من أدلة وجود الله وعظمة خلقه عالم الغيب والشهادة ، استفتح الله تعالى كتابه العزيز بذكره {الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ}، فمن يؤمن بالغيب تنفتح أمامه عوالم أخرى تجعله يوحّد الله تعالى،
والغيب هو كل ما غاب عنا، سواء بحاجز (مكان أو زمان أو حواس)، وعوالم الغيب والشهادة أربعة: (عالم الملائكة – عالم الجن والشياطين – عالم الغيب – عالم الشهادة).
عالم الملائكة
الملائكة عالم كامل قائم بذاته، يعرفنا الله به: (حتى لا نغترّ بأنفسنا، وحتى نعرف عظمته سبحانه وتعالى).
أشكال الملائكة
الملائكة ليسوا شكلًا واحدًا كما البشر، بل يختلفون من خلال:
القدرة على التشكل: يحدثنا الله عن جبريل لما جاء السيدة مريم فيقول: { فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا} [مريم:17].
أجنحتهم: {الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاء إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}، وفي الحديث أن جبريل عليه السلام له (600) جناح.
أحجامهم: أول ما جاء جبريل إلى النبي ﷺ في حراء جاءه على صورة بشر، وفي طريقه من حراء إلى مكة ناداه فرآه قد سدّ السماء وملأ ما بين المشرق والمغرب.
أعمال الملائكة
عبادة الله في صفوف متراصة: {وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ} [الصافات:165].
تسبيح الله في الليل والنهار: {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ} [الأنبياء:20].
يطيعون الله ولا يعصونه: {لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم:6].
سمى الله سبحانه وتعالى سورة كاملة باسمهم: (سورة الجن).
أصناف الجن
يعرفنا الله على عالمهم وعلاقتنا بهم:
منهم المؤمنين والكافرين: فهم مكلفون ومحاسبون مثلنا، وجزاؤهم الجنة أو النار.
منهم من يوسوس لنا ومنهم من هو قرين لنا: وحذرنا من فتح أبواب العلاقة مع مفسديهم {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا} [الجن:6].
إبليس: كبير الجن، كلم الله تعالى، صاحب المعصية الأولى وهي الكبر والغرور.
الفرق بين الملائكة والجن
الملائكة مخلوقة من نور والجان من نار: قال النبي ﷺ قال: «خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم مما وصف لكم»، وذلك في قوله تعالى: إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ».
لا يوجد حديث واحد صحيح عن تلبس الجن بالإنس، والأحاديث الموجودة ضعيفة أو مختلف على صحتها فلا تؤخذ منها عقيدة، وهناك من قال بذلك معتمدًا على قوله تعالى: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ..} [البقرة:275].
مناقشة دليل تلبس الجن بالإنس
الاعتماد على الآية السابقة في إثبات تلبس الجن بالإنس غير صحيح من وجهين:
الوجه الأول: العرب كانت تقول عن المصاب بداء الصَرَع “تخبطه الشيطان”.
الوجه الثاني: يمكن أن يفيد معناها التلبس، لكنه لا يوجد دليل على هذا المعنى، بل الدليل على عكسه: وذلك لأننا إذا قلنا إن مسّ الشيطان يعني: (تلبس الشيطان بالإنسي وسيطر على جسمه وبدأ يتحكم فيه)، فهذا:
يخالف الحديث: «رفع القلم عن ثلاث: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يبلغ، وعن المجنون حتى يعقل»، ولم يذكر من سيطر عليه الجنّي.
يكون أيوب عليه السلام قد تلبسه الشيطان: {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ} [ص:41]، وهذا لا يكون.
الخلاصة
هناك من فسرها بالتلبس وفي المسألة خلاف بين العلماء، ولكن الدكتور طارق السويدان حسم رأيه بأنه: (لا يمكن أن يتلبس الجن بالإنس، ولا يملك أي سلطان إلا الوسوسة، والقرآن الكريم كرر ذلك كثيرًا).
وفي الختام: لا تنس مشاركة هذه المقالة مع الأصدقاء.
كما يمكنك الاستفادة والاطلاع على المزيد من المقالات:
الملائكة مخلوقة من نور والجان من نار: قال النبي ﷺ قال: «خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم مما وصف لكم»، وذلك في قوله تعالى: إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ». الجن مكلفون أما الملائكة فغير مكلفين.
من هم الملائكة؟
الملائكة عالم كامل قائم بذاته، مخلوقة من نور، لا يعصون الله ما أمرهم،
الملائكة ليسوا شكلًا واحدًا كما البشر، بل يختلفون من خلال:
القدرة على التشكل: يحدثنا الله عن جبريل لما جاء السيدة مريم فيقول: { فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا} [مريم:17]. أجنحتهم: {الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاء إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}، وفي الحديث أن جبريل عليه السلام له (600) جناح. أحجامهم: أول ما جاء جبريل إلى النبي ﷺ في حراء جاءه على صورة بشر، وفي طريقه من حراء إلى مكة ناداه فرآه قد سدّ السماء وملأ ما بين المشرق والمغرب.
من هم الجن؟
عالم الجن عالم عظيم، وهم مخلوقات تغيب عنا ولا نشاهدها، ولهم صفات وقدرات تختلف عنا. مخلوقة من نار.
ما صفات الجن؟
خلقوا من نار وخلقنا من طين: {خَلَقَ الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ (14) وَخَلَقَ الْجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ} [الرحمن:14-15]. يروننا ولا نراهم: {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ} [الأعراف:27]. ليس لهم سيطرة علينا إلا الوسوسة:
ما أصناف الجن؟
منهم المؤمنين والكافرين: فهم مكلفون ومحاسبون مثلنا، وجزاؤهم الجنة أو النار. منهم من يوسوس لنا ومنهم من هو قرين لنا: وحذرنا من فتح أبواب العلاقة مع مفسديهم {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا} [الجن:6]. إبليس: كبير الجن، كلم الله تعالى، صاحب المعصية الأولى وهي الكبر والغرور.
هل ذكر الجن في القرآن الكريم؟
سمى الله سبحانه وتعالى سورة كاملة باسمهم: (سورة الجن).