منهجية التغيير الشخصية
الشخصية هي مجموعة السمات الشعورية الفكرية والسلوكية الدائمة عند الفرد، والتي تحدد طريقة تعامله مع…
Read moreسورة الكهف سورة مكية، ترتيبها في المصحف (18)، وعدد آياتها (110) آية، وهي إحدى سور خمس بدأت ب {الْحَمْدُ لِلّهِ}، وسميت سورة الكهف؛ لبيان قصة أصحاب الكهف العجيبة التي تتحدث عن قصة شباب فرّوا بدينهم من ظلم مَلِكهم، وفيها تجلى الدليل الحاسم الملموس على قدرة الله الباهرة.
وتتلخص موضوعات السورة في 3 مقاصد رئيسية:
القرآن الكريم هو حق مبين لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
بيان وحدانية الله سبحانه، والتنديد بالذين يتخذون من دونه أولياء.
الإيمان بالبعث والنشور واليوم الآخر.
من خلال قصص: (أهل الكهف، وأصحاب الجنتين، موسى والخضر عليهما السلام، وذو القرنين)، فلنبحر معاً في أرجاء هذه السورة العظيمة ونستقي منها العبر.
ولما أمر اليهود المشركين أن يسألوا النبي ﷺ عن ثلاثة أشياء: (عن الروح، وعن قصة أصحاب الكهف، وعن قصة ذي القرنين)، أجاب تعالى في آخر سورة بني إسرائيل -الإسراء- عن السؤال الأول، ثم أجاب تعالى في سورة الكهف عن السؤالين الآخرين، فناسب اتصالهما ببعضهما.
وعندما ذهب المشركين إلى الرسول ﷺ طرحوا عليه الأسئلة، فأجابهم أنه سيخبرهم غدًا دون أن يقول: (إن شاء الله)، فتأخر الوحي بضعة أيام ثم نزل قوله تعالى {وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَٰلِكَ غَدًا إلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ} [سورة الكهف: 23-24].
في سورة الكهف 4 قصص ذكرت فيها ولم تذكر في سورة أخرى، وهي من أعجب ما حوى القرآن الكريم من قصص، والقصص تحقق 4 من أهم أهداف التربية وهي تغيير: (القناعات – الاهتمامات – العلاقات – القدوات)، فإلى هذه القصص.
أصحاب الكهف شباب فروا من قومهم خشية الفتنة في دينهم، كانوا في زمن ملك يقال له دقيانوس، وكانوا من أبناء الأكابر، واتفق اجتماعهم في يوم عيد لقومهم، فرأوا ما يتعاطاه قومهم من السجود للأصنام والتعظيم للأوثان، فنظروا بعين البصيرة، وكشف الله عن قلوبهم حجاب الغفلة، وألهمهم رشدهم، فعلموا أنّ قومهم ليسوا على شيء، فخرجوا عن دينهم، وانتموا إلى عبادة الله وحده لا شريك له.
فلما أراد الحاكم البطش بهم خرجوا من المدينة هاربين بدينهم، ولجأوا إلى كهف فناموا في كهفهم بحفظ الله تعالى ورعايته (309) سنين، ثم استيقظوا كانت كانت حال المدينة وحاكمها قد تبدل من الكفر إلى الإيمان.
ونتعلم من هذه القصة دروس البحث عن الحق والثبات على الإيمان والتمسك بالقيم، متفائلين بتوكلنا على الله سبحانه وتعالى ذي القوة المتين بأنّ نصر لعباده آت لا محالة، والعاقبة للمتقين.
تحكي قصة رجلين: أحدهما فقير ولكنه مؤمن تقي راض بما قسمه الله تعالى له شاكر لنعمه عليه، والآخر: غني، رزقه الله بستانان كبيران فيهما من الزروع والأنهار والفاكهة ما تطيب له كل نفس، ولكنه كان جاحداً لفضل الله تعالى عليه، مغروراً بما بين يديه من متاع الدنيا، غافلاً عن امتحان الدنيا دار الغرور.
