ويداعبهن، ثم إذا كان قبل المغرب كان يذكر الله ويدعوه، فإذا أذن المغرب أفطر على رطبات، فإن لم يجد حسا حسوات من ماء، ثم يصلي الفريضة في المسجد، ثم يعود ويجلس مع زوجاته، حتى إذا أذن العشاء خرج يؤم الناس.
  • أما عن قيامه الليل: فقالت السيدة عائشة – رضي الله عنها: (ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة فلا تسل عن حسنهن وطولهن).
  • وكان يكثر من قراءة القرآن والصلاة والذكر والصدقة على الفقراء والمساكين، كما كان النبي يعتكف في المسجد في العشر الأواخر في رمضان، وكان يحب كثرة الدعاء، وعن عائشة – رضي الله عنها -: قالت: قلت: يا رسول الله إن وافقت ليلة القدر، ما أدعو به؟ قال: قولي: (اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني).

الصلاة والذكر والدعاء

  • كان يشغل نفسه في رمضان بقراءة القرآن والصلاة والذكر والصدقة والصيام.
  • كان صلوات الله عليه لا يأكل إلا قليلاً، وربما كان يواصل الصيام يومين وثلاثة، ويقول: (إنما أبيت عند ربي يطعمني ويسقين).
  • كان يعلم أمته أن رمضان ليس شهر أكل وشرب كالحال في كثير من بيوت المسلمين.
  • كان النبي يزرع في قلوب المسلمين ويعلمهم أن رمضان شهر عبادة وطاعة لله تعالى.
  • كان النبي يصلي قيام الليل في بيته بعد أن ترك صلاة القيام في المسجد خشية أن تفرض، ولما كان آخر أيام من رمضان، عاد فجمع بناته ونساءه والمؤمنين للصلاة مرة أخرى جماعة.
  • كان يصلي من الليل، ثم يكون مع أهله، ثم يتسحر، ثم ينتظر صلاة الفجر، فيصلي سنة الصبح في البيت، ثم يخرج لصلاة الفريضة جماعة في المسجد
  • كان يحب كثرة الدعاء في رمضان، عن عائشة – رضي الله عنها -: قالت: «قلت: يا رسول الله إن وافقت ليلة القدر، ما أدعو به؟ قال: (قولي: اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني). رواه الترمذي

اقرأ إيضاً : وصف الرسول وكأنك تراه 

 

 

الأسئلة الشائعة

كم صام النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رمضان

صام رسول الله صلى الله عليه وسلم (9) رمضانات، لأن الصيام فرض في شعبان من السنة الثانية للهجرة، وتوفي رسول الله في شهر ربيع الأول من السنة الحادية عشرة للهجرة.

هل كان الرسول يداعب زوجته في نهار رمضان؟

عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ (كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُ وَيُبَاشِرُ وَهُوَ صَائِمٌ وَكَانَ أَمْلَكَكُمْ لأرَبِهِ) متفق عليه.

كيف كان رسول الله يستعد لرمضان؟

· كان النبي صلى الله عليه وسلم يستقبل شهر رمضان بالتضرع والدعاء لله بقوله " اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام ربي وربك الله هلال خير ورشد".
· كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فرسول الله صلى الله عليه وسلم يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة” (متفق عليه).

ماذا كان يفعل الرسول عند الافطار؟

كان إفطار النبي على مرحلتين: الأولى يتناول فيها تمراً أو ماءاً ثم يصلي المغرب، والمرحلة الثانية إذا فرغ من الصلاة تناول الطعام المهيأ له، عن أنس رضي الله عنه قال: (كان النبي يفطر قبل أن يصلي) الترمذي.
كان النبي يعجل الفطر لأمرين:
1. مخالفة اليهود قال صلى الله عليه وسلم: (عجلوا الفطر فإن اليهود يؤخرون) ابن ماجه.
2. أن الجائع يبقى ذهنه منشغلاً بالطعام وسدّ جوعته.

المرجع

كتاب أسرار الصيام د طارق السويدان شركة الإبداع الفكري (ط 1) 2009م

اترك تعليقاً