بلقيس ملكة سبأ – نساء خالدات
نتحدثّ في هذا المقال: عن امرأة ذات ملك عظيم، وهبها الله رجاحة العقل والحكمة والفطنة التي لم يمتلكها الكثير من الرجال، إنها "بلقيس" ملكة سبأ.
اقرأ المزيدهذه الأزمة هي أزمة عدم تذوق الجمال والإحساس به وغيابه في شتى مجالات حياتنا وعلاقاتنا.
وقبل أن نفصل في مقالنا أكثر، أذكر أنني حينما قام بعض سفهاء الغرب بالاستهزاء بصور نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في بعض صحفهم، وانتفض المسلمون لهذا الفعل الشنيع، قلت وقتها: أنني لم أكن أتصور أو أتوقع أن كل هذا الحب موجود في قلوب الناس جميعا لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، سواء الطائع منهم والعاصي، ولم أكن أتصور أن تكون هذه الإساءة البالغة سببا في تكاتف المسلمين ووقوفهم صفا واحدا للدفاع عن نبيهم الكريم صلى الله عليه وسلم.
التذوق الجمالي هو قدرة الفرد على فهم وتقدير الجمال في الأشياء والأعمال الفنية. يشمل هذا المفهوم القدرة على التمييز بين الجمال والقبح والقدرة على التفكير في المفاهيم الجمالية. يمكن أن يشمل التذوق الجمالي الفنون المرئية مثل الرسم والنحت والعمارة، وكذلك الموسيقى والأدب والعروض الأخرى للإبداع. تتطلب التذوق الجمالي فهمًا عميقًا للعناصر الفنية مثل اللون والشكل والهيكل والتوازن والتناغم.
الهدف الرئيسي للتذوق الجمالي هو التمتع بالجمال والفهم العميق للأعمال الفنية والإبداعية. يمكن أن يكون للتذوق الجمالي أيضًا تأثير إيجابي على الحياة اليومية للفرد حيث يمكن استخدامه لتعزيز التفاعل مع الفن والثقافة بشكل عام.
مكونات التذوق الجمالي هي عبارة عن مجموعة من العناصر والمفاهيم التي يمكن أن تساعد في فهم كيفية استشعار الفرد للجمال في الأعمال الفنية والإبداعية. تتضمن هذه المكونات ما يلي:
تجمع هذه المكونات معًا لتشكيل فهم الفرد للجمال وتقديره للفنون والعروض الإبداعية في مختلف المجالات.
أذكر هذا لأبيّن أن الأزمات قد تكون دافعا وحافزا للأمة لتعيد حساباتها وترتب صفوفها وتطور مسيرتها وتنهض من جديد.
ونحن نؤمن أن أمة الإسلام حية باقية، وأن الأزمات قد تعصف بأي أمة وهذه سنة إلهية، وهذا مايدعونا لنشخص الأزمات ونحاول أن نوجد البديل والحل، ونحن مع هذا كله لم ولن نيأس، لأن اليأس بداية الموت.
فمرحبا بكم في هذه الزاوية التي نتواصل من خلالها ونبدي رأينا ونستقبل آراءكم، وسنعرض في هذه الزاوية أزمة جديدة، وهي وإن لم يرها البعض من أولويات الشعوب، لكننا نراها من الأهمية بحيث يصح أن تكون من جملة أزماتنا التي تستحق إعادة النظر والدراسة والاهتمام.
جاء في الحديث الشريف الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه ( إن الله جميل يحب الجمال ) وقد دعانا الله في كثير من آياته لنلاحظ الجمال في الكون سواء كان في السماء أو كان في الأرض فيقول سبحانه متحدثا عن جمال السماء الدنيا داعيا عباده أن يستشعروا هذا الجمال ( أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها ومالها من فروج ).
ثم يتحدث عن إبداعه في خلق الأرض ويظهر جمالها ( والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج )
كما يتحدث عن الجمال الذي أودعه في الإنسان حينما خلقه ( وصوّركم فأحسن صوركم ) ( صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة )
وإن أقبح رجل في نظر الناس لايرضى أن يشبّه بأجمل حيوان في عيون الناس ذلك أنه يعلم أن خلقته أجمل من كل مايتغنى به الشعراء من البقر وعيونها والغزلان وأعناقها.
