النبي محمد “ونسبه: إثبات الحقائق وتقدير العديد من الاختلافات التاريخية”
هو النبي العربي، الأبطحي الحرمي، القرشي الهاشمي، نخبة بني هاشم، المختار المنتخب من خير بطون…
Read moreكان الرسول ﷺ بشرًا لكنه خير البشر ونموذجًا لهم وأسوة، إنسانًا يعيش مع أصحابه ويتفاعل مع الناس منْ حوله، تصيبه الآلام والمِحن فتدمع عينيه يعش الصبر ويُعلّمه، يتعامل مع الناس بمختلف مستوياتهم فتغير أخلاقه السامية حياتهم وتبدل حالهم، تولّى المولى سبحانه وتعالى وصف حسن خلقه فقال: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}.
كان رسول الله ﷺ مثلًا أعلى لصحابته والناس في الصبر، فهو أحدُ أولي العزم من الرسل الذين ذكرهم الله {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ}، وهم خمسة: (نوح – إبراهيم – موسى – عيسى – محمد عليهم الصلاة والسلام).
وجّهنا لتفويض الأمر واللجوء لله تعالى عند المصيبة: {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}، فكان يقول ﷺ: «من استرجع -قال: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ- عند المصيبة؛ جبر الله مصيبته، وأحسن عُقباه، وجعل له خلفًا صالحًا يرضاه»، ووعد الله الصابرين أجرًا عظيمًا: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ}.
بعد هذا الأذى الشديد جلس متضرّعًا مناجيًا ربه فقال: «اللّهُمّ إلَيْك أَشْكُو ضَعْفَ قُوّتِي، وَقِلّةَ حِيلَتِي، وَهَوَانِي عَلَى النّاسِ، يَا أَرْحَمَ الرّاحِمِينَ! أَنْتَ رَبّ الْمُسْتَضْعَفِينَ وَأَنْتَ رَبّي، إلَى مَنْ تَكِلُنِي؟ إلَى بَعِيدٍ يَتَجَهّمُنِي؟ أَمْ إلَى عَدُوّ مَلّكْتَهُ أَمْرِي؟
إنْ لَمْ يَكُنْ بِك عَلَيّ غَضَبٌ فَلَا أُبَالِي، وَلَكِنّ عَافِيَتَك هِيَ أَوْسَعُ لِي، أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِك الّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ الظّلُمَاتُ وَصَلُحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الدّنْيَا وَالْآخِرَةِ مِنْ أَنْ تُنْزِلَ بِي غَضَبَك، أَوْ يَحِلّ عَلَيّ سُخْطُكَ، لَك الْعُتْبَى حَتّى تَرْضَى، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوّةَ إلّا بِك».
أشدّ أنواع المحن والآلام هو فقدان الولد، والنبي ﷺ عانى من هذه الآلام (6) مرات، فقد كان له ﷺ (7) من الولد:
كلهم توفي بين يديه عدا فاطمة توفيت بعده بستة أشهر، توفي الذكور صغارًا وتوفيت الإناث كبارًا، فصبر ولم يتأفف وفوّض أمره لله تعالى، فما أصبرك يا رسول الله!
لكنه الرسول الإنسان مشاعره فيّاضة، جيء له بابنه إبراهيم وهو رضيع -وصدره يقرقع- يلفظ أنفاسه الأخيرة، فسالت عينا رسول الله ﷺ بالدمع، وقال: «إنّ العين لتدمع، وإنّ القلب ليحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا على فراقك يا إبراهيم لمحزونون».
كان لرسول الله ﷺ مواقف عظيمة ظهر فيها صبره وحلمه، هذا الصبر والحلم غيّر أخلاق الناس من حوله: (يأتيه الرجل يريد الفجور فيدعه، يؤذيه الرجل ثم ينقلب مُحبّا)، بسبب هذا الصبر العظيم والحلم الجميل الذي كان له ﷺ، حتى أثنى عليه ربّه فقال:
{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}.
