الامام النووي المحدث والفقيه واللغوي
أمتنا الإسلامية غنية بالرجال العظام، المبدعون والقدوات في كل ميدان، نقف لنتعرّف على أحد هؤلاء…
اقرأ المزيدقصص الأنبياء عبر وعظات لنا، نتعلّم منها دروساً في الإيمان بالله تعالى، وأسباب كفر الإنسان بالله تعالى وجحوده، وصبر الأنبياء في دعوتهم لقومهم، هود عليه السلام نبي عربي أرسله الله تعالى إلى قوم عاد داعياً إلى الإيمان، ولكنهم كفروا وجحدوا وغرّتهم قوتهم، فجاءهم عذاب الله فقصمهم.
كان الطوفان العظيم أوّل عقوبة نزلت وعمّت البشر، ثم إنّ أول قبيلة كفرت بعده كانت “عاد” ذات المكانة العظيمة في الجزيرة العربية، فنشروا الكفر بالله تعالى في أرجائها فأرسل الله لهم نبياً كريماً، إنّه هود عليه السلام بن عبد الله بن رباح بن الجارود بن عاد بن أوس بن إرم بن سام بن نوح، نبي عربي.
كان قوم هود يسكنون جنوب الجزيرة العربية في حضرموت، ومنطقة تسمّى الأحقاف -وتعني جبال الرمل- مطلّة على البحر، وفي القرآن الكريم سورتين تذكر قصتهم (هود – الأحقاف)، قال تعالى: {وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِالأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتْ النُّذُرُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ}.
ينقسم العرب قسمين:
حبا الله قوم عاد وأعطاهم نعمًا كثيرة، فسارت جيوشهم في الجزيرة، وبنو حضارة عظيمة، وكانوا يسكنون السهول بخيم ذات أعمدة ضخمة كما كانوا ينحتون البيوت في الجبال، {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (7) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (8) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلادِ}.
وأعطاهم بنية جسمية قوية وضخمة، يصفهم المؤرخون: بأنهم بيض طوال جسام {وَاذْكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُواْ آلاء اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.
عاش قوم عاد وهمّهم الحياة الدنيا ومتاعها، فكانوا جبّارين يتسلطون على الأقوام الأخرى، وكانوا يبنون القصور العظام للتفاخر والزينة، ويتخذون أقنية تمرُّ بها المياه {َتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ (129) وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (130) وَإِذَا بَطَشْتُم بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ}.
بدأ هود عليه السلام بدعوة قوم عاد لكنهم إنهم استكبروا واغتروا بقوتهم {فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ}، فدعاهم هود عليه السلام إلى عبادة الله سبحانه، ورغبهم وذكرهم بنعمه عليهم، وحذّرهم أن يصيبهم ما أصاب قوم نوح من قبلهم،
ولكنهم استكبروا وعاندوا { قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (67) قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ (68) أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنَاْ لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ (69) أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ وَاذْكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُواْ آلاء اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.
ثم يكتفوا بذلك بل أخذوا يستهزءون به هود عليه السلام، ويتهمونه بجنون أصابه به بعض آلهتهم عقوبة له، {قَالُواْ يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَن قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ (54) إِن نَّقُولُ إِلاَّ اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهِ وَاشْهَدُواْ أَنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ (55) مِن دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لاَ تُنظِرُونِ}،
كما حصل مع قوم نوح، وصلت الأمور بين “هود” عليه السلام وقوم “عاد” مرحلة التحدي.
أعمى الترف أبصار وبصيرة قوم عاد، واتّهموا نبيّهم بالكذب على الله تعالى، واشتدّ جحودهم وإنكارهم
{وَقَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاء الآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ (34) وَلَئِنْ أَطَعْتُم بَشَرًا مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَّخَاسِرُونَ (35) أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُم مُّخْرَجُونَ (36) هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ (37) إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ (38) إِنْ هُوَ إِلاَّ رَجُلٌ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا وَمَا نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ}.
انقطع رجاء هود عليه السلام من قومه “عاد”، فدعا عليهم طالبًا النصر والتأييد من المولى سبحانه وتعالى، {قَالَ رَبِّ انصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ (40) قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ}.
استمرّت الريح سبع ليال وثمانية أيام حتى أتت على قوم عاد، ولم تترك إلا أطلالهم عبرة لغيرهم من الأمم، ونجّى المولى سبحانه هود ومن معه من المؤمنين بحظيرة كانوا يختبئون فيها
{وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَنَجَّيْنَاهُم مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ}، ووصلت أخبار هلاك قوم عاد للأمم المحيطة بهم، وعاش هود ومن معه حتى توّفاه الله تعالى.
وفي الختام: لا تنس مشاركة هذه المقالة مع الأصدقاء.
كما يمكنك الاستفادة والاطلاع على المزيد من المقالات:
قصص الأنبياء و قصص الصحابة و قابيل وهابيل
من هم أرم ذات العماد قصة سيدنا موسى عليه السلام
قصة سيدنا شعيب عليه السلام قصة سيدنا أيوب عليه السلام
كان الطوفان العظيم أوّل عقوبة نزلت وعمّت البشر، ثم إنّ أول قبيلة كفرت بعده كانت "عاد" ذات المكانة العظيمة في الجزيرة العربية، فنشروا الكفر بالله تعالى في أرجائها فأرسل الله لهم نبيًا كريمًا، إنّه هود عليه السلام بن عبد الله بن رباح بن الجارود بن عاد بن أوس بن إرم بن سام بن نوح، نبي عربي.
قوم هود يسكنون جنوب الجزيرة العربية في حضرموت، ومنطقة تسمّى الأحقاف،
بدأ العذاب على قوم "عاد" بانقطاع المطر فأصابهم الجفاف، فحذّرهم هود عليه السلام وطلب منهم التوبة لله، فلما أصرّوا وعاندوا عندها جاءتهم سحابة من بعيد فظنوا أنّ النجاة فيها، ولكن الكفر أعماهم عن العذاب القادم.
جاءتهم الريح شديدة عاصفة فجعلت تحمل العملاق منهم ثم نرميه أرضًا، فينفصل رأسه عن جسده كالنخلة بلا ورق.
استمرّت الريح سبع ليال وثمانية أيام حتى أتت على قوم عاد، ولم تترك إلا أطلالهم عبرة لغيرهم من الأمم
اليمن
معجزة سيدنا هود عليه السلام لم تُذكر بالتفصيل كمعجزات بعض الأنبياء الآخرين في القرآن الكريم، ولكن القرآن يشير إلى قدرته على تحدي قومه بالحق والصبر الشديد على أذاهم ودعوتهم إلى عبادة الله الواحد. والمعجزة الأساسية هي نجاته والمؤمنين معه من العذاب الذي أصاب قومه.
هود عليه السلام يُعتبر من العرب العاربة، وهو من نسل نوح عليه السلام. وقد أرسل إلى قوم عاد، وهم من الأمم العربية القديمة التي سكنت منطقة الأحقاف في الجزيرة العربية.
هود عليه السلام هو نبي من أنبياء الله، أرسل إلى قوم عاد، وهم قوم عرب قديمون عاشوا في منطقة تُعرف بالأحقاف في الجزيرة العربية. كان قوم عاد معروفين بقوتهم وبنائهم العظيم، ولكنهم كانوا يعبدون الأصنام ويتجاهلون دعوة هود لهم بعبادة الله الواحد.
عقوبة قوم هود كانت عاصفة رياح شديدة استمرت لمدة سبع ليال وثمانية أيام متواصلة، كما ورد في القرآن الكريم. هذه الرياح دمرت كل شيء وأهلكت قوم عاد بالكامل باستثناء هود والمؤمنين الذين آمنوا معه. وتُعتبر هذه العقوبة تحذيرًا وعبرة للأمم التالية عن عاقبة الكفر والطغيان.