قصص الأنبياء عبر وعظات لنا، نتعلّم منها دروساً في الإيمان بالله تعالى، وأسباب كفر الإنسان بالله تعالى وجحوده، وصبر الأنبياء في دعوتهم لقومهم، هودعليه السلام نبي عربي أرسله الله تعالى إلى قوم عاد داعياً إلى الإيمان، ولكنهم كفروا وجحدوا وغرّتهم قوتهم، فجاءهم عذاب الله فقصمهم.
من هو هود عليه السلام ؟
كان الطوفان العظيم أوّل عقوبة نزلت وعمّت البشر، ثم إنّ أول قبيلة كفرت بعده كانت “عاد” ذات المكانة العظيمة في الجزيرة العربية، فنشروا الكفر بالله تعالى في أرجائها فأرسل الله لهم نبياً كريماً، إنّه هود عليه السلام بن عبد الله بن رباح بن الجارود بن عاد بن أوس بن إرم بن سام بن نوح، نبي عربي.
من هم قوم عاد ؟
كان قوم هود يسكنون جنوب الجزيرة العربية في حضرموت، ومنطقة تسمّى الأحقاف -وتعني جبال الرمل- مطلّة على البحر، وفي القرآن الكريم سورتين تذكر قصتهم (هود – الأحقاف)، قال تعالى: {وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِالأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتْ النُّذُرُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ}.
قوم عاد من العرب العاربة
ينقسم العرب قسمين:
العرب العاربة: وهم أصل العرب، نشأوا في اليمن وانتشروا في الجزيرة، ومنهم: (عاد – ثمود – قحطان – جرهم – مدين).
العرب المستعربة: ينتسبون إلى إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، فإسماعيل لم يكن عربيًا ولكنّه عاش مع جرهم وتعلّم لغتهم وصار أفصحهم لسانًا، ومن هؤلاء العرب المستعربة: قريش.
الأنبياء العرب الأربعة: جاء بيان ذلك في حديث النبي ﷺ لأبي ذر رضي الله عنه:
هود عليه السلام.
صالح عليه السلام.
شعيب عليه السلام.
محمد ﷺ.
عجائب قوم عاد
حبا الله قوم عاد وأعطاهم نعمًا كثيرة، فسارت جيوشهم في الجزيرة، وبنو حضارة عظيمة، وكانوا يسكنون السهول بخيم ذات أعمدة ضخمة كما كانوا ينحتون البيوت في الجبال، {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (7) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (8) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلادِ}.
وأعطاهم بنية جسمية قوية وضخمة، يصفهم المؤرخون: بأنهم بيض طوال جسام {وَاذْكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُواْ آلاء اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.
صفات قوم عاد
عاش قوم عاد وهمّهم الحياة الدنيا ومتاعها، فكانوا جبّارين يتسلطون على الأقوام الأخرى، وكانوا يبنون القصور العظام للتفاخر والزينة، ويتخذون أقنية تمرُّ بها المياه {َتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ (129) وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (130) وَإِذَا بَطَشْتُم بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ}.
نبوة هود عليه السلام وتبليغ الرسالة
اغترار قوم عاد
بدأ هود عليه السلام بدعوة قوم عاد لكنهم إنهم استكبروا واغتروا بقوتهم {فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ}، فدعاهم هود عليه السلام إلى عبادة الله سبحانه، ورغبهم وذكرهم بنعمه عليهم، وحذّرهم أن يصيبهم ما أصاب قوم نوح من قبلهم،
انقطع رجاء هود عليه السلام من قومه “عاد”، فدعا عليهم طالبًا النصر والتأييد من المولى سبحانه وتعالى، {قَالَ رَبِّ انصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ (40) قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ}.
عذاب قوم عاد
بدأ العذاب على قوم “عاد” بانقطاع المطر فأصابهم الجفاف، فحذّرهم هود عليه السلام وطلب منهم التوبة لله، فلما أصرّوا وعاندوا عندها جاءتهم سحابة من بعيد فظنوا أنّ النجاة فيها، ولكن الكفر أعماهم عن العذاب القادم {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ}.
جاءتهم الريح شديدة عاصفة فجعلت تحمل العملاق منهم ثم نرميه أرضًا، فينفصل رأسه عن جسده كالنخلة بلا ورق، {كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (9) إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ (20) تَنزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ (21) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ}.
ويصف الله لنا ما حلّ بهم {وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (7) سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (8) فَهَلْ تَرَى لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ}.
نجاة هود عليه السلام والمؤمنين
استمرّت الريح سبع ليال وثمانية أيام حتى أتت على قوم عاد، ولم تترك إلا أطلالهم عبرة لغيرهم من الأمم، ونجّى المولى سبحانه هود ومن معه من المؤمنين بحظيرة كانوا يختبئون فيها
{وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَنَجَّيْنَاهُم مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ}، ووصلت أخبار هلاك قوم عاد للأمم المحيطة بهم، وعاش هود ومن معه حتى توّفاه الله تعالى.
وفي الختام: لا تنس مشاركة هذه المقالة مع الأصدقاء.
كما يمكنك الاستفادة والاطلاع على المزيد من المقالات:
كان الطوفان العظيم أوّل عقوبة نزلت وعمّت البشر، ثم إنّ أول قبيلة كفرت بعده كانت "عاد" ذات المكانة العظيمة في الجزيرة العربية، فنشروا الكفر بالله تعالى في أرجائها فأرسل الله لهم نبيًا كريمًا، إنّه هود عليه السلام بن عبد الله بن رباح بن الجارود بن عاد بن أوس بن إرم بن سام بن نوح، نبي عربي.
من هم قوم هود عليه السلام؟
قوم هود يسكنون جنوب الجزيرة العربية في حضرموت، ومنطقة تسمّى الأحقاف،
ماذا حصل لقوم هود؟
بدأ العذاب على قوم "عاد" بانقطاع المطر فأصابهم الجفاف، فحذّرهم هود عليه السلام وطلب منهم التوبة لله، فلما أصرّوا وعاندوا عندها جاءتهم سحابة من بعيد فظنوا أنّ النجاة فيها، ولكن الكفر أعماهم عن العذاب القادم. جاءتهم الريح شديدة عاصفة فجعلت تحمل العملاق منهم ثم نرميه أرضًا، فينفصل رأسه عن جسده كالنخلة بلا ورق. استمرّت الريح سبع ليال وثمانية أيام حتى أتت على قوم عاد، ولم تترك إلا أطلالهم عبرة لغيرهم من الأمم
من اي بلد سيدنا هود؟
اليمن
ما هي معجزة سيدنا هود عليه السلام؟
معجزة سيدنا هود عليه السلام لم تُذكر بالتفصيل كمعجزات بعض الأنبياء الآخرين في القرآن الكريم، ولكن القرآن يشير إلى قدرته على تحدي قومه بالحق والصبر الشديد على أذاهم ودعوتهم إلى عبادة الله الواحد. والمعجزة الأساسية هي نجاته والمؤمنين معه من العذاب الذي أصاب قومه.
من أي أصل كان هود عليه السلام؟
هود عليه السلام يُعتبر من العرب العاربة، وهو من نسل نوح عليه السلام. وقد أرسل إلى قوم عاد، وهم من الأمم العربية القديمة التي سكنت منطقة الأحقاف في الجزيرة العربية.
من هو هود عليه السلام ومن هم قومه؟
هود عليه السلام هو نبي من أنبياء الله، أرسل إلى قوم عاد، وهم قوم عرب قديمون عاشوا في منطقة تُعرف بالأحقاف في الجزيرة العربية. كان قوم عاد معروفين بقوتهم وبنائهم العظيم، ولكنهم كانوا يعبدون الأصنام ويتجاهلون دعوة هود لهم بعبادة الله الواحد.
ما هي عقوبة قوم هود؟
عقوبة قوم هود كانت عاصفة رياح شديدة استمرت لمدة سبع ليال وثمانية أيام متواصلة، كما ورد في القرآن الكريم. هذه الرياح دمرت كل شيء وأهلكت قوم عاد بالكامل باستثناء هود والمؤمنين الذين آمنوا معه. وتُعتبر هذه العقوبة تحذيرًا وعبرة للأمم التالية عن عاقبة الكفر والطغيان.