هل تساءلت يومًا عن حقيقة العلاقة بين الإسلام واليهود؟ في هذا البحث الدقيق، يستعرض الدكتور طارق السويدان جوانب متعددة من ذكر اليهود في القرآن الكريم.
بدءًا من أصول بني إسرائيل وتاريخهم، مروراً بتفسيرات آيات القرآن الكريم ذات الصلة، وصولاً إلى التحليلات التاريخية التي تشكل فهمنا لهذه العلاقة المعقدة. هذا العمل يقدم للقارئ رؤية شاملة وموضوعية عن هذا الموضوع الحيوي
اليهود قوم اقترفوا الآثام العظام، وحملوا صفات السوء، فاستحقوا غضب رب الأرض والسماء، ذكر الله تعالى لنا في القرآن الكريم: (صفاتهم وأفعالهم، وكيف عاقبهم الله سبحانه فلم يعتبروا)، فدعونا نتعرف أخبارهم فنحذرهم، ونعرف أمر الله تعالى لنا فيهم، فنصر الله للمؤمنين على اليهود قادم لا محالة.
من هم اليهود ؟
بعث نبي الله إبراهيم عليه السلام في مدينة “بابل” في العراق، ثم هاجر واستقر مع زوجته “سارّة” في مدينة الخليل بفلسطين، وهناك رزقه الله منها بـ “إسحاق” عليه السلام، ومن ذريته كان نبي الله “يعقوب” الذي سمي بـ “إسرائيل” عليهم جميعًا أفضل الصلاة والسلام، فذرية “يعقوب” وأبناؤه هم بنو إسرائيل.
يرى الدكتور طارق السويدان في تفسير هذه الآيات الآتي:
العلو الأول لبني إسرائيل هو هذا الذي نعيشه اليوم.
تقوم دول المسلمين الملتزمين بطردهم من القدس، وليس بالضرورة من كل فلسطين.
يأتيهم الدعم العالمي من: (بني إسرائيل في العالم – الدول العظمى)، فيشكلون جيشًا أقوى من الجيش الإسلامي ويعيدون احتلال القدس.
يجتمع المؤمنون مرة أخرى ويهزمونهم الهزيمة النهائية التي تخرجهم من القدس وفلسطين.
يظل الأمر كذلك إلى خروج المسيح الدجال الذي يؤيده اليهود ويسيطر على الأرض ومنها فلسطين.
تكون نهايتهم على يد المسيح عليه السلام في مدينة “اللد” في فلسطين قبيل قيام الساعة.
كُمْ مرة ذكر اليهود في القرآن الكريم
كلمة “اليهود” وردت في القرآن الكريم ثمانية مرات، بينما وردت كلمتا “يهودياً” و”نصرانياً” مرة واحدة في نفس الآية.
هل يهود اليوم هم بني إسرائيل
تحيط بالعلاقة بين يهود اليوم وبني إسرائيل نقاشات واختلافات في الآراء. من المعروف تاريخيًا أن “بني إسرائيل” هم ذرية يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام، واليهود يعتبرون أنفسهم من ذريته.
ومع ذلك، هناك آراء تشير إلى أن اليهود المعاصرين قد لا يكونون نسل بني إسرائيل بشكل مباشر أو كامل، وذلك بسبب التحولات التاريخية والاجتماعية التي مر بها هذا الشعب عبر العصور.
تعقيدات التاريخ وعمليات الانتقال السكاني والتحولات الدينية والثقافية قد تكون أثرت على الهوية الجينية والثقافية لليهود المعاصرين.
الفرق بين بني إسرائيل واليهود في القرآن
الفرق بين بني إسرائيل واليهود في القرآن يتم التطرق إليه بشكل مفصل ومحدد. يستخدم القرآن الكريم عدة تعبيرات للإشارة إلى بني إسرائيل واليهود، وكل تعبير له معناه الخاص ويشير إلى فئة معينة. فيما يلي سنستعرض الفرق بينهما:
بنو إسرائيل
يشير إلى أبناء سيدنا يعقوب عليه السلام، والذي يُسمى أيضًا سيدنا إسرائيل.
يشمل الأنبياء والرسل من بني إسرائيل مثل سيدنا موسى وسيدنا يوسف وسيدنا داود وسيدنا سليمان وغيرهم.
يُعتبر بنو إسرائيل واحدة من الكبائر في كتاب الله، ويُشدد على نعمة الله عليهم وفضلهم على العالمين .
اليهود
يُطلق على الشعب الذي يتبع الديانة اليهودية وينتمي إلى بني إسرائيل.
يشير إلى الجانب الديني والثقافي لبني إسرائيل الذين يعتنقون الديانة اليهودية.
يُذكر في القرآن الكريم بعض الآيات التي تتحدث عن اليهود وأفعالهم ومواقفهم .
يجب أن نلاحظ أن القرآن الكريم يستخدم تعبيرات محددة للتحدث عن بني إسرائيل واليهود، ولا ينبغي أن نقوم بتعميم الآيات على الجميع. بعض الآيات تتحدث عن بني إسرائيل بشكل عام وتشدد على نعمة الله عليهم، في حين أن بعض الآيات تتحدث عن اليهود بصورة محددة وتشير إلى أفعالهم ومواقفهم.
كتب اليهود المقدسة
كتاب التوراة
تنقسم إلى ثلاثة أقسام رئيسية: (توراة – أنبياء – مكتوبات).
التوراة: تنقسم (سفر التكوين – سفر الخروج – سفر اللاويين – سفر العدد – سفر التقنية).
الأنبياء: ينقسم إلى قسمين: (الأولين: يشوع – القضاة – صمويل – الملوك)، (الآخرين: إشعياء، إرميا، حزقيال، ويستمرون حتى زكريا ويحيى).
المكتوبات: هي حكم ومواعظ تنقسم إلى: (مزامير داود – أمثال سليمان – تاريخ أيوب – المجلات).
تحتوي التوراة:قصة بدء الخليقة، ثم قصص الأنبياء عليهم السلام (آدم، ونوح، وإبراهيم، ويعقوب وأبناء يعقوب الأسباط، ويوسف، وإسحاق، وإسماعيل، وموسى بالتفصيل، ثم قصة اليهود بعد موسى، ثم قصة داود وسليمان وبناء الهيكل وتخريبه)، وفيها أحكام: (الحلال والحرام، والأعياد والصلوات، والطهارة والنجاسة، والقرابين).
التوراة فيها من كلام الله عز وجل، وفيها من كلام موسى والأنبياء، فهي ليست محرّفة بالكامل، لذلك نجد فيها الحق والباطل، وما يوافق القرآن الكريم وما يعارضه.
كتاب التلمود
يختلف تمامًا عن التوراة، ففيه الشريعة الشفوية التي كانت لموسى عليه السلام، وبه تفسير وأحاديث موسى عن التوراة، تناقلها الأنبياء من بعده ثم حاخامات اليهود، ولم يكتب في فترة واحدة، وإنما استمرت كتابته على مدى (1000) سنة، لذلك كان التلمود مليء بالانحرافات والأساطير، ومنزلته عند اليهود أنه أعظم من التوراة، ويرجعون إليه أكثر مما يرجعون للتوراة.
ينقسم التلمود إلى قسمين رئيسيين:
المشنا: مصنف للأحكام السياسية والقانونية والفقهية والدينية، وينقسم إلى (6) سدارين، والسدر فيه عدد من الأسفار.
في القرآن الكريم، وردت آيات تنتقد بعض سلوكيات ومواقف اليهود، خاصةً فيما يتعلق بمخالفة بعض أوامر الله والتحايل على الأحكام الدينية. تتضمن بعض هذه الآيات إشارات إلى التغيير والتحريف في التوراة، ورفض بعضهم للرسل.
من هم اليهود الذين ذكروا في القرآن؟
اليهود الذين ذكروا في القرآن هم طوائف من بني إسرائيل كانوا موجودين في الجزيرة العربية في وقت ظهور الإسلام، وهم ينتمون إلى نسل يعقوب (إسرائيل)، لكن ليس كل بني إسرائيل هم يهود .
ماذا حكم الله على اليهود؟
في القرآن، تم ذكر أحكام وانتقادات بحق بعض يهود زمن النبي محمد ويهود الأزمنة السابقة لأسباب مختلفة، مثل مخالفتهم لبعض أوامر الله ورفض بعضهم للرسل. ومع ذلك، لا يُعمم القرآن هذه الأحكام على جميع اليهود بلا استثناء [[3†source]].