سيرة علي بن ابي طالب رابع الخلفاء الراشدين
هو علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كِلاب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
اقرأ المزيدفي عام (1874م) نال اليهود كامل حقوقهم السياسية وزاد نفوذهم في معظم أوروبا، ثم جاء رجل أوقف المخطط اليهودي واستطاع أن يعطله لعدة عقود، إنه السلطان “عبد الحميد الثاني” رحمه الله تعالى الذي:
(مد نفوذه إلى فلسطين، وتقهقر الخديوي إلى مصر، فنظم الدولة العثمانية، وأصدر الدستور العثماني، وعقد البرلمان، وأشرك العرب فيه وكان للقدس فيه نائبين).
عبد الحميد الثاني هو السلطان الرابع والثلاثون من سلاطين الدولة العثمانية، وآخر من امتلك سلطة فعلية منهم، تولى الحكم في (31 أغسطس 1876م)، وخُلع بانقلابٍ في (27 أبريل 1909م)، فوُضع رهن الإقامة الجبريَّة حتّى وفاته في (10 فبراير 1918م)، وخلفه أخوه السلطان محمد الخامس.
أطلقت عليه عدة ألقاب منها: “السُلطان المظلوم”، ويضاف إلى اسمه أحياناً لقب الـ “غازي”، وهو شقيق كلٍ من: (السلطان مراد الخامس، والسلطان محمد الخامس، والسلطان محمد السادس).
استمر تحديث الدولة العثمانية خلال فترة حكمه، فقام بـ:
لما تولى السلطان عبد الحميد الخلافة، كان عدد اليهود في فلسطين قرابة (14) ألف، واستطاعوا أن ينشئوا أول مستوطنة لهم في “بتاح تكفا”،
فجعل السلطان يراقب تحركاتهم عن كثب، تزامن مع ذلك اكتشاف “الإسكندر الثاني” قيصر روسيا مؤامرة يدبرها اليهود لاغتياله والسيطرة على روسيا، فاستطاع أن ينجوا وبدأ بقمعهم لتهجيرهم من روسيا، وظهرت حركة “اللاسامية” التي تهدف لعداء كل من له أصل ساميّ.
ظهرت مشكلة اليهود في روسيا، فخرجت حركة اسمها “أحباء صهيون”، وبدأت توسط الدول الأوروبية وخصوصًا بريطانيا وفرنسا لدى الدولة العثمانية للسماح لهم بسكنى الدولة العثمانية، وافق السلطان عبد الحميد على سكنى اليهود في أراضي الدولة العثمانية ما عدا فلسطين بعد طلب الاسترحام ومبدا التسامح الإسلامي،
فتدخل السفير الأمريكي معاتبًا للسلطان بسبب هذا الشرط فأجابه السلطان: (إنني لن أسمح لليهود بالاستقرار في فلسطين ما دامت دولة الخلافة العثمانية قائمة).
هاجر من روسيا وأوروبا (2,5) مليون يهودي بين عامي (1981-1914م)، سكنوا في الدولة العثمانية وفي أوروبا وفي أمريكا الشمالية، ولم يتسلسل إلى فلسطين سوى (55) ألف يهودي، وسمح لهم السلطان عبد الحميد بزيارة الأماكن المقدسة دون السكنى فيها.
كانت مصر تحت حكم الخديوي وإن كان الدعاء والخطبة للسلطان، وفي عام (1882م) تحركت بريطانيا واستطاعت احتلال مصر، ومعها تحرك يهود فرنسا بقيادة المليونير اليهودي “أدموند ديرروتشلد” فأسسوا حركة دعم مالي للاستيطان اليهودي في فلسطين،
ونشر اليهودي “ليوبنسكر” كتابه (التحرر الذاتي) الذي دعا من خلاله إلى انشاء وطن قومي لليهود، رافضًا انصهارهم في الدول التي هاجروا إليها، فبدأت فكرة الدولة اليهودية تنضج، وبدأوا يتسللون إلى فلسطين بشكل أكبر.
بدأ أهل فلسطين ينتبهون لتحركات اليهود، وحدث أول صدام مسلح بين الفلاحين الفلسطينيين والمستوطنين اليهود عام (1886م) وبدأت الصحف العربية تنشر التحذير من خطر اليهود في فلسطين، شعر السلطان عبد الحميد بهذا الخطر فأمر بفصل ولاية فلسطين عن ولاية الشام، وجعلها تتبع له بشكل مباشر ليتابع أمورها بشكل أفضل،
وجعل يضغط على اليهود ليخرجوا من فلسطين، وبدأت الدول الأوروبية تضغط ليسمج لهم بالبقاء بشكل فردي وليس كمستوطنات، فقام السلطان عبد الحميد الثاني بإصدار القرار العثماني الشهير عام (1888م) القاضي بـ: (منع الهجرة اليهودية الجماعية إلى الأراضي العثمانية، ومنع الزائرين من البقاء في فلسطين أكثر من 3 شهور).
صار لليهود الألمان نفوذ كبير، ففي عام (1891م) أسس اليهودي الألماني البارون “موريس دي هيرش” رابطة “الاستعمار اليهودي”، كان السلطان قد سلّم إدارة الساحل الفلسطيني إلى الخديوي “عباس حلمي”،
فاستغل اليهود ذلك وبدأوا ببناء المستوطنات، وصل الخبر للسلطان عبد الحميد الثاني فأعاد إدارة الساحل إليه شخصيًا، وأرسل قوة عسكرية طردت اليهود منه، وأصدر قانونًا عام (1892م)يقضي بمنع بيع الأراضي لليهود حتى وإن كانوا من أهل فلسطين .
ظهر عام (1897م) الكاتب اليهودي المجري “تيودور هرتزل”، وانعقد المؤتمر الصهيوني الأول في مدينة “بال” السويسرية، الذي دعا إلى تأسيس وطن قومي لليهود في فلسطين، ثم كانت الحرب العثمانية اليونانية فأفلست الدولة العثمانية أمام الأزمات الخانقة،
فاستغل ذلك “تيودور هرتزل” وجمع مبالغ ضخمة، وعرض على السلطان العثماني عبر سفيره في “فينا” تبرعًا ضخمًا مقابل أن يسمح بهجرة اليهود إلى فلسطين، فكان رد السلطان عبد الحميد الثاني الذي يكتب بماء الذهب:
(إنني لا أستطيع أن أتخلى عن شبر واحد من الأرض، فهي ليست ملك يميني، بل ملك الأمة الإسلامية التي جاهدت في سبيلها وروتها بدمائها، فليحتفظ اليهود بملايينهم، وإذا مزقت دولة الخلافة يومًا فإنهم يستطيعون آنذاك أن يأخذوا فلسطين بلا ثمن، أما وأنا حيّ، فإنّ عمل المِبْضَع في بدني، لأهون عليّ مِنْ أن أرى فلسطين قد بُترت من الدولة الإسلامية).
تعرض السلطان عبد الحميد لمحاولة اغتيال؛ نتيجة وقوفه في وجه الاستيطان في القدس، فقد قام “كارل إدوارد” ملك إنجلترا المنتسب للمحفل الماسوني، والصديق الحميم لليهود، بدفع مبلغ (13) ألف ليرة ذهبية لمنظمات أرمنية لتفجير جامع “يلدز”، بهدف قتل السلطان، إلا أن القوات العثمانية أحبطت المؤامرة.
كما حاول اليهود اغتيال السلطان في سويسرا، عن طريق تفخيخ العربة التي يستقلّها، إلا أنه نجا من الحادث وقتل عدد كبير من الجنود.
كانت صحيفة “المنار” في القاهرة التي يصدرها الشيخ محمد رشيد رضا، أوّل صحيفة واعية واضحة في التحذير من خطر اليهود، ونيتهم إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.
توالت المؤتمرات الصهيونية، ففي عام (1898م) كان المؤتمر الثاني في “بال” السويسرية أيضًا، والذي خرج بعدة قرارات منها:
عندها أصدر السلطان عبد الحميد قانونًا: (يمنع بقاء الزائرين لفلسطين من اليهود من البقاء لأكثر من (30) يومًا، ومن يخالف يتم إخراجه بالقوة)، غضب اليهود وتوجهوا إلى بريطانيا وأقاموا في “لندن” مؤتمرهم الرابع، وقال فيه “تيودور هرتزل”: (إن بريطانيا العظمى التي تطل بأراضيها على جميع بحار العالم، هي الدولة التي تفهم حركتنا).
زادت الضغوط على الدولة العثمانية، وخصوصًا من بريطانيا والولايات المتحدة وروسيا، ونتيجة الإفلاس المالي للدولة والتهديدات التي تتعرض لها؛ لان السلطان عبد الحميد فسمح لليهود بسكنى شمال فلسطين فقط وذلك عام (1901م)، وتوفي “تيودور هرتزل” عام (1904م) والسلطان يمنع اليهود من القدس.
عام (1905م) عقد في بريطانيا مؤتمر للدول الاستعمارية المعادية للأمة الإسلامية، وتقرر إنشاء دولة حاجزة ضمن أرضي الدولة الإسلامية، تكون عدوة للمسلمين وحليفة للأوروبيين، مما يبقي المسلمين في حالة ضعف فلا تكون لهم قوة على المواجهة، فتقاطع مشروع الصهاينة مع هذا القرار.
استمر اليهود في نشاطهم شمال فلسطين، وأنشىء أول “كيبوتس”عام (1907م)، وهو نظام زراعي عسكري يهودي إداري ذاتي، شعر السلطان عبد الحميد الثاني أنّ العالم الإسلامي أصبح هدفًا للدول الاستعمارية، فعمل على إحياء الوحدة الإسلامية من جديد، فأنشأ خط السكة الحديدية التي تصل المدينة المنورة بالقدس والشام إلى عاصمة الخلافة.
كان للقدس في عهد السلطان عبد الحميد الثاني نظام مالي، وكانت موارده على النحو الآتي:
1- الضرائب والغرامات التي خصصتها الدولة.
2- الرسوم المتعلقة بالميزان والمكاييل والعقود، ورسوم بيع أو شراء المواشي.
3- الإعانات.
استفاد أهالي القدس من تدفق الأموال على القدس، وزادت حركة دخول الحرفيين والتجار، وزاد التوسع العمراني في هذه الفترة والبناء خارج السور بحيث أصبح البناء جديدًا ومميزًا، ومما زاد في تدفق الأموال على القدس ارتباطها بميناء يافا البحري الذي كان ثغر فلسطين الجنوبي، علاوة على إنشاء خط سكة حديد يوصل إلى القدس، وقد بدأ تشغيله عام 1892م.
تحرك اليهود داخل الدولة التركية من خلال جمعية “تركيا الفتاة”، وذراعهم حزب “الاتحاد والترقي” السياسي العسكري، وأحد قادته “مصطفى كمال أتاتورك” الملقب بالغازي، والذي صعد نجمه بعد أن استطاعت قواته الانتصار في معارك العثمانيين مع اليونانيين،
فاستطاعت الجمعية جمع العديد من القائدة العثمانيين حولها في البرلمان، وأصدروا قرار عزل السلطان عبد الحميد الثاني، وصارت مقاليد الحكم الفعلية بيد حزب “الاتحاد والترقي”، وأصبح السلاطين مجرد منصب شكلي لا دور له، وأصبح (3) وزراء يهود ضمن الحكومة المكونة من (13) وزير.
وفي شهر (7-1908م) عزل السلطان عبد الحميد الثاني، وفي (31-3-1909م) ثار الشعب على السلطان “محمد رشاد” وعلى حزب “الاتحاد والترقي” وأعادوا السلطان عبد الحميد الثاني، فتحرك الجيش وسيطر على العاصمة من جديد، بقيادة عربي من العراق اسمه “محمود سامي باشا”، ويرأس أركانه “مصطفى كمال أتاتورك”، ونفي السلطان عبد الحميد الثاني.
وفي الختام: لا تنس مشاركة هذه المقالة مع الأصدقاء.
كما يمكنك الاستفادة والاطلاع على المزيد من المقالات
أبو الفرج ابن الجوزي و أبو حامد الغزالي
لا بل كان جوابه: (إنني لا أستطيع أن أتخلى عن شبر واحد من الأرض، فهي ليست ملك يميني، بل ملك الأمة الإسلامية التي جاهدت في سبيلها وروتها بدمائها، فليحتفظ اليهود بملايينهم، وإذا مزقت دولة الخلافة يومًا فإنهم يستطيعون آنذاك أن يأخذوا فلسطين بلا ثمن، أما وأنا حيّ، فإنّ عمل المِبْضَع في بدني، لأهون عليّ مِنْ أن أرى فلسطين قد بُترت من الدولة الإسلامية).
وافق السلطان عبد الحميد على سكنى اليهود في أراضي الدولة العثمانية ما عدا فلسطين، وقال: (إنني لن أسمح لليهود بالاستقرار في فلسطين ما دامت دولة الخلافة العثمانية قائمة).
سمح لهم السلطان عبد الحميد بزيارة الأماكن المقدسة دون السكنى فيها.
استفاد أهالي القدس من تدفق الأموال على القدس، وزادت حركة دخول الحرفيين والتجار، وزاد التوسع العمراني في هذه الفترة والبناء خارج السور بحيث أصبح البناء جديدًا ومميزًا، ومما زاد في تدفق الأموال على القدس ارتباطها بميناء يافا البحري الذي كان ثغر فلسطين الجنوبي، علاوة على إنشاء خط سكة حديد يوصل إلى القدس، وقد بدأ تشغيله عام 1892م.
البناء والعمران في القدس زمن السلطان عبد الحميد
إيصال المياه إلى القدس من مياه أرطاس.
إنشاء السبيل الواقعة بجانب السور بباب الخليل.
تجديد سبيل "قايتباي" الواقعة بين الصخرة المشرفة وباب "القطانين".
بناء المدرسة الرشيدية المقابلة لباب الساهرة خارج السور.
إنشاء السكة الحديدية بين يافا والقدس.
إنشاء المستشفى البلدي الكائن غربي المدينة عند الشيخ بدر.
إنشاء برج على السور فوق باب الخليل.
كان للقدس في عهد السلطان عبد الحميد الثاني نظام مالي، وكانت موارده على النحو الآتي:
1- الضرائب والغرامات التي خصصتها الدولة.
2- الرسوم المتعلقة بالميزان والمكاييل والعقود، ورسوم بيع أو شراء المواشي.
3- الإعانات.