تذوق الجمال
التذوق الجمالي هو قدرة الفرد على فهم وتقدير الجمال في الأشياء والأعمال الفنية. يشمل هذا المفهوم القدرة على التمييز بين الجمال والقبح والقدرة على التفكير في المفاهيم الجمالية
Read moreينتشر الكثير من الأفكار المغلوطة عن الشهر الكريم على أنه شهر للاستراحة والانقطاع عن الأعمال بذريعة الحاجة للراحة من تعب الصيام والتفرغ للعبادة، لكن الذي يغيب عن الأذهان بأن الله جعل عمل المسلم كله عبادة بشرط الإخلاص بالنية لله تعالى.
دعونا في هذا المقال نتعرف سوياً على كيفية تحديد الأولويات بين العمل والعبادة، وكيف نجعل من أعمالنا اليومية سبيل لكسب رضا الله تعالى إلى جانب الإنجاز والإنتاج.
رمضان شهر تقوى وعبادات وعلى الإنسان استغلاله فيما يرضي الله في سبيل التقرب إليه وزيادة التقوى والصلة معه، مع الابتعاد عن الملهيات والمسلسلات والبرامج التي فيها حرمة لله تعالى ولا تتوافق مع شريعتنا الإسلامية والتي تُخرج قصداً في شهر رمضان، بهدف إلهاء الشباب المسلم عن ذكر الله، فما الطريقة المثلى لتحديد الأولويات بين العبادات وتحقيق الموازنة بين العمل والعبادة.
على المسلم أن يدرك جمالية الإسلام، بإعطاء المسلم أجر وثواب يوازي أجر عبادة على كل أعماله اليومية بشرط إخلاص النية لله وإتقان العمل؛ فيعتبر نوم المسلم عبادة إذا نوى أن يتقوى به لعبادة الله تعالى.
أما عن تحديد الأولوية بين العبادات ذاتها فيمكن تصنيفها على هذا الشكل:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ”إن الله تعالى قال: ”من عاد لي وليَّا، فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني، أعطيته، ولئن استعاذني، لأعيذنه”. {رواه البخاري – 95}.
حث الإسلام على العمل وطلب الكسب وأعطى أجراً عظيم للذي يمسي متعباً من العمل والكد في كسب الرزق، وقد ذكر هذا الفضل في الحديث الشريف:
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من أمسى كالا من عمل يديه أمسى مغفورا له. {الطبراني – 8513}.
وفي شهر رمضان يتغير النظام المتبع من قبل الإنسان ببقية الأشهر لما فيه من وقت للسحور والإفطار والإكثار من العبادات، لذا على الإنسان إيجاد الطريقة الأمثل في الموازنة بين العمل والعبادة من خلال تقسيم الأعمال كما حددنا، الفرائض، العبادات، العمل الفردي.
يمكن للصائم اتباع العديد من الطرق لتحقيق التوازن بين العمل والعبادة، وإحدى هذه الطرق، استغلال استراحات العمل بالقيام بالعبادات القصيرة والتفكر في النفس والتواصل مع الأقارب والاطمئنان عليهم.
تلعب التغذية دوراً مهماً في القدرة على الموازنة بين العمل والعبادة والتقوي لعبادة الله تعالى، لذا على المؤمن التنويع بالوجبات الصحية داخل وخارج رمضان لزيادة القدرة على التركيز وبالتالي زيادة الموازنة بين العمل والعبادة.
يستطيع المسلم بقوة الإرادة والإصرار تغيير جميع العادات السلبية من خلال التدرج بتغييرها ووضع بديل لها، وهنا سنذكر 5 حالات يجب تطبيقها لضمان عملية تغيير أي عادة:
بتطبيق جميع الحالات والاقتناع بها من قبل المسلم يستطيع تنظيم نومه بهدف زيادة تنظيم الوقت والذي ينتج عنه زيادة البركة في الوقت والإكثار من العبادات وزيادة الإنتاجية لدى المسلم.
كما جرت العديد من التغييرات الجذرية في التاريخ الإسلامي في شهر رمضان، وكان المسلمين يشاركون في معارك قاسية حصلت جُلها في هذا الشهر كـ معركة الزلاقة، ومعركة عين جالوت، ومعركة بلاط الشهداء، كان المسلمين خلال هذه المعارك يؤثرون الجهاد على الصيام بأمر من الرسول ﷺ، وبهذا نجد الدافع القوي لتغيير الواقع وتحسينه في حال وجدت الإرادة والعزيمة لذلك.
لا شك بأن التكنولوجيا سهلت على الإنسان الكثير من الأعمال وساهمت في زيادة الإنجازات في كثير من الحالات، لذلك يمكن استخدام العديد من التطبيقات التكنولوجية لزيادة الإنتاجية وتنظيم الوقت وتنظيم مهامك اليومية بالتوقيت اللازم لها دون أي تأثير على الوقت الخاص للعبادة.
لا يتعارض العمل مع العبادات بل العمل بحد ذاته عبادة في حال إخلاص النية وإتقان العمل.
من كرم الله على المسلمين أنه جعل من كل أفعالهم وأعمالهم اليومية التي ترضيه عبادة، بشرط النية الصادقة والإتقان في العمل وتحقيق مرضاة الله تعالى.
نعم العمل يعتبر عبادة من العبادات في رمضان ولها ذات الأجر لما فيها من سعي لصلاح الأمة والمجتمع في حال كانت النية خالصة لله تعالى في هذا العمل
جعل الله تعالى العمل عبادة لأن المؤمن يؤجر على تأمين أساسيات الحياة والإنفاق على زوجته وأولاده وتحري الكسب الحلال لما فيه من مساهمة في إعمار الأرض وصلاح المجتمع.
المصادر
إقرأ المزيد