فيدور بينهما حوار يظهر فيه الغني قبيح غروره واعتداده بما يملك من متاع الدنيا، بينما يسارع الفقير لنصحه ودعوته إلى المبادرة إلى الشكر فبه تدوم النعم وتبقى، لكن الغني يتمادى في غيّه واستهانته بالفقير، وبينما هو في سكرته إذ ينزل عقابه الله تعالى به، وتصبح جنتيه العامرتين خراباً وحطاماً، فعندها يسقط نادماً على ما أصابه.
ذات يوم موسى عليه السلام قام خطيباً في بني إسرائيل، فسُئل: أي الناس أعلم؟ فقال: أنا، فعتب الله عليه؛ إذ لم يَرُدَّ العلم إليه، وأرسله ليقابل من هو أعلم منه ويأخذ عنه مما آتاه الله، فخرج للقاء الخضر عليه السلام يحصبه غلامه يوشع بن نون.
فلما كان اللقاء: طلب الخضر موسى إن أراد مرافقته ليتعلم التمسك بقيمة الصبر على طلب العلم، وجعلها شرطاً لبقائه معه، وهنا كان اختبار موسى عليه السلام في 3 مواقف لم ينجح فيها بالمحافظة على هذا الشرط، وبعد الموقف الثالث كانت نهاية الرحلة فأخذ الخضر يقصُّ على موسى عليهما السلام الحِكَم والعِبَر من كل ما فعله، وهنا نجمل كل موقف مع العبرة منه.
انطلق موسى والخضر يمشيان على ساحل البحر، فمرت بهما سفينة، فحملوه بغير أجر، فلما ركبا في السفينة أخذ الخضر فأساً، فنزع لوحاً من السفينة، فلما خرجا من البحر، مروا بغلام يلعب مع الصبيان، فأخذ الخضر برأسه فقلعه بيده قتله، ثم إن موسى والخضر تابعا مسيرهما، فمرّا على قرية، وكان الجوع قد أخذ منهما كل مأخذ- فسألوا أهل القرية الضيافة، فأبوا أن يقدموا لهما شيئاً من الطعام، في تلك الأثناء رأى الخضر جداراً مائلاً على وشك السقوط، فعمد إلى إصلاحه.
فعندها أجاب الخضر موسى: لقد آن لنا أن نفترق بعد كل الذي حصل، ولقد أثبتت الأحداث والوقائع أنك غير قادر على متابعتي وملازمتي، وعلى الرغم من هذا فسوف أخبرك بحقيقة ما فعلت.
فأخبره أن السفينة كانت ملكاً لأناس فقراء، يتعيشون عليها، وكان من عادة قراصنة البحر أنهم كانوا يأخذون كل سفينة صالحة لا عيب فيها، وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين، وكان هو كافراً، وكان يُخشى عليهما منه، فقتله منعاً من أن يفتن أبويه، ويردهما عن إيمانهما بالله، وأما إقامة الجدار الذي أشرف على السقوط والتهاوي، فقد كان مخبوءاً تحته كنز لغلامين أبوهما صالحاً، ولو سقط الجدار قبل أن يبلغ الغلمان لذهب ذلك الكنز؛ إذ ليس لهما القدرة على الدفاع عن حقوقهما.
كان ذو القرنين ملكاً صالحاً مسلماً، طاف الأرض شرقاً وغرباً يدعو إلى الإسلام ويحارب الكفر وأهله، حتى أقام العدل، ثم إنه وصل في رحلته إلى قوم يعيشون بين جبلين أو سدّين بينهما فجوة، فلما رأوه ملكاً قوياً طلبوا منه أن يساعدهم في صد هجمات قوم يأجوج ومأجوج عليهم، وذلك بأن يبني لهم سداً مقابل خراج من المال يدفعونه له.
فوافق على بناء السد لكنه زهد في مالهم، واستخدم ذو القرنين وسيلة هندسية مميزة لبناء السّد، حيث فقام أولاً بجمع قطع الحديد ووضعها في الفتحة حتى تساوى الركام مع قمتي الجبلين، ثم أوقد النار على الحديد، وسكب عليه نحاساً مذاباً ليلتحم وتشتد صلابته، وهكذا تم المراد على أكمل وجه، وبعد ذلك نظر للسّد، وحمد الله على نعمته، وردّ الفضل والتوفيق في هذا العمل لله سبحانه وتعالى.
يقول سيّد قطب رحمه الله:
“سيرة ذي القرنين النموذج الطيب للحاكم الصالح، يمكنه الله في الأرض، وييسر له الأسباب؛ فيجتاح الأرض شرقاً وغرباً، ولكنه لا يتجبر ولا يتكبر، ولا يطغى ولا يتبطر، ولا يتخذ من الفتوح وسيلة للغنم المادي، واستغلال الأفراد والجماعات والأوطان، ولا يعامل البلاد المفتوحة معاملة الرقيق، ولا يسخر أهلها في أغراضه وأطماعه..
إنما ينشر العدل في كل مكان يحل به، ويساعد المتخلفين، ويدرأ عنهم العدوان دون مقابل، ويستخدم القوة التي يسرها الله له في التعمير والإصلاح، ودفع العدوان وإحقاق الحق، ثم يُرجع كل خير يحققه الله على يديه إلى رحمة الله وفضل الله، ولا ينسى وهو في إبان سطوته قدرة الله وجبروته، وأنه راجع إلى الله” [في ظلال القرآن].
صح عن مجاهد أنه قال: “ملك الأرض مشرقها ومغربها أربعة نفر: مؤمنان وكافران، فالمؤمنان: سليمان بن داود وذو القرنين، والكافران: بختنصر ونمرود بن كنعان، لم يملكها غيرهم” [رواه الطبري في “التفسير” (5/433)].
إنَّ من فضل قراءة سورة الكهف أنها سَبَبٌ لنزولِ السَّكينة: فعن البَراءِ بنِ عازبٍ رَضِيَ الله عنهما: (قرأ رجلٌ الكَهفَ وفي الدَّارِ الدَّابَّةُ، فجعَلَت تَنفِرُ، فسَلَّمَ، فإذا ضبابةٌ أو سَحابةٌ غَشِيَته، فذكَرَه للنبيِّ ﷺ، فقال: اقرأْ فلانُ؛ فإنَّها السكينةُ نَزَلت للقُرآنِ، أو تنزَّلَت للقُرآنِ)، ولقراءتها وحفظها فضائل.
وفي صحيح مسلم مرفوعاً: “من حفظ عشر آيات مِنْ أول سورة الكهف عُصم مِنَ الدجال”.
مما سبق: نجد أنه لقراءة سورة الكهف يوم الجمعة 3 فوائد أساسي: (نزول السكينة، والنور من الله بين الجمعتين، والعصمة من فتنة الدجال).
ورد أن قراءتها تكون من: غروب شمس يوم الخميس إلى غروب شمس يوم الجمعة، قال المناوي: فيندب قراءتها يوم الجمعة وكذا ليلتها، كما نص عليه الشافعي -رضي الله عنه-.
لقراءة سورة الكهف يوم الجمعة 3 فوائد أساسي: (نزول السكينة، والنور من الله بين الجمعتين، والعصمة من فتنة الدجال).
لما أمر اليهود المشركين أن يسألوا النبي ﷺ عن ثلاثة أشياء: (عن الروح، وعن قصة أصحاب الكهف، وعن قصة ذي القرنين)، أجاب تعالى في آخر سورة بني إسرائيل -الإسراء- عن السؤال الأول، ثم أجاب تعالى في سورة الكهف عن السؤالين الآخرين،
في سورة الكهف 4 قصص ذكرت فيها ولم تذكر في سورة أخرى، وهي من أعجب ما حوى القرآن الكريم من قصص.
3 مقاصد رئيسية:
1 - القرآن الكريم هو حق مبين لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
2- بيان وحدانية الله سبحانه، والتنديد بالذين يتخذون من دونه أولياء.
3- الإيمان بالبعث والنشور واليوم الآخر.