تعرف على الحزن وأنواعه وأسبابه
الحزن طبيعة إنسانية فطر الله الخلق عليها، وتحصل للإنسان بغير اختياره، فنجده يتأثر ويتألم قلبه على ما يحدث له، وهذه الجبلّة مخلوقة كغيرها من الطبائع التي طُبع عليها البشر: (كالخوف، والغضب، والفرح، والسرور).
اقرأ المزيدكان من عادة قريش إرسال الأطفال الرضع خارج مكة، لعدة أسباب منها:
فكانت تأتي المرضعات من هذه القبائل لتأخذ الرّضّع الجدد، ولم يكونوا يتقاضون أجراً، إذ عزة النفس تمنعهم من أخذ أجرة، لأن الحرة لا تبيع لبنها، لكنهم كانوا يطمحون بمكافأة في نهاية الرضاع.
أم النبي أمنة هي أول من أرضع النبي ﷺ، وقد أرضعته لأيام معدودة، حتى أتت حليمة السعدية.
انتظرت أم النبي ﷺ المرضعات حتى يأتين، فكانت نساء بني سعد على الموعد، وقبيلة بنو سعد من القبائل العربية الأصيلة والفصيحة جداً، فيهم القوة والشرف، وكانت من بينهم حليمة السعدية.
جاءت حليمة مع نساء بني سعد يبحثن عن الرُّضَّع في مكة، يصحبها زوجها، وكانوا من أفقر من أتى إلى مكة، وكان برفقتها ابنتها الشيماء وولدها الرضيع، وكانت من شدة جوعها وفقرها لا يكاد لبنها يكفي هذا الرضيع، وكانوا يركبون على أتانٍ نحيفة مريضة، لا تكاد تسير في الطريق، فكانت تؤخر النسوة اللاتي معها.
بقي رسول الله ﷺ في مضارب بني سعد، إلى أن حدثت قصة شق الصدر، فبينما حليمة وزوجها في الخيمة يهرع إليها ابنها، الذي رضع مع النبي ﷺ، فتسأله ما بك؟ فيجيب: أخي محمد جاءه رجلان فصرعاه، فركضت حليمة وزوجها نحو النبي ﷺ، وإذا هو منتقع اللون.
ونسوق القصة كما أوردها الإمام مسلم في صحيحه: من حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أن رسول الله ﷺ أتاه جبريل عليه السلام وهو يلعب مع الغلمان، فأخذه فصرعه، فشق عن قلبه، فاستخرج القلب، فاستخرج منه علقة، فقال: هذا حظ الشيطان منك، ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم، ثم لأمه، ثم أعاده في مكانه، وجاء الغلمان يسعون إلى أمه، يعني ظئره، فقالوا: إنّ محمداً قد قتل، فاستقبلوه وهو منتقع اللون، قال أنس: وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره.
خافت عليه حليمة فقررت إعادته إلى أمه، فتعجبت آمنة وسألتهم هل حدث شيء لابنها؟ فما زالت بهما حتى أخبراها بحادثة شق الصدر، فعاد رسول الله ﷺ إلى حضن أمه آمنة.
https://www.youtube.com/watch?v=QmOuYoqyXz0&t=3s
كانت جاريةً عند عمه أبا لهب، وهي أول من أرضع النبي عليه الصلاة والسلام غير أمه، وكانت قد أرضعت حمزة عمه قبله، وأرضعت بعده أبا سلمة بن عبد الأسد المخزومي، وأبو سفيان ابن الحارث بن عبد المطلب، ابن عم النبي ﷺ، وقد أسلمت رضي الله عنها، وهي أول من بشر بولادة النبي ﷺ، فكانت من بركة هذا المولود أن أعتقها سيدها أو لهب لما بشرته بولادة النبي محمد ﷺ.
هي المرأة التي كانت قد أرضعت حمزة عم النبي ﷺ، وكانت في زيارة لحليمة السعدية فقامت بإرضاع النبي صلوات الله وسلامه عليه، وبناءاً على هذا فإن حمزة رضي الله عنه يكون أخو النبي في الرضاع من طرفين: من طرف ثويبة الأسلمية، ومن طرف هذه المرأة من بني سعد.
أما ثويبة: فكانت أَمَةً عند عمه أبا لهب، فلما بشرته بقدوم النبي فرح بابن أخيه وأعتقها.
وأما حليمة السعدية: فكانت من قبيلة بني سعد، وكانت في قلة من المال وشظف العيش.
من البركات التي حلّت على حليمة السعدية وزوجها ما ذكرناه سابقاً في طرح البركة في مالها وعيالها، عندما كان النبي لا يزال رضيعاً في مضارب بني سعد.
لكن البركة الأعظم المتحصلة من إرضاع حليمة لرسول الله عندما بعث النبي ﷺ، ودعا الناس إلى عبادة الواحد الديان، فعمت البركة كل قبيلة هوازن، عندما وقعو أسرى بيد رسول الله ﷺ.
يروي الحادثة عبد الله بن عمرو فيقول: كنا مع رسول الله ﷺ بحنين، فلما أصاب من هوازن ما أصاب من أموالهم وسباياهم أدركه وفد هوازن بالجعرانة وقد أسلموا، فقالوا:
وهذا من بركة إرضاع حليمة السعدية لرسول الله ﷺ، إذ منّ الله على قومها بإعتاقهم من الأسر، ثم دخولهم الإسلام فيما بعد.
وفي الختام: لا تنس مشاركة هذه المقالة مع الأصدقاء
كما يمكنكم الاستفادة والاطلاع على المزيد من المقالات:
وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم و هجرة الرسول إلى المدينة
و قصة ابن صياد مع النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة
أرشيف ملتقى أهل الحديث
السنن الكبرى للبيهقي
روضة الفيحاء في أحكام النساء، ياسين الخطيب
لم تكن المرضعات يقبلن أخذ أجرة لقاء إرضاع الأطفال لأن عزة النفس تمنعهم من بيع لبنهم، لكن المرضعات كن يطمعن بأعطيات وهدايا والد الطفل خلال فترة الرضاع، أو بعد الانتهاء من العمل، غير أنّ رسول الله كان يتيماَ، فقد مات والده وهو في بطن أمه، فمن سيعطي هذه المرضعة ما تطمح له؟
نعم فقد ثبت في كتب السير أن رسول الله قد رضع في مضارب بني سعد في خيمة حليمة السعدية، وهي من أرضعته.
كان من عادة قريش إرسال الأطفال الرضع خراج مكة، لعدة أسباب منها:
1. أنّ مكة مدينة يأتيها الحجاج من كل مكان، فهي عرضة لانتشار الأمراض، فكانوا يخرجون أطفالهم إلى الصحراء لنظافتها، فكان من ينشأ في الصحراء ينشأ سليماً قوي البنية.
2. تعويد الأطفال على خشونة العيش، وتربيتهم على الشدة.
3. الحرص على تلقي أولادهم اللغة العربية الفصحى، لأن الأعراب هم أهل اللغة، وذلك أن مكة يأتيها الناس للحج، فربما يلحن بعضهم بالكلام.
أول من أرضعه أمه آمنة.
ثم ثويبة الأسلمية جارية عمه أو لهب.
ثم حليمة السعدية.
امرأة من بني سعد غير حليمة السعدية.