أصحمة النجاشي – ملك ابن ملك – الملك الذي لا يظلم عنده أحد
روائع قصص التابعين ومواقفهم العظيمة، تقدم لنا عبر ونماذج نقتدي بها على مدى الزمان، من…
Read moreفي زحمة هذه الحياة، ومع دخول أجهزة الاتصال ومواقعه إلى بيوتنا، بتنا بحاجة أكبر إلى العناية بالتربية داخل البيوت، ذلك لأن الابن والبنت إنْ لم يكن محصَّنا بالتربية والعلم داخل بيته فإن غزوَه سهلٌ، وإن أخذَه من بين أيدينا سريعٌ، وإن حسراتِ ذلك عائدةٌ على نفسه أولاً، وعلى والديه ثانياً، وعلى المجتمع ثالثاً.
قال سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قوله تعالى: {قوا أنفسكم وأهليكم ناراً}: “علّموهم وأدّبوهم”، فما هي أسس التربية السليمة للأطفال؟ دعونها نتجول في الحديث عن ذلك في هذا المقال.
اختلفت الآراء حول مفهوم التربية اصطلاحاً ومنها: مجموعة من العمليات التي يتم من خلالها نقل المعلومات و المعارف والخبرات المكتسبة من شخص لآخر، ومن جيل إلى جيل، من أجل المحافظة على بقائه.
النبي ﷺ بيّن أنّ الأب أحياناً يهتم بطعام ابنه وشرابه، ولكن لا يهتم بآدابه وخلقه، وهو القائل: “كفى بالمرء إثما أنْ يضيع من يقوت” [أخرجه الحاكم]، وكأن الله جعل نظام الأبوة متكاملاً، فهي إنشاء المرء وإصلاحه شيئاً فشيئاً حتى يبلغ حد التمام والكمال.
وللتربية مفهوم عميق في الإسلام فهي لا تقتصر على الطعام والشراب فقط، ولكن التربية في الإسلام أعمّ وأشمل، فمن لم يستطع أن يعلمهم، فليأخذ بيدهم ليكونوا معهم في مجالس العلم والتربية، فالأسرة الفاضلة هي المنطلق الأول للدعوة الإسلامية.
تربية الأبناء فرض على الوالدين وهو علم يحتاج إلى دراسة، فإن أردت أنْ تربي أبناءك فلا بد أنْ تتغير أنت أولاً، فالتربية تعتمد على التدرج، فالتدرج سنة إلهية في معظم الأشياء، وهي أساس التربية الناجحة، وهناك يوجد العديد من الجوانب التربوية التي حث عليها الإسلام وألزم أولياء الأمور بها.
أحبّ ابنك بلا شروط، وعامل طفلك باحترام، وعلى أنه إنسان، وليس طفل له أفكاره ومشاعره وشخصيته لأنه هو المستقبل.
لتقوية العلاقة بينك وبين أبنائك عليك باللعب معهم والمرح، فذلك يساعد على بناء الثقة لديهم ويقوي الاتصال، كما يؤسس الألفة، وهذا بدوره يزيد من استجابتهم لما تريده منهم، فيمكنك من خلال قصةٍ أو لعبةٍ غرس فكرة مهمةٍ لديهم.
أيها المربي ضع حدوداً وقواعد لطفلك؛ فهذا يساعدك على أن تتعامل مع مشاكله وسلوكياته، فالقواعد والحدود تصنع الانضباط، والهدف منه هو مساعدة الطفل على أنْ يختار السلوكيات المقبولة، ويتعلم ضبط النفس، وتحمل المسؤولية.
عليك ألا تحاول أن تتحكم أو تسيطر على أبنائك، بل عليك منحهم المساحة الكافية حتى يتمكنوا من الاستقلال عنك شيئاً فشيئاً، من خلال تدريبهم على الاستقلالية مبكراً ثم تنسحب تدريجاً من حياتهم، وتدخلك يكون بشكل رئيسي في أمور فيها خطر على صحته أو أخلاقه، وفيما عدا ذلك دعه يعتمد على نفسه.