يقول الله سبحانه في سورة الإنسان ( ويطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا * وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا * عاليهم ثياب سندس خضر وإستبرق وحلوا أساور من فضة وسقاهم ربهم شرابا طهورا )
فقد صوّر الله سبحانه الجنة بجمال ليس يفوقه جمال، وأراد من عباده أن يستشعروا جمالها وحلاوتها ولذتها، كما كرر ذلك في أكثر من سورة ومرة بعد مرة، ليحرك إحساسهم بجمال الدار الخالدة الباقية.
يظن البعض أن الجمال ينحصر في جمال المرأة أو الإنسان، وأن الجمال حينما يطلق فإنما يراد به الفاتنة التي تسبي العقول وتتعلق بها الأنظار، وهذا وإن كان جزءا من جمال الدنيا لكن الجمال أشمل من ذلك بكثير، فهو كلمة تدخل في جميع تفاصيل حياتنا، ووصف ينطبق على كل مفردة من مفردات حياتنا بكل أجزائها.
فالجمال يوصف به الإنسان كما توصف به الجمادات واللباس كماتوصف به الإبداعات وكذلك الكلام والأفعال وطريقة التفكير والمعاملة.
والجمال توصف به المعاني، فكل القيم التي نتباهى بها من الكرم والشهامة والإخلاص والمحبة هي قيم جمالية تبعث في النفس جمال الأخلاق.
أجمعت الروايات أن النبي صلى الله عليه وسلم كان من أجمل الناس هيئة ووجها وكان يوصف بالقمر ليلة البدر، كما كان صلى الله عليه وسلم جميل الثياب في نظافتها ورائحتها، كما كان يهتم بجمال شعره، وكان أجمل الناس كلاما وأدبا ومعاملة صلى الله عليه وسلم.
ومن اهتمامه بالجمال وسعيه أن يتذوقه الناس أن أحد أصحابه رأى الأذان في منامه فلما جاءه وأخبره بألفاظ الأذان قال له النبي صلى الله عليه وسلم: لقنه بلالا فإنه أندى منك صوتا.
كما أنه كان يحث أصحابه على قراءة القرآن بصوت جميل فيقول ( ليس منا من لم يتغن بالقرآن )
كما أن جبريل عليه السلام حينما كان يأتيه على صورة بشر كان يأتيه بصورة دحية الكلبي أجمل العرب يومئذ.
وقد أعطى الله نبيه معجزة خالدة باقية هي القرآن الذي نتلوه، وجعل فيه من جمال البلاغة وسحر العبارة ما أعيى العرب أن يأتوا بمثله، حتى أن الوليد بن المغيرة حينما سمعه رجع لقومه وقال لهم وهو يومئذ مشرك ( والله إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أسفله لمورق، وإن أعلاه لمثمر، ومايقول هذا بشر )
فكما أن الجمال يدخل في الشكل والأفعال فهو يدخل في الكلام وقد قال الحسن البصري وكان يتحدث للتابعين ( لقد أدركت أناسا – يعني صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم – ينتقون أطايب الكلام كما تنتقون أطايب الطعام )
وكان العرب يستشعرون جمال الكلام ويطربون له فجاء القرآن الكريم غاية في الجمال والإبداع والروعة.
لعل من أضرار الحياة العصرية التي نعيشها اليوم والتي أصبحت في مجملها مادية بحتة أننا فقدنا الإحساس بالجمال وماتت في نفوس الكثير حاسة تذوق الجمال والشعور به، مع أن هذا الشعور له فوائد عديدة هامة في حياة الشعوب وليس مجرد شعور رومانسي كمالي ومن هذه المظاهر السلبية:
وقد اختصرت أمورا كثيرة كنت أتمنى أن أتحدث عنها لكن مساحة الزاوية كانت فيصلا في ذلك، لكنني أرجو أن أكون قد تناولت هذه الظاهرة بما يجعل القارئ يدرك ضرر غياب الإحساس بالجمال في حياتنا من كل النواحي وفي كل الأمور.
ولو عدنا لعصور النهضة في تاريخنا لوجدناها تفوقت بإحساسها بجمال الأشياء فكانت الزخرفة الأندلسية ووجدت الخطوط العربية التي تطورت وتألقت وكان العمران الجميل الذي لا يزال التاريخ شاهدا عليه.
مقالات قد تهمك :
سعيد بن زيد احد المبشرين بالجنة
فاطمة الزهراء ابنة النبي وزوجة علي بن ابي طالب
- جاء في الحديث الشريف: (إن الله جميل يحب الجمال)، وقد دعانا الله في كثير من آياته لنلاحظ الجمال في الكون: سواء كان في السماء أو كان في الأرض.
- يقول سبحانه متحدثا عن جمال السماء الدنيا داعيا عباده أن يستشعروا هذا الجمال { أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها ومالها من فروج}.
- ثم يتحدث عن إبداعه في خلق الأرض ويظهر جمالها {والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج}.
- كما يتحدث عن الجمال الذي أودعه في الإنسان حينما خلقه {وصوّركم فأحسن صوركم}، {صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة}.
- يظن البعض أن الجمال ينحصر في جمال المرأة أو الإنسان، وأن الجمال حينما يطلق فإنما يراد به الفاتنة التي تسبي العقول وتتعلق بها الأنظار، وهذا وإن كان جزءا من جمال الدنيا؛ لكن الجمال أشمل من ذلك بكثير، فهو كلمة تدخل في جميع تفاصيل حياتنا، ووصف ينطبق على كل مفردة من مفردات حياتنا بكل أجزائها.
- فالجمال يوصف به الإنسان كما توصف به الجمادات واللباس كماتوصف به الإبداعات وكذلك الكلام والأفعال وطريقة التفكير والمعاملة.
- والجمال توصف به المعاني، فكل القيم التي نتباهى بها من الكرم والشهامة والإخلاص والمحبة هي قيم جمالية تبعث في النفس جمال الأخلاق.
أجمعت الروايات أن النبي صلى الله عليه وسلم كان من أجمل الناس هيئة ووجها وكان يوصف بالقمر ليلة البدر، كما كان صلى الله عليه وسلم جميل الثياب في نظافتها ورائحتها، كما كان يهتم بجمال شعره، وكان أجمل الناس كلاما وأدبا ومعاملة صلى الله عليه وسلم.
وقد أعطى الله نبيه معجزة خالدة باقية هي القرآن الذي نتلوه، وجعل فيه من جمال البلاغة وسحر العبارة ما أعيى العرب أن يأتوا بمثله، حتى أن الوليد بن المغيرة حينما سمعه رجع لقومه وقال لهم وهو يومئذ مشرك (والله إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أسفله لمورق، وإن أعلاه لمثمر، ومايقول هذا بشر).
1- أصبح الكثير لايتذوقون جمال التعبير وسحر البيان، وبالتالي انقلبت مخاطبتهم فيما بينهم جافة لاحياة فيها، كما أنهم فقدوا لذة الاستمتاع بجمال وبيان القرآن الكريم.
2- البنيان العشوائي وغير المتناسق والذي سببه غياب الجمال في تنظيم المدن والعمارات والبيوت سواء من جهة الحكومة أو من جهة الناس.
3- حينما لا يربى الطفل على الإحساس بالجمال فإنه لايهتم بنظافة مدينته وشوارعها، ولا بالأشجار المزروعة فيها، كما أنه يفقد الكثير من الآداب والإبداع.
4- الجفاء الحاصل سواء بالنفوس أو بالمعاملة أو بطريقة التعبير كله منبعه موت الإحساس بالجمال في النفوس فهي لا تدرك جمال الأخلاق ولا روعة اللطف ولا حلاوة الأدب.
5- انصراف الناس من الفن الجميل (الأصوات الحسنة والأصيلة واللوحات المعبرة والطبيعة الخلابة والأدب الراقي) إلى الفن المزيف والمتمثل بالإثارة والأكشن والذي لايمت إلى الذوق والجمال بصلة.