الاتجاهات الحديثة في تطوير الإدارة العامة
شهد العقد الماضي انفجاراً في المفاهيم الإدارية، بهدف التعامل مع المتغيرات العالمية التي تؤثر على…
اقرأ المزيدفي زمن الفتن والحروب، حيث كانت الخلافة العباسية تعاني من الانقسامات والصراعات، برزت شخصية غامضة أرعبت القصور وهزت عروش السلاطين.
من هو هذا الرجل الذي حول قلعة نائية في جبال إيران إلى مركز للسلطة والتأثير؟ إنه حسن الصباح، مؤسس طائفة الحشاشين، الذي استخدم الدهاء والتخطيط لنشر مذهبه وأفكاره.”
حسن بن علي الصبَّاح، شيخ الجبل، مؤسس الطائفة الإسماعيلية النزارية الشرقية (الحشاشون).
ولد في مدينة (قُم) جنوب طهران عام(430هـ – 1037م)، وهي معقل الشيعة الاثني عشرية، وقد أخذ المذهب عن والديه، وبقي متمسكاً بتعاليمه حتى انتقلت عائلته إلى الريّ وعمره 17 سنة.
كانت الريّ مركز الطائفة الإسماعيلية، فتأثر الصباح بأفكارهم وانضم إليهم وبايعهم، وأخذ يتدرج في المناصب، فلما بلغ الثلاثينات من عمره لم يبق أمامه إلا مبايعة زعيم الطائفة “عبد الملك بن العطاش“، الذي رأى فيه بذرة حسنة يمكن له استغلالها، (فقد كان بارعاً في الفلسفة والحساب والهندسة والفلك والسحر وغيرها، إضافة للعلوم الشرعية).
فعينه نائباً له، ثم بعثه إلى مصر وعاش في بلاط الخليفة الفاطمي ثلاث سنوات.
كان عصر المستنصر بالله يشهد تدهوراً اقتصادياً وانفلاتاً أمنياً وسياسياً، لم يستطع المستنصر ضبط مصر من خلاله، فاستنجد بقائده حاكم عكا “بدر الدين الجمالي” فلبى بدر الدين الطلب.
وقدم مصر فأعاد الأمن لها، واستقرت في فترة حكمه، وصار هو المتحكم بالقرارات، فلم يعجب حسن لهذا الأمر، لأن المستنصر كان أميره، فأدى ذلك لاحتكاك وتماس مباشر بين الصباح وبدر الدين، فما كان من بدر الدين إلا أن سجنه في الإسكندرية، ثم طرده من مصر.
وفي مصر التي كان يحكمها بدر الدين، بعد وفاته استلم ابنه “الأفضل” وخلف والده في نهجه، فلما مات الخليفة الفاطمي المستنصر، قام الأفضل بمبايعة ابن الخليفة المستنصر ويدعى “المستعلي”.
رغم أن ولي العهد كان ابن المستنصر الأكبر “نزار“، لكن “الأفضل” نصب المستعلي لأنه كان ابن أخت بدر الدين، فانقسمت الإسماعيلية في مصر إلى فرقتين:
وأعلن حسن الصباح أنه يدعم نزار في خلافته، وأخذ يدعو له في المشرق، فكان حسن هو مؤسس الإسماعيلية النزارية في بلاد المشرق، وأصبح زعيمًا على هذه الطائفة في كل المشرق.
قام أتباع الحسن بنشر دعوة الإسماعيلية النزارية في كل مكان، فذاع صيتهم وأخذوا بمناظرة العوام، ثم حدث أن ناظروا مؤذناً لأحد المساجد فأقام عليهم الحجة، فخافوا من افتضاح أمرهم بين العوام.
فلجؤوا إلى قتله وكانت هذه أول عملية اغتيال بحق من يخالفهم أو يهدد وجودهم، فلما وصل الخبر إلى نظام الملك وانكشف الصباح، أصدر أمراً بملاحقة الصباح وأتباعه.
بعد مطاردة السلاجقة له، لم يجد حسن الصباح حماية أفضل من قلعة الموت المنيعة، حيث إنها حصن قديم ارتفاعها يزيد عن (2,000) متر، ولا يوجد طريق لها غير طريق واحد فقط، وهو ما أعطاها القوة والحصانة لتكون مركز للدعوى وحصن للحماية.
حيث أن الطريق المؤدي لها شديد الوعورة والانحدار. وأي شخص سيحاول مهاجمتها واقتحامها سيكون موته لا محالة وخسارته كبيرة عند المواجهة وقطع الطريق عليه.
وصف قلعة الموت (الاموت وتعني عش النسر)، وقد اشتراها الصباح من أميرها بـ (3,000) آلاف دينار ذهبي.
كانت تدريباتهم على:
قام نظام الملك بإرسال جيش للقضاء على الحسن وأتباعه في القلعة، لكنه لم ينجح لأنها كانت حصينة كما مرّ ذكرها، فأصبح نظام الملك هو العدو الأول للصباح، فأخذ يخطط لأكبر اغتيال في ذلك الوقت، اغتيال الوزير السلجوقي، فأرسل إليه رجلاً على هيئة صوفي، فدنا منه وسلمه رسالة.
فلما بدأ نظام الملك بقرائتها، قام هذا الرجل بطعن الوزير، وقال له هذه هدية من شيخ الجبل السيد حسن الصباح، لم يُقتل هذا الرجل لأن نظام الملك عفا عنه، ثم استشهد هذا الوزير الصالح.
ثارت الدولة السلجوقية على طائفة الحشاشين، وأرسلوا جيشاً ضخماً للقضاء عليهم، لكن لم يستطع أن يفعل شيئاً لمناعة القلعة، فعاد أدراجه، لكن الحسن قام بهجوم عكسي واغتال ابن نظام الملك ” فخر الملك“.
أطلق على الجماعة فيما بعد اسم “القاتل المأجور“، إذ لم تبق اغتيالاتهم محصورة بمن خالفهم، أو عادى دعوتهم، بل أصبحوا مرتزقة تدفع لهم الأموال ليقوموا باغتيالات لا علاقة لهم بها، وأشهر اغتيالاتهم:
وقد اعتُبر الصباح عدواً للسلجوقيين والعباسيين والفاطميين والأيوبيين.
مكث حسن الصباح باقي حياته في هذه القلعة حتى توفي عام (1124)، وكان يقضي وقته بها في وضع الخطط ومراسلة الدعاة الذين ينشرون الدعوة في جميع الأقطار، لم يترك وريثاً له لعدم وجود أولاد له، لكنه خلف كتابين: أحدهما يتحدث عن حياته الشخصية، والآخر عن الإلهيات.
خلفه “بزرك أميد” في زعامة الطائفة، وسار على نهج الصباح في الإرهاب وسياسة الاغتيالات.
استمر إرهاب طائفة الحشاشين حوالي (200) سنة، أي قرنين من الزمان، حتى احتل هولاكو بغداد وقضى على الخلافة العباسية، واحتل قلعة الموت، وأحرقها وقضى على شوكتهم في الشرق، ثم أكمل الظاهر بيبرس مسيرة القضاء عليهم في الشام فاستأصل شوكتهم سنة (1273).
نلمس من خلال قراءة سيرة هذه الطائفة الارهابية بعض النقاط:
وأخيراً، يمكنكم الاستفادة، والاطلاع على المزيد من المقالات:
غاندي والسلمية و ابن العلقمي والخيانة العظمى و توماس اديسون الاسم الذي لا ينطفىء
حسن بن علي الصباح شيخ الجبل، مؤسس الطائفة الإسماعيلية النزارية الشرقية (الحشاشون).
ولد في مدينة قم جنوب طهران
انتقلت عائلة حسن الصباح إلى الري كانت الري مركز الطائفة الإسماعيلية، فتأثر الصباح بأفكارهم وانضم إليهم وبايعهم وترقى في المناصب حتى أصبح نائب زعيم الطائفة
بعد طرده من مصر توجه حسن الصباح إلى أصفهان سنة (1081)، وبنى علاقة قوية مع الوزير نظام الملك، الذي أعجب بعلم حسن الصباح وقدراته، فقربه وأكرمه ولم يكن يعرف بخبايا ومعتقدات الصباح الهدامة.
عاش الصباح في كنف نظام الملك (9) سنوات، مخفياً هويته واعتقاده،
بعد وفاة بدر الدين الجمالي، استلم ابنه "الأفضل" فلما مات الخليفة الفاطمي المستنصر، قام الأفضل بمبايعة ابن الخليفة المستنصر ويدعى "المستعلي"، رغم أن ولي العهد كان ابن المستنصر الأكبر "نزار"، لكن "الأفضل" نصب المستعلي لأنه كان ابن أخت بدر الدين، فانقسمت الإسماعيلية في مصر إلى فرقتين: أولاهما (الإسماعيلية المستعلية) نسبة للمستعلي، والثانية (الاسماعلية النزارية) نسبة لنزار، وأعلن حسن الصباح أنه يدعم نزار في خلافته، وأخذ يدعو له في المشرق، فكان حسن هو مؤسس الإسماعيلية النزارية في بلاد المشرق، وأصبح زعيما على هذه الطائفة في كل المشرق.
سبب تسمية الحشاشون بهذا الاسم
قيل عن هذه القلعة: أن فيها حدائق تشبه حدائق الجنة، وقيل أنهم كانوا يأتون بمن يريد تنفيذ عملية اغتيال، فيعطوه جرعة من الحشيش، ثم يجلسوه تحت أشجار الحديقة، ويجلبوا له الجواري الحسان، ويقولون له أن هذه الجنة، وأنه سيعود إليها بعد تنفيذ المهمة الموكلة إليه، ومنها أخذوا لقب الحشاشين، نسبة للحشيش المعطى لهذا المضلل.
لكن من باب الإنصاف للخصوم، فهذا ليس له أساس من الصحة، فمن زار القلعة يجد أن الثلوج تكسوها طيلة (7) شهور، وأنهم اكتسبوا تسمية الحشاشون من لفظة أطلقها الغرب على هذه الطائفة، يقصدون بها فرقة منفذوا الاغتيالات، لكنها لما عُرّبت أصبحت تلفظ حشاشون.
مكث حسن الصباح باقي حياته في هذه القلعة حتى توفي عام (1124)، وكان يقضي وقته بها في وضع الخطط ومراسلة الدعاة الذين ينشرون الدعوة في جميع الأقطار، لم يترك وريثاً له لعدم وجود أولاد له، لكنه خلف كتابين: أحدهما يتحدث عن حياته الشخصية، والآخر عن الإلهيات.
استمر إرهاب طائفة الحشاشين حوالي (200) سنة، أي قرنين من الزمان، حتى احتل هولاكو قلعة الموت، وأحرقها وقضى على شوكتهم في الشرق، ثم أكمل الظاهر بيبرس مسيرة القضاء عليهم في الشام فاستأصل شوكتهم سنة (1273).
يعد الحشاشون إحدى الجماعات المنشقة عن الشيعة، وتلتقي معتقداتهم عموما مع الإسماعيلية، فيؤمنون بوجود إمام معصوم ومنصوص عليه.