لم يعد المربي هو من يوجه فقط بل معه شركاء آخرون، فالقنوات الفضائية وما تبثه، والشبكة العنكبوتية وما تحمله، وتنوع مجالات الانفتاح، ولقد أصبحنا نستقبل أفكار الأمم وما تبثه من سموم، وعليه أصبح أمامنا العديد من التحديات.
لكل مرحلة من مراحل نمو الطفل سمة خاصة بها، ويجب على الآباء والأمهات ملاحظتها والتعامل معها بشكل صحيح.
تربية الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة
يؤكد التربويون وعلماء النفس أنّ السنوات الخمس الأولى في حياة الطفل تكون بمنزلة البناء الأساسي لنموه المستقبلي، وبالقدر الذي يُحاط بالرعاية يسير النمو بالاتجاه المرغوب، وأهم يجب الإنتباه له في هذه المرحلة:
عليك أن تختار المدرسة المناسبة لما لها أثر في تربية وتنشئة الابن، لأنه سيجتمع بمدرِّسه أو مدرِّسته وسيُسقط علاقته بأمه وأبيه على مدرِّسه ومدرِّسته، وسيلتقي هناك بالكبار وسيقلدهم، وهناك سيقضي الكثير من وقته، وسيحتك بالكثير من البيئات والأفكار المختلفة عما ألفه في حدود أسرته.
المراهقة مصطلح وافد علينا، يُطلق على فترة تشهد تغيرات واضحة ومتسارعة في حياة الطفل من الناحية الجسمية والنفسية والانفعالية والعقلية والاجتماعية، تؤثر على نمط سلوكه وتفاعله مع المجتمع المحيط به، وسيطر على كثير من الناس أنها أزمة ومشكلة، وأدى الغلوُّ في هذا المفهوم إلى الانحراف وتبرير المعاصي والنكرات لأبناء هذه المرحلة.
بينما في الإسلام لدينا مفهوم ومصطلح الفتوة والبطولة، فهذا إسماعيل عليه السلام صار آية في البر وأسلم نفسه لأبيه عندما كان في هذا السنّ: {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} [سورة الصافات: 102].
وعبد الله بن عباس رضي الله عنه حفظ عن النبي ﷺ (1660) حديث وعمره (13) سنة، وقائمة فتيان المسلمين وأبطالهم تطول، وليس آخرهم أسامة بن زيد عندما كان قائداً لجيش فيه أبو بكر وعمر رضي الله عنهم جميعاً.
ولكن أهم احتياجات هذه المرحلة هي:
أيها الآباء أيتها الأمهات: أبناؤكم هم الذين تعقد الأمة عليهم الآمال، وترنو ببصرها نحوهم، وحسبهم أنّ الله خاطبهم بكتابه {إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى}، هم الذين كان يجمعهم سيدنا عمر فيسترشد بآرائهم ويفيد من مبادراتهم، فلا تقصروا في تربيتهم لا الإكتفاء برعايتهم فحسب.
الالتجاء الى الله ان يصلحهم وعدم الدعاء عليهم.
أربي اولادي بطريقة صحيحة عن طريق إعطاؤهم المحبة والثقة، والحرص على العدل بينهم.
تكون تربية الاطفال الصحيحة بالترغيب والترهيب والتدرج وملء أوقات الفراغ بما يفيدهم.
سيكون المدرس هو القدوة له وسيحاكيه الطفل في أقواله وأفعاله.
حين يتصرف الأبناء بشكل خاطئ يجب أن نتعامل مع السلوك نفسه لا شخصية الفتى والفتاة، فسامحه إن كان غير متعمداً، وافهم قصده من تصرفه، فقد تكون نيته إيجابية، وراجع نفسك فأنت القدوة، وفي النهاية اختر عقوبة مناسبة للخطأ.
علامات عدم تلقي الطفل تربية سليمة هي عدم الثقة بالنفس والعدوانية وقلة الاحترام.