جاء أعرابي إلى النبي ﷺ وهو جالس بين أصحابه فقال: (يا محمد أعطني من مال الله الذي أعطاك، فإنكم يا قريش قوم تظلمون)، فقام الصحابة يريدون به سوءا فأمرهم أنْ يدعوه ثم أعطاه فقال: هل أحسنت إليك؟ قال: (لا، ولا أجملت)، فأدخله رسول الله ﷺ بيته وزاده حتى أرضاه، فقال: (رضيت وجزاك الله خيرًا من أخ عشيرة).
فاستوقفه رسول الله ﷺ وقال معلّمًا أصحابه: «إنّ مثلي ومثل هذا الأعرابي كمثل رجل كانت له ناقة فشردت عليه، فاتبعها الناس فلم يزيدوها إلاَّ نفورًا، فقال لهم صاحب الناقة:
خلّوا بيني وبين ناقتي، فأنا أرفق بها وأعلم بها، فتوجّه إليها فأخذ لها من قتام -طعام- الأرض ودعاها حتى جاءت واستجابت، وشد عليها رحلها واستوى عليها، وإنّي لو أطعتكم حيث قال ما قال، لدخل النار».
بينما رسول الله ﷺ جالس بين أصحابه إذ جاءه شابّ من الأنصار فقال: (يا رسول الله، أتأذن لي في الزنا؟)، فتغّيرت وجوه القوم فدعاه رسول الله ﷺ وقال:
«هل ترضى الزنى لأمّك؟» قال: لا، قال: «فكذلك الناس لا يرضونه لأمّهاتهم».
«هل ترضى الزنى لأختك؟» قال: لا، قال: «فكذلك الناس لا يرضونه لأخواتهم».
«هل ترضى الزنى لبنتك؟» قال: لا، قال: «فكذلك الناس لا يرضونه لبناتهم».
«هل ترضى الزنى لخالتك؟» قال: لا، قال: «فكذلك الناس لا يرضونه لخالاتهم».
ثم وضع رسول الله ﷺ يده على صدره وقال: «اللهم طهّر قلبه، واغفر ذنبه، وحصّن فرجه»، فلم يكن شيء أبغض إليه منه.
كان الكرم وحسن الضيافة خلقًا من أخلاق العرب، فجاء الإسلام وأصّله فيهم، يقول رسول الله: «منْ كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه»، هذا الإكرام واجب شرعيّ وليس تطوّعًا:
هذا الواجب لكنّ خلق رسول الله ﷺ لم يقف عنده، بل كان ريحًا مرسلة بالخيرات في عطاءه، تصفه أم المؤمنين خديجة لما جاءه الوحي وأتاها خائفًا: (أبشر، فوالله لا يخزيك الله أبدًا، فوالله إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكلّ، وتكسبُ المعدوم، وتقري الضّيف، وتعين على نوائب الحقّ).
كان ﷺ يتفقد أصحابه ويسأل عنهم، حتى أنّه لمّا خرج إلى عزوة تبوك كان معه (30) ألف من أصحابه فتفقدهم فافتقد أبا ذر الغفاري فسأل عنه فقالوا: تخلّف، فقال: «إنْ يكن خيرًا يأتِ به الله»، ونظر ناظر من المسلمين فقال: يا رسول الله هذا رجل يمشى على الطريق،
فقال رسول الله ﷺ: «كن أبا ذر»، فلما تأمله القوم قالوا: “يا رسول الله.. هو والله أبو ذر”، فقال رسول الله ﷺ: «رحم الله أبا ذر يمشى وحده ويموت وحده ويبعث وحده».
كان يحسّن الحسن ويقوّيه، ويقبّح القبيح ويوهيه، ويعرف قدرات كل منهم وعيوبه، فيعطيه من المهام ما يتناسب مع إمكاناته، وكان يباسطهم ويتسامر معهم، ولا يشعر جليسه أنّ أحدًا أكرم عليه منه، ولا يردّ سائلًا إنْ استطاع أنفذ له حاجته، وإلا ردّه بحسن القول، وسع الناس بَسطُه وخُلقه.
كان دائم البِشر، سهل الخُلق، ليّن الجانب، يقول ﷺ: «رحم الله امرئ سمحًا إذا باع، سمحًا إذا اشترى، سمحًا إذا اقتضى»، ليس بعيّاب ولا مدّاح، يتغافل عمّا لا يشتهي، لا يخيّب مؤمله، ترك نفسه من ثلاث: (المراء، ومما لا يعنيه، وذم الناس)،
حدث خلاف بين أبي ذر الغفاري وبلال الحبشي رضي الله عنهما، فغضب أبو ذر وأخذته الغزّة بنفسه فهو سيّد قبيلته فقال لبلال: (يا ابن السوداء)، فغضب رسول الله ﷺ وقال:
«يا أبا ذر أعيّرته بأمّه، إنك امرؤ فيك جاهلية»، هزّت الكلمة أبا ذر رضي الله عنه فانطلق إلى بلال واستلقى على الأرض ووضع خدّه على التراب وقال: (لا أرفع خدّي من التراب حتى تطأ خدي بقدمك)، رفض بلال وتعانق الرجلان رضي الله عنهما.
كان رسول الله ﷺ من أفصح الناس، فهو من قريش ونشأ في بادية بني سعد، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: «فُضِّلتُ على الأنبياء بست: أعطيت جوامع الكلم، ونصرت بالرعب، وأحلت لي الغنائم، وجعلت لي الأرض طهوراً ومسجداً، وأرسلت إلى الخلق كافة، وختم بي النبيون».
قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: «ما كان رسول الله ﷺ يسرد سردكم هذا، ولكن كان يتكلم بكلام بيِّن فصل، يحفظه من جلس إليه».
قال الإمام أحمد بن حنبل: أصول الإسلام على ثلاثة أحاديث:
وفي الختام: شارك هذه المقالة مع الأصدقاء.
كما يمكنك الاستفادة والاطلاع على المزيد من المقالات
السيرة النبوية و كيف كان الرسول يقضي يومه؟
-كان رسول الله ﷺ مثلًا أعلى لصحابته والناس في الصبر.
-وجّهنا لتفويض الأمر واللجوء لله تعالى عند المصيبة.
كان لرسول الله ﷺ مواقف عظيمة ظهر فيها صبره وحلمه، هذا الصبر والحلم غيّر أخلاق الناس من حوله، (يأتيه الرجل يريد الفجور فيدعه، يؤذيه الرجل ثم ينقلب مُحبّا)، بسبب هذا الصبر العظيم والحلم الجميل الذي كان له ﷺ،
كان الكرم وحسن الضيافة خلقًا من أخلاق العرب، فجاء الإسلام وأصّله فيهم، يقول رسول الله: «منْ كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه»، هذا الإكرام واجب شرعيّ وليس تطوّعًا:
الضيافة الواجبة: يوم وليلة.
والجائزة: ثلاثة أيام.
وما كان وراء ذلك: فهو صدقة
كان ﷺ يتفقد أصحابه ويسأل عنهم، كان يحسّن الحسن ويقوّيه، ويقبّح القبيح ويوهيه، ويعرف قدرات كل منهم وعيوبه، فيعطيه من المهام ما يتناسب مع إمكاناته، وكان يباسطهم ويتسامر معهم، ولا يشعر جليسه أنّ أحدًا أكرم عليه منه، ولا يردّ سائلًا إنْ استطاع أنفذ له حاجته، وإلا ردّه بحسن القول، وسع الناس بَسطُه وخُلقه.
كان دائم البِشر، سهل الخُلق، ليّن الجانب،
كان رسول الله ﷺ من أفصح الناس، قالﷺ: «فُضِّلتُ على الأنبياء بست: أعطيت جوامع الكلم، ونصرت بالرعب، وأحلت لي الغنائم، وجعلت لي الأرض طهوراً ومسجداً، وأرسلت إلى الخلق كافة، وختم بي النبيون».