الولاء والبراء بين التساهل والتشدد
من خصائص المجتمع المسلم أنَّه مجتمع يقوم على عقيدة الولاء والبراء: (الولاء لله ولرسوله وللمؤمنين، والبراء من كل من حادّ الله ورسوله واتبع غير سبيل المؤمنين).
اقرأ المزيدأمتنا هذه أمة عظيمة، استطاعت أن تقود البشرية لفترة طويلة، ثم تخلفت لما يقارب (400) سنة، ثم عادت للنهوض من جديد، ومع بدايات القرن العشرين بدأت موجة تهدف أن تعيد الأمة للسيادة، وأخذت تغرس في عقول شباب وشابات الأمة أنهم سادة البشرية، فما هو الدور المنوط بالشباب للنهوض بالأمة؟
المقصود بنهضة الأمة هي أن نبني حضارة الإسلام من جديد، ونسود بها البشرية من جديد.
الحضارة هي المنهج الفكري لأمة، المتشكل في إنتاج مادي ومعنوي.
ما الفرق بين الحضارة والمدنية؟
مدنية اليوم: إنّ كثيراً من الدول العربية، وخاصة التي عندها مال، تجد لديها مدنية، تلمس هذه المدنية في البناء الشاهق، وتنوع أشكاله، وكثرة المرافق العامة، وهذه مدنية وليس حضارة.
حضارة الإسلام: ما هي المباني الضخمة والعالية التي تركها وراءه عند وفاته صلى الله عليه وسلم؟ أكبر وأوسع مبنى كان المسجد النبوي، وكان عبارة عن (17) عمود من الخشب، سقفه من سعف النخل، لا إنارة فيه، فكانوا يصلون العشاء والفجر بدون ضوء، لم يكن مفروشاً بالسجاد، فكانوا يسجدون على التراب، فإذا نزل المطر كان النبي صلى الله عليه وسلم يسجد بجبهته إلى الوحل، فالحضارة التي بناها النبي كانت في عقول المسلمين، وفي سلوكياتهم، وفي توجهاتهم، وما هي غاياتهم، الحضارة أن تبني الإنسان المتكامل.
الحضارة هي المنهج الفكري لأمة، المتشكل في إنتاج مادي ومعنوي.
لابد لنا من معرفة أمر هام: نهضة الأمة لا تحتاج إلا (2%) من شباب الأمة، وعندها ستنقلب الموازين، ومن المبشرات ومن خلال تحليل الواقع، نستطيع القول أننا تجاوزنا نسبة (1%)، لكن لابد لنا أن نهيئ بقية الشباب لنصل لهذه النسبة ثم إحداث التغيير الشامل، وهذه النسبة ليست عشوائية.
التغيير: هو عملية الانتقال إلى الرؤيا المنشودة.
التغيير عبارة عن عملية تمر بخطوات، وليس حدثاً يحدث بشكل مفاجىء، قال تعالى ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾، هذا التغيير نحن مأمورون به شرعاً ، فالله جل جلاله يستطيع أن يغير واقعنا بكلمة كن، وتصبح هذه الأمة سيدة للبشرية من جديد، لكن الله شاء أن هذا الدين لا يُعَزّ إلا بجهد البشر، وأنّ هذا التغيير لا يحدث بمعجزة إلهية.
أمتنا الإسلامية موعودة من الله بالتمكين في هذه الأرض، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين، بعز عزيز أو بذل ذليل، عزا يعز الله به الإسلام، وذلا يذل الله به الكفر). حم طب كم، ولكن وعد الله سبحانه وتعالى لن يتحقق إلا بجهد البشر.
دور الشباب في نهضة الأمة هو القيام بعملية التغيير، فما هو التغيير المنشود؟
عند دراسة هذه المعادلة، نجد أنّ كل جزء من هذه الأجزاء يحتوي على عنصرين:
عند دراسة الواقع سنستعرض أمرين القدرات والأزمات الكبرى.
القيادة هي القدرة على تحريك الناس نحو الهدف.
أزمة القيادة تتمحور في ثلاثة أمور:
الفكر هو إعمال العقل في أمر ما للوصول إلى رأي جديد.
الفكر يشمل العقيدة والمبادئ والقيم، والطموحات وفهم الحياة، وتحليل الماضي والحاضر واستشراف المستقبل.
أدوات نشر الفكر
أمتنا تميزت بمجموعة من المزايا لم تتوفر في أي أمة أخرى، من أهم هذه المزايا:
أمتنا أمة شباب أما باقي الأمم فأمم شيوخ، فنسبة الشباب في أمتنا الذين أعمارهم أقل من (25) سنة فوق (65%)، بينما في اليابان هي (21%)، وفي الولايات المتحدة الأمريكية (31%).
فلابد لشباب أمتنا من وضع غاية رئيسية (بناء الحضارة الإسلامية)، لكن ماهي مقومات الحضارة الإسلامية القادمة؟
تتجلى الرؤية في أننا نريد أن نحقق أمرين رئيسيين:
غايتنا أن نبني حضارة راشدة حديثة، ونحسن التعامل مع زماننا الحاضر، فينبغي الابتعاد عن العيش في عقلية الحروب والمعارك القديمة، فالمعركة اليوم هي معركة فكر وإنتاج، وليست معركة سيف ورمح، وطرح الأفكار اليوم أيسر من طرحها في القرون الماضية.
ماهي الأهداف التي يسعى الإسلام لتحقيقها؟
قال الله تعالى ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾، هذا هو الهدف الأسمى للإسلام، هدفه سعادة الإنسان وفلاحه في الدنيا والآخرة، فالإسلام جاء رحمة للعالمين، طائعهم وعاصيهم، مؤمنهم وكافرهم، فإن قبلوا الإسلام سعدوا في الدنيا والآخرة، وإن لم يقبلوا الإسلام، فواجبنا أن نسعدهم في الدنيا على أقل التقدير، وفي الحالتين سنكون رحمة للعالمين، وبناءاً عليه تتشكل حضارة عادلة رحيمة ذات قيم وأخلاق.
كلنا لدينا حلم واحد: أن ترجع أمتنا أمة واحدة متكاملة، فهل يمكن أن نحقق هذه الحلم خلال (20) سنة؟ واقعنا يقول لا يمكننا ذلك، ولكن نستطيع خلال هذه المدة أن نتوحد في جوانب أربعة نتفق عليها وهي:
وهنا يبرز دور الشباب في العمل على تذليل الصعاب لتحقيق هذه الجوانب الأربعة على أقل تقدير.
لابد من تقسيم الخطة إلى مراحل، وكل مرحلة لها أهدافها.
ما الذي يعجزنا أن يكون لنا خطة؟ ما الذي يميز اليهود عن أمتنا؟ أما اجتمعوا بقيادة هرتزل عام (1898م) ووضعوا خطة لخمسين سنة قادمة بإقامة بلد قومي لليهود؟ ووضعوا لها مراحل، وعملوا على إتمام المراحل بالتدريج؟ ثم لما قامت دولتهم لم يكن هرتزل ومن خطط معه على قيد الحياة.
ما هو المجال الذي يبدع فيه الشاب أو الفتاة؟ وتوجيه الفكر إلى ضرورة التخصص فيما يبدع الفرد، وحثه على زيادة المهارة، ثم الدخول في مشروع أو طرح مشروع عن هذا المجال.
فهناك شباب يميلون للفكر، لابد من توجيههم للمشاريع الفكرية.
وهناك شباب يميلون للسياسة، لابد من توجيههم للمشاريع السياسية.
وثمة شباب يميلون نحو الاقتصاد، وآخرون نحو الفن، والتعليم، و…
ومن الضروري معرفة أن الدور العام للشباب مرفوض، فلا يمكن لأي شاب أن يتخصص في كل مجالات الحياة، فينبغي عدم تضييع الوقت، والبحث عن تخصص كل شباب فيما يبرع به فقط.
ما الذي يعيق نهضة أمتنا ويقف في طريقها؟
وفي الختام: لا تنس مشاركة هذه المقالة مع الأصدقاء
كما يمكنكم الاستفادة والاطلاع على المزيد من المقالات:
التخطيط الاستراتيجي وأثره على أداء المنظمة و التدريب والتدريس الإبداعي
و ماذا تعرف عن الإعجاز العلمي؟
للشباب دور كبير في التنمية الاقتصادية كونهم الطاقة الفكرية والجسدية وأهم الموارد البشرية للمجتمع، وذلك من خلال تقديم مشروعات جديدة، والتعلم، والتعرف على ثقافات ومعلومات ومهارات جديدة.
تقديم الأفكار والمشروعات للدولة، والتي يمكن أن يستفاد منها، والمساهمة في كبح عجلة الاقتصاد والتنمية.
المشاركة في الجمعيات الخيرية، والتطوعية لبناء المجتمع وتطويره.
أهم صفات المجتمع المتقدم النهضة الصحية، فلا بد من نشر الوعي الصحي بين أفراد المجتمع.
من خلال توفير التعليم المتكامل لشباب المجتمع.
توفير فرص عمل لشباب المجتمع، والاستفادة من مهاراتهم.
تهيئة الفرص لمشاركتهم في الجوانب السياسية، وسماع آرائهم وتوجهاتهم.
1. الاستبداد السياسي: قمع الحريات والديكتاتوريات التي تسود بلادنا، ويجب التخلص منها.
2. الفساد المالي: فلو تحولت هذه الأموال نحو الإصلاح والمشاريع الخيرية.
3. شيوخ السلاطين: التي تحلل الحرام لأجل السلطان.
4. التدخل الأجنبي: في تعليمنا واقتصادنا.
5. العدو الصهيوني: وهي المعركة الأهم والأخطر، فلا تطبيع ولا استسلام، فهي الحركة الأكثر نشازاً خلال التاريخ